تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية لخضر.34
لخضر.34
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 13-05-2009
  • الدولة : كله جزائري ونصفه مصري
  • العمر : 43
  • المشاركات : 1,609
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لخضر.34 is on a distinguished road
الصورة الرمزية لخضر.34
لخضر.34
شروقي
الوجع المهرب...
06-10-2012, 01:56 PM
الـوجـع الـمـهـرب..
.................

تسلل الخوف إلى شراييني..
اختطفت اللحظة دمعة..
سالت وراء دمعة أخرى..
في لحظات وجع مهرب من ملفات الذاكرة..
..
كتبت في آخر رسالة جملة جريحة:
(ارأفي لحال القلب المتعب شوقا واحتراقا)..
..
وفتحت نوافذ غرفتي وبابي لتهوية المكان..
وتجديد نفس الغرفة المظلمة منذ بدء الشتاء..
..
لكن أرضي مغلقة منذ آخر انهيار..
..
في يوم مبهم المزاج
دخلت أنت
واستوطنت المكان
وعبثت بكل شيء..
لكنك نسيت فتح نوافذي وأبوابي
أمام تجديد أنفاسي..
..
وكتبت رسائل حبك في كل خلية من جسدي
ورحلت إلى أرضك..
..
تسللت مشاعر الاغتراب
والنفي إلى أنفاسي..
وأحسست نفسي بين أربعة جدران
في زنزانة..
في معتقل بعيد..
بعيد عن الوطن وعن الحلم..
..
أغلقت نوافذ غرفتي
عندما أيقنت أنك
لن تأتي هذا الصباح..
ولملمت بقايا أشلائي..
وبكيت بعمق الحكاية..
..
تسلل الوجع بكل القوة التي عهدتها قبلك..
..
القوة المكتومة في رحاب المكان المغلق
منذ زمن نسيت تفاصيله..
..
آاااااااااااااااه..
حبيبتي تعالي، وخذيني من هنا..
..
لم أعد أتحمل زيف الأمكنة..
ودسائس الموت في المقاهي والشوارع..
وقف الموت البارحة فوق صدري..
سخر مني ومن عجزي عن الحراك..
كنت في حالة ذهول
وأنا أرى من يضرب ساقي بالعصا..
كأنه حطم إحدى ساقي
ففررت بالأخرى وبنفسي..
وصرخت في اللحظة نفسها من وجع اللحظة..
..
رميت بغطائي وبقيت أتعرق
ونبضي مشتت..
لم يسمعني أحد لأن صرختي كانت مكبوتة
وصامتة صمتَ زحفِ الموت إلى أرضي
كل مساء..
..
رأيت المكان أكثر ظلمة من ذي قبل
وفوضاه تشعرني بالتيه..
ضممت جسدي في لحظة صدمة..
..
حملت العصا التي ضربت بها
وحاولت اختراق الطريق الفاصل
بين مكان وقوفي
وبين الحقل الذي ارتسم أمامي
ليزيد من حدة الضياع
ومشكلة الزمكان..
في لحظة تسارع الصور في ذهني تسارعا مربكا..
..
مشيت أعرج الخطوات..
قيل أن حبيبتي تسكن هنا..
لها بين يدي صورة
وذاكرة قديمة متخمة بالحب..
بحثت عنها كثيرا..
سألت الشجر والحجر والنسيم..
أعرف عنها تغزلها بي بالقرب
من حافة الوادي الشمالي..
وجدت اسمي منقوشا على الشجرة
التي قبلتها تحتها أول مرة؛ حين التقينا لقاءنا الوحيد..
عرفت أنها ما زالت تنتظرني..
ولكنها تائهة مثلي بصورة مغايرة لضياعي..
شربت من ماء الوادي
التي كانت صورتها تنعكس على سطحه الصافي
صفاء عينيها القاتلة..
واحتضنت الشجرة التي وجدت عليها
اسمي قرب اسمها.. وقبلت اسمها..
وقطفت من الشجرة ورقة
علها تحمل شهادة أني مررت من هنا
تعثرت بين الحصى ونزفت في مسيرتي..
..
بكيت بصمت وأنا أضع التراب على جراحي
وأربطها بقطعة قماش من قميصي..
..
ولأني فقدت تفاصيل المكان
كنت أسير هائما على وجهي..
وجدت في إحدى الزوايا قصيدة عنوانها
"أتنفسك حبيبي.."
وكتبت اسمي في آخر القصيدة..
وأنها رسمت آثار قدمها المار من هنا..
فارتميت في أحضان الأرض، وقبلت التراب..
واحتضنته لأنه كان يعبر عن جزء من حبيبتي..
..
تسلقت أطول شجرة كي أتبين خارطة المكان..
سقطت من عل، وأغمي علي الليل كله..
حالفني الحظ؛ كوني سقطت على كومة
من تبن.. وإلا لكنت هلكت قبل أن ألقاها..
..
أيقظني المطر.. وهو يبلل جسدي
ويغسل خطوط الدماء
التي ارتسمت فوق جسدي..
انتعش الجسد..
ورأيت لما قمت أجمع نفسي الطريحة
قطعة من خمارها المفضل
كتبت فيه اسمينا بدمها
أظنها نزفت هنا مثلي
..
صرخت باسمها
ـــــــــ ..
أين أنت؟ أين أنت؟
ضممت قماشها إلى شفتي أقبله..
ارتسمت عيونها بين خطوط قوس قزح..
فعرفت أنها سلكت مسارا يتقدمني بزمن
لكن أرجو أن تكون قد قبعت للراحة زمنا
يمكنني من اختزال الزمن الفاصل بيننا..
..
رفعت رأسي..
تذكرت القمر الذي حكيت له ذاك المساء عن سحرها
وجنوني في لحظة كانت شفتي تتوشح أنفاسها لأول مرة في العمر..
..
قلت له وأنا أبكي كطفل حرم دفعة واحدة
أمه، ولعبته، وصديقته، وأشياءه المفضلة:
(أحن إلى حبيبتي.. فاحمل لها سلامي..
وأشعل فانوس قلبها أو كن فانوسها
حتى ألقاها..)
..
تتبعت ممرا كان ضوء القمر مرافقا لي
وأنا أركض خوفا من كل شيء
وخوفا من نفسي
تعثرت بشكوكي
وسقطت على وجهي
وامتلأت خصلات شعري بالتراب..
ووجدت ذراعي تنزفان..
أخذت قطعة أخرى من قميصي..
لأغطي جراحي الجديدة..
..
وصلت إلى مكان قالوا لي فيه:
(هي هناك تنتظرك..)
..
تقدمت إليها في حالة غمرها
لهب الشوق الذي سكن تحت مسارات الدماء
ناديتها باسمها
(ـــــ....)
(تعالي نرحل من هنا حبيبتي، فموتي يتوعدني هنا
ولا أظنك تتواطئين لقتلي
فأنا حبيبك وأنت حبيبتي)
..
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية يوسف جزائري
يوسف جزائري
مشرف صندوق المحادثات
  • تاريخ التسجيل : 24-12-2008
  • الدولة : أرض الله الواسعة
  • المشاركات : 5,403
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • يوسف جزائري has a spectacular aura aboutيوسف جزائري has a spectacular aura about
الصورة الرمزية يوسف جزائري
يوسف جزائري
مشرف صندوق المحادثات
رد: الوجع المهرب...
06-10-2012, 11:35 PM
ما شاء الله عليكـ أخي الأخضر

