تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> العلمانية بين المد و الجزر

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
خوجة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 12-01-2007
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • خوجة is on a distinguished road
خوجة
عضو فعال
العلمانية بين المد و الجزر
23-02-2007, 08:57 PM
العلمانية الحل الأمثل لمواجهة الاستغلال السياسي للدين
مصطفى عنترة

هل المغرب أصبح مطالبا بالانخراط في العلمانية ضمن إطار عالم يعيش متغيرات متسارعة تتمثل أساسا في الحرب المعلنة ضد "الإسلام الجهادي" وتجفيف منابعه؟ وهل صارت التحولات التي تشهدها قطاعات: الدين، التعليم، الإعلام.. مداخل لإقرار العلمانية بمفهومها الذي يتماشى مع الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمغرب على اعتبار أنها تشكل جسدا ممدودا نحو الحداثة والدمقرطة بمفهومها الشامل كقيم كونية لا يمكن الاستغناء عنها في عالم اليوم؟ وهل النظام السياسي عموما والطبقة السياسية على وجه الخصوص يقبلان بتجشم مخاطر العلمانية؟ ولماذا يصر بعض التيارات الإسلاموية على جعل العلمانية رديفا للإلحاد وما شابه؟ هذه الأسئلة وغيرها تشكل محاور هذه الورقة.

استأثر النقاش الدائر حول العلمانية بعد أحداث الجمعة الدامي ببلادنا باهتمام كبير من طرف أهل "البنية الفوقية"، ذلك أنه كلما شهدت الرقعة الجغرافية الممتدة من المحيط إلى الخيلج أحداثاً إرهابية من طرف دعاة "الإسلام الجهادي"، إلا وزاد الاهتمام بالعلمانية وخرج فأكثر من مجال "المحرمات السياسية" إلى المجال العمومي وغدا يطرح نفسه بقوة على اعتبار أن العلمانية هي آلية من الآليات التي استطاع من خلالها الغرب المتقدم تنظيم تدبير علاقة الديني بالسياسي، فما درجة الاهتمام بهذا الموضوع عندنا في المغرب وأين وصل مستوى النقاش حوله؟

مما لا شك فيه أن الاهتمام بالعلمانية عرف تقدما كبيرا بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، ثم زاد هذا الاهتمام بعد الأحداث الإرهابية التي كانت الدار البيضاء مسرحا لها إلى درجة أن بعض الفعاليات المدنية سواء الفردية أو الجماعية طالبت بدسترة العلمانية، كما أن الملك محمد السادس الذي أحزنته هذه الأفعال الإرهابية أشار بوضوح في إحدى خطبه إلى أن الدين والسياسة في نظام الملكية الدستورية لا يجتمعان إلا في الملك أمير المؤمنين. وقد اعتبر الأمر من لدن المهتمين بالشأن السياسي بالمغرب بمثابة مؤشر على التوجه نحو تنظيم علاقة الدين بالسياسة في المغرب.

ـ التجليــات:
تتسم الدولة المغربية بطابعها العلماني، فبالرغم من كون الدستور ينص على المكانة الدينية للملك داخل النظام السياسي وعلى أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة.. إلخ، فإن الطابع العلماني للدولة يظهر بوضوح في العديد من المجالات نسوق منها على سبيل المثال لا الحصر :

ـ ارتباط التعليم بسياستها العمومية، ذلك أن الدولة حرصت دوما على جعل التعليم تابعا لها واجتهدت في إيجاد التصور الملائم للمدرسة الحديثة والمنفتحة والمتفاعلة مع المحيط الدولي والمتشبثة بمقومات الهوية المغربية.
فالتعليم المزدوج العلماني عرف تطورا كبيرا سيما في القطاع الخاص فيما عرف التعليم الديني بالمقابل تراجعا واضحا.
ـ تراجع الجانب الديني في مدونة الأسرة مقابل تقوية القاعدة القانونية الوضعية، كما أن مذهب مالك المعتمد رسميا في بلادنا يخفف من ثقل القواعد الإسلامية المعمول بها في هذا المجال في اعتبارا لمرونة المذهب المذكور.
ـ منع خلق جمعيات مدنية أو سياسيةعلى أساس ديني أو إثني بنص الدستور وبقراءة نص المنح هذا يظهر بجلاء أنه كتب بروح علمانية. فالسلطة عارضت تأسيس أحزاب إسلامية ، هذه الأحزاب التي شكل الانتظام في إطارها مطمحا للعديد من الحركات والجماعات الإسلامية كما هو شأن حركة التوحيد والإصلاح التي انخرطت في حزب الدكتور الخطيب، وما زال الحصول على الترخيص بتأسيس حزب إسلامي يشكل مسعى وأفق انتظار بالنسبة إلى جماعة العدل والإحسان.. فضلا عن منع الفاعلين الدينيين من التدخل في الشأن السياسي ومنع الفاعلين السياسيين من تعاطي الشأن الديني، إضافة إلى كون السلطة منعت كل الاقتراحات التي كانت تصدر عن بعض الفرق البرلمانية كالمطالبة بمنع تداول الخمور واعتماد يوم الجمعة عطلة رسمية أو رفض أي تعديل في قانون السلطات الصغرى وما شابهها. ـ ازدهار ثقافة "المجتمع الاستهلاكي" البارزة في نمط العيش بالنسبة إلى قطاع واسع داخل المجتمع المغربي مقابل تراجع ملحوظ للقيم الإسلامية. وهذا العامل ساهمت في تشجيعه وسائل الاتصال المتعددة بدءا من الهاتف النقال إلى الانترنيت.
ـ الاهتمام بالثقافة الأمازيغية والبحث عن الآليات الكفيلة بإدماجها داخل مختلف مؤسسات الدولة ومناحي الحياة. فهذا الاهتمام من شأنه أن يساهم في تكريس التعددية الثقافية واللغوية في اتجاه إقرارها في دستور المملكة باعتبارها واقعا تشهد عليه عوامل تاريخية، بيئية وأنتربولوجية.. وهو اعتراف لا وجود له في الوثيقة الدستورية الحالية.
-أيضا تزايد الاهتمام باليهود المغاربة إعلاميا وسياسيا، ذلك أن خروجهم في المسيرة الشعبية السلمية المنظمة بالدار البيضاء للتنديد بما وقع خلال 16 مايو الدامي من أعمال إرهابية، وكذا تسليط الضوء على احتفالاتهم في بعض المناسبات الدينية.. هما بمثابة عاملين قد يساعدان على تكريس هذه التعددية سواء الثقافية أو الدينية، فضلا عن عدم التشدد أمام موجات اعتناق المسيحية التي أصبحت قبلة لفئة واسعة من الشباب المغربي علما بأن السلطات كانت تعتقل بالأمس القريب كل من اعتنق المسيحية، وهذا الأمر كان يشكل نقطة سوداء في تقارير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان ببلادنا.

ـ التطــور :
تميزت سنوات الستينات من القرن الماضي بسيادة مجموعة من الإجراءات ذات "سمت" علماني نظرا لتأثير المناخ الدولي زمن الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي على الساحة الوطنية التي لم تعرف وقتها حسم الصراع بين الحركة الوطنية والمؤسسة الملكية لفائدة هذه الأخيرة. فدستور عام 1962 عرف مضمونه استحسانا من قبل جل فقهاء القانون الدستوري، إذ إن الفصل التاسع عشر تم إدراجه في دستور المملكة باقتراح من عبد الكريم الخطيب وعلال الفاسي للتأكيد على الطابع الإسلامي للدولة.. فالحكم في المغرب عرف جيدا كيف يتكيف مع المناخ الإقليمي والعالمي المتسم بطغيان الأفكار الاشتراكية والقومية، لكن سنوات السبعينات من القرن الماضي ستشهد بروز عدة أحداث فرضت على الدولة اتخاذ إجراءات ذات منحى تقليداني، إذ تم اكتشاف منافع الفصل التاسع عشر الذي أصبح المفتاح لحل كل الإشكالات التي تعترض طريق النظام خاصة بعد إعادة هيكلة الحقل السياسي لفائدة نظام الحسن الثاني. ففي هذه المحطة برزت حركة إسلامية، بدعم منه طبعا، قصد ضرب الحركة اليسارية التقدمية. وقد ظهر هذا الأمر بجلاء بعد اغتيال الاتحادي عمر بن جلون على يد عناصر تنتمي إلى الشبيبة الإسلامية، قامت بتنفيذ المخطط المرسوم لها..
مما لا شك فيه أن المناخ الدولي، اليوم، يتميز بهاجس طغيان المقاربة الأمريكية في مواجهة حركات "الإسلام الجهادي"، بل وبالضغط على الدولة بوسائل متعددة قصد إرغامها على الانخراط في هذه الاستراتيجية العالمية. وهذا الإنخراط يبدأ من وضع ترسانة قانونية لمكافحة الإرهاب وينتهي بتنظيم علاقة الديني والسياسي. وقد أوجدت "الامبراطورية الأمريكية" مشروعا يلزم دول "الشرق الأوسط الكبير" باتخاذ مجموعة من الإجراءات الهامة الهادفة إلى وضع هذه الدولة على سكة قطار الدمقرطة وفق تصورها (أي الولايات المتحدة الأمريكية).
والأكيد أن تنظيم العلاقة بين الدين والسياسة حاضر بقوة في الاستراتيجية الأمريكية على اعتبار أن غالبية الأنظمة المتواجدة في الرقعة الممتدة من المحيط إلى الخليج تفتقد الشرعية الديمقراطية وبالتالي تعمد إلى جعل الدين كأحد مصادر شرعيتها.
فاحتكار الدين وتوظيفه لخدمة سياستها كان ضمن العوامل التي أدت إلى بروز تيارات إسلامية طامحة إلى نزع هذه الشرعية لفائدتها أي أنها هي من يحق لها تمثيل الإسلام في صورته الحقيقية.
الظاهر، اليوم، أن مجموع الإجراءات التي تسير في اتجاه إعادة تدبيرالحقل الديني توضع بخلفية استباق الأحداث، حيث يظهر المغرب من خلالها- كما حصل في مدونة الأسرة على سبيل المثال- من البلدان التي ما فتئت الولايات المتحدة الأمريكية تنوه بها وتحثها على مواصلة السير على هذا النهج. أكثر من ذلك أن العلمانية مبنية على العقل والعلم، وليس لها مفهوم للدين كما يحلو لبعض الجهلة تفسيرها به، وهي خيار لا مفر منه من أجل الحد من مخاطر التوظيف السياسي للدين خاصة في الأقطار التي تعرف تعددية دينية كالمغرب أو مصر على سبيل المثال. فسمات الدولة الحديثة أنها دولة علمانية، هذا طبعا دون إغفال القيم والفلسفة السائدة في تربيتها.
صحيح أن المغرب لم يصل بعد إلى مستوى من النضج يسمح له بإقرار الدهرية أو العلمانية، لكن الأحداث الإرهابية التي ذاق مرارتها في النصف الثاني من شهر ماي عام 2003 من شأنها أن تساعد أكثر على توفير التربة السليمة لتشجيع هذا المنحى الحداثي.
لكن هناك من يرى أن السياسة الدينية الممارسة اليوم تتميز بكونها:
أولا، تجعل الملك -أمير المؤمنين- في موقع من يدير كل ما له علاقة بالمقدس بدءا من رعاية الأولياء والأضرحة إلى الجماعات الإسلامية، الرسمية والمعارضة على حد سواء،
ثانيا، تجعل الملك فوق الصراعات السياسية، بل والدينية أيضا،
ثالثا، تجعل الملك يحتكر المجال الديني كما يراه هو لا كما يراه منافسوه إن وجدوا، إذ نجده يمنع بقوة القانون ممارسة الشعائر الدينية في بعض الأماكن، كما نجده يمنع خوصصة المقدس، حريصا على أن تبقى جماعات الإسلام السياسي تبقى منحصرة في إطار ظهير الحريات العامة.. فدين الدولة هو الإسلام، والمالكية هي مذهبها، والملك هو الضامن لدوامها واستمرارها وهو حامي حمى دينها،
رابعا، جعل الدين الإسلامي عبارة عن شعائر أي مجموعة من العبادات الشخصية وليس مصدرا للتشريع، بمعنى مجموعة من القوانين المنظمة لسلوك السلطة السياسية.
فهذه السمات تجعل السياسة الدينية عندنا تتميز بطابع خاص مرتبط بثقافة وقيم وتاريخ المغرب العميق، فهي تأخذ من "فرنسا اللائكية" بعض الجوانب الهامة كاحتكار الدولة على سبيل المثال لعملية تدبير الحياة الدينية وجعل الدين في خدمة الدولة وليس العكس، لكنها تبقي على إمارة المؤمنين التي تميز خصوصية نسق الحكم ببلادنا إلخ. وهذا ما يجعل البعض يقر بوجود إسلام ينعت بكونه "إسلاما علمانيا" للدولة.
إن من شأن التحولات العميقة التي يشهدها العالم في الألفية الثالثة أن تسير في اتجاه التخفيف من الثقل الديني في ممارسة أنظمة "الشرق الأوسط الكبير" حسب مفهوم الأمريكان، وهذا الأمر سيكون عاملا لفائدة انتصار منطق الدولة الحداثية.
  • ملف العضو
  • معلومات
خوجة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 12-01-2007
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • خوجة is on a distinguished road
خوجة
عضو فعال
رد: العلمانية بين المد و الجزر
02-03-2007, 08:59 AM
العلمانية والحياة
على المستوى الإجتماعي او العلاقات البشرية فإن العلمانية تقوم على أن لا تحكم المعتقدات الدينية العلاقات الإجتماعية وطريقة حل أفراد المجتمع الخلافات الإجتماعية. فعلى سبيل المثال، يضع المسلم في حسبانه احتساب الأجر من عند الله عندما يعود أخاه المسلم المريض بالإضافة إلى رفع روحة المعنوية . بينما يكون الدافع في عيادة المريض في المجتمع العلماني هو رفع روح المريض المعنوية لمساعدته على التشافي بوقت أسرع دون النظر للثواب الأخروي بالضرورة. وقد اتسع المجال الدلالي للكلمة على يد جون هوليوك (1817-1906م) والذي عرف العلمانية بأنها: "الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية دون التصدي لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض".

ومن جانب إداري، تحرص الدول العلمانية على فصل الدين عن تشريع الدولة وإدارة العملية القضائية بقوانين بشرية عوضاً عن التشريعات السماوية سواء كانت مسيحية أو إسلامية أو خلافهما. فنجد ان الولايات المتحدة تمنع تدريس المواد الدينية في مدارسها العامة لتعارض تدريس تلك المواد مع الدستور الأمريكي العلماني الداعي لفصل الدين عن الدولة. ويطلق الكثير من معارضي العلمانية وخاصّة المتدينون لقب "الكفّار" على العلمانيين لمناداتهم بنظام إداري علماني بينما يصّر بعض العلمانيون أنهم مسلمون أو مسيحيون لبّاً وقالباً في كنائسهم ومساجدهم ولكن ليس في ردهات المحاكم وعند إقرار التشريعات أو إختيار حاكم للبلد.

ويستشهد العلمانيون بأوروبا في العصور الوسطى بفشل النظام الشمولي لما بلغت إليه أوروبا من تردي عندما حكمت الكنيسة أوروبا وتعسّفها تجاه كل صاحب فكر مغاير لها. ولذلك فهم يرتئون أن الكنيسة لا يجب أن تخرج من نطاق جدران الكنيسة لتتحكم في قوانين الميراث والوقوف في وجه النهضة العلمية ونعتها بالسحر إبّان العصور الوسطى. كما يستشهدون بانتهاء دولة الخلافة الاسلامية بعد حكم أربعة خلفاء فقط وانتقال الدولة الاسلامية إلى نظام ملكي شمولي، والتمييز ضد غير المسلمين تحت حكم الدول الإسلامية المتعاقبة، وتطور الدولة الاسلامية وصولا إلى الدولة العثمانية وانهيارها أمام الفكر العلماني لكمال أتاتورك ،ويستدل العلمانيين ببطلان هذا التصور بأن معظم العلماء المسلمين البارزين كانوا يستخدمون الموسيقى في العلاج وكان بعضهم من هواة الموسيقى كالرازي الذي كان عازفا على العود وأيضا فالخوارزمي كان هاويا في الموسيقى ،إذن فظهور العلم عند المسلمين كان على يد الفساق لأن الموسيقى في الإسلام فسق ،كما أنه عندما كانت العلوم تسير قدما نحو الأمام عند المسلمين كان الدين يكافح للحفاظ بولاء الطبقات المتعلمة وأدى النزاع الذي قام بين الدين والعلم إلى تشكيك الكثيرين في عقائد الدين، بل إنه دفع بعضهم إلى الإلحاد والكفر (قصة الحضارة -> عصر الإيمان -> الحضارة الإسلامية -> عظمة المسلمين واضمحلالهم -> الغزالي والنهضة الدينية)لهذا يعتبر العلمانيين أن العلم الذي ظهر في الحضارة الإسلامية إنما هو حجة في صالح اللادينيين وليس في صالح المسلمين . بينما ينادي خصوم العلمانية ببطلان تلك الحجة والإستدلال بالنهضة العلمية وإنتشار الفلاسفة والأطباء العرب وعلماء الفلك في عهد الخلافة الأموية وما لحقها من خلافات والتي كانت تستند على القرآن كمصدر لإدارة شؤون الخلافة الإسلامية ،ويكون رد العلمانيين هو أنّ الأطباء العرب وعلى رأسهم ابن سينا والرازي كانوا يستخدمون الموسيقى في العلاج وهذا بذاته يتضارب مع أحاديث كثيرة منها "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم" وفيه دلالة على بطلان الأستدلال بالقرآن والسنة في مسألة العلاج ،أما الفلاسفة المسلمين فمنهم الكثير استباحوا الموسيقى كالغزالي مثلا ،لكن العلمانيين يرون أن الحجة هنا لا تزال قائمة لأن معظم كبار علماء المسلمين كانوا فسقة يعشقون الموسيقى أو متخصصين فيها ويتحدون أي شخص يثبت عكس ذلك.


[تحرير] العلمانية وشموليتها
تميز بعض الكتابات بين نوعين من العلمانية: الجزئية والشاملة.


[تحرير] العلمانية الجزئية
هي رؤية جزئية للواقع لا تتعامل مع الأبعاد الكلية والمعرفية، ومن ثم لا تتسم بالشمول. وتذهب هذه الرؤية إلى وجوب فصل الدين عن عالم السياسة، وربما الاقتصاد وهو ما يُعبّر عنه بعبارة "فصل الدين عن الدولة"، ومثل هذه الرؤية الجزئية تلزم الصمت حيال المجالات الأخرى من الحياة، ولا تنكر وجود مطلقات أو كليات أخلاقية أو وجود غيبيّات وما ورائيات، ويمكن تسميتها"العلمانية السياسية" أو "العلمانية الأخلاقية" أو "العلمانية الإنسانية".


] العلمانية الشاملة
وهي رؤية شاملة للواقع تحاول بكل صرامة تحييد علاقة الدين والقيم المطلقة والغيبيّات في كل مجالات الحياة. ويتفرع عن هذه الرؤية نظريات ترتكز على البعد المادي للكون وأن المعرفة المادية المصدر الوحيد للمعرفة وأن الإنسان يغلب عليه الطابع المادي لا الروحي، ويطلق عليها أيضاً "العلمانية الطّبيعية المادية" (نسبة للطّبيعة والمادة).

ويعتبر الفرق ما بين العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة هو الفرق بين مراحل تاريخية لنفس الرؤية، حيث اتسمت العلمانية بمحدوديتها وانحصارها في المجالين الاقتصادي والسياسي حين كانت هناك بقايا قيم مسيحية إنسانية، ومع التغلغل الشديد للدولة ومؤسساتها في الحياة اليومية للفرد انفردت الدولة العلمانية بتشكيل رؤية شاملة لحياة الإنسان بعيدة عن الغيبيّات ، وأعتبر بعض الباحثين العلمانية الشاملة هي تجلي لما يطلق عليه "هيمنة الدولة على الدين".


] مراحل العلمانية
مرّت العلمانية الشاملة بثلاث مراحل أساسية:


] مرحلة التحديث
اتسمت هذه المرحلة بسيطرة الفكر النفعي على جوانب الحياة بصورة عامة، فلقد كانت الزيادة المطردة من الإنتاج هي الهدف النهائي من الوجود في الكون، و لذلك ظهرت الدولة القومية العلمانية في الداخل و الاستعمار الأوروبي في الخارج لضمان تحقيق هذه الزيادة الإنتاجية. واستندت هذه المرحلة إلى رؤية فلسفية تؤمن بشكل مطلق بالمادية وتتبنى العلم والتكنولوجيا المنفصلين عن القيمة، وانعكس ذلك على توليد نظريات أخلاقيّة ومادية تدعو بشكل ما لتنميط الحياة، وتآكل المؤسسات الوسيطة مثل الأسرة.


] مرحلة الحداثة
وهي مرحلة انتقالية قصيرة استمرت فيها سيادة الفكر النفعي مع تزايد وتعمق أثاره على كافة أصعدة الحياة، فلقد واجهت الدولة القومية تحديات بظهور النزعات العرقية، وكذلك أصبحت حركيات السوق (الخالية من القيم) تهدد سيادة الدولة القومية، واستبدل الاستعمار العسكري بأشكال أخرى من الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي، واتجه السلوك العام نحو الاستهلاكية الشرهة.


] مرحلة ما بعد الحداثة
في هذه المرحلة أصبح الاستهلاك هو الهدف النهائي من الوجود ومحركه اللذة الخاصة، واتسعت معدلات العولمة لتتضخم مؤسسات الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية الدولية وتتحول القضايا العالمية من الاستعمار والتحرّر إلى قضايا البيئة والإيدز وثورة المعلومات، وتضعف المؤسسات الاجتماعية الوسيطة مثل الاسرة، لتحل محلها تعريفات جديدة للأسرة مثل رجلان وأطفال أو امرأة وطفل أو امرأتان وأطفال…، كل ذلك مستنداً على خلفية من غياب الثوابت المعايير الحاكمة لأخلاقيات المجتمع والتطور التكنولوجي الذي يتيح بدائل لم تكن موجودة من قبل في مجال الهندسية الوراثية.
يتبع....
  • ملف العضو
  • معلومات
خوجة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 12-01-2007
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • خوجة is on a distinguished road
خوجة
عضو فعال
رد: العلمانية بين المد و الجزر
02-03-2007, 09:08 AM
العلمانية والحياة
على المستوى الإجتماعي او العلاقات البشرية فإن العلمانية تقوم على أن لا تحكم المعتقدات الدينية العلاقات الإجتماعية وطريقة حل أفراد المجتمع الخلافات الإجتماعية. فعلى سبيل المثال، يضع المسلم في حسبانه احتساب الأجر من عند الله عندما يعود أخاه المسلم المريض بالإضافة إلى رفع روحة المعنوية . بينما يكون الدافع في عيادة المريض في المجتمع العلماني هو رفع روح المريض المعنوية لمساعدته على التشافي بوقت أسرع دون النظر للثواب الأخروي بالضرورة. وقد اتسع المجال الدلالي للكلمة على يد جون هوليوك (1817-1906م) والذي عرف العلمانية بأنها: "الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية دون التصدي لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض".

ومن جانب إداري، تحرص الدول العلمانية على فصل الدين عن تشريع الدولة وإدارة العملية القضائية بقوانين بشرية عوضاً عن التشريعات السماوية سواء كانت مسيحية أو إسلامية أو خلافهما. فنجد ان الولايات المتحدة تمنع تدريس المواد الدينية في مدارسها العامة لتعارض تدريس تلك المواد مع الدستور الأمريكي العلماني الداعي لفصل الدين عن الدولة. ويطلق الكثير من معارضي العلمانية وخاصّة المتدينون لقب "الكفّار" على العلمانيين لمناداتهم بنظام إداري علماني بينما يصّر بعض العلمانيون أنهم مسلمون أو مسيحيون لبّاً وقالباً في كنائسهم ومساجدهم ولكن ليس في ردهات المحاكم وعند إقرار التشريعات أو إختيار حاكم للبلد.

ويستشهد العلمانيون بأوروبا في العصور الوسطى بفشل النظام الشمولي لما بلغت إليه أوروبا من تردي عندما حكمت الكنيسة أوروبا وتعسّفها تجاه كل صاحب فكر مغاير لها. ولذلك فهم يرتئون أن الكنيسة لا يجب أن تخرج من نطاق جدران الكنيسة لتتحكم في قوانين الميراث والوقوف في وجه النهضة العلمية ونعتها بالسحر إبّان العصور الوسطى. كما يستشهدون بانتهاء دولة الخلافة الاسلامية بعد حكم أربعة خلفاء فقط وانتقال الدولة الاسلامية إلى نظام ملكي شمولي، والتمييز ضد غير المسلمين تحت حكم الدول الإسلامية المتعاقبة، وتطور الدولة الاسلامية وصولا إلى الدولة العثمانية وانهيارها أمام الفكر العلماني لكمال أتاتورك ،ويستدل العلمانيين ببطلان هذا التصور بأن معظم العلماء المسلمين البارزين كانوا يستخدمون الموسيقى في العلاج وكان بعضهم من هواة الموسيقى كالرازي الذي كان عازفا على العود وأيضا فالخوارزمي كان هاويا في الموسيقى ،إذن فظهور العلم عند المسلمين كان على يد الفساق لأن الموسيقى في الإسلام فسق ،كما أنه عندما كانت العلوم تسير قدما نحو الأمام عند المسلمين كان الدين يكافح للحفاظ بولاء الطبقات المتعلمة وأدى النزاع الذي قام بين الدين والعلم إلى تشكيك الكثيرين في عقائد الدين، بل إنه دفع بعضهم إلى الإلحاد والكفر (قصة الحضارة -> عصر الإيمان -> الحضارة الإسلامية -> عظمة المسلمين واضمحلالهم -> الغزالي والنهضة الدينية)لهذا يعتبر العلمانيين أن العلم الذي ظهر في الحضارة الإسلامية إنما هو حجة في صالح اللادينيين وليس في صالح المسلمين . بينما ينادي خصوم العلمانية ببطلان تلك الحجة والإستدلال بالنهضة العلمية وإنتشار الفلاسفة والأطباء العرب وعلماء الفلك في عهد الخلافة الأموية وما لحقها من خلافات والتي كانت تستند على القرآن كمصدر لإدارة شؤون الخلافة الإسلامية ،ويكون رد العلمانيين هو أنّ الأطباء العرب وعلى رأسهم ابن سينا والرازي كانوا يستخدمون الموسيقى في العلاج وهذا بذاته يتضارب مع أحاديث كثيرة منها "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم" وفيه دلالة على بطلان الأستدلال بالقرآن والسنة في مسألة العلاج ،أما الفلاسفة المسلمين فمنهم الكثير استباحوا الموسيقى كالغزالي مثلا ،لكن العلمانيين يرون أن الحجة هنا لا تزال قائمة لأن معظم كبار علماء المسلمين كانوا فسقة يعشقون الموسيقى أو متخصصين فيها ويتحدون أي شخص يثبت عكس ذلك.


[تحرير] العلمانية وشموليتها
تميز بعض الكتابات بين نوعين من العلمانية: الجزئية والشاملة.


[تحرير] العلمانية الجزئية
هي رؤية جزئية للواقع لا تتعامل مع الأبعاد الكلية والمعرفية، ومن ثم لا تتسم بالشمول. وتذهب هذه الرؤية إلى وجوب فصل الدين عن عالم السياسة، وربما الاقتصاد وهو ما يُعبّر عنه بعبارة "فصل الدين عن الدولة"، ومثل هذه الرؤية الجزئية تلزم الصمت حيال المجالات الأخرى من الحياة، ولا تنكر وجود مطلقات أو كليات أخلاقية أو وجود غيبيّات وما ورائيات، ويمكن تسميتها"العلمانية السياسية" أو "العلمانية الأخلاقية" أو "العلمانية الإنسانية".


] العلمانية الشاملة
وهي رؤية شاملة للواقع تحاول بكل صرامة تحييد علاقة الدين والقيم المطلقة والغيبيّات في كل مجالات الحياة. ويتفرع عن هذه الرؤية نظريات ترتكز على البعد المادي للكون وأن المعرفة المادية المصدر الوحيد للمعرفة وأن الإنسان يغلب عليه الطابع المادي لا الروحي، ويطلق عليها أيضاً "العلمانية الطّبيعية المادية" (نسبة للطّبيعة والمادة).

ويعتبر الفرق ما بين العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة هو الفرق بين مراحل تاريخية لنفس الرؤية، حيث اتسمت العلمانية بمحدوديتها وانحصارها في المجالين الاقتصادي والسياسي حين كانت هناك بقايا قيم مسيحية إنسانية، ومع التغلغل الشديد للدولة ومؤسساتها في الحياة اليومية للفرد انفردت الدولة العلمانية بتشكيل رؤية شاملة لحياة الإنسان بعيدة عن الغيبيّات ، وأعتبر بعض الباحثين العلمانية الشاملة هي تجلي لما يطلق عليه "هيمنة الدولة على الدين".


] مراحل العلمانية
مرّت العلمانية الشاملة بثلاث مراحل أساسية:


] مرحلة التحديث
اتسمت هذه المرحلة بسيطرة الفكر النفعي على جوانب الحياة بصورة عامة، فلقد كانت الزيادة المطردة من الإنتاج هي الهدف النهائي من الوجود في الكون، و لذلك ظهرت الدولة القومية العلمانية في الداخل و الاستعمار الأوروبي في الخارج لضمان تحقيق هذه الزيادة الإنتاجية. واستندت هذه المرحلة إلى رؤية فلسفية تؤمن بشكل مطلق بالمادية وتتبنى العلم والتكنولوجيا المنفصلين عن القيمة، وانعكس ذلك على توليد نظريات أخلاقيّة ومادية تدعو بشكل ما لتنميط الحياة، وتآكل المؤسسات الوسيطة مثل الأسرة.


] مرحلة الحداثة
وهي مرحلة انتقالية قصيرة استمرت فيها سيادة الفكر النفعي مع تزايد وتعمق أثاره على كافة أصعدة الحياة، فلقد واجهت الدولة القومية تحديات بظهور النزعات العرقية، وكذلك أصبحت حركيات السوق (الخالية من القيم) تهدد سيادة الدولة القومية، واستبدل الاستعمار العسكري بأشكال أخرى من الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي، واتجه السلوك العام نحو الاستهلاكية الشرهة.


] مرحلة ما بعد الحداثة
في هذه المرحلة أصبح الاستهلاك هو الهدف النهائي من الوجود ومحركه اللذة الخاصة، واتسعت معدلات العولمة لتتضخم مؤسسات الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية الدولية وتتحول القضايا العالمية من الاستعمار والتحرّر إلى قضايا البيئة والإيدز وثورة المعلومات، وتضعف المؤسسات الاجتماعية الوسيطة مثل الاسرة، لتحل محلها تعريفات جديدة للأسرة مثل رجلان وأطفال أو امرأة وطفل أو امرأتان وأطفال…، كل ذلك مستنداً على خلفية من غياب الثوابت المعايير الحاكمة لأخلاقيات المجتمع والتطور التكنولوجي الذي يتيح بدائل لم تكن موجودة من قبل في مجال الهندسية الوراثية.
يتبع....
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو حيدر
أبو حيدر
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 08-01-2007
  • الدولة : الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية
  • المشاركات : 2,603
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • أبو حيدر is on a distinguished road
الصورة الرمزية أبو حيدر
أبو حيدر
شروقي
رد: العلمانية بين المد و الجزر
04-03-2007, 07:31 PM
[QUOTE=خوجة;3929]العلمانية والحياة
من الان و صاعدا ضع الرابط فقط :D
ساضعه مكانك هذه المرة:D :D :D
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%...86%D9%8A%D8%A9

إذا شئتَ أن تحيا سليماً من الأذى ** وذنبك مغفورٌ، وعِـرضُـك صَيِّنُ

لسـانُـكَ لا تـذكـر به عـورة امـرئٍ ** فـكُـلُّـكَ عـوراتٌ وللناس ألسنُ

وعـيـنـكَ إن أبـدتْ إليـكَ مـساوئاً ** فَصُنْها وقُلْ: يا عينُ للناس أعينُ

وعاشِر بمعروفٍ وسامح من اعتدى ** وفارقْ ولكن بالتي هي أحسنُ
  • ملف العضو
  • معلومات
khalid
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 03-01-2007
  • المشاركات : 145
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • khalid is on a distinguished road
khalid
عضو فعال
رد: العلمانية بين المد و الجزر
23-12-2007, 08:42 PM
:) يسألونك عن الإخوان المسلمين: من هم ؟ وكيف نواجههم ؟ د. أحمد صبحي منصور مقدمة 1 ـ كل المصريين يعرفون السيد البدوي وإبراهيم الدسوقي وأبو الحسن الشاذلي وأبو العباس المرسى .. الخ ، ومعظم المصريين يعتبرونهم أولياء مقدسين. الذي لا يعرفه معظم المصريين إن السيد البدوي ورفاقه كانوا في الحقيقة زعماء لتنظيم سرى لقلب نظام الحكم في مصر منذ سبعة قرون ، وقد امتد هذا التنظيم من مكة إلى العراق والمغرب واتخذ قاعدته في مصر، واعتمد هذا التنظيم سياسة النفس الطويل في تربية الإتباع وإعداد القادة ، وبعد قرن تقريبا كان البدوي والرفاعى والدسوقي والشاذلي والمرسى هم قادة المرحلة الأخيرة من التنظيم، فلما فشلوا في قلب نظام الحكم بقوا حتى الآن في العقيدة لمصرية كبار الأولياء الصوفية المقدسين حسبما كانوا يقدمون أنفسهم للناس. الذي لا يعرفه معظم المصريين إن كلا منهم كان له اسمه الحقيقي المختلف عن اسمه الحركي ، وكانت لهم شفرة للاتصالات ، وعندما فشلوا في إقامة دولتهم انتقموا من الدولة المملوكية القائمة بإحراق كل الكنائس المصرية ـ ما عدا الكنيسة المعلقة ـ في وقت واحد من الإسكندرية إلى القاهرة إلى أسوان ، وبطريقة واحدة . 2 ـ هذا ما أثبته في كتابي "السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة " الصادر سنة 1982 ، وقد نبهت في خاتمة الكتاب على التشابه بين حركة الإخوان المسلمين وتلك الحركة التي قامت منذ سبعة قرون وفشلت سياسيا ولكن لا تزال آثارها الدينية قائمة ، ودعوت إلى إصلاح الفكر الديني للمسلمين ومناقشة التراث حتى لا يؤمن به الشباب وتسيل الدماء. كالعادة لم يلتفت أحد لتحذيري وبعد عشر سنوات تقريبا من صدور الكتاب والضجة التي صاحبته دخلت مصر في مواجهة بين الإرهابيين والأمن لا تزال مستمرة. أثناء حركة البدوي كان العالم الاسلامى يرزح تحت حكم عسكري ويواجه الاستعمار الصليبي ، والمسيحيون ضحية الصراع الديني المسلم الصليبي. والعرب المسلمون يحلمون بدولة عربية إسلامية قوية بدلا من الحكام المتفرقين . هي نفس الظروف تقريبا التي نعيشها الآن والتي أدت إلى نشأة الإخوان المسلمين . حركة السيد البدوي اعتمدت على النفس الطويل في التربية والإعداد الثقافي والديني ونشر التنظيمات السرية والعلنية، وكذلك يفعل الإخوان المسلمون الآن. هذا التشابه بين الإخوان وحركة البدوي يؤكد أن الإخوان ليسوا مجرد تنظيم سياسي بل هم ثقافة دينية يجرى إعداد المجتمع على مهل للإيمان بها وللتضحية في سبيلها باسم الإسلام وبها يتم تقسيم الوطن والعالم كله إلى معسكرين معسكر الإسلام ومعسكر الكفر لتتحول الحرب المحلية إلى حرب عالمية بدأنا نحس بها الآن بعد الحادي عشر من سبتمبر . 3 ـ الكتابات عن الإخوان لا تغوص في الجذور التاريخية والأصولية. وهذا ما نحول تقديمه في إيجاز في هذه المداخلة . سأضع الموضوع على شكل سؤال وجواب ليكون أكثر تبسيطا. 1) هل الأخوان المسلمون يمثلون الاسلام ؟ بالقطع لا. الاسلام دين ، أى نظرية ومبادىء، وأوامر ونواهى تشمل العقائد والسلوكيات. الاخوان المسلمون فى عقائدهم وسلوكياتهم يتناقضون مع دين الاسلام . أبسط تناقضهم مع الاسلام أن القرآن الكريم يؤكد ان من يستغل الدين لمطامع دنيوية فهو عدو لله تعالى . أى أنهم أعداء الله حين يستخدمون الاسلام مطية للوصول للحكم. 2) هل الاخوان المسلمون يمثلون المسلمين ؟ بالقطع لا. المسلمون الآن ثلاث طوائف كبرى : سنة وشيعة وصوفية. بالاضافة الى طوائف صغرى كثيرة كالقرآنيين والاباضية والبهائية والمعتزلة. ينتمى الاخوان المسلمون الى طائفة السنة، وهى أكثر المسلمين تعصبا. 3) هل يمثل الاخوان المسلمون كل الطائفة السنية ؟ بالقطع لا . السنيون أربعة مذاهب مشهورة : الأحناف ، المالكية ، الشافعية ، ثم الحنابلة. الحنابلة هم اشد المذاهب السنية تعصبا. ينتمى الاخوان المسلمون الى المذهب الحنبلى. 4) هل يمثل الاخوان المسلمون كل الحنابلة السنيين ؟ لا . الحنابلة مدارس متنوعة . اكثرهم تشددا مدرسة ابن تيمية. وينتمى الاخوان الى مدرسة ابن تيمية. 5) هل يمثل الاخوان المسلمون مدرسة ابن تيمية ؟ لا. مدرسة ابن تيمية فيها تيارات مختلفة، وأشدها تعصبا الوهابية. والدولة السعودية الراهنة التى أنشأها عبد العزيز آل سعود هى التى أنشأت تنظيم الاخوان المسلمين فى مصر على يد الشيخ رشيد رضا وصديقه الشيخ محب الدين الخطيب وتلميذهما المصرى الشاب حسن البنا سنة 1928 . 6) اذن الاخوان ينتمون الى الوهابية وهى أقلية دينية، فلماذا اكتسبوا كل ذلك النفوذ ؟ بسبب الدولة السعودية التى أنشأت حركة الاخوان المسلمين ، وبتعاونهما معا فى ظل ظروف اقليمية ودولية مواتية اقتنع العالم بأنهم الممثلون للاسلام مع التناقض بين ثقافتهم الدينية وبين الاسلام 7) كيف أنشأ السعوديون الوهابيون حركة الاخوان المسلمين ؟. عبد العزيز آل سعود هو المنشىء للدولة السعودية الثالثة الراهنة فيما بين 1902ـ 1932 بعد استيلائه على الرياض سنة 1902قام بتجميع شباب البدو وتعليمهم الوهابية وتلقينهم ان الجهاد هو تكفير الآخرين وغزوهم واستحلال دمائهم وأموالهم ونسائهم واحتلال أرضهم ، وان كل من ليس وهابيا من المسلمين فهو مشرك ، وكل يهودى ونصرانى فهو كافر، ولا بد من جهاد الجميع. هؤلاء البدو الوهابيون اشتهروا باسم "الاخوان " وكان اسمهم يرعب الجميع فى الجزيرة العربية والشام والعراق بسبب المذابح التى اعتادوا ارتكابها. وبهم استطاع عبد العزيز توسيع ملكه فضم معظم الجزيرة العربية وهزم اليمن وخرب جنوب العراق والأردن واستولى على الحجاز سنة 1926 . أراد الاخوان السعوديون الوهابيون بقيادة زعمائهم فيصل الدويش وابن بجاد وابن حيثيلين استمرار غزو العراق ولكن بريطانيا حذرت عبد العزيز وهددته أن لم يكف الاخوان عن الهجوم على العراق، وبنى البريطانيون حصونا على الحدود لتحمى العراق من هجمات الاخوان. اعتبر الاخوان بناء تلك الحصون الدفاعية فى الاراضى العراقية مانعا لهم من استمرار الجهاد وطالبوا عبد العزيز بالتحرك معهم ضدها فرفض خوفا من البريطانيين، فاتهمه الاخوان بموالاة الكفار " الانجليز ". كان عبد العزيز قد ضم اليه الحجاز بسيوف الاخوان ومذابحهم، وسيطر على موسم الحج والحجاج، فانتهزها فرصة لتكوين تنظيمات اخوانية خارج الجزيرة العربية عوضا عن الاخوان البدو المشاغبين ، ولينشر الوهابية فى بلاد المسلمين مع التركيز على مصر والهند . وعن طريقه تحولت الجمعية الشرعية فى مصر الى الوهابية بدلا عن التصوف، وأنشئت حركة الشبان المسلمين كتنظيم شبه عسكرى نبغ فيه حسن البنا، ثم جماعة أنصار السنة وهى حركة وهابية خالصة يقودها الشيخ الأزهرى حامد الفقى صديق عبد العزيز آل سعود . وفى النهاية أنشئت حركة الاخوان المسلمين بديلا عن اخوان عبدالعزيز وتحمل اسمهم . وكان هدفها المعلن هو التربية الاسلامية ، وهدفها المستتر هو الوصول للحكم لاقامة دولة وهابية. اقامة تلك الجمعيات الوهابية فى مصر قام بها اثنان من الشوام هما رشيد رضا ومحب الدين الخطيب. 8) هذا عن الاخوان المسلمين فى مصر. فماذا حدث للاخوان البدو الوهابيين فى الجزيرة العربية مع عبد العزيز ؟ ثاروا عليه وحاربوه وانتصر عليهم فى معركة السبلة سنة 1929 ، وبعدها وفى سنة 1932 أعطى دولته الجديدة اسم أسرته فأصبحت تسمى المملكة العربية السعودية 9) كيف سارت العلاقات بين الاخوان المسلمين والسعودية ؟ عن طريق الدعم السعودى استطاع البنا، وهو المدرس الإلزامى البسيط، أن ينشئ خمسين ألف شعبة للإخوان فى العمران المصرى من الإسكندرية إلى أسوان، واستطاع انشاء الجهاز السرى العسكرى الى جانب التنظيم الدولى للإخوان ، وكان من أعمدته الفضيل الورتلانى الجزائرى المساعد الغامض لحسن البنا، وهو الذى فجر ثورة الميثاق فى اليمن لقلب الموازين فيها لصالح السعودية، وقد نجحت الثورة فى قتل الإمام يحيى، ولكن سرعان ما فشلت وتنصلت منها السعودية، ورفضت استقبال الورتلانى بعد هربه من اليمن وظل الورتلانى فى سفينة فى البحرمع الذهب الذى سرقه من اليمن ترفض الموانئ العربية استقباله كراهية لدوره فى اليمن، إلى أن استطاع بعض الإخوان المسلمين تهريبه فى أحد موانى لبنان، وانتقل منها إلى تركيا، ثم ظهر بعد ذلك كالرجل الثانى فى قائمة جبهة التحرير الجزائرية حين توقيع ميثاقها فى القاهرة سنة 1955 وكان بن بيلا فى ذيل القائمة. واكتشفت الحكومة المصرية ـ بعد ما حدث فى ثورة اليمن سنة 1948ـ خطورة حسن البنا وتنظيمه السرى والدولى وكيف استطاع حسن البنا إجراء ثورة فى اليمن بالريموت كنترول. وبالصدفة وقعت فى ايديهم الوثائق السرية للاخوان المسلمين فيما يعرف بقضية العربة الجيب التى أظهرت الجانب الارهابى السرى للاخوان مما سهل القضاء على حسن البنا سياسيا وجسديا سنة 1948 . ومعروف بعدها موقف الإخوان من تعضيد الثورة والخلاف بينهم وبين عبد الناصر، وهروب معظمهم الى السعودية وخدمتهم للوهابية ونشرها فى العالم الاسلامى. ثم تحالف السادات مع الإخوان، فعادوا للسيطرة على أجهزة الدولة المصرية فى التعليم والثقافة والحياة الدينية والأزهر والمساجد والإعلام تعززهم ثورة السعودية النفطية وسيطرتها الاعلامية والتليفزيونية ، وأفرزوا تنظيمات مختلفة على نسق التنظيم العسكرى فى عهد حسن البنا كان أهمها الجهاد والجماعة الاسلامية. ثم اختلفوا مع السادات، وقتلوه، واستمرت سيطرتهم فى عصر مبارك الذى آثر مطاردة الإرهاب المسلح مع تدعيم النفوذ السعودى والفكرالاخوانى الوهابى وتقديمه على أنه الإسلام. 10) ماذا قدم الاخوان للوهابية والسعودية ؟ عن طريق الاخوان المسلمين المصريين انتقلت الوهابية والنفوذ السعودى إلى شمال أفريقيا غرباً وإلى الشام شرقا والى الجاليات الاسلامية فى الغرب وأمريكا. كما استطاع الاخوان تقديم الفكر الوهابى للمثقفين المسلمين والطبقة الوسطى فى اسلوب عصرى مفهوم يختلف عن اسلوب محمد بن عبدالوهاب الفقهى الاصولى الجاف.ثم صاغوا الوهابية فى شعارات سياسية مقبولة لجماهير المسلمين مثل الاسلام هو الحل وتطبيق الشريعة، دون الدخول فى تفصيلات. أهم من ذلك كله ان الاخوان المسلمين أجهضوا المشروع الإصلاحى التنويرى للشيخ محمد عبده لصالح الهدف السياسى وهو الحكم الاسلامى – فى الظاهر – والوهابى فى الواقع. وبذلك استطاعوا تغيير المناخ لصالحهم فأصبح أكثر تطرفا وتعصبا ضد الغرب والمسيحيين واليهود والمرأة . الدليل على ذلك ان ما كان محمد عبده يقوله منذ قرن من الزمان فى دعوته الاصلاحية أصبح هرطقة وكفرا فى عصرنا الحالى يستوجب القتل. ....-
  • ملف العضو
  • معلومات
intrax11
زائر
  • المشاركات : n/a
intrax11
زائر
رد: العلمانية بين المد و الجزر
24-12-2007, 12:07 AM
tchek ya wa3di تفلسف ال...واسمو ..فواساها..في واسموه ...اشقاءنا المغاربة -ديال المغرب الاقصى- اصابهم مرض خطير ...جرثومة عمرها الف سنة....
و ها هو الصديق الحبيب و الرفيق يحاول تفسير كل شيء بلا شيء لا انا فهمت ما المقصود و لا هو فهم ما يقصده ......و هذا حال من اشباهه منذ هرطقات سوق...ظراط الى موح ارجون
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو المنذر
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 06-11-2007
  • المشاركات : 238
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • أبو المنذر is on a distinguished road
أبو المنذر
عضو فعال
رد: العلمانية بين المد و الجزر
24-12-2007, 03:10 PM
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فكلمة «العلمانية» اصطلاح لا صلة له بلفظ العلم ومشتقاته مطلقاً، وتعني العلمانية في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وقد راج التعبير عنها في مختلف المصنفات الإسلامية بأنّها: "فصل الدين عن الدولة" وهذا المدلول قاصر لا تتجسد فيه حقيقة العلمانية من حيث شمولها للأفراد والسلوك الذي لا ارتباط له بالدولة، لذلك يمكن التعبير عن مدلول آخر أكثر مطابقة لحقيقة العلمانية بأنّه «إقامة الحياة على غير الدين»، وبغضّ النّظر عن كون العلمانية في عقيدتها وفلسفتها التي ولدت في كنف الحضارة الغربية متأثرة بالنصرانية (١- ممّا تنادي النصرانية: إعطاء لقيصر سلطة الدولة، ولله سلطة الكنيسة، ومنه يتجلّى مبدأ: "فصل الدين عن الدولة" وينسب ذلك إلى المسيح عيسى عليه السلام من قوله: "أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وهذا ما تتفق به النصرانية مع العلمانية، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما) أو الاشتراكية فإنّ العلمانية اللادينية مذهب دنيوي يرمي إلى عزل الدين عن التأثير في الحياة الدنيا، ويدعو إلى إقامة الحياة على أساس ماديّ في مختلف نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها، وعلى أرضية العلم الدنيوي المطلق، وتحت سلطان العقل والتجريب، مع مراعاة المصلحة بتطبيق مبدأ النفعية على كلّ ميادين الحياة اعتماداً على مبدأ الميكيافيلية «الغاية تبرّر الوسيلة» في الحكم والسياسة والأخلاق، بعيدًا عن أوامر الدين ونواهيه التي تبقى مرهونة في ضمير الفرد لا يتعدّى بها العلاقة الخاصة بينه وبين ربّه، ولا يرخّص له بالتّعبير عن نفسه إلاّ في الشعائر الدينية أو المراسم المتعلّقة بالأعراس والولائم والمآتم ونحوها.
هذا، ولم يصب عين الحقيقة من قسَّم العلمانية إلى ملحدة تنكر وجود الخالق أصلاً ولا تعترف بشيء من الدين كليّة، وإلى علمانية غير ملحدة وهي التي تؤمن بوجود الخالق إيمانًا نظريًّا وتنكر وجود علاقة بين الله تعالى وحياة الإنسان وتنادي بعزل الدين عن الدنيا والحياة، وتنكر شرع الله صراحة أو ضمنًا، لأنّ حقيقة العلمانية في جميع أشكالها وصورها ملحدة، ذلك لأنَّ الإلحاد هو: الميل والعدول عن دين الله وشرعه، ويعمّ ذلك كلّ ميل وحيْدة عن الدين، ويدخل في ذلك دخولاً أوليًّا الكفر بالله والشرك به في الحرم، وفعل شيء ممَّا حرّمه الله وترك شيء ممَّا أوجبه الله (٢- أضواء البيان للشنقيطي: 5/58،59) ، وأصل الإلحاد هو ما كان فيه شرك بالله في الربوبية العامّة، وفي إنكار أسماء الله أو صفاته أو أفعاله.
إنّ دعوة العلمانية تمثّل خطرًا عظيمًا على دين الإسلام والمسلمين، وغالبية المسلمين يجهلون حقيقتها لتستّرها بأقنعة مختلفة كالوطنية والاشتراكية والقومية وغيرها كما تختفي وراء النظريات الهدَّامة كالفرويدية والداروينية التطوّرية وغيرها ويتعلّق مناصروها بأدلّة علميّة ثابتة -زعموا- وما هي إلاَّ شبه ضعيفة يردّها العقل والواقع ﴿كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 41]
وخاصّة تلك التي تظهر بمظهر المؤيّد للدين تضليلاً وتلبيسًا على عوام المسلمين، فلا تمنع الحجّ والصلاة في المساجد، وتساعد على بنائها، وتشارك في المواسم والأعياد، وتمنح الجوائز وتعطي الهدايا للأئمة وحفاظ القرآن، ولا تبدي في ذلك محاربة للدين ولا عداءًا له مع محاولة جادّة لحصر الدين في المساجد وعزله عن ميادين الحياة، فمِن مظاهر العلمنة ومجالاتها التي أبعد الدين عنها:
• السياسة والحكم وتطبيق العلمنة فيهما جليّ لا يخفى على مبصر.
• التعليم ومناهجه وتطبيق العلمنة فيه لا ينكره عاقل.
• الاقتصاد والأنظمة المالية وتطبيق العلمنة فيهما ظاهر للمعاين.
• القوانين المدنية والاجتماع والأخلاق، وتطبيق العلمنة فيها لا يدع مجالاً للريبة والشكّ، فالعلمانية تجعل القيم الروحية قيما سلبية وتفتح المجال لانتشار الإلحاد والاغتراب والإباحية والفوضى الأخلاقية، وتدعو إلى تحرير المرأة تماشيًا مع الأسلوب الغربي الذي لا يُدين العلاقات المحرّمة بين الجنسين، الأمر الذي ساعد على فتح الأبواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة التي أفضت إلى تهديم كيان الأسرة وتشتيت شملها وبهذا النّمط والأسلوب تربِّي فيه الأجيال تربية لا دينية في مجتمع يغيب فيه الوازع الديني ويعدم فيه صوت الضمير الحيّ ويحلّ محلّها هيجان الغرائز الدنيوية كالمنفعة والطمع والتنازع على البقاء وغيرها من المطالب المادّية دون اعتبار للقيم الروحية.
تلك هي العلمانية التي انتشرت في العالم الإسلامي والعربي بتأثير الاستعمار وبحملات التنصير والتبشير وبغفلة المغرورين من بني جلدتنا رفعوا شعارها، ونفذوا مخططات واضعيها ومؤيّديها الذين لبَّسوا على العوام شبهات ودعاوى غاية في الضلال قامت عليها دعوتهم متمثّلة في:
• الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في النبوّة.
• الزعم بجمود الشريعة وعدم تلاؤمها مع الحضارة، وأنّ أوربا لم تتقدّم حتى تركت الدين.
• دعوى قعود الإسلام عن ملاحقة الحياة التطورية، ويدعو إلى الكبت واضطهاد حرية الفكر.
• الزعم بأنّ الدين الإسلامي قد استنفذ أغراضه، ولم يبق سوى مجموعة من طقوس وشعائر روحية.
• دعوى تخلّف اللغة العربية عن مسايرة العلم والتطوّر، وعجزها عن الالتحاق بالرّكب الحضاري والتنموي، والملاحظ أنّ العربية وإن كانت هي اللغة الرسمية في البلدان العربية إلاَّ أنّها همِّشت في معظم المؤسسات الإدارية والجامعية والميادين الطبيّة في البلدان المغاربية خاصّة، وحلّت اللغة الفرنسية محلّها فأصبحت لغة تخاطب واتصال فعلية في الميدان، وتقهقرت اللغة العربية تدريجيًّا بحسب المخطّطات المدروسة لعلمهم بأنها لغة القرآن ومفتاح العلوم الشرعية.
• الزعم بأنّ الشريعة مطبقة فعلاً في السياسة والحكم وسائر الميادين، لأنّ الفقه الإسلامي يستقي أحكامه من القانون الروماني -زعموا- .
• دعوى قساوة الشريعة في العقوبات الشرعية من قصاص وقطع ورجم وجلد.. واختيار عقوبات أنسب، وذلك باقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية من الغرب ومحاكاته فيها لكونها أكثر رحمة وأشد رأفة.
فهذه مجمل الدعاوى التي تعلق بها أهل العلمنة وتعمل على تعطيل شرع الله تعالى بمختلف وسائلها من شخصيات ومجلات وصحافة وأجهزة أخرى، وفصل دينه الحنيف عن حياة المجتمع برمته وحصره في أضيق الحدود والمجالات، وذلك تبعا للغرب في توجهاته وممارساته التي تهدف إلى نقض عرى الإسلام والتحلل من التزاماته وقيمه، ومسخ هوية المسلمين، وقطع صلتهم بدينهم، والذهاب بولائهم للدين وانتمائهم لأمتهم من خلال موالاة الغرب الحاقد.
إنّ الإسلام دين ودولة ينفي هذه الثنائية في إقامة حاجز منيع بين عالم المادة وعالم الروح نفيًا قطعيًا ويعدها ردة، كما لا يقبل لطهارته وصفائه وسلامة عقيدته وأخلاقه انتشار أمراض المجتمع الغربي من الإلحاد، ونشر الإباحية المطلقة، والفوضى الأخلاقية وسائر الرذائل والنجاسات العقدية والأخلاقية التي تعود بالهدم على عقيدة التوحيد، والتحطيم لكيان الأسرة والمجتمع.
إنّ الإسلام يأمر المسلم أن يكون كلّه لله في كلّ ميادين الحياة: أعماله وأقواله وتصرفاته ومحياه ومماته كلّها لله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163].
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.


أبو عبد المعز محمّد علي فركوس
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:11 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى