صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمران بن حصين رضوان الله عليه
01-05-2009, 03:38 PM
عمران بن حصين بن عبيد (شبيه الملائكة)
هوعِمْرانُ بنُ حُصَيْن
ابن عبيد بن خلف . القدوة الإمام، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويكنى. أبو نجيد الحزاعي .
أسلم هو وأبوه وأبو هريرة في وقت ، سنة سبع . وله عدة أحاديث .
وولي قضاء البصرة ، وكان عمر بعثه إلى أهل البصرة ليفقههم ; فكان الحسن يحلف : ما قدم عليهم البصرة خير لهم من عمران بن الحصين

أسلم قديما وغزا مع رسول الله. صلى الله عليه وسلم غزوات، ولم يزل في بلاد قومه، ثم تحول إلى البصرة فنزلها ومرض بها فسقي بطنه فبقي ثلاثين سنة على سرير مثقوب
ومنذ وضع يمينه في يمين الرسول أصبحت يده اليمنى موضع تكريم كبير، فآلى على نفسه ألا يستخدمها الا في كل عمل طيّب، وكريم..
هذه الظاهرة تنبئ عما يتمتع به صاحبها من حسّ دقيق.
وعمران بن حصين رضي الله عنه صورة رضيّة من صور الصدق، والزهد، والورع، والتفاني وحب الله وطاعته...

وان معه من توفيق الله ونعمة الهدى لشيئا كثيرا، ومع ذلك فهو لا يفتأ يبكي، ويبكي، ويقول:
" يا ليتني كنت رمادا، تذروه الرياح"..!!
ذلك أن هؤلاء الرجال لم يكونوا يخافون الله بسبب ما يدركون من ذنب، فقلما كانت لهم بعد اسلامهم ذنوب..
انما كانوا يخافونه ويخشونه بقدر ادراكهم لعظمته وجلاله،وبقدر ادراكهم لحقيقة عجزهم عن شكره وعبادته، فمهما يضرعوا، ويركعوا، ومهما يسجدوا، ويعبدوا..

حدث عنه مطرف بن عبد الله بن الشخير ، وأبو رجاء العطاردي ، وزهدم الجرمي . وزرارة بن
أوفى ، والحسن ، وابن سيرين ، وعبد الله بن بريدة ، والشعبي ، وعطاء مولى عمران بن حصين ، والحكم بن الأعرج , وعدة محدثين .
وقال مطرف بن عبد الله : قال لي عمران بن حصين : أحدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جمع بين الحج والعمرة ، ولم ينه عنه حتى مات ، ولم ينزل فيه قرآن يحرمه ، وأنه كان يسلم علي -يعني الملائكة- قال : فلما اكتويت ، أمسك ذلك , فلما تركته ، عاد إلي .
وقد غزا عمران مع النبي -صلى الله عليه وسلم- غير مرة . وكان ينزل ببلاد قومه ، ويتردد إلى المدينة .
عن عمران بن حصين ، قال : ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
و قال : ما قدم البصرة أحد يفضل على عمران بن حصين
قال قتادة : بلغني أن عمران قال : وددت أني رماد تذروني الرياح .
قلت : وكان ممن اعتزل الفتنة ، ولم يحارب مع علي

ولما وقع النزاع الكبير بين المسلمين، بين فريق علي وفريق معاوية، لم يقف عمران موقف الحيدة وحسب، بل راح يرفع صوته بين الناس داعيا ايّاهم أن يكفوا عن الاشتراك في تلك الحرب، حاضنا قضية الاسلام خير محتضن.. وراح يقول للناس:
" لأن أرعى أعنزا حضنيات في رأس جبل حتى يدركني الموت، أحبّ اليّ من أن أرمي في أحد الفريقين بسهم، أخطأ أم أصاب"..
.
، عن أبي قتادة : قال لي عمران بن حصين : الزم مسجدك . قلت : فإن دخل علي ؟ قال : الزم بيتك . قلت : فإن دخل علي ؟ قال : لو دخل علي رجل يريد نفسي ومالي ، لرأيت أن قد حل لي أن أقتله .

عن مطرف : قال لي عمران في مرضه : إنه قد كان يسلم علي ، فإن عشت ، فاكتم علي .
و عن مطرف ، قلت لعمران : ما يمنعني من عيادتك إلا ما أرى من حالك . قال : فلا تفعل ، فإن أحبه إلي أحبه إلى الله .
أجل صار كأنه ملك يحيا بين الملائكة، يحادثونه ويحادثهم.. ويصافحونه ويصافحهم
عن محمد بن سيرين قال: ما قدم البصرة أحد من أصحاب رسول الله. صلى الله عليه وسلم يفضل على عمران بن حصين.
وعنه قال سقي بطن عمران بن حصين ثلاثين سنة كل ذلك يعرض عليه الكي فيأبى ان يكتوى حتى كان قبل وفاته بسنتين فاكتوى.
وعن مطرف عن عمران قال قد اكتوينا وما افلحنا وما انجحن يعني المكاوي.
وعنه قال ارسل إلي عمران بن حصين في مرضه فقال أنه كان يسلم علي يعني الملائكة فان عشت فاكتم علي وان مت فحدث به ان شئت.
وفي رواية عن قتادة كانت الملائكة تصافح عمران بن حصين حتى اكتوى فنتحت.
وقال مطرف قلت لعمران ما يمنعني من عياذتك إلا ما أرى من حالك قال فلا تفعل فان احبه إلي احبه إلى الله عز وجل وعن مطرف قال قال لي عمران بن حصين اشعرت أنه كان يسلم علي فلما انكويت انقطع التسليم فقلت له: أمن قبل رأسك كان يأتيك التسليم أم أم من قبل رجلك قال بلى من قبل رأسي فقلت اني لأرى إلا تموت حتى يعود ذلك فلما كان بعد قال لي اشعرت ان التسليم عاد إلي ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى مات رحمه الله


وحقق ايمان عمران بن حصين أعظم نجاح، حين أصابه مرض موجع لبث معه ثلاثين عاما، ما ضجر منه ولا قال: أفّ..
بل كان مثابرا على عبادته قائما، وقاعدا وراقدا..
وكان اذا هوّن عليه اخوانه وعوّاده أمر علته بكلمات مشجعة، ابتسم لها وقال:
" ان أحبّ الأشياء الى نفسي، أحبها الى الله"..!!
وكانت وصيته لأهله واخوانه حين أدركه الموت:
" اذا رجعتم من دفني، فانحروا وأطعموا"..
أجل لينحروا ويطعموا، فموت مؤمن مثل عمران بن حصين ليس موتا، انما هو حف زفاف عظيم، ومجيد، تزف فيه روح عالية راضية الى جنّة عرضها السموات والأرض أعدّت للمتقين...
و توفي عمران بالبصرة قبل وفاة زياد بن أبي سفيان وكانت وفاة زياد في سنة ثلاث وخمسين