تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> دوّامة التّاريخ: هل جميلة ليست جميلة؟

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أرسطو طاليس
زائر
  • المشاركات : n/a
أرسطو طاليس
زائر
دوّامة التّاريخ: هل جميلة ليست جميلة؟
03-10-2009, 07:00 PM
دوّامة التّاريخ:



هل جميلة ليست جميلة؟




فارس بوحجيلة (*)





"يوجد نوعان من التاريخ: تاريخ رسمي كاذب وهو التاريخ الذي لُقنّاه في المدارس، وتاريخ سرّي يتعين علينا البحث عنه وفيه تكمن الأسباب الحقيقية للأحداث، وهو تاريخ مخجل حقا"



هونري دو بلزاك، الأوهام الضائعة


الاقتباس الذي سقته في استهلال هذه السطور يقودني مباشرة إلى أيام الدراسة الثانوية، من خلال حادثة وقعت أثناء دروس مادة التاريخ في جزئها المتعلق بتاريخ الجزائر، حيث تعرض الأستاذ على عجالة لأهم المحطات التاريخية لجزائر الاستقلال فأشار إلى:"تصحيح ثوري" وقع بتاريخ 19 جوان 1965، حينها قاطعت الأستاذ بانفعال يحرّكه عنفوان الشّباب معلّقا: "ما حدث ليس تصحيحا ثوريا وإنما هو انقلاب عسكري قام به بومدين على بن بلة"، في الحقيقة ابتسم الأستاذ وصدّني بطريقة هادئة عن المواصلة في حديث غير مأمون العواقب علي وعليه بالدرجة الأولى. هذه الحادثة "الطريفة" لا تزال محلّ تندّر في استشهاد على جنوننا المعرفي، كيف وقد كنا نسمع عن أحداث وكأنها محض خيال، كنا نتناولها بنبرة زهو أحيانا وتذمر أحيانا أخرى...
مثل تلك الحادثة "الطريفة" وما شابهها جعلت جيلنا يدخل في عداء مع التاريخ بمفهومه الرسمي على غرار جيل بداية الثمانينات الذي رفع ذات يوم شعار "التاريخ في المزبلة"، مع فارق أن عداءنا عفوي يقتصر على الرّواية الرّسمية. وجدنا ضالتنا في موجة جديدة للنّبش في تاريخ الثّورة التحريرية المباركة، تلك المذكرات التي كانت حديث الصحف، مثلا القائد "الفلاني" أثناء الثورة أشار لتصفية علاّن بعد اتهامه بالخيانة، علاّن هذا لم يكن له دلالة في أذهاننا سوى أنه شهيد ومهندس لمؤتمر أثناء الثورة، عائلة "الشهيد" تستنكر وترفع قضية تسحب بموجبها المذكرات من السوق لتعدّل ويعاد نشرها، اطلعنا على ملخص لما ورد في تلك المذكرات في الأعداد الأولى لجريدة الخبر الأسبوعي بقلم المواطن -الأخرس فيما بعد-، سجال حمل في طياته اتهامات متبادلة، في إطار العداء التاريخي بين "البيرة العربية والويسكي القاوري -أكرمكم الله-"، فكلاهما بالنسبة لنا شرّ أحدهما في أغلبه منتج محلّي عروبي والآخر أجنبي فرنسي... هذه السجالات التي اشتدت مع مرور الأيام على صفحات الجرائد ومذكرات من لا يجيدون الكتابة، حديث عن "مؤامرة العقداء"، "صالح زعموم"، مؤامرة استشهاد العقيدين عميروش وسي الحواس،"مجزرة بني يلمان"،....
خلال الأشهر الماضية، حمى وطيس السّجال مرة أخرى وبرز إلى الواجهة، البداية كانت إن لم تخنني الذاكرة بالحديث عن "إعدام" العقيد محمد الشعباني أو ربما قبلها حديث عن مؤامرة "استشهاد" العقيدين عميروش وسي الحواس، لكن العودة هذه المرة كانت أكثر حدة من ذي قبل، هل هي صحوة تاريخية أم محاولة جديدة لتوظيف تلك الأحداث، أم هو تحضير لجديد لا نعلمه؟
مما لفت انتباهي بشدة قضية تم طيّها بسرعة مذهلة ودون إراقة الكثير من الحبر، تمثلت في شهادة حيّة للمجاهدة "وردية فلة حاج محفوظ" نقلها صحفي جريدة "الخبر الأسبوعي" في عددها الـ 538 (17-23 جوان 2009)، تناولت ظروف تعرضها للتعذيب والتنكيل بها أثناء سجنها خلال الثورة التحريرية. في معرض شهادة هذه المجاهدة أوردت أن "المجاهدة جميلة بوحيرد لم تتعرض للتعذيب"، وهي شهادة خطيرة في حق مجاهدة يعرفها العام والخاص في الجزائر وخارجها بحسب ملاحظة صحفي الجريدة، لكنها أعادت تأكيدها مرة أخرى: "هناك من كن يتقاسمن الزنزانة ولكنهن لم يتعرضن للتعذيب وهن: جميلة بوحيرد، جاكلين قروج، جميلة بوعزة، جوهرة آكرور وباية حسين"، لتواصل هذه المجاهدة عن احتجاجها على مضمون الفلم الذي أخرجه المصري يوسف شاهين حول المجاهدة بوحيرد، فكان رده بحسبها أن السيناريو وصله من الجزائر..؟؟
بالعودة للعدد 473 (1-7 أكتوبر2001) ص6 من أسبوعية "الشروق العربي" الذي تضمن الحلقة الأخيرة من مذكرات الجنرال أوساريس الصادرة عن منشورات "Perrin" التي تحمل عنوان: "Services spéciaux Algérie" ترجمة: "الشروق العربي"(؟)، حيث أورد "أوساريس" في معرض حديثه عن بروز الموجة المناهضة للتعذيب في الأوساط الفرنسية إبان تلك المرحلة مبررا ومتحسرا على عدم وقوع المجاهدة جميلة بوحيرد في قبضته: "في الوقت الذي أشرفت فيه معركة الجزائر على نهايتها وعاد إليها الهدوء بنسبة كبيرة، قامت "سوزان" زوجة الجنرال "ماسو" بزيارة إلى باريس، ولما كانت امرأة نافذة في أوساط المجتمع المدني الفرنسي، أفهموها بأنه يجب على زوجها أن يقلل من مطاردته لعناصر جبهة التحرير، ولما عادت من باريس شرحت الموقف لزوجها والحالة البسيكولوجية السائدة هناك وقد استدعانا (أنا وضابط آخر يدعى ترانكيي) وأسر لنا عن انشغالاته وشكوكه، وقد ناقشنا الأمر مطولا. وكانت "سوزان" زوجة الجنرال لها تأثير كبير على زوجها وخاصة فيما يتعلق بحماية النساء المناضلات في جبهة التحرير اللائي لعبت الكثير منهن دورا رهيبا، وكانت "سوزان" ترى وتقول أن معاملتهن بنوع من الرّحمة وخاصة اللائي وضعن القنابل في الأماكن العمومية، قد يجعلنا نكسب عطف النساء الجزائريات، وبفضل هذا التدخل خضعت جميلة بوحيرد وهي طالبة في الحقوق ومقتنعة بمشاركتها في العديد من العمليات للإجراءات القمعية العادية، وقد كانت زوجة الجنرال تخشى أن تحول إلى فيلة "الأبراج الصغيرة"، لأن الكثير من الفرنسيين يعلمون أن أي إرهابي يدخل هذه الفيلة لا أمل له في الخروج حيا منها كيفما كان جنسه وعرقه وديانته، وقد كانت جميلة بوحيرد محظوظة فعلا، لأنني لم أكن لأتردد لحظة في إعدامها لو وصلت إلى هناك...؟؟ فيلة الأبراج الصغيرة."
طالعتنا "الشروق" كذلك، لكن "اليومي" بدل "العربي" هذه المرّة في عددها الـ: 2652 ليوم 2جويلية 2009، بـ:"شهادة زهرة ظريف في حق رفيقتها بوحيرد" التي تعتبر ردا على شهادة المجاهدة "وردية فلة حاج محفوظ" التي تعرضنا لها في البداية، تجاورها في نفس نصف الصفحة قراءة سطحية للرسالة بعنوان: "بوحيرد عذبها 10 مظليين وليست صنيعة ليوسف شاهين" بحثت مستغربا في نص رسالة المجاهدة زهرة ظريف بيطاط (نائب رئيس مجلس الأمة) عن "العشرة مظليين" فوجدت بدلها "الفيلق العاشر للمظليين" (؟). الغريب أنها في افتتاحية رسالتها لم تشر لاسم الجريدة الأسبوعية الجزائرية التي عند تصفحها لها بقيت مدة وهي تتأكد بأنها لا تحلم: "ففي سنة 2009 يكتب صحافيون، وفي جرائد بلدي، مقالا مشينا بعنوان عريض ملأ الصفحة بكاملها...."، لتعود في خاتمة الرّسالة مكررة الاتهام في حق صحفي الخبر الأسبوعي الذي "نقل" شهادة المجاهدة وردية فلة حاج محفوظ: "والغرابة كلّ الغرابة، أن يأتي في سنة 2009، صحفي جزائري ليستخف برمز جميلة بوحيرد ومهنية يوسف شاهين".
مكمن الغرابة كل الغرابة بالنسبة لي كجزائري ينتمي إلى "الجيل الجديد، الجيل المثقف" صاحب الفضول والإرادة الصادقة لمعرفة تاريخ بلاده و"الفخور بانتمائه إلى هذا الشعب" عدم اطلاعي على هذا "المقال المشين"، لأن ما وقفت عليه في الحقيقة هو مقال شمله النصف العلوي من صفحة جريدة الخبر الأسبوعي "نقل" فيه الصحفي شهادة المجاهدة وردية فلة حاج محفوظ مع تنبيهه على خطورتها لكنها أصرّت، هذه المجاهدة تمّ تجاهل ذكر اسمها من طرف المجاهدة زهرة ظريف بيطاط (نائب رئيس مجلس الأمة) في رسالتها كتجاهلها ذكر اسم الجريدة كاصرارها أيضا على تجاهل الأعراف الإعلامية المتعلقة بحق الرّد، الذي هو من الحقوق الحصريّة للمجاهدة جميلة بوحيرد، لأن ما يهمّها هو "الإدلاء بشهادتها عما رأت وعما عايشت وعما تعلم"، مضيفة: "فلا الصحفي كاتب المقال ولا من التقى به لتبرير هذه الأكاذيب كانا حاضرين آنذاك."، للإشارة فالمجاهدة وردية فلة حاج محفوظ لم تدّع أنها كانت حاضرة لحظة اعتقال المجاهدة جميلة بوحيرد ولا أثناء الاعتقال الذي سبق السجن، وإنما تضمنت شهادتها ظروف معايشتها لها أثناء السّجن كما تحدّت المجاهدة جميلة بوحيرد في إنكار ما ورد في شهادتها.
أما ما تعرفه المجاهدة صاحبة الرسالة وما حضرته وعايشته: "لقد كنت حاضرة لحظة الاشتباك، وجرحت جميلة بوحيرد وتم توقيفها بمفردها"، هنا لم يكن مهما بالنسبة لصاحبة الرّسالة الإدلاء بشهادتها عن الظروف التي جعلت المجاهدة بوحيرد تواجه وحدها لتعتقل بمفردها. فيما يخصّ المعلومات المتعلقة بظروف الاعتقال فبحسب الرسالة دائما: "ومنذ ذلك الحين لم يكن بوسع أي مجاهد الاتصال بها إلى غاية سجنها،...."، بحيث تأجل تسريبها إلى غاية المحاكمة: "والواقع، أن المعلومات حول تعذيب جميلة بوحيرد، بدأت تتسرب أثناء محاكمتها، حيث أخذ الكلام عن التعذيب بعدا دوليا..."، أي أن المجاهدة صاحبة الرسالة لم تكن حاضرة أثناء الاعتقال الذي سبق السجن ولا أثناء السجن، وخلاصة ما تعرفه جاء نتيجة معايشتها بالدرجة الأولى للمعالجة الإعلامية لقضية المجاهدة جميلة بوحيرد، هذه المعالجة التي لم تكن لتنفصل عن الموجة الإعلامية الدولية التي عالجت قضية التعذيب المصاحبة للدعم المتنامي لقضية الشعب الجزائري في ذلك الوقت.
نحن أمام فرصة لكتابة تاريخ حادثة وليس أمام عملية إعادة كتابته، فالشهادات لا تزال "طازجة" والأشخاص لازالوا حاضرين–أطال الله في أعمارهم- ما يمكننا من اجتناب مزالق أيّ إعادة تركيب للأحداث وما يصاحبها من أخطاء نتيجة الاستجابة للمصالح والأحكام ذاتية لمن عايشوا الأحداث أو من يعدّ في صفّهم. فشهادة المجاهدة جميلة بوحيرد وبقية من عايشوا الحدث تعدّ أكثر من ضرورية في مثل هذا التوقيت بالذات.
بالعودة لتحليل المعلومات التي تضمنتها الشّهادات السابقة، المؤكد أنّ المجاهدة جميلة بوحيرد عدّت دون شك صيدا ثمينا بالنسبة للجنرال "ماسو" ومعاونيه، كما أنها أبدت شجاعة كبيرة عند اعتقالها من خلال إصابتها أثناء المواجهة، إلاّ أن مصادر المعلومات "الموثوقة" بالمفهوم التاريخي حول ظروف الاعتقال تظلّ غائبة أو بالأحرى مغيبة باستثناء سيناريو الفلم الذي طعنت المجاهدة فلة حاج محفوظ في صدقه و"ادّعت" اعتراف المخرج يوسف شاهين بأنه لم يتدخل في السيناريو مما يجعله مستثنى من الحكم عليه، إضافة إلى أنه في عداد الأموات اليوم. أما ظروف السّجن فالثابت أنّ المجاهدة وردية فلّة حاج محفوظ عايشت رفيقتها المجاهدة جميلة بوحيرد في السجن، وشهادتها يجب أخذها بعين الاعتبار في ظلّ عدم ورود شهادات أخرى، فهي معقولة خاصة إذا نظرنا إلى ما تضمنته رسالة المجاهدة زهرة ظريف رابح بيطاط: "ومنذ إلقاء القبض عليها بدأ الجيش يمارس عليها العمل البسيكولوجي الذي كان يستعمله على الشّعب الجزائري وبسرعة وعلى غرار جميع المناضلين المقبوض عليهم، شرع الجيش في تدنيسها وذمّها بهدف إضعاف معنوياتها وعزلها عن باقي المناضلين.."، فمن غير المستبعد أن تكون الفكرة التي شكلتها المجاهدة فلة حاج محفوظ عن ظروف سجن المجاهدة بوحيرد هي نتيجة لتأثير أحد أساليب الجيش الفرنسي المعروفة التي كان ينتهجها لإضعاف المناضلين الكبار بهدف دفعهم للانهيار والتعاون.
يظل الاستنتاج الأخير قريبا من الواقع إن لم نأخذ في الحسبان شهادة الجنرال "أوساريس" التي تنفي إخضاع المجاهدة جميلة بوحيرد للتعذيب على غرار بقية المناضلين الكبار الذين وقعوا بين يديه في ظل الموجة المناهضة للتعذيب، خاصة أنه يورد في الفقرات التي سبقت الحديث عنها تفاصيل اعتقال واغتيال المحامي بومنجل، فهو لا يتحرّج من ذكر وقائع ممارسته التعذيب والاغتيالات في حق المناضلين، بل يبرر هذه الأساليب ويجعل منها السبيل الوحيد لمعالجة الوضع. بالعودة للأجواء التي أعقبت صدور مذكرات الجنرال "أوساريس"، وبغض النظر عن موجات الاستنكار والتنديد سجلت الأوساط الإعلامية تكذيب المجاهد ياسف سعدي لما ورد في المذكرات فيما يتعلّق اتهامه بكشف مخبأ الشهيد علي لابوانت بتلقائية، حيث عَدَّ هذا الاتهام تلطيخا لسمعته من قبل جنرال "سفّاح" لا زال يتملكه حقد دفين. كذلك شهادة هذا "السّفاح" في حق المجاهدة جميلة بوحيرد من غير المستبعد دخولها في ظلّ هذا الإطار، كما يبقى من الممكن أيضا النظر لها كشهادة لا يجب إغفالها. هذا التضّارب في الشهادات والتحليلات مردّه دون شك غياب أو بالأحرى تغييب المصادر التاريخية الثابتة نسبيا المتمثلة في الوثائق والتسجيلات أو التقارير الموضوعية.
هيكل في تقديمه "قصّة السويس" التي يصفها بآخر المعارك في عصر العمالقة (؟)، يورد مبررا كتابته لقصة ذلك الحدث(1): "... عشرون سنة، دورة من دورات الزّمان لها إيقاع خاص ومتميز، يستطيع أن يكون رصينا، خاليا من اللهفة والعجلة، بعيدا عن نطاق الضغط والإلحاح طلبا للتأثير النفسي والدعائي، وهو على هذا النحو يكون أقرب إلى السياسة وهذا طبيعي... بل إن هذا هو الفارق بين السياسة والتاريخ"، هل يمكن لقرابة نصف قرن وليس عشرون سنة فقط أن يكون له إيقاع يكون فاصلا بين السياسة والتاريخ عند محاولة كتابة ثورة من أعظم الثورات في القرن العشرين؟، لكن هيكل يواصل مستدركا غير مكتف بعامل دورة الزّمان بل يضيف عاملا آخر جدّ مهم: "فأيّ حدث من الأحداث يظلّ "سياسة" طالما هو تحت سيطرة صنّاع القرار والمؤثرين فيه على القمم أو بقربها"، وهو ما يمنع دون شك خروج قصة ثورتنا المباركة من مستنقع السياسة إلى صرح التاريخ.
قضية مثل قضية تعذيب المجاهدة جميلة بوحيرد وبالرغم من كونها تضعنا أمام موقف خطير نتيجة طرح فرضية أن ما كان ولازال رائجا هو نتاج عملية "اختلاق" للتاريخ كونه يصنّف كأخطر وأسوأ أنواع التزوير سواء كان هذا الاختلاق جزئيا أو كليا، إلا أن هذه القضية تظل بعيدة نسبيا عن مستنقع السيّاسة في حال تجاهل عوامل ضاغطة تظل حاضرة ومهمّة يتمثل أوّلها وأهمها في موقف وتموقع المجاهدة جميلة بوحيرد خلال أحداث عشرية التسعينات بما فيه طبيعة تكوينها والتيار الإيديولوجي الذي انتمت إليه أثناء الثورة التحريرية، وبعدها توقيت بروز شهادة المجاهدة وردية فلة حاج محفوظ، كذلك الصفة التي وقعت بها المجاهدة زهرة ظريف بيطاط رسالتها (نائب رئيس مجلس الأمّة)...
بالنظر إلى كثير من الأحداث الغامضة والمسكوت عنها المصاحبة لثورتنا التّحريرية، قضية تعذيب المجاهدة بوحيرد تبدو للوهلة الأولى قضية هامشيّة نسبيا لكنها نموذج أبسط ما يكون للكشف عن العقبات التي تواجه أي محاولة للاقتراب من الكتابة "الجادة" لتاريخ الثّورة الجزائرية، حتى لا نقول الكتابة "الموضوعية" أخذا برأي الفلاسفة "النسبيين" القائلين بعدم إمكان قيام "موضوعية تاريخية" سواء كانت كليّة أو فرديّة، بالمعنى الذي للموضوعية في العلوم الطبيعية، فالمؤرخ حينما يسوق تفسيراته إنما هو يصدرها عن ذاتية، إذ يختار تفاصيل معينة ويغفل أخرى حتى توافق التبريرات والأسباب التي يقدمها لتفصيلاته وما ذهب إليه حتى وإن تم ذلك لا شعوريا، لأنه يقوم بهذا كله وهو داخل إطاره الثقافي وإطار القيم الأخلاقية والجمالية التي يعتنقها كونها انعكاسا لشخصيته مع التأكيد على تباينها من مؤرخ لآخر.
بالعودة لموقف المجاهدة زهرة ظريف بيطاط: "....، وقد بدأت القراءة السلبية للتاريخ (révisionnisme) ونحن لا زلنا على قيد الحياة. إلاّ أننا سنرحل بدورنا، ونتساءل عن ما سيكتب عنا في الصّحافة الجزائرية بعد خمسين سنة؟ إن هذا السؤال ، وبغض النظر عن الأكاذيب التي روجت حول جميلة بوحيرد، يستوقفنا جميعا.". المجاهدة تحدثت عن الـ: "révisionnisme" أو "القراءة السّلبيّة للتاريخ"، صراحة تأمّلت المصطلحين العربي والفرنسي معا، وبحثت أولا عن دلالة المصطلح الفرنسي في أقرب قاموس فرنسي بين يدي:
"1. موقف ردّ القواعد الأساسية للمعتقدات والمذاهب إلى أسباب مادية،
2. موقف ردّ القوانين والأحكام إلى الأسباب –التسبيب-،
3. موقف المنكرين للوحشيّة المرتكبة داخل المحتشدات النّازية خلال الحرب العالمية الثانية، بالأحرى المكذبين والمنكرين لوجود وعمل غرف الغاز"
بتأمل الدلالات المختلفة للمصطلح فالمعنى المقصود دون شك من طرف محرّر الرسالة هو الثالث، أي الإسقاط الضّمني لموقف القائلين بانتفاء المزاعم الصهيونية حول وجود "المحرقة النّازية" على موقف المشكّكين في بعض الأحداث التي صاحبت الثورة الجزائريّة المباركة، هذا الإسقاط يحمل أكثر من دلالة أولاها ليس فقط التأثّر اللّغوي لمحرّر الرّسالة وإنّما التّأثر الإيديولوجي الغريب بالموقف الرّسمي خصوصا الفرنسي من المنكرين لأسطورة "المحرقة النّازيةّ" والتوافق معه. فالتناقض واضح وجليّ بين الموقفين: "المحرقة النّازيّة" لحدّ السّاعة لا وجود لأيّ أدلّة ماديّة دامغة تدعم وجودها بخلاف الممارسات الوحشيّة الاستعمارية التي تشهد عليها أجساد الأحياء والأموات بالإضافة للدلائل المادية التي لا يزال بعضها يحصد الأرواح إلى اليوم (الألغام المضادة للأفراد على طول خطي شال وموريس، ومواقع التجارب النووية التي استمرّت حتى بعد الاستقلال؟..).
بالعودة إلى المصطلح العربي، فالحكم بسلبية شيء ما هو حكم نسبي ذاتي يجب أن يقرن بتبيان المرجع الإيجابي و المعتدل، فما هو سلبي بالنسبة لفرد أو جماعة هو في أغلب الأحيان إيجابي بالنسبة لجماعة أخرى. أم ربما المقصود هو أنّ أي عمليّة لإعادة قراءة أو كتابة التّاريخ تعدّ قراءة سلبيّة له إذا لم توافق الرّواية السّائدة –السّائدة بالمفهوم الرّسمي الذي يتوافق مع رأي ومصلحة صنّاع القرار الحاليين ومن يواليهم- بغضّ النّظر عن صمود الرواية الرّسميّة أمام غربال النّقد المحكم، وهو ما يعتبر تجاهلا لمبدأ القبول بتعدّد وتنوّع الرّوايات والكتابات التّاريخية المختلفة بالرغم من وصول هذا الاختلاف إلى حدّ التّعارض والتّصادم نتيجة عدم وجود موضوعية تاريخية.
أما محاولة تركيب الأحداث وروايتها دون تحرّي أن تكون هذه الرّواية مقنعة ومبرّرة ومتماسكة منطقيا هو نوع من أنواع تزوير التاريخ وضرب من ضروب الإقصاء والتّسلّط لفرض الوصاية على الآخرين، فبخلاف أزمنة مضت هو غير متاح في ظلّ المعطيات والظروف الرّاهنة، لأن الانفتاح الإعلامي غير القابل للسيطرة المباشرة المتمثل في الانتشار الواسع للقنوات التلفزيونية عبر الأقمار الصّناعيّة والانترنت جعلا من أي محاولة لمنع الروايات ووجهات النظر المخالفة من الوصول إلى الشّرائح المثقفة العريضة ضربا من الخيال، بل وتجاهلها يدفع نحو التشكيك في الرّواية الرسميّة كما يعطي دون شك صدى واسعا للرّوايات الأخرى المخالفة.
ألم يحن الوقت بعد للاقتناع بالكفّ عن محاولة ممارسة الوصاية على هذا الشعب، والتوجه إليه بأساليب بعيدة عن أساليب مخاطبة الوصيّ للموصى به؟، من السهل طبعا فرض السيطرة بمفهومها المادي على مجموعة من الأفراد في رقعة جغرافية معينة، لكن من الصّعوبة بمكان السيطرة على سيلان فكر شعب بأكمله.
تختم المجاهدة زهرة ظريف بيطاط رسالتها المؤرخة في 02 جويلية 2009 منادية: "حان الوقت لندقّ جرس الإنذار، فمجتمعنا مريض، ومستقبل الجزائر شعبا وأمة سيكون مهدّدا إن لم نسترجع الحقيقة التاريخية...."، بعد ماذا يدقّ جرس الإنذار؟، فالدعوة الحالية لدقّ الجرس جاءت متأخرة عن وقتها بحوالي النصف قرن في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الكارثية والصورة أصدق من أي تعبير مع إصرار الواقفين على رقاب هذا الشعب على عدم الاقتناع بفشلهم الذّريع وخنقهم لأي محاولة للتغيير.
أختم بما كتبه الرّئيس فرحات عبّاس رحمة الله عليه في رسالة استقالته بتاريخ 12 أوت 1963: "منذ الاستقلال، لم يستشر الشّعب بصفة حرّة ولو مرّة واحدة. وقد حان الوقت لإشراكه في الحياة السّياسيّة. كما حان الوقت ليسترجع حماسه وثقته. وهذا الشّعب يجيد التّصويت. وقد برهن على ذلك بعظمة. وعرف بصفة خاصّة كيف يقاوم، خلال سبع سنوات، أحد أكبر الجيوش في العالم. واكتسب بفضل بطولته حقّ اختيار ممثليه واختيار الحكومة التي يريدها. فعلينا أن نثق به. وحتى لو أخطأ، فإن هذا الغلط يكون انعكاسه أقلّ خطرا من أن يكمم أو يفرض عليه لباس قميص المجانين. فهو يستحق التقدير بدلا من هذه الإهانة الكبرى"(2).
ما الذي تغيّر منذ ذلك الوقت يا ترى؟


‏السبت‏، 03‏ أكتوبر‏، 2009


----
(*) مواطن مهتم بالتّاريخ.
(1) محمد حسنين هيكل، قصّة السّويس، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، ط 6 بيروت 1985، ص 7.
(2) عبد الرّزاق بوحارة، منابع التّحرير، ترجمة صالح عبد النوري، دار القصبة للنشر، الجزائر 2006، ص 237.
التعديل الأخير تم بواسطة أرسطو طاليس ; 12-10-2009 الساعة 10:26 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية lyes_djamel
lyes_djamel
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 01-07-2008
  • المشاركات : 876
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • lyes_djamel is on a distinguished road
الصورة الرمزية lyes_djamel
lyes_djamel
عضو متميز
رد: دوّامة التّاريخ: هل جميلة ليست جميلة؟
03-10-2009, 11:01 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يبدو أنك أدخلتنا في دوامة يا أرسطو يا طاليس

فعلا لقد تابعت أظن أن الكل تابع ما تناقلته الجرائد الوطنية و الأجنبية ( خاصة منها الفرنسية) و كذا وسائل الإعلام الثقيلة و الخفيفة منها ، من تصريحات و أخرى مضادة

لكن ما يحرني فعلا هو لما طفت الان هذه الصراعات و الخلافات إلى السطح وتحولنا من مرحلة من يقتل من إلى مرحلة من يشكك بمن

