أستاذ لا يليق به لقب الأستاذ ! :
17-06-2010, 11:16 AM
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
أستاذ لا يليق به لقب الأستاذ ! :
كل فئة من فئات المجتمع فيها الطيب وفيها الخبيث , والمعلمون والأساتذة فئة من فئات المجتمع منهم الحسن ومنهم السيئ , ولكنني أتمنى وأتوقع أن تكون أغلبية الأساتذة بإذن الله على خير وأن يكون السيئون من الأساتذة قلة قليلة جدا بإذن الله تعالى .
خلال السنة الدراسية 1978 – 1979 م , أي خلال السنة الدراسية الأولى لي في مجال التعليم كنت أدرِّس تلاميذ السنة الأولى ثانوي والسنة الثالثة ثانوي . وكنت أحرص خلال التدريس على أن أكون معلما ومربيا في نفس الوقت مما جلب لي الكثير من المشاكل مع السلطات المدنية والعسكرية ومع إدارة الثانوية , ولكن في المقابل جلب لي الكثير من المحبة من طرف أغلبية التلاميذ والأولياء والأساتذة , أسأل الله أن يرزقنا جميعا الصواب والإخلاص لله تبارك وتعالى .
وفي يوم من الأيام اتصلت بي تلميذة من تلاميذ السنة الأولى ( ذات أدب وجمال ولكن للأسف كانت ذات مستوى بسيط في الدراسة ) كانت تدرس عندي , اتصلت بي وهي تبكي . سألتها " ما شأنك ؟ " , فأجابت بعد طول تردد بأن أستاذا من دولة عربية كان يُـدرسها هي وزميلاتها مادة العلوم الطبيعية ( أنا أدرسهم مادة العلوم الفيزيائية وهو يدرسهم مادة العلوم الطبيعية ) , انفرد بها في القسم وفي حصة من الحصص , ثم راودها صراحة عن نفسها في مقابل أن يعطيها علامة جيدة في الاختبار !!!. وقالت لي بأن هذا الذي وقع معها بالأمس وقع مع غيرها من تلميذات القسم في أكثر من مرة من طرف نفس الأستاذ وخلال شهور , وأضافت " ولحسن الحظ يا أستاذ لم تستجب ولو تلميذة واحدة لرغبة الأستاذ الساقطة ... ولكن من يدري ما سيحدث في المستقبل إن تُـرِك الأستاذ لحاله يسرح ويمرح كما يشاء , ولم يُوقَـف عند حده ولم يؤدب ".
فاجأتني التلميذة بما أخبرتني به وحزنت كثيرا لما سمعتُ , ولكنني قلتُ لها " قبل أن أتصرف مع الأستاذ بعد قليل بما أراه مناسبا حتى لا يتكرر معكن أو مع غيركن ما حدث لكِ أنت بالأمس مع هذا الأستاذ ... يجب أن تعلم الواحدة منكن – أنت وزميلاتك – علم اليقين أن الرجل الساقط لا يخطو عموما الخطوة الأولى من أجل إغواء المرأة إلا بعد أن تخطو المرأة نفسُها خطوة واحدة قبل خطوته هو , إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . ومنه فـعلى كل واحدة منكن أن تحتاط ما استطاعت في تعاملها مع الذكور عموما حتى ولو كانوا أساتذة , وذلك عن طريق جملة أمور منها :
1- اللباس المحتشم ( الحجاب مازال في ذلك الوقت لم ينتشر في ثانويات الجزائر كلها ) .
2-عدم الخضوع في الكلام أمام الرجال .
3- تجنب الضحك على مسمع من الرجال الأجانب .
4- عدم الخلوة بأي رجل .
5- تجنب الأحاديث غير الضرورية مع الرجال .
6- تجنب أي نوع من أنواع الماكياج .
7- غض البصر , و ...
وذلك حتى لا يطمع فيكن من كان في قلبه مرض وزيغ وهوى من الرجال , وحتى لا يتطلع إلى النيل من شرفكن من كان عبدا لشهواته وغرائزه الحيوانية " .
وطلبت من التلميذة أن تبلغ هذه الوصايا لزميلاتها .
ثم تركتُ التلميذة وذهبت فورا إلى بيت الأستاذ الذي كان مسيحيا وكان يسكن في سكن خاص بأساتذة عزاب مسيحيين جاؤوا من دولة ... باسم التعاون الثقافي بين ... والجزائر .
طرقتُ الباب على مجموع الأساتذة فاستقبلوني استقبالا طيبا كعادتهم ( لأنني تعودت على زيارتهم بين الحين والآخر بمعدل حوالي زيارة واحدة في كل شهر , وكنت الأستاذ الجزائري الوحيد بالثانوية الذي يزورهم في بيوتهم من باب حسن المعاملة وإكرام الضيف , وكنت بطبيعة الحال أتجنب مشاركتهم في مناسكهم أو طقوسهم الخاصة , خاصة في الأعياد أو ما شابهها ... ) .
قلتُ لهم " أريد فلان " , قالوا " ما بالك يا أستاذ ... نحن نرى أنك اليوم في ثوب غير ثوبك المعتاد " , قلت لهم " لا شيء ... أنا أريد فلان وعلى انفراد " .
جاءني الأستاذ المعني , وكأنه لم يفهم سبب سؤالي عنه . قلتُ له " هيا بنا إلى حجرة خاصة نبقى فيها وحدنا " . ذهبنا إلى حجرة خاصة دخلناها وأغلق الأستاذُ الباب خلفـنا وقال لي متعجبا " ما الأمر ؟" , قلتُ له مباشرة " ماذا فعلتَ مع التلميذة فلانة ؟!" , فاصفر وجهه وعلم سبب مجيئي على عجل " . قال " ما فعلتُ معها شيئا يا أستاذ ... لا تغضب يا أستاذ ولا تسيء الظن بي ... لقد كان قصدي حسنا ... " , ثم بعد أن ضيقتُ عليه الخناق قال
" أنا فعلتها مرة واحدة يا أستاذ , ولكنني لن أكررها مرة أخرى ... " .
سألته لبضع دقائق حتى تأكدت 100 % أنه راود بالفعل أكثر من تلميذة عن نفسها في مقابل تضخيم علامات الاختبار ... وأن جميع التلميذات لم تستجبن حتى الآن لما طلبه منهن .
قلت له عندئذ :
1- علاقتنا السابقة ببعضنا البعض انتهت ابتداء من اليوم . علاقتنا السابقة كانت أكثر من علاقة زملاء في التدريس بثانوية واحدة وأكثر من علاقة إخوة عرب (حتى ولو كنتُ مسلما وكنتَ أنت وزملاؤك مسيحيين) ... ولكن من اليوم فصاعدا نحن فقط أساتذة زملاء نلتقي بالثانوية لأن لقاءنا مفروض علينا , ولكن عندما أخرج من الثانوية أنا لا أعرفكم وأنتم لا تعرفونني .
2- يجب أن تعلم أنت وزملاؤك أننا استعنا بكم من أجل تعليم تلاميذنا وتلميذاتنا لا من أجل شيء آخر , وأن حكومتنا استعانت بحكومتكم عن طريق وزارة تسمي نفسها وزارة تربية لا وزارة سقاطة وانحراف وانحلال , وأن مليون ونصف مليون من الشهداء ماتوا خلال 7 سنوات فقط أثناء الاستعمار الفرنسي البغيض للجزائر , ماتوا من أجل أن تعيش الجزائر حرة بأدبها وخلقها ودينها ومن أجل أن تعيش نساؤنا حرائر بحيائهن وعفتهن وشرفهن لا بأي شيء آخر .
3- يجب أن تفهم وتحفظ بأنني وإن كنت في أغلب حياتي مسالما ومتسامحا فيما يتعلق بحقوقي وبالاعتداء عليها , ولكنني متشدد جدا أو ( على الأقل ) أحاول أن أكون متشددا ما استطعت فيما يتعلق بالتعدي على حقوق الله أو الناس .
4- أنا يا أستاذ أتألم بسبب الإعتداء على شرف امرأة واحدة أكثر بكثير مما أتألم لقتل عشر نساء أو لاغتيال مائة امرأة .