في خاطرتكـ الكثير من الشاعرية والإجادة

ليكاد القارئ يعايش كل لحظة معكـ

يتوتر معكـ ويخف توتره ثم لا تنفكـ تبحر به وتلامس مه اللحظة اللحظة


آه آه :

لم أعد أتحمل زيف الأمكنة..
ودسائس الموت في المقاهي والشوارع..
وقف الموت البارحة فوق صدري..
سخر مني ومن عجزي عن الحراك..




لا حرمـنا الله من جميل إبداعاتكـ المتواصلة ..

تحيـاتي القلبية الحارة حرارة بوحكـ الشجن
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية لخضر.34
لخضر.34
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 13-05-2009
  • الدولة : كله جزائري ونصفه مصري
  • العمر : 43
  • المشاركات : 1,609
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • لخضر.34 is on a distinguished road
الصورة الرمزية لخضر.34
لخضر.34
شروقي
رد: الوجع المهرب...
09-10-2012, 10:42 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف جزائري مشاهدة المشاركة
ما شاء الله عليكـ أخي الأخضر

في خاطرتكـ الكثير من الشاعرية والإجادة

ليكاد القارئ يعايش كل لحظة معكـ

يتوتر معكـ ويخف توتره ثم لا تنفكـ تبحر به وتلامس مه اللحظة اللحظة


آه آه :

لم أعد أتحمل زيف الأمكنة..
ودسائس الموت في المقاهي والشوارع..
وقف الموت البارحة فوق صدري..
سخر مني ومن عجزي عن الحراك..




لا حرمـنا الله من جميل إبداعاتكـ المتواصلة ..

تحيـاتي القلبية الحارة حرارة بوحكـ الشجن

شكرا جزيلا على هذا المرور الكريم

وتحية تليق بك وزيادة
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 02:04 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى