من روائع أبي حامد الغزالي
03-08-2012, 08:43 PM
قصيدة رائعة للإمام أبو حامد الغزالي حجّة الإسلام قالها قبل موته بدقائق: قال شقيقه الشّيخ أحمد: لمّا حضرت أخي الوفاة قال: هاتوا لي كفني لأتجهّز للدّخول على الملك ، فأخذه و صعد إلى غرفة بأعلى و اغتسل و لبس كفنه وصعدنا بعده فوجدناه قد لحق بربّه و إذا بهذه الرّقعة بجوار رأسه و قد كتب فيها هذه الأبيات:
قل لإخوان رأونـي ميّتا
فبكوني و رثوني حزنا
أ تظنّون بأنّي ميّتكـم
ليس هذا الميّت و الله أنا
أنا في الصّور و هذا جسدي
كان لباسي و قميصي زمنا
أنا درّ قد حواني صدف
طرت عنه و بقى مرتهنا
أنا عصفور و هذا قفصي
كان سجني فتركت السّجن
أشكر الله الّذي خلّصني
و بنا لي في المعالي وطنا
كنت قبل اليوم ميّتا بينكم
فحييت وخلعت الكفن
قد ترحّلت و خلّفتكم
لست أرضى داركم لي وطنا
و أنا اليوم أناجي ملكا
و أرى الحقّ جهارا علنا
عاكفا في اللّوح أقرأ و أرى
كلّ ما كان و يأتي أو دنا
و طعامي و شرابي واحد
و هو رمز فافهموه حسنا
ليس خمرا سائغا أو عسلا
لا و لا ماء و لكن لبنا
هو شراب رسول الله إذ
كان لسرّ من فطرة فطرتنا
حيّ ذى الدار بنوم مغرق
فإذا ما مات طار الوسنا
لا تظنّوا الموت موتا إنّه
لحياة و هو غايات المنى
لا ترعكم هجمة الموت فما
هو إلاّ إنتقال من هنا
اخلعوا الأجساد من أنفسكم
تبصّروا الحقّ عيانا بيّنا
وخذوا في الزّاد جهدا لا تنوا
ليس بالعاقل هنا من ونا
أحسنوا الظّنّ بربّ راحم
تشكروا السعي و تأتوا أمنا
ما أرى نفسي إلاّ أنتم
و اعتقادي أنّكم أنتم أنا
عنصر الأنفاس منّا واحد
و كذا الأجسام جسم عمّنا
فمتى ما كان خير لنا
و متى ما كان شرّ فمنا
فارحموني ترحموا أنفسكم
و اعلموا أنّكم في أثرنا
أسأل الله لنفسي رحمة
رحم الله صديقا أمنا
و عليكم منّي سلام
طيّب و سلام الله برّ و ثنا
دمتم سالمين
قل لإخوان رأونـي ميّتا
فبكوني و رثوني حزنا
أ تظنّون بأنّي ميّتكـم
ليس هذا الميّت و الله أنا
أنا في الصّور و هذا جسدي
كان لباسي و قميصي زمنا
أنا درّ قد حواني صدف
طرت عنه و بقى مرتهنا
أنا عصفور و هذا قفصي
كان سجني فتركت السّجن
أشكر الله الّذي خلّصني
و بنا لي في المعالي وطنا
كنت قبل اليوم ميّتا بينكم
فحييت وخلعت الكفن
قد ترحّلت و خلّفتكم
لست أرضى داركم لي وطنا
و أنا اليوم أناجي ملكا
و أرى الحقّ جهارا علنا
عاكفا في اللّوح أقرأ و أرى
كلّ ما كان و يأتي أو دنا
و طعامي و شرابي واحد
و هو رمز فافهموه حسنا
ليس خمرا سائغا أو عسلا
لا و لا ماء و لكن لبنا
هو شراب رسول الله إذ
كان لسرّ من فطرة فطرتنا
حيّ ذى الدار بنوم مغرق
فإذا ما مات طار الوسنا
لا تظنّوا الموت موتا إنّه
لحياة و هو غايات المنى
لا ترعكم هجمة الموت فما
هو إلاّ إنتقال من هنا
اخلعوا الأجساد من أنفسكم
تبصّروا الحقّ عيانا بيّنا
وخذوا في الزّاد جهدا لا تنوا
ليس بالعاقل هنا من ونا
أحسنوا الظّنّ بربّ راحم
تشكروا السعي و تأتوا أمنا
ما أرى نفسي إلاّ أنتم
و اعتقادي أنّكم أنتم أنا
عنصر الأنفاس منّا واحد
و كذا الأجسام جسم عمّنا
فمتى ما كان خير لنا
و متى ما كان شرّ فمنا
فارحموني ترحموا أنفسكم
و اعلموا أنّكم في أثرنا
أسأل الله لنفسي رحمة
رحم الله صديقا أمنا
و عليكم منّي سلام
طيّب و سلام الله برّ و ثنا
دمتم سالمين