5- يا هذا أتمنى أن لا تعيد أبدا ما فعلته مع تلميذات بالثانوية , أن لا تعيده في أي قسم بالثانوية ومع أية تلميذة كانت , بل أنا أتمنى أن لا تُحدِّث من اليوم فصاعدا أية تلميذة على انفراد . أنت أستاذ قسم كامل فتحدث مع القسم كله أو مع التلميذة على مسمع من القسم كله . إياك أن تنفرد بتلميذة بعد اليوم ولو من أجل أن تقول لها " صباح الخير أو مساء الخير أو ... " . هذا هو الإنذار الأول والأخير لك , وقد أعذر من أنذر.
6- يا أستاذ لا يصلح لقب الأستاذ لشخص ما إلا بحقه , ومن حقه :
ا- أن يكون الشخص مربيا قبل أن يكون معلما .
ب- ومن حقه أن يكون قدوة عملية لتلاميذه .
جـ- ومن حقه أن يحرص على مصلحة تلاميذه كما يحرص على أولاده وبناته .
د- ومن حقـه أن يتقي الله في تلاميذه وتلميذاته سواء كان مسلما أو نصرانيا أو ... وكما لا يحب أي واحد منكم يا أستاذ أن يعبث أستاذ ما بعفة ابنته , لا يجوز لك أنت أو غيرك أن تعبث بشرف وعفة وحياء بنات الغير .
7- يا أستاذ السيئون مرفوضون سواء كانوا من بلدي أو من بلدك , والطيبون محمودون سواء كانوا أبناء بلدي أو كانوا أبناء بلدك أنت . أنا ضد اعتداء رجل على شرف بنات بريئات , سواء كان المعتدي من بلدي والمعتدى عليها من بلدك , أو كان المعتدي أنت الذي تريد الاعتداء على بنات بلدي , بل أنا حتى ضد اعتداء ولو مسلم أي مسلم على شرف أية امرأة في الدنيا كلها حتى ولو كانت يهودية .
الاعتداء على شرف المرأة - أية امرأة , مسلمة أو كافرة – حرامٌ وخزي وعار وسقاطة وانحراف وانحلال وميوعة و... مهما كانت جنسية المعتدي ومهما كان دينه .
8- يا أستاذ يستحيل أن تحترم تلميذةٌ أستاذَها وهي تراه يتعامل معها على أنه حيوان يريد أن ينقض على فريسته , عوض أن يكون أستاذا يُعلم ويربي ابنته . وحتى لو كانت التلميذة تحترمك كل الاحترام وتقدرك كل التقدير , ستنزل قيمتك عندها إلى الحضيض بمجرد أن تبدأ أنت ولو تلميحا في مساومتها على عفتها وشرفها . إن ما فعلته أنت مع تلميذاتك أسقط من قيمتك عند كل التلاميذ والتلميذات فضلا عن قيمتك الساقطة عند الله تعالى . ولو خرج خبرك إلى الناس فستكون فضيحة كبيرة لك .
9- وأخيرا أنا أهددك تهديدا ما فعلته من قبل مع غيرك , خاصة بهذه اللهجة بالذات ... والله يا أستاذ لو كررت مافعلته من قبل ولو مع تلميذة واحدة , فلن أشكوك إلى المسؤولين عندنا , ولكنني سأعاقبك بضربك . ولن أضربك أنا ولن أوسخ يدي بمسك أنت , ولكنني سأكلف أشخاصا ليوجعوك ضربا جزاء فعلتك القبيحة مع بنات الجزائر .
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد ".
وخرجت لتوي من مقر سكن هؤلاء الأساتذة .
وبعد بضعة أسابيع سألت بعض التلميذات عن سلوك الأستاذ معهن فأخبرنني بأنه تغير جذريا , وأنه أصبح يتجنب ويتحاشى الحديث الخاص مع أية تلميذة كانت , بل أصبح يحتاط كثيرا في علاقته بالتلميذات بشكل عام حتى لا يقع في خطإ يكلفه كثير أو في خطيئة تكلفه غاليا ... وبقي الحال على هذا المنوال حتى نهاية السنة الدراسية حيث تحولتُ أنا بعدها إلى مدينة أخرى ( غير التي كنت أُدرِّس فيها ) , وحيث قضيتُ مهام الخدمة العسكرية لمدة عامين اثنين .
اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا وارزقنا وعافنا .
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة .
اللهم احفظ لنا الشرف والعفة والأدب والخلق والحياء , آمين .
عبد الحميد رميته , الجزائر
أستاذ لا يليق به لقب الأستاذ ! :
كل فئة من فئات المجتمع فيها الطيب وفيها الخبيث , والمعلمون والأساتذة فئة من فئات المجتمع منهم الحسن ومنهم السيئ , ولكنني أتمنى وأتوقع أن تكون أغلبية الأساتذة بإذن الله على خير وأن يكون السيئون من الأساتذة قلة قليلة جدا بإذن الله تعالى .
خلال السنة الدراسية 1978 – 1979 م , أي خلال السنة الدراسية الأولى لي في مجال التعليم كنت أدرِّس تلاميذ السنة الأولى ثانوي والسنة الثالثة ثانوي . وكنت أحرص خلال التدريس على أن أكون معلما ومربيا في نفس الوقت مما جلب لي الكثير من المشاكل مع السلطات المدنية والعسكرية ومع إدارة الثانوية , ولكن في المقابل جلب لي الكثير من المحبة من طرف أغلبية التلاميذ والأولياء والأساتذة , أسأل الله أن يرزقنا جميعا الصواب والإخلاص لله تبارك وتعالى .
وفي يوم من الأيام اتصلت بي تلميذة من تلاميذ السنة الأولى ( ذات أدب وجمال ولكن للأسف كانت ذات مستوى بسيط في الدراسة ) كانت تدرس عندي , اتصلت بي وهي تبكي . سألتها " ما شأنك ؟ " , فأجابت بعد طول تردد بأن أستاذا من دولة عربية كان يُـدرسها هي وزميلاتها مادة العلوم الطبيعية ( أنا أدرسهم مادة العلوم الفيزيائية وهو يدرسهم مادة العلوم الطبيعية ) , انفرد بها في القسم وفي حصة من الحصص , ثم راودها صراحة عن نفسها في مقابل أن يعطيها علامة جيدة في الاختبار !!!. وقالت لي بأن هذا الذي وقع معها بالأمس وقع مع غيرها من تلميذات القسم في أكثر من مرة من طرف نفس الأستاذ وخلال شهور , وأضافت " ولحسن الحظ يا أستاذ لم تستجب ولو تلميذة واحدة لرغبة الأستاذ الساقطة ... ولكن من يدري ما سيحدث في المستقبل إن تُـرِك الأستاذ لحاله يسرح ويمرح كما يشاء , ولم يُوقَـف عند حده ولم يؤدب ".
فاجأتني التلميذة بما أخبرتني به وحزنت كثيرا لما سمعتُ , ولكنني قلتُ لها " قبل أن أتصرف مع الأستاذ بعد قليل بما أراه مناسبا حتى لا يتكرر معكن أو مع غيركن ما حدث لكِ أنت بالأمس مع هذا الأستاذ ... يجب أن تعلم الواحدة منكن – أنت وزميلاتك – علم اليقين أن الرجل الساقط لا يخطو عموما الخطوة الأولى من أجل إغواء المرأة إلا بعد أن تخطو المرأة نفسُها خطوة واحدة قبل خطوته هو , إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . ومنه فـعلى كل واحدة منكن أن تحتاط ما استطاعت في تعاملها مع الذكور عموما حتى ولو كانوا أساتذة , وذلك عن طريق جملة أمور منها :
1- اللباس المحتشم ( الحجاب مازال في ذلك الوقت لم ينتشر في ثانويات الجزائر كلها ) .
2-عدم الخضوع في الكلام أمام الرجال .
3- تجنب الضحك على مسمع من الرجال الأجانب .
4- عدم الخلوة بأي رجل .
5- تجنب الأحاديث غير الضرورية مع الرجال .
6- تجنب أي نوع من أنواع الماكياج .
7- غض البصر , و ...
وذلك حتى لا يطمع فيكن من كان في قلبه مرض وزيغ وهوى من الرجال , وحتى لا يتطلع إلى النيل من شرفكن من كان عبدا لشهواته وغرائزه الحيوانية " .
وطلبت من التلميذة أن تبلغ هذه الوصايا لزميلاتها .
ثم تركتُ التلميذة وذهبت فورا إلى بيت الأستاذ الذي كان مسيحيا وكان يسكن في سكن خاص بأساتذة عزاب مسيحيين جاؤوا من دولة ... باسم التعاون الثقافي بين ... والجزائر .
طرقتُ الباب على مجموع الأساتذة فاستقبلوني استقبالا طيبا كعادتهم ( لأنني تعودت على زيارتهم بين الحين والآخر بمعدل حوالي زيارة واحدة في كل شهر , وكنت الأستاذ الجزائري الوحيد بالثانوية الذي يزورهم في بيوتهم من باب حسن المعاملة وإكرام الضيف , وكنت بطبيعة الحال أتجنب مشاركتهم في مناسكهم أو طقوسهم الخاصة , خاصة في الأعياد أو ما شابهها ... ) .
قلتُ لهم " أريد فلان " , قالوا " ما بالك يا أستاذ ... نحن نرى أنك اليوم في ثوب غير ثوبك المعتاد " , قلت لهم " لا شيء ... أنا أريد فلان وعلى انفراد " .
جاءني الأستاذ المعني , وكأنه لم يفهم سبب سؤالي عنه . قلتُ له " هيا بنا إلى حجرة خاصة نبقى فيها وحدنا " . ذهبنا إلى حجرة خاصة دخلناها وأغلق الأستاذُ الباب خلفـنا وقال لي متعجبا " ما الأمر ؟" , قلتُ له مباشرة " ماذا فعلتَ مع التلميذة فلانة ؟!" , فاصفر وجهه وعلم سبب مجيئي على عجل " . قال " ما فعلتُ معها شيئا يا أستاذ ... لا تغضب يا أستاذ ولا تسيء الظن بي ... لقد كان قصدي حسنا ... " , ثم بعد أن ضيقتُ عليه الخناق قال
" أنا فعلتها مرة واحدة يا أستاذ , ولكنني لن أكررها مرة أخرى ... " .
سألته لبضع دقائق حتى تأكدت 100 % أنه راود بالفعل أكثر من تلميذة عن نفسها في مقابل تضخيم علامات الاختبار ... وأن جميع التلميذات لم تستجبن حتى الآن لما طلبه منهن .
قلت له عندئذ :
1- علاقتنا السابقة ببعضنا البعض انتهت ابتداء من اليوم . علاقتنا السابقة كانت أكثر من علاقة زملاء في التدريس بثانوية واحدة وأكثر من علاقة إخوة عرب (حتى ولو كنتُ مسلما وكنتَ أنت وزملاؤك مسيحيين) ... ولكن من اليوم فصاعدا نحن فقط أساتذة زملاء نلتقي بالثانوية لأن لقاءنا مفروض علينا , ولكن عندما أخرج من الثانوية أنا لا أعرفكم وأنتم لا تعرفونني .
2- يجب أن تعلم أنت وزملاؤك أننا استعنا بكم من أجل تعليم تلاميذنا وتلميذاتنا لا من أجل شيء آخر , وأن حكومتنا استعانت بحكومتكم عن طريق وزارة تسمي نفسها وزارة تربية لا وزارة سقاطة وانحراف وانحلال , وأن مليون ونصف مليون من الشهداء ماتوا خلال 7 سنوات فقط أثناء الاستعمار الفرنسي البغيض للجزائر , ماتوا من أجل أن تعيش الجزائر حرة بأدبها وخلقها ودينها ومن أجل أن تعيش نساؤنا حرائر بحيائهن وعفتهن وشرفهن لا بأي شيء آخر .
3- يجب أن تفهم وتحفظ بأنني وإن كنت في أغلب حياتي مسالما ومتسامحا فيما يتعلق بحقوقي وبالاعتداء عليها , ولكنني متشدد جدا أو ( على الأقل ) أحاول أن أكون متشددا ما استطعت فيما يتعلق بالتعدي على حقوق الله أو الناس .
4- أنا يا أستاذ أتألم بسبب الإعتداء على شرف امرأة واحدة أكثر بكثير مما أتألم لقتل عشر نساء أو لاغتيال مائة امرأة .
5- يا هذا أتمنى أن لا تعيد أبدا ما فعلته مع تلميذات بالثانوية , أن لا تعيده في أي قسم بالثانوية ومع أية تلميذة كانت , بل أنا أتمنى أن لا تُحدِّث من اليوم فصاعدا أية تلميذة على انفراد . أنت أستاذ قسم كامل فتحدث مع القسم كله أو مع التلميذة على مسمع من القسم كله . إياك أن تنفرد بتلميذة بعد اليوم ولو من أجل أن تقول لها " صباح الخير أو مساء الخير أو ... " . هذا هو الإنذار الأول والأخير لك , وقد أعذر من أنذر.
6- يا أستاذ لا يصلح لقب الأستاذ لشخص ما إلا بحقه , ومن حقه :
ا- أن يكون الشخص مربيا قبل أن يكون معلما .
ب- ومن حقه أن يكون قدوة عملية لتلاميذه .
جـ- ومن حقه أن يحرص على مصلحة تلاميذه كما يحرص على أولاده وبناته .
د- ومن حقـه أن يتقي الله في تلاميذه وتلميذاته سواء كان مسلما أو نصرانيا أو ... وكما لا يحب أي واحد منكم يا أستاذ أن يعبث أستاذ ما بعفة ابنته , لا يجوز لك أنت أو غيرك أن تعبث بشرف وعفة وحياء بنات الغير .
7- يا أستاذ السيئون مرفوضون سواء كانوا من بلدي أو من بلدك , والطيبون محمودون سواء كانوا أبناء بلدي أو كانوا أبناء بلدك أنت . أنا ضد اعتداء رجل على شرف بنات بريئات , سواء كان المعتدي من بلدي والمعتدى عليها من بلدك , أو كان المعتدي أنت الذي تريد الاعتداء على بنات بلدي , بل أنا حتى ضد اعتداء ولو مسلم أي مسلم على شرف أية امرأة في الدنيا كلها حتى ولو كانت يهودية .
الاعتداء على شرف المرأة - أية امرأة , مسلمة أو كافرة – حرامٌ وخزي وعار وسقاطة وانحراف وانحلال وميوعة و... مهما كانت جنسية المعتدي ومهما كان دينه .
8- يا أستاذ يستحيل أن تحترم تلميذةٌ أستاذَها وهي تراه يتعامل معها على أنه حيوان يريد أن ينقض على فريسته , عوض أن يكون أستاذا يُعلم ويربي ابنته . وحتى لو كانت التلميذة تحترمك كل الاحترام وتقدرك كل التقدير , ستنزل قيمتك عندها إلى الحضيض بمجرد أن تبدأ أنت ولو تلميحا في مساومتها على عفتها وشرفها . إن ما فعلته أنت مع تلميذاتك أسقط من قيمتك عند كل التلاميذ والتلميذات فضلا عن قيمتك الساقطة عند الله تعالى . ولو خرج خبرك إلى الناس فستكون فضيحة كبيرة لك .
9- وأخيرا أنا أهددك تهديدا ما فعلته من قبل مع غيرك , خاصة بهذه اللهجة بالذات ... والله يا أستاذ لو كررت مافعلته من قبل ولو مع تلميذة واحدة , فلن أشكوك إلى المسؤولين عندنا , ولكنني سأعاقبك بضربك . ولن أضربك أنا ولن أوسخ يدي بمسك أنت , ولكنني سأكلف أشخاصا ليوجعوك ضربا جزاء فعلتك القبيحة مع بنات الجزائر .
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد ".
وخرجت لتوي من مقر سكن هؤلاء الأساتذة .
وبعد بضعة أسابيع سألت بعض التلميذات عن سلوك الأستاذ معهن فأخبرنني بأنه تغير جذريا , وأنه أصبح يتجنب ويتحاشى الحديث الخاص مع أية تلميذة كانت , بل أصبح يحتاط كثيرا في علاقته بالتلميذات بشكل عام حتى لا يقع في خطإ يكلفه كثير أو في خطيئة تكلفه غاليا ... وبقي الحال على هذا المنوال حتى نهاية السنة الدراسية حيث تحولتُ أنا بعدها إلى مدينة أخرى ( غير التي كنت أُدرِّس فيها ) , وحيث قضيتُ مهام الخدمة العسكرية لمدة عامين اثنين .
اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا وارزقنا وعافنا .
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة .
اللهم احفظ لنا الشرف والعفة والأدب والخلق والحياء , آمين .
اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة