تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية abdo hamdi
abdo hamdi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-09-2014
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 55
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • abdo hamdi is on a distinguished road
الصورة الرمزية abdo hamdi
abdo hamdi
شروقي
مُشكلة القرابة في المجتمع الجزائري
26-06-2015, 11:10 PM

يُعَدُّ عامل قرابة الدم والنَّسب من أهم العوامل التي تنحت واقعنا، ولا تزال أهميته تتزايد ويأخذ قيمة أكبر فأكبر، بشكل أصبح يهدِّد و بصورة واضحة جدّا استقرار المجتمع، ويعرقل مسيرته نحو بناء دولة القانون التي لا نزال نتغنى بها منذ حين، ويزري بمجتمع العزة و الكرامة حيث لا يتساوى الأفراد فيه - عمليا - لا في الحقوق و لا في الواجبات.
وهذا العامل ليس مَثلبةً في المجتمعات إذ لا ينفكُّ ومنذ فجر التاريخ أحد العناصر الرئيسة في تركيبها، وكل التجمعات البشرية تلتقي في البداية، في آدم عليه السلام. لكن عندما تصير القرابة مِعوَل هدم وسببا من أسباب تقويض المجتمعات وتهديدا لاستقرارها، تصبح خطرا على الجميع وينبغي آنذاك قصُّ أجنحتها، وكفُّ شطَطِها؛ ولعل أبرز مثال على هذا، ما كان عليه العرب قديما وخاصَّة قبل الإسلام؛ وحروبهُم التي غذَّتها العصبية القبلية والتي دفعوا ثمنها غاليا أشهرُ من أن يُذكَّر بها؛ ثم جاء الإسلام فضبط قرابة الدم والنَّسب وأعطاها الحجم المطلوب والضروري في بناء المجتمع الجديد؛ يقول الدكتور محمد الطيبي في كتابه:العرب : الأصول و الهوية :" ...ورسالة الإسلام عند نزولها أدخلت عاملا خارجيا لتكوين الجماعة، لا هو يلغي القرابة لكن لا يعطيها الأولوية. ومن هنا استطاعت الدعوة الإسلامية أن تكسر التجهيزات الأنثروبولوجية الجاهلية ولو مؤقتا لتتمكن من طرح تجهيزات بديلة يمثلها الإيمان والتقوى والإنتماء إلى أمة المؤمنين..."، ولقد ظهر جليا في صدر الإسلام أن القرابة انكمشت لتأخذ حجمها الطبيعي قبل أن تطلَّ بقرنها من جديد بعد ذلك، وتصير من الأعمدة التي قامت عليها الدولة الأموية، ثم العباسية بعدها، وغيرها من الدول التي أعقبتها، فكانت القرابة خطا بارزا في صفحات التاريخ الإسلامي إلى عهد قريب جدا ولا تزال.
والجزائر معروفة بالوجود القَبَلي منذ عهد بعيد في شرقها، وغربها، وشمالها، وجنوبها؛ ولا يزال هذا الحضور قائما إلى اليوم؛وعامل القرابة يُعلن حضوره من حين إلى آخر فيما يحدث من منافسة بين العروش، وبين العائلات المعروفة بأصولها وانتماءاتها التاريخية، في المناسبات المختلفة، إنْ في مجال العلم، أو السياسة، أو الجاه، والشرف، أو المصاهرة أو غيرها؛ وهي منافسة مشروعة بلا شك إلا أنها مبنية على العامل القَرابي أكثر من أي شيء آخر؛وتعلن مشكلةُ قرابة الدَّم والنَّسب حضورها أيضا فيما نلمسه من تعالي بعض السلالات على باقي أفراد المجتمع المنتمية إليه وانكماشها على نفسها حرصا منها على (نقاء دمائها)، وهذا يؤدِّي إلى خلق شرخ معنوي ونفسي واضح في المجتمع يقف عقبةً كَؤوداً أمام الوحدة ذات العناصر المتكاملة لا المتنافرة، ولا أرى أن هذه مسألة يُنكرها مُنكِر لأنها موجودة فعلا في حياتنا اليومية وإن لم نتحلَّ بالجرأة الكافية للإعتراف بها، ونكتفي بالمجاملات والتَّغني بالتنوع والاختلاف، متجاهلين أن ثمَّة مشكلةٌ ما فتئت تُستَغلُّ استغلالا سيئا، وذلك حين يُفرَّق بين مواطن ومواطن على أساس القرابة.
وتأخذ المسألة بُعدا آخر ومُنعرجا خطيرا، حين تصبح سُلطة القرابة أقوى من سُلطة الضمير، ويَصير الوفاءُ لمُقتضياتها أولى من الوفاء لواجبات أي مسؤولية يتحملها المواطن في الدولة، ولقد أصبح معروفاً مُسلَّماً به، أنَّ قرابة أي مسؤول في الدولة، بل أيّ موظف، تحظى بامتيازات لا ينص عليها القانون الذي يساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات، بل إن هذه القرابة نفسَها قد تتعدّى إليها سلطةُ المسؤول،وبشكلٍ آلي في كثير من الأحيان، وتَعُدَّ نفسها أَوْلى وأحقَّ بالخدمة من غيرها، فنشأ تَبعاً لهذه الوضعية ما يمكن أن نُسمِّيه: قانون القرابة، وهو يمثّل سَنداً قويّاً جدّاً للمُتَمتِّعين به، ويجعلهم غالبا في غِنى عن قرابة القانون، ويحدث هذا في غياب العدل الذي يردُّ الأمور إلى نصابها.
وهذه حالٌ غيرُ فذَّةٍ في مجتمعنا، ولكنها حال مؤسفةٌ مذمومة، وقد جاءنا الإسلام بما هو كفيل بضبطها لو كانت لنا الشجاعة لمواجهتها. نعم، تتطلَّب مواجهة هذه المُشكلة شجاعةً، وجرأةً، وقُدرةً كبيرةً على تحمُّل عبء السُّلطة القرابية؛ ولا سيما عندما يكون الفرد مسؤولا، أو صاحب سلطة؛ والذين تمتَّعوا بهذه القوَّة والشجاعة حفظ لنا التاريخ أسماءهم، وإنْ كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قريب عهد بالنبوة فإن حفيده عمر بن عبد العزيز تولىَّ الحكم عهدَ فساد الذِّمم، وسواد الظلم، وجور السلطان؛ لكنه ردَّ القرابة إلى حجمها الطبيعي الذي دعا إليه الإسلام وكان هذا ولا يزال من دواعي تحقيق العدل؛ وهو ما نجح فيه الخليفة الراشد الخامس فيما يمثل انقلابا إسلاميا على الأوضاع السيئة آنذاك، كما يرى الدكتور عماد الدين خليل في كتابه " ملامح الانقلاب الإسلامي في خلافة عمر بن عبد العزيز".
إنَّ قرابة الدم والنَّسب عندما تتَّصل بتسيير الشأن العام للمواطن، تصبح مشكلةً تمارِس تضييقا كبيرا على المواطن العادي وتحول بينه وبين مبدأ تساوي الفرص، وكثيرا ما تكون سببا في ضياع الحقوق وإنزال الظلم على الضعفاء، ويَلحقُ بها أيضا قرابة المصلحة والمنافع المتبادلة إذا تجاوزت حدودَها، واستُعمِلت في غير موضعها كما هو شائع بيننا،وهذا كلُّه عندما تزكُم رائحته الأنوف، يمثّل تهديدا واضحا لاستقرار المجتمع، ويجعل أفراده مهيَّئين لردود أفعال قوية بما ملأ قلوبهم من النقمة على التعسُّف في إعطاء القرابة من الحقوق ما لا تستحق، ولا أشك أن ثمَّة مضاعفات أخرى كثيرة لهذه المشكلة باديةٌ آثارها لكل عينٍ بصيرة، واللَّبيبُ بالإشارة يفهمُ.
حامدي عبد العزيز
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2007
  • الدولة : بسكرة -الجزائر-
  • المشاركات : 44,562
  • معدل تقييم المستوى :

    64

  • أبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the rough
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
رد: مُشكلة القرابة في المجتمع الجزائري
26-06-2015, 11:22 PM
السلام عليكم
مقال رائع....بارك الله فيك
دام قلمك
مؤهل للنشر على واجهة بوابة الشروق

ريثما يفتح الله علينا بعودة الصفحة الورقية
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية abdo hamdi
abdo hamdi
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-09-2014
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 55
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • abdo hamdi is on a distinguished road
الصورة الرمزية abdo hamdi
abdo hamdi
شروقي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:02 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى