الفاتح أبو المهاجر دينار و(ميلة):بقلم الدكتور تاج الدين طيبي
01-03-2018, 09:32 PM
الفاتح أبو المهاجر دينار و(ميلة):
من يذكر عاصمة الإسلام الأولى في الجزائر؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
أجمعت المصادر على أن (أبا المهاجر دينار) - رضي الله عنه - أوّل فاتح وطئت قدماه أرض الجزائر، وهو التابعي الجليل الذي تولى أمر المغرب تابعا لأمير مصر (مسلمة بن مخلد) عام (55هـ)، وقد جاء بعد ولاية عقبة بن نافع الأولى فساس المغرب سياسة طلب بها الاستقرار، حتى أنه أقنع كثيرا من البربر وملوكهم بالإسلام ومنهم (كسيلة) الذي اتخذه صديقا، وفك عرى تحالف البربر مع (البيزنطيين)، وتقدم أثناء ولايته من القيروان باتجاه المغرب الأوسط: الجزائر، فكان أول فاتح يدخلها، واتخذ - وفق الأستاذين المؤرخين أحمد توفيق المدني وعبد الرحمن الجيلالي- من (بسكرة) منطلقا له أولا، ثم انطلق عابرا الأوراس، ليستقر بـ(ميلة)، واتخذ بها دار الإمارة لمدة سنتين قبل أن تتغير الظروف التي انتهت بعزله، وبذلك كانت (ميلة) أول عاصمة للإسلام بالجزائر والمغرب الأوسط، والعاصمة الثانية في المغرب الإسلامي بعد القيروان، ثم تقدم أبو المهاجر حتى الونشريس (تيسمسيلت) فتلمسان حيث حفر العيون التي تنسب إليه فيقال لها: (عيون أبي المهاجر) وهي في الجبل المطل على تلمسان.
ويهمنا هنا العاصمة (ميلة) التي تناساها التاريخ، وهي الآن لا تعدو كونها مدينة من مدن الجزائر، مع أنه أسس فيها أول مسجد في الجزائر [مسجد سيدي غانم بميلة] وقد أسس عام (59هـ)، فهو أعرق مساجد الجزائر على الإطلاق، وثاني مسجد في المغرب العربي بعد جامع القيروان، وثالث جامع في إفريقيا بعد جامع الفسطاط بمصر وجامع القيروان.
ولقد بُني الجامع إلى جانب (دار الإمارة) كما حكى البكري في (المسالك والممالك)، ورغم أنه تكلمت مصادر تاريخية عن هذا المسجد ووُضع مشروع لترميمه إلا أنه ما زال لم يأخذ حظه من الذيوع شأنه شأن العاصمة (ميلة)، وقد عرف الاحتلال الفرنسي أهمية ومركزية الجامع التاريخية فعامله معاملة مهينة تنبئ عن طبيعة الاحتلال الفرنسي الذي هدّم منارة الجامع وبنى بحجارتها كنيسة بوسط المدينة كانت تعرف باسم (جامع المارابو)، ومركز البريد، أما مكان المسجد فقد قسّمه الفرنسيون إلى قسمين، علوي لإقامة الجنود وسفلي جُعلت فيه إسطبلات للخنازير والأحصنة، وحوّل الاحتلال دار الإمارة الّتي بناها أبو المهاجر إلى مطبخ للجنود، وحوّل بيت الوضوء إلى حمام للجنود.
تتمة تاريخية:
وبعد ولاية أبي المهاجر الأولى عاد عقبة واليا مرة أخرى على المغرب وإفريقية ووصل إلى المحيط الأطلسي، ولقد نال أبو المهاجر خاتمة الشهادة مع (عقبة) بعد أن وقع بينهما خلاف حول طريقة إتمام الفتح، ولئن فرقتهما المواقف لقد جمعتهما الشهادة والمدفن، فهما في مكان واحد رضي الله عنهما، وهذه محاولة لإبراز تاريخ أول عاصمة للإسلام في الجزائر، وأول جامع[انظر الصورة]، ومحاولة أيضا للتعرف على فاتح الجزائر الأول (أبي المهاجر) إنصافا وعرفانا له، فلقد غطّت سيرة عقبة عليه، ولقد كانا فاتحين معا، وشهيدين معا، فوجب أن لا يظهر أحدهما ويخفى الآخر، لا سيما وأن أبا المهاجر هو أكثر تعلقا بالجزائر من عقبة، وإن كانا قد دفنا في الجزائر معا.
رحمهما الله ورحم الأرواح الحائمة حولها من يوم استشهدت معهما عام (63هـ).
من يذكر عاصمة الإسلام الأولى في الجزائر؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
أجمعت المصادر على أن (أبا المهاجر دينار) - رضي الله عنه - أوّل فاتح وطئت قدماه أرض الجزائر، وهو التابعي الجليل الذي تولى أمر المغرب تابعا لأمير مصر (مسلمة بن مخلد) عام (55هـ)، وقد جاء بعد ولاية عقبة بن نافع الأولى فساس المغرب سياسة طلب بها الاستقرار، حتى أنه أقنع كثيرا من البربر وملوكهم بالإسلام ومنهم (كسيلة) الذي اتخذه صديقا، وفك عرى تحالف البربر مع (البيزنطيين)، وتقدم أثناء ولايته من القيروان باتجاه المغرب الأوسط: الجزائر، فكان أول فاتح يدخلها، واتخذ - وفق الأستاذين المؤرخين أحمد توفيق المدني وعبد الرحمن الجيلالي- من (بسكرة) منطلقا له أولا، ثم انطلق عابرا الأوراس، ليستقر بـ(ميلة)، واتخذ بها دار الإمارة لمدة سنتين قبل أن تتغير الظروف التي انتهت بعزله، وبذلك كانت (ميلة) أول عاصمة للإسلام بالجزائر والمغرب الأوسط، والعاصمة الثانية في المغرب الإسلامي بعد القيروان، ثم تقدم أبو المهاجر حتى الونشريس (تيسمسيلت) فتلمسان حيث حفر العيون التي تنسب إليه فيقال لها: (عيون أبي المهاجر) وهي في الجبل المطل على تلمسان.
ويهمنا هنا العاصمة (ميلة) التي تناساها التاريخ، وهي الآن لا تعدو كونها مدينة من مدن الجزائر، مع أنه أسس فيها أول مسجد في الجزائر [مسجد سيدي غانم بميلة] وقد أسس عام (59هـ)، فهو أعرق مساجد الجزائر على الإطلاق، وثاني مسجد في المغرب العربي بعد جامع القيروان، وثالث جامع في إفريقيا بعد جامع الفسطاط بمصر وجامع القيروان.
ولقد بُني الجامع إلى جانب (دار الإمارة) كما حكى البكري في (المسالك والممالك)، ورغم أنه تكلمت مصادر تاريخية عن هذا المسجد ووُضع مشروع لترميمه إلا أنه ما زال لم يأخذ حظه من الذيوع شأنه شأن العاصمة (ميلة)، وقد عرف الاحتلال الفرنسي أهمية ومركزية الجامع التاريخية فعامله معاملة مهينة تنبئ عن طبيعة الاحتلال الفرنسي الذي هدّم منارة الجامع وبنى بحجارتها كنيسة بوسط المدينة كانت تعرف باسم (جامع المارابو)، ومركز البريد، أما مكان المسجد فقد قسّمه الفرنسيون إلى قسمين، علوي لإقامة الجنود وسفلي جُعلت فيه إسطبلات للخنازير والأحصنة، وحوّل الاحتلال دار الإمارة الّتي بناها أبو المهاجر إلى مطبخ للجنود، وحوّل بيت الوضوء إلى حمام للجنود.
تتمة تاريخية:
وبعد ولاية أبي المهاجر الأولى عاد عقبة واليا مرة أخرى على المغرب وإفريقية ووصل إلى المحيط الأطلسي، ولقد نال أبو المهاجر خاتمة الشهادة مع (عقبة) بعد أن وقع بينهما خلاف حول طريقة إتمام الفتح، ولئن فرقتهما المواقف لقد جمعتهما الشهادة والمدفن، فهما في مكان واحد رضي الله عنهما، وهذه محاولة لإبراز تاريخ أول عاصمة للإسلام في الجزائر، وأول جامع[انظر الصورة]، ومحاولة أيضا للتعرف على فاتح الجزائر الأول (أبي المهاجر) إنصافا وعرفانا له، فلقد غطّت سيرة عقبة عليه، ولقد كانا فاتحين معا، وشهيدين معا، فوجب أن لا يظهر أحدهما ويخفى الآخر، لا سيما وأن أبا المهاجر هو أكثر تعلقا بالجزائر من عقبة، وإن كانا قد دفنا في الجزائر معا.
رحمهما الله ورحم الأرواح الحائمة حولها من يوم استشهدت معهما عام (63هـ).
الديمقراطيه الأمريكيه أشبه بحصان طرواده الحريه من الخارج ومليشيات الموت في الداخل... ولا يثق بأمريكا إلا مغفل ولا تمدح أمريكا إلا خادم لها !