الشيخ ابن القندوز
02-01-2012, 11:58 AM

الشيخ ابن القندوز




هذهصفحة ذكرها شهاد عيان يصف حالة البلاد وتدهورها في واخر العهد التركي وكانت حالة البلاد كلها شبيها بما ذكره ابو

القاسم البوزاغتي اذا ثار الراى العام على الجرائم التي كان يرتكيبها الاتراك على يد بعض البايات السفاحين الذين ضربوا الرقم القياسي في الاستخفاف بأرواح الأبرياء كأخر باى الولاية الوهرانية حسن فانه كان يتتبع رجال العلم والدين فيسجن و يعذب و يقتل واحدث محاكم التفتيش الشبيهة بالمحاكم التي احدثها الاسبان بعد سقوط مملكة غرناطة.

كان ضحايا هذا الباي كثيرين و تهمهم متشابهة وقد سجل تلميذ لضحية من ضحاياه منظومة من النوع المشهور بالاستغاثة و بالغوثية بين فيها الظروف التي حكم فيها بالاعدام على شيخه ابن القندوز التوجيني.

وتخليدا لهذه الذكرى فان تلاميذ المعهد الذي اسسه صاحب الاستغاثة و توارثه أبناؤه من بعده كان طلبته ينشدون كل ليلة جمعة هذه الاستغاثة إلى أوائل الحرب العالمية الثانية وأكثر طلبة ذلك المعهد يحفظونها عن ظاهر قلب.

كان المقرئ الشهير الشيخ ابن القندوز التو جيني له معهد بدار مينة قرب مدينة البطحاء الشهيرة يتعلم فيه القران نحو 400 طالب و جاء الباي حسن على رأس جنده فالقى القبض على الشيخ وذهب به إلى مازونة , ولما قرب منها قتله. (ما زال الموضع الذي قتل فيه ابن القندوز وأثار المعهد الذي كان يعلم فيه موجودين) فافترق طلبة المعهد, وكان من بينهم تلميذه الذي ألف هذه المنظومة و هو الشيخ الشارف ابن تكوك قريب الشيخ محمد بن علي السنوسي دفين ليبيا مؤسس الطريقة السنوسية في القطر الجزائري و انشأ معهد لذلك مازال يتوارث إدارته أبناؤه’ و في هذا المعهد كانت تنشد هذه الغوثية , وقد هاجر ابن التكوك إلى المغرب في نفس الظروف التي هاجر فيها ابن عمه محمد بن علي السنوسي, قال:
أرحـم شيخـي بلقنـدوز مريـد الشيـخ المعـزوز



عبدا لقــــادر به نفــــوز عنـد رجـــال اللزميــــة



بالقنــــدوز المزهــــــــد في وسط الطلبة عابد



لابـد في الذكر يمجــــد يخــدم ربــي بالنيــــــة



الى أن يقول:
يا رب عــذب حســـــــن بركت بيـت الله تعيــان



والطلبـة قعـدت تنهــان وافترقـوا فــي بكريــــا



افترقــوا من تحمـــــــدا شـدوا مــن به العمــدا



ما تضنـي كيفـوا والــدا اسم النبي سيد أرقيــة



ثم كانــوا مجمـوعيــــن عمــارة للمســاكيـــــن



يكفـل من لا عنـده ويـن يكسي إلى بجوه أعرايا



احــــدث ذاك الأمــــــــر فـي القــرن العاشـــــر



ذا حكــــم الله قــــــــدر عالــــم بكل أخفيـــــــة



في شهـــر الله صفــــر دارت به العســاكـــــــر



بالثلاثة بعــد الفجـــــــر ولى في أيديـن العديـة

عام الخمسة والأربعين (1245هـ ) توفـى ليلــة الاثنيـــــــن

فرحــوا له الطايفــــون الغابطــون في الدنيــــا

فيحسبونهــا تـــــــدوم فـتـبـعـتـهـم همـــــــوم

رجعوا يخدموا في الروم في كل شهــر الجــز يا

ما رفقـوش بالنفــــوس يخدموا غير المنحـــوس

ماذا قتلـــــوا من رؤوس من ساداتي الصوفيـــة

قتلـوا شيخي الربانـــي ماهوشي من أهل الفاني

يجعلوا مـا ينسانـــــــي في الآخــــرة و الدنيــــــــا

إلى أن يقول في ختامها إذ هي من النوع الذي استغاث بها صاحبها بسور القران, فقال بعد أن ذكر (أو استغاث) بكل سور القران:

بالنصـر تبــــت يــــــــدا أزجــــــر علينــا الاعــــــدا

ما يعـرفـــوش الــــــردا أصحــــاب الدنيـا الفانيـــــا

و بســــورة الإخـــــلاص الفـالــق مــع الخنـــــــاس

امنعنـــي من الوسواس فـــلا يقــــــــــرب ليــــــــــا

انتهـــي في القـــــــران مـائـــة طـاهــــر نـعـيــــان

أربعـة عشـر يـا رحـمـان تـجـعـلهــم ســور عـلـيـــــا



هذه صفحات من تاريخ الجزائر في العهد التركي ’ المرجع سلسلة التراث الجزء الأول تحت عنوان ( الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني ) لمؤلفه: احمد بن محمد بن علي بن سحنون الراشدي.