أهي مجرد تجاذبات لأجل مصالح فردية محضة ، أي لتقلّد مناصب في الدولة أو التمثّل في الجزء الرئاسي بمجلس الأمّة على الأقل

أم أن القوم أنبهم ضميرهم فلفظوا ما بصدورهم قبل أن يجتثها ملك الموت مع أرواحهم

و لكن لا أخفي عليك أخي مخاوفي من مساقبل هاته التصريحات التي ألقت و ستظل تلقي بضلالها علينا و على الجيل القادم ، فإذا كان تاريخنا بهذا الشكل ( و أنت تعرف أهمية التاريخ بالنسبة لنهضة و ثبات الأمم) فيجدر بنا الخوف من المستقبل

أنا أظن أنه هناك حلاّن لا ثالث لهما :

1/* يا إما يصدر الرئيس بوتفليقة أمرا رئاسيا واضحا بإعادة كتابة التاريخ بكل إيجابياته و سلبياته ( إن لم يكن هو و من في السلطة خائفين من هذه الكتابة)

2/* تأتي أوامر فوقية بعدم الخوض في مثل هذه المواضيع ، و طيّ الملف نهائيا
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها *** و لكن أحلام الرجال تضيق
  • ملف العضو
  • معلومات
Hamid.R
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 28-02-2009
  • الدولة : DZ
  • المشاركات : 811
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • Hamid.R is on a distinguished road
Hamid.R
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
أرسطو طاليس
زائر
  • المشاركات : n/a
أرسطو طاليس
زائر
رد: دوّامة التّاريخ: هل جميلة ليست جميلة؟
07-10-2009, 04:00 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lyes_djamel مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يبدو أنك أدخلتنا في دوامة يا أرسطو يا طاليس

فعلا لقد تابعت أظن أن الكل تابع ما تناقلته الجرائد الوطنية و الأجنبية ( خاصة منها الفرنسية) و كذا وسائل الإعلام الثقيلة و الخفيفة منها ، من تصريحات و أخرى مضادة

لكن ما يحرني فعلا هو لما طفت الان هذه الصراعات و الخلافات إلى السطح وتحولنا من مرحلة من يقتل من إلى مرحلة من يشكك بمن

أهي مجرد تجاذبات لأجل مصالح فردية محضة ، أي لتقلّد مناصب في الدولة أو التمثّل في الجزء الرئاسي بمجلس الأمّة على الأقل

أم أن القوم أنبهم ضميرهم فلفظوا ما بصدورهم قبل أن يجتثها ملك الموت مع أرواحهم

و لكن لا أخفي عليك أخي مخاوفي من مساقبل هاته التصريحات التي ألقت و ستظل تلقي بضلالها علينا و على الجيل القادم ، فإذا كان تاريخنا بهذا الشكل ( و أنت تعرف أهمية التاريخ بالنسبة لنهضة و ثبات الأمم) فيجدر بنا الخوف من المستقبل

أنا أظن أنه هناك حلاّن لا ثالث لهما :

1/* يا إما يصدر الرئيس بوتفليقة أمرا رئاسيا واضحا بإعادة كتابة التاريخ بكل إيجابياته و سلبياته ( إن لم يكن هو و من في السلطة خائفين من هذه الكتابة)

2/* تأتي أوامر فوقية بعدم الخوض في مثل هذه المواضيع ، و طيّ الملف نهائيا
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،

نعم أخي، فهي دوّامة.

حديثك عن الأمر الرئاسي بكتابة التاريخ: لتعلم أخي التاريخ لا تخطّه الأوامر الرئاسية ولا التعليمات الفوقية، فلو تم تجاهل هذا وأمروا بكتابته فلن يتجاوز كونه دعاية وتزويرا.

بالنسبة للملفات وطيّها، كما يقال: قديما قالو، عيش تسمع اليوم نقول عيش تشوف.

شكرا
  • ملف العضو
  • معلومات
أرسطو طاليس
زائر
  • المشاركات : n/a
أرسطو طاليس
زائر
رد: دوّامة التّاريخ: هل جميلة ليست جميلة؟
07-10-2009, 04:03 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamid.r مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

موضوع جدير بالمتابعة ... للرّفع.
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،

شكرا على المرور والرفع، ففعلا موضوع مثل هذا أصبح عملة نادرة في ظل سيطرة الأبواق الاعلامية للقطط المبتلة بالفضائح...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية سيف الدين القسام
سيف الدين القسام
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 17-04-2008
  • الدولة : قسنطينة العاصمة المستقبلية
  • العمر : 36
  • المشاركات : 4,343
  • معدل تقييم المستوى :

