العقيد (شعباني) في ذكراه الخمسين: بأي ذنب قُتل ..؟!
06-09-2014, 12:03 PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
- (الطاهر شعبان)، أو (محمد شعباني) [مواليد أوماش، بسكرة، 4/9/1934]، أحد أسود الصحراء، خريج الزاوية والمعهد الباديسي معا، ليكون أصغر عقيد في جيش التحرير الوطني، وقائدا الولاية السادسة التاريخية، ونائبا للقائد العقيد الشهيد (سي الحواس) وخليفته في القيادة بعد استشهاده ..!!!
- خاض - بعد تسلمه القيادة - أكثر من ثلاثين معركة ضروسا مع العدو الفرنسي..
- كان من أشد المعارضين لمخطط (ديغول) بفصل الصحراء عن الجزائر وأرسل إلى ديغول رسالة تاريخية تقول له أن الثوار المجاهدين على أهبة الاستعداد لمواصلة القتال حتى تحرير آخر شبر من الوطن.
- في شهر (فبراير) 1964 وفي المؤتمر الثالث لحزب جبهة التحير أدلى بموقفه الشجاع الرافض لتعيين قدماء ضباط الجيش الفرنسي في المناصب الحساسة في الدولة، وكان بومدين من أشد المعارضين لرأي (شعباني) حتى أنه وقف في قاعة الأطلس في مؤتمر الحزب الثالث قائلا:
من هو الطاهر بن طاهر الذي بإمكانه أن يطهر الآخر..؟
عين بعدها في المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير، وعضوا في قيادة الأركان، لتبدأ الخلافات بينه وبين (بن بلة) و(بومدين) وخصوصا حول قضية (ضباط فرنسا)، ووصلت الخلافات إلى حد التصادم المسلح، فاتهم العقيد شعباني بالخيانة، وتم القبض عليه وجرت محاكمته، والحكم بإعدامه، وتم تنفيذ ذلك الحكم تقريبا في نفس اليوم الذي يسبق ذكرى عيد ميلاده الثلاثين[3/9/1964]، بسجن (سيدي الهواري) بوهران، ودفن بإحدى ضواحي مدينة وهران، حتى أصدر الرئيس الراحل (الشاذلي بن جديد) مرسوما عام 1984 يقضي بإعادة الاعتبار للمناضلين والعفو الشامل، فأعيد الاعتبار للعقيد (شعباني) ونقل من وهران ليدفن بمقبرة (العالية) بالعاصمة ..
مما يحز في النفس أن العقيد شعباني قبل أن يتم إعدامه طلب أن يصلي ركعتين، وقال لأحد مساعديه:
(اليوم تمكنت مني فرنسا) ..
وهي كلمة يمكن أن يكتب عنها الباحثون حتى تتعب الأقلام ويجف المداد ...
ولا ريب أن إعدام العقيد شعباني يعطي صورة واضحة عن السياسة التي أدارت البلاد بعد الاستقلال حتى اليوم ..
والسؤال الذي يبحث من 50 عاما عن جوابه:
بأي ذنب قتل؟ ولن ننتظر جوابا عن هذا السؤال، غير أنه لا عزاء إلا قوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} .. وعند الله تجتمع الخصوم .. وإليه تصير الأمور ..
رحمه الله
ـــــــــــــــــت
من قلم الدكتور تاج الدين الطيبي
