تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية zoulikha2
zoulikha2
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 11-04-2009
  • الدولة : وهران
  • المشاركات : 384
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • zoulikha2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية zoulikha2
zoulikha2
عضو فعال
معركتى مع الخنفس
05-03-2011, 04:35 AM



معركتي مع الخنفس


بقلم بن اسماعين زليخة خر بوش

سكت مرجل الحمام بعد زئير دام سبع عشرة ساعة ... أحسست كأني نزلت من قطار قديم ، طويت الجريدة وفركت عيني ، تمددت بغية الراحة ،لأستأنف عملي في غدي.

رحت أتقلب على يميني... على يساري ، على بطني، على ظهري...ابحث عن وضع يجلب لي النوم ، فلم افلح ...ظل سمعي يردد صوت المرجل ، ومن نجى من الحصبة اهلكته الحمى ...حتى الطبيعة وقفت ضدي و جاءت تؤذيني...بدأ البعوض يزرنن في أذنى ويلدغني ، احك اتغطى ، لا جدوى..تدحرجت في الظلام... تسللت إلى ذاكرتي بين صحوة وغفوة ...بدأت اجتر الماضي والذكريات ، مرارة الحروب وما خلفته، حسبتني سمعت حركة ، ظننتنى واهمة ، انقلبت وتعوذت برب الناس من شر الوسواس ...تكررت الحركة ...اقتربت مني ، خفت ، اوقدت المصباح الضئيل ، حدقت في الزاوية ، وقع بصري على خنفسة كبيرة ،بلدني الرعب... ظهرت الخنفسة في حجم حذاء ...بسرعة البرق اخذت اقرب شيء إلي ، كان خفي ، عاجلتها بضربة هشمتها وطارت اطرافها ورشتني بصد يدها.

عدت إلى فراشي ، عاودني الاحساس بالحركة ، اعدت الكرة ، في هذه المرة رأيت جيشا من الخنفس ، حاولت ابادته لم اتمكن الا بواحدة منه ، اعترتني الدهشة: كيف استطاعت الحشرات ان تختفي في رمش العين:ام اصيبت عيني بالحول من شدة الخوف ، فضربت كل الخنفس في عشرة ؟ فتشت حجرتي خرجت الى الدهليز ، فلم اعثر لها علي اثر على شيء.

ليس في البيت شقوق ولا خردة ، ولا اثاث متراكم بحكم مهنة التدريس ارتب البيت قبل النوم ...ليتني كنت أؤمن بظهور الجن لابرر اختفاءها ، لكن من اثبت انها ليست جنون؟ لا...انها شياطين! ...بهذه الخرافة اقنعت نفسي لاتخلص من حيرتي ، تعوذت برب الفلق من شر ما خلق...اسأ نفت صيد الخنافس حتى امتلأت الحجرة بجثثها ...احسست بالتعب مزقت الجريدة الى قطع صغيرة ، نثرتها حول السرير لاتنبه لخطوات الخنفس اذا جاء يثأر لاخوته،
عدت الى تحرير عقلي الباطني ، عاودني الوسواس : هذا الخنفس حشرة مرة جاءت تتطفل على بيتى ودخلته بدون ارادتي ..دنسته بارجلها السوداء ويدها الحمراء ، انها ظالمة ...لست مذنبة في حقها ..لى حق في طردها و قتلها ، لم اعتدي عليها ...لكن...؟ في الواقع سلبتها حقها في العيش ، سددت شقوق البيت في وجهها ؟ لكن ..هذا ليس ذنبي ..انه ذنب من سن قانون البقاء للأصلح؟... ترى ماذا أصلحت وبماذا نفعت؟اين عجز الخنفس ؟ فلأنني اختلف عنه في التكيف؟ ان كنت ماهرة في بناء البيوت فهو ماهر في غزوها؟ هو ايضا حقق مكانه في الحياة بطريقته؟ لكن..لماذا بيتي بالذات؟ فليذهب الى النار تأكله .
حتى نفسي وقفت ضدي امام ضميري الممزق الذي حول عزيمتى الى شحوب ...رباه لا اريد ان افكر...احقا ان التفكير ما هو الا نشاط لخلايا المخ؟والخنفس اليس له مخ؟ انه ينفذ خطته تنفيذا عاقلا...يختفي في النهار ويهجم في الليل عندما استغرق في النوم؟ انه يدرك عمي الانسان في الظلام ...يهرب من الخطر في سرعة مدهشة ، يحسن اختيار ملاجئه، من هو العاقل ، من هو الاحمق منا؟ ...اهو من يكتفي بما يحقق له العيش وينصرف عما يحيط به من أألغاز؟ ام العاقل هو من يهتم بالمادة وشؤون الحياة في خبطة عشواء ؟ ام هو من يفني العمر في الكيف واللي ماذا والسؤال عن السؤال والتفكير في التفكير؟
ما اتعسني في هذه الليلة بت احاور نفسي دون جدوى ...تعرضت لغزو مزدوج ... الحشرات الغريبة غزت بيتي... والأفكار الدخيلة اقتحمت رأسى...اللهم ارزقني صبر ايوب ... ليتني أي شيء لا يفكر فى هذه الليلة ...اه لو جردني الله من هذا الدماغ الذي جلب لي المتاعب والارهاق...اغفر لى يارب اكاد اقول ليتني كنت ترابا ..اه لو علم من نصب نفسه وليا علي شريعة الله ، بما يجري في رأسى لتهمني بالإلحاد ...اللهم انقذني من الحرام المحتكر...
لكن هل اخون ذهني لان زعماء فكر التكفير يظنون التفكير انحرافا ؟ هل اترك طريق الحقيقة واتمسك بالأوهام...؟ أين الصواب وأين الخطأ يا رب؟ ما اعجز عقلي، خير لي ان اصمت.
يا لغربتي ووحدتي في هذا الليل...رأسى تكاد تنفجر ..ليس لي من ابادله هذه الافكار ...حتى الكتاب يعطي ولا ياخذ يفرض عليك السمع ولا يصغي اليك ، يتكلم ولا يجيب...رباه ما هذه السحب الدكناء التي تحجب عني الحقائق؟ اود ان أمزقها...أخيرا أقنعت نفسي بالصمت لاتخلص من هواجسي.
.هجمت علي الخنافس ، غطت سريري ،دخلت انفي ، اذني ، عيني ملأت منامتي ..احسست بهزة عنيفة زعزعت كياني ...كان ذلك زوجي ايقظني من كابوسي المزعج ...الححت عليه ان يطفئ المصباح بسرعة...خفت ان يرى جثث الحشرات المشتتة في الحجرة ويحملني مسؤولية هجومها ويتهمني بقطع اليدين وعدم تنظيف البيت ، انتظرت عودته الى النوم ...تسللت على سراج ضئيل ، كنست الخنافس الميتة...عدت الى الفراش ..عاودني التفكير في الخنفس ...شغلتني هذه الحشرة فاستبدت بتفكيري : افكار دخيلة تزحف نحو دماغى لتعصف بمبادئي وتشل اعتقادي :
لماذا اتتني هذه الخنفوسة ؟ألانها تعتقد بوجود رابط بينها وبين ما يجري في عالمي الممزق من تناقضات؟ ام هذه الحادثة بمثابة ابرة افقأ ت الدمامل فسالت وسواسا وتساؤلات جعلتني اضيع بين الحق والباطل وبين المعقول واللآ معقول؟ اشتدت بي اللهفة للتعرف علي هذه الحشرة ...علي اصلها وفصلها لأبيدها واقرضها...
سئمت الفراش، تسللت، عبرت الممر الطويل علي رؤوس اصابعي كي لا ازعج النائمين ...هربت الى مكتبتي ، تعلق بصري بكتاب اصل الانواع ... تصفحته ، ضعت في حلقاته المفقودة ...لم اقتنع ...اشتدت حيرتي ، استأنفت الحديث مع نفسي: زعموا ان جدي قرد ...الا يكون الخنفس حلقة مفقودة في سلسلة اجدادي القرود؟ اذن الخنفس جاء تلبية لصلة الرحيم ؟اه مني بلدني الخوف حتى كدت اصدق ان جدي قرد ؟
لكن على كل حال اعرف ان الخنفس من عالم الاحياء الذين ارتبط بهم بمصير واحد...وهو الفناء.
ظننتني تخلصت من الوسواس ...، أويت الى فراشي ، سمعت هرجا وهرشا في درج العمارة التي اسكنها ...نهضت مرغمة ، تلصصت من عين المفتاح ، شاهدت الجيران ، كلهم يتكلمون ولا واحد ينصت... لم افهم من كلامهم الا كلمة خنفس ، خنفس ...فهمت ان حديثهم يدور حول الغزو الخنفسي ؟ الذي ابتليت به عمارتنا ...استفدت من حديثهم ان الغازي قادم من الحمام الذي أنشئ تحت عمارتنا والذي سقفه ارضي ، هذا الحمام ما انفك يزعج راحتنا ويخل بتوازننا وجهازنا السمعي بما يحدثه تحت السمع{انفراكسيون } في حياتنا من اضطراب فكري وجسدي وما انفكت { دسبلاته }تؤرقنا وتعصبنا.
اشتد بي الشوق الي النوم ثانية ، تركت ثقب الباب وارتميت على اقرب فراش ...عاودني الوسواس :لقد ادركت الاخطار التي تؤلفها القواعد العسكرية علي الشعوب ، الآن فهمت لماذا تضحي الامم في سبيل تحطيم القواعد العسكرية المجاورة ...الم يفكر صاحب الحمام في ان حمامه مرشح لأن يكون قاعدة خنفسية وملجأ حربيا يؤذي الجيران؟ يا له من جشع لم يفكر الا فيما يملأ جيوبه ... في الواقع له شركاء في هذه الجريمة... من الذين اكلوا ضمائرهم مع الدينار... سمحت له السلطة باقامة قاعدة خنفسيه تحت العمارة؟ انه من ارباب المافيا التجارية ، لا شك انه اشترى الوالي وشيخ البلدية ومدير الاملاك الشاغرة ... ياولهم مما يجنونه من هذا الفساد! هذا الفساد؟
لا مجال للتخلص من هذا الحمام .فكرت في الرحيل ، لكن اين ؟ ازمة السكن لاتسمح لي بشقة واسعة كهذه التي ورثتها عن الاستعماريين الذين خرجوا من البلاد وتركوا المعامل باردة والمؤسسات خالية ... لو كنت حرة لاتخذت بيتا في قرية زراعية وعملت أستاذة لأبناء الفلاحين... .مكثت أغمض غينا وافتح الاخرى...ظننتني لا زلت يقظة لكني غفوت ...
.لبست بذلة عسكرية ، حملت عدة و عتادا من قنابل الديتيتي والمسدسات، نزلت بنية تحطيم القاعدة الخنفسية ...وحدي بعد ان تخاذل الجيران ...تحققت من عدم ادراكهم لحقيقة الخطر ..فاذا كان لابد من ان يضحي جيل في سبيل الاجيال للتخلص من الاستعمار وخطر القواعد العسكرية ، رأيت من واجب جار ان يضحي في سبيل انقاذ العمارة من خطر الخنفس .
ما كدت اطأ القاعدة حتى احتلت الخنافس مواقعها الإستراتيجية لرد الهجوم ..حمي وطيس المعركة ، هجمت عليها بالمبيدات بدون رحمة ...حولني ظلمه الى وحش ...مات العديد منها ...طارت سواعدها وجنحت اشلاؤها ...غطت السماء ...كبرت بقع صد يدها ، صارت بركا ، ثم وديانا ، كدت اخلص عليها لولا مساعدة حلفائها ، ونفاذ عتادي وعدتي وخيانة جيراني ، لم يبق لي الا قنبلة اخفيتها تحت لساني لساعة اليأس ...انتهز العدو لحظة ضعفي ...بدأت الخنافس تزحف نحوي في وحشية رهيبة ..خفت ...كتمت خوفي عن نفسي ... الخوف لا يزول يجب مواجهته! ما كنت اعرف ان للخنفس عمالقة في الطول والعرض ..لم احسب لها الحساب ...استولت علي الحشرات ..غطت جسدي اختبأت في شعري ...اكلت ثيابي ، ذعرت فقدت صوابي سقطت قبل ان احطم القاعدة ، هزمت ، عرفت إن لم اغلب فسوف اكون مغلوبة ...فكرت في الفرار... خجلت من شماتة الجيران ...المسالة مسألة شرف وإثبات وجود ...سوف يقولون اني قوالة ولست فعالة ؟
بدأت ابرر هزيمتي وعجزي عما اتيت من اجله : لست مذنبة ، نفذ عتادي وعدتي...وليس لي حليف ،سوى الخونة وأصحاب المصالح الفردية... وبينما أنا أفكر جاءتني أربعة خنافس عمالقة ..حملوني من اطرافي الأربعة...قفزوني: هوس...هيس..هوس هيس....رموني في طوفان صد يدهم ..بدأت اغرق ، اختنق...افقد الحياة ، بدأ الموت يلدغني من اصابع رجلي ...حاولت الصراخ فلم استطع ، يئست ....قذفت القنبلة الذرية من فمي كنت اخفيتها تحت لساني ...ايقظني انفجارها الذي كان في الحقيقة دوي سخان الحمام استأنفت عملها.
سمعت الاذان لجأت الى صلاة الفجر، لاغسل يدي من صديد الخنافس ، واخلص دماغي من الم الحيرة ، وانقذ نفسي من اليأس والضياع....
ولم اقضي نهاري احسن من ليلي ، ظللت اعاني التعب والارهاق وكان اليوم خسارة ادي ثمنها طلابي في المدرسة .
zoulikha


ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية khalfoni1
khalfoni1
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 12-10-2007
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 691
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • khalfoni1 is on a distinguished road
الصورة الرمزية khalfoni1
khalfoni1
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية zoulikha2
zoulikha2
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 11-04-2009
  • الدولة : وهران
  • المشاركات : 384
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • zoulikha2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية zoulikha2
zoulikha2
عضو فعال
رد: معركتى مع الخنفس
23-03-2011, 02:28 PM
شكرا على المرور والتشجيع
zoulikh
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 04:55 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى