في ذكرى اغتيال البراءة (خديجة دحماني)رحمها الله
05-12-2012, 09:50 PM
في ذكرى اغتيال البراءة (خديجة دحماني)رحمها الله
على وتر الذكريات الأليمة المفجعة..أسافر عبر هذا المدى الزمني الممتد على كثير من الأسى والوجع والخيبات ..لأرسو الى أهم حدث اثر في نفسيتي وحفر عميقا في أقاصي روحي منذ 17سنة خلت حين كنا نرزح ت
حت نير عشرية دموية سوداء أكلت الأخضر واليابس.
كانت ها هنا حمامة مرفرفة في فضاءات الطيبة والطهر والصفاء ..كانت تحمل في دخيلة الروح أمل الثكالى والمعدمين والطيبين الرابضين ها هناك في الزوايا المهملة في أعماق الجزائر العميقة..كانت كاتبة صحفية مفعمة بالحلم والأمل وسط كومة من نار حقد متأججة في حنايا هذا الوطن العزيز..وكانت أختا طيبة تعرفت عليها ذات صدفة حين كانت تشرف على الصفحة الترفيهية لجريدة الشروق العربي التي كانت متنفسي الوحيد في فترة انزوائي وانطوائي الطويل ذات أزمة صحية ونفسية مررت بها ،حيث شاركت في مسابقة طريفة كانت تقوم بها في صفحتها بعنوان(اختبر غباءك)وفزت بإحدى جوائزها وهي عبارة عن اشتراك لمدة سنة في الجريدة،وقد أرسلت لي أول عدد وبه كلمات قليلة تعرض فيها علي المساعدة المعنوية والمادية بعد ان علمت بحالتي التي يرثى لها آنذاك..وبعدها توالت الرسائل الخطية بيننا بشكل ودي واخوي جميل فكانت تربت على كتفي عبر كلماتها المشجعة التي نفخت في أعماقي بعضا من التحدي والإرادة لتجاوز أزمتي النفسية الكبيرة جراء وضعي الصحي والمادي المزري،كانت تحثني على امتطاء صهوة الصبر والثبات في مواجهة ثلاثية الإعاقة الكبيرة والفقر المدقع وحال البلد الذي كان يتجه الى الهاوية ..
(ثق بي أخي الطاهر وبالكثير من الخيرين في هذا الوطن ،واعلم بان الدنيا مازالت بخير،وثق قبل ذلك بالله ثم بنفسك،واعتبر نفسك أخي الثامن تماما كإخوتي السبعة الآخرين) هذه أخر كلماتها لي في اخر رسالة منها،ولكن قاتلوها اثبتوا العكس وبان الجزائر لم تكن بخير ابدا فكانوا يتعقبونها خطوة خطوة ابتداءا من خروجها من منزل أخيها في براقي ،مرورا إلى مدرسة العاشور للمكفوفين حيث كانت تزورهم من فينة الى اخرى،وصولا الى شارع فريد زويوش بالقبة اين كانت تعمل صحفية نشطة في جريدة الشروق العربي.
وذات يوم حزين مظلم قام هؤلاء المجرمين باغتيالها ذات حقد اسود بكل برودة ..اغتالوك يا خديجة وباغتيالك كانوا يهدفون الى اغتيال البراءة والطهارة والصفاء في هذا البلد الذي كان يراد قتل كل القيم الجميلة فيه،وقتل كل امل يتحرك على الأرض حتى ولو كانت فتاة بريئة عفيفة طاهرة تمارس فعل الكتابة والانعتاق في زمن الموت والدمار.
في مثل هذا اليوم (05ديسمبر1995)اغتالتك يد الغدر والحقد والخيانة ،وقبلها بيومين كنت قد هاتفت أختي ووصيتها علي وقلت لها: أوصيكم خيرا بالطاهر وكررتها 3مرات وكأنك كنت تحسين بقرب أجلك المحتوم..رحمك الله يا خديجة وأسكنك فسيح جنانه وحشرك مع الصديقين والأنبياء والشهداء الأبرار.
وها انذا أتذكرك ولم استطع كتابة شيء عنك برغم مرور 17سنة عن حادثة اغتيالك التي هزت كياني وجمدت الدمع في عيوني وأخرست كلماتي لهول الصدمة التي انتابتني ولا تزال كلما تذكرتك وكلما حلت ذكرى اغتيالك الجبان .
على وتر الذكريات الأليمة المفجعة..أسافر عبر هذا المدى الزمني الممتد على كثير من الأسى والوجع والخيبات ..لأرسو الى أهم حدث اثر في نفسيتي وحفر عميقا في أقاصي روحي منذ 17سنة خلت حين كنا نرزح ت
حت نير عشرية دموية سوداء أكلت الأخضر واليابس.
كانت ها هنا حمامة مرفرفة في فضاءات الطيبة والطهر والصفاء ..كانت تحمل في دخيلة الروح أمل الثكالى والمعدمين والطيبين الرابضين ها هناك في الزوايا المهملة في أعماق الجزائر العميقة..كانت كاتبة صحفية مفعمة بالحلم والأمل وسط كومة من نار حقد متأججة في حنايا هذا الوطن العزيز..وكانت أختا طيبة تعرفت عليها ذات صدفة حين كانت تشرف على الصفحة الترفيهية لجريدة الشروق العربي التي كانت متنفسي الوحيد في فترة انزوائي وانطوائي الطويل ذات أزمة صحية ونفسية مررت بها ،حيث شاركت في مسابقة طريفة كانت تقوم بها في صفحتها بعنوان(اختبر غباءك)وفزت بإحدى جوائزها وهي عبارة عن اشتراك لمدة سنة في الجريدة،وقد أرسلت لي أول عدد وبه كلمات قليلة تعرض فيها علي المساعدة المعنوية والمادية بعد ان علمت بحالتي التي يرثى لها آنذاك..وبعدها توالت الرسائل الخطية بيننا بشكل ودي واخوي جميل فكانت تربت على كتفي عبر كلماتها المشجعة التي نفخت في أعماقي بعضا من التحدي والإرادة لتجاوز أزمتي النفسية الكبيرة جراء وضعي الصحي والمادي المزري،كانت تحثني على امتطاء صهوة الصبر والثبات في مواجهة ثلاثية الإعاقة الكبيرة والفقر المدقع وحال البلد الذي كان يتجه الى الهاوية ..
(ثق بي أخي الطاهر وبالكثير من الخيرين في هذا الوطن ،واعلم بان الدنيا مازالت بخير،وثق قبل ذلك بالله ثم بنفسك،واعتبر نفسك أخي الثامن تماما كإخوتي السبعة الآخرين) هذه أخر كلماتها لي في اخر رسالة منها،ولكن قاتلوها اثبتوا العكس وبان الجزائر لم تكن بخير ابدا فكانوا يتعقبونها خطوة خطوة ابتداءا من خروجها من منزل أخيها في براقي ،مرورا إلى مدرسة العاشور للمكفوفين حيث كانت تزورهم من فينة الى اخرى،وصولا الى شارع فريد زويوش بالقبة اين كانت تعمل صحفية نشطة في جريدة الشروق العربي.
وذات يوم حزين مظلم قام هؤلاء المجرمين باغتيالها ذات حقد اسود بكل برودة ..اغتالوك يا خديجة وباغتيالك كانوا يهدفون الى اغتيال البراءة والطهارة والصفاء في هذا البلد الذي كان يراد قتل كل القيم الجميلة فيه،وقتل كل امل يتحرك على الأرض حتى ولو كانت فتاة بريئة عفيفة طاهرة تمارس فعل الكتابة والانعتاق في زمن الموت والدمار.
في مثل هذا اليوم (05ديسمبر1995)اغتالتك يد الغدر والحقد والخيانة ،وقبلها بيومين كنت قد هاتفت أختي ووصيتها علي وقلت لها: أوصيكم خيرا بالطاهر وكررتها 3مرات وكأنك كنت تحسين بقرب أجلك المحتوم..رحمك الله يا خديجة وأسكنك فسيح جنانه وحشرك مع الصديقين والأنبياء والشهداء الأبرار.
وها انذا أتذكرك ولم استطع كتابة شيء عنك برغم مرور 17سنة عن حادثة اغتيالك التي هزت كياني وجمدت الدمع في عيوني وأخرست كلماتي لهول الصدمة التي انتابتني ولا تزال كلما تذكرتك وكلما حلت ذكرى اغتيالك الجبان .