الـــــجن حقيقة لا خرافة
06-07-2009, 03:17 PM
الـــــجن حقيقة لا خرافة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أسكن عباده هذه الدار , وجعلها لهم منزلة سنن الأسفار, وجعل الدار الآخرة هي دار القرار , وجعل بين الدنيا والآخرة برزخا يدل على فناء الدنيا بالاعتبار ,فسبحان من يخلق ما يشاء ويختار , ويرفق بعباده الأبرار في جميع الأحوال والأقدار .
سبقت رحمته غضبه وعفوه عقوبته وهو العزيز الجبار أحمده على نعمه الغزار وأشكره وحمده على من شكره مدرار وأشهد أن لا إله إلا هو الواحد القهار وصلى الله وسلم وبارك على النبي القدوة المختار صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأطهار وكرم وبيض الله وجوه الصحابة الأوفياء الأخيار وبعد :
فإن من أسس العقيدة الإسلامية الصافية النقية الإيمان بالغيب وهو ما غاب عنا لحكمة الله تعالى , بل هو أي الإيمان بالغيب أول صفة وصف الله بها عباده المتقين فإن طلبت الدليل فقرأ معي يرعاك الله (( آلم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون )) ولذا فمن الواجب على كل مسلم عاقل يؤمن بالغيب إيمانا جازما لا يخالطه أدنى شك ولا يعتريه ريب , والغيب كما قلت آنفا أنه ما غاب عنا وأخبر به الله تعالى أو رسوله عليه الصلاة والسلام كما ورد هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه .
والجن من الغيب الذي يجب علينا أن نؤمن به حيثتضافرت الأدلة على وجوده بلوتبيان حقيقته قرآنا وسنة .
فمن الأدلة القرآنية الدالة على وجود الجن مايلي :
1- قوله تعالى :( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِــنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً ) (الجن : 1 )
2- قوله تعالى :( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِــنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ) (الأحقاف : 29 ) .
3- قوله تعالى : (يَا مَعْشَرَ الْجـــِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن : 33 )
4-وقوله تعالى: ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنس يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِــــنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقا ً) (الجن6 )
5- وقوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجـِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات : 56 )
ومن أدلة السنة النبوية المطهرة الدالة على وجود الجـــن مايلي :
1-عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إني أراك تحب الغنم والبادية ,فإذا كنت في غنمك , أو باديتك , فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء , فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جـــن ولا إنس , ولا شيء , إلا شهد له يوم القيامة )) – رواه البخاري ومالك والنسائي وابن ماجه -
02 - وعن إبن عباس - رضي الله عنها - قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه , عامدين ( قاصدين ) إلى سوق عكاظ , وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء , وأرسلت عليهم الشهب , فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا: بيننا وبين خبر السماء , وأرسلت علينا الشهب , قالوا (أي قومهم ) : ماحال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث , فاضربوا ( أي انطلقوا بين ) مشارق الأرض ومغاربها , فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء , فانصرف أولئك الذين توجهوا نحوتهامة ( جبال قرب مكة ) إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ, وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر , فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا ( أي لقومهم بعد عودتهم إليهم ) (( إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحد )) ( الجن الآية 01).
والأدلة على ذالك كثيرة وستجدها أخي الحبيب أختي الغالية في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام والله تعالى أعلم .