    21

  • سيف الدين القسام is on a distinguished road
الصورة الرمزية سيف الدين القسام
سيف الدين القسام
شروقي
رد: دوّامة التّاريخ: هل جميلة ليست جميلة؟
07-10-2009, 09:05 PM
موضوع جد مهم أخي فارس.
ومسألة صدقية التاريخ المروي يعد من معضلات المسيرة البشرية حتى قامت كما تفضلت مدارس نظرية للبحث فيه.
ولعله لا يوجد شعب عربي مثلنا نحن في معانته مع التاريخ.
ولكن بالمقابل لا أظن أنه في المرحلة الحالية الشعب بحاجة لصدمات جديدة تنزع القدسية عن أشياء نعدها من الخطوط الحمراء التي لا ينبغي الإقتراب منها رغم ما شابها من كذب وتدليس.
ولهذا فالأفضل هو ان يجتمع المؤرخون مع من عايشوا تلكم المراحل ويمحصوا الروايات ليخرجوا لنا من بين كذب وتخريف تاريخا سائغا.
بوركت
يا من يذكرني بعهد أحبتي طاب الحديث عنهم و يطيب
أعد الحديث علي من جنباته إن الحديث عن الحبيب حبيب
ملأ الضلوع و فاض عن أجنابها قلب إذا ذَكَرَ الحبيبَ يذوب
icon36
  • ملف العضو
  • معلومات
أرسطو طاليس
زائر
  • المشاركات : n/a
أرسطو طاليس
زائر
رد: دوّامة التّاريخ: هل جميلة ليست جميلة؟
10-10-2009, 12:23 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف الدين القسام مشاهدة المشاركة
موضوع جد مهم أخي فارس.

ومسألة صدقية التاريخ المروي يعد من معضلات المسيرة البشرية حتى قامت كما تفضلت مدارس نظرية للبحث فيه.
ولعله لا يوجد شعب عربي مثلنا نحن في معانته مع التاريخ.
ولكن بالمقابل لا أظن أنه في المرحلة الحالية الشعب بحاجة لصدمات جديدة تنزع القدسية عن أشياء نعدها من الخطوط الحمراء التي لا ينبغي الإقتراب منها رغم ما شابها من كذب وتدليس.
ولهذا فالأفضل هو ان يجتمع المؤرخون مع من عايشوا تلكم المراحل ويمحصوا الروايات ليخرجوا لنا من بين كذب وتخريف تاريخا سائغا.
بوركت
أهلا بك أخي،

عذرا عن التأخر في الرّد، حقيقة بينما كنت أحاول التعقيب عل ردّك "حظر" عنوان الأيبي خاصتي وجميع العناوين التي استعملتها قبلا دون توضيحات....

المشكلة أخي سيف الدين، تتمثل في "الرموز المقدسة" التي ابتدعها البعض، ثورتنا مظفرة ومباركة ولا شك في ذلك، لكن على الجميع معرفة الحقيقة.

قمن لا يعرفون التاريخ تكتب عليهم إعادته.

شكرا، وسلام موصول غير محظور الأيبي، هههههههه
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مرمر القاسم
مرمر القاسم
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 22-01-2009
  • الدولة : حيفا
  • العمر : 46
  • المشاركات : 898
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • مرمر القاسم is on a distinguished road
الصورة الرمزية مرمر القاسم
مرمر القاسم
عضو متميز
رد: دوّامة التّاريخ: هل جميلة ليست جميلة؟
10-10-2009, 05:34 AM
السلام على خير المرسلين وخير امة ...


رفيقي ارسطو ان ابشع الجرائم التي يمكن للانسان ان يرتكبها هي تشويه التاريخ
وان ينكر ويتنكر لابطاله وكأن يلغيهم ويلغي نضالهم ,كيف يمكن الطعن في تاريخ جميلة وكيف نلغي معاناتها وعمرها المسلوب.
تابع واتابع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,


امرأة محتلة
  • ملف العضو
  • معلومات
أرسطو طاليس
زائر
  • المشاركات : n/a
أرسطو طاليس
زائر
  • ملف العضو
  • معلومات
karim250
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 12-07-2009
  • المشاركات : 251
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • karim250 is on a distinguished road
karim250
عضو فعال
رد: دوّامة التّاريخ: هل جميلة ليست جميلة؟
13-10-2009, 06:14 PM
من هته المجاهدة التي سكتت دهرا و نطقت خزعبلات ارجوكم كل شيء إلا جميلة الطاهرة ،نقية اليد هي رمز و لا أضن أن الفرنسيين قد استقبلوها بالورود بعدما فعلته فيهم، جميلة شامخة و ستظل كذلك رغم تخاريف العجائز، جميلة لم تسرق و لم تنهب،جميلة ضحت في صمت و أحبت بلدها تمنيت لو كنت أبنا لها ، و هي أكبر من ان تنزل للحضيض لترد على مثل هؤلاء.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:18 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى