طارق بن زياد رحمة الله عليه
01-05-2009, 03:53 PM
طارق بن زياد .... فاتح الأندلس
هو طارق بن زياد الليثي بالولاء. أصله من سبي البربر, أسلم على يد موسى بن نصير فكان مولاه ومن أشهر رجاله.
ولاه مرسى على قرطاجة بعد أن تم فتحها سنة 87هـ فأقام فيها إلى أوائل سنة 92هـ, ولما عزم موسى على فتح الأندلس جهز جيشا عدته اثنا عشر ألف رجل من العرب والبربر وولى عليه طارق بن زياد ووجهه لفتح الأندلس.
فتح الأندلس
عبر طارق المضيق بجيشه, تحمله مراكب عربية وأخرى أعدها لهم (جوليان) حاكم مدينة (سبتة) - وكان قد حالف موسى وطارقا - ونزل طارق بجيشه في رجب سنة 92هـ على الجبل الذي يعرف اليوم بجبل طارق, واستولى عليه وفتح حصن (قرطاجة) وتغلغل في أرض الأندلس. لما سمع (روزريق) ملك القوط بنزول الجيش العربي في أرض الأندلس, أعد جيشا كثيفا في مدينة (شذونة) والتقى مع جيش طارق على (نهر برباط) المتصل ببحيرة (لكة) ذلك في يوم الأحد 28 رمضان سنة 92هـ (19 يوليو / تموز سنة 711م) . وقد استمرت المعركة ثمانية أيام وانتهت بهزيمة (روزريق) وسحق جيشه, وكانت هذه الموقعة فتح الفتوح.
وهنا تروي بعض المصادر أن (روزريق) قتل في هذه الموقعة, ويروي بعضها أنه اختفى واستطاع النجاة بنفسه وجمع فلول جيشه والتجأ إلى مدينة (ماردة) وأنه كمن لجيش العرب في شعاب جبلية بين (ماردة) و (طليطلة) . ثم أن طارق استولى على عدة حصون وتوجه شمالا نحو (طليطلة) عاصمة القوط, وكتب إلى موسى بن نصير أن يمده بمدد لمتابعة الفتح, فلحق به موسى بجيش عدته ثمانية عشر ألف مقاتل, وعبر البحر إلى الأندلس في سنة 93هـ فاحتل (قرمونة) و (إشبيلية) وعددا من المدن بين نهر (الوادي الكبير) ونهر (آنة) وحاصر (ماردة) وتراجع (روزريق) عنها وكمن لجيش موسى في شعاب جبلية بين (ماردة) و (طليطلة) , وفي الطريق الروماني الممتد بين (ماردة) و (سلمنقة) انقضّ (روزريق) بجيشه القوطي على جيش موسى وطارق في موقع قريب من بلدة (تمامس tamames) ونهر (باربالوس barbalos) عند موضع يسميه بعض مؤرخي المسلمين (السواقي) وكان اللقاء بين الجيشين في (سبتمبر / أيلول سنة 713م) . وفي هذه الموقعة هزم جيش القوط وقتل (روزريق) , قتله عبد العزيز بن موسى بن نصير ودخل موسى وطارق مدينة (طليطلة) وأقام فيها إلى سنة 94هـ ثم اتجه بجيشه غربا ففتح (سرقسطة) و (شاطبة) و (برشلونة) , واتجه طارق بن زياد شمالا إلى بلاد (البشكنس) حتى وصل إلى جبال (البرانس) .
خاتمة
وكان موسى يهمّ بغزو (جليقة) لولا أن أتاه كتاب من الخليفة الوليد بن عبد الملك يأمره بالعودة إلى دمشق فعاد إليها ومعه طارق بن زياد وأقوال المؤرخين مضطربة في خاتمة أعمال طارق, والراجح أنه لم يولَّ عملا بعد ذلك.