الطريق إلى السيّدة
24-02-2015, 07:53 AM
يا عمّ ..

من أين الطريق ؟


أين طريق " السيّدة "؟


- أيمن قليلا ، ثمّ أيسر يا بنيّ


قال ,, و لم ينظر إليّ !


***


و سرت يا ليل المدينة


أرقرق الآه الحزينة


أجرّ ساقي المجهده ،


للسيّدة


بلا نقود ، جائع حتّى العياء ،


بلا رفيق


كأنّني طفل رمته خاطئة


فلم يعره العابرون في الطريق ،


حتّى الرثاء !


***


إلى رفاق السيّده


أجرّ ساقي المجهده


و النور حولي في فرح


قوس قزح


و أحرف مكتوبة نم الضياء


" حاتي الجلاء "


و بعض ريح هيّن ، بدء خريف


تزيح عقصة مغيّمة ،


مهمومة


على كتف


من العقيق و الصدف


تهفهف الثوب الشفيف


و فارس شدّ قواما فارغا ، كالمنتصر


ذراعه ، يرتاح في ذراع أنثى ، كالقمر


و في ذراعي سلّة ، فيها ثياب !


***


و الناس يمضون سراعا ،


لا يحلفون ،


أشباحهم تمضي تباعا ،


لا يتظرون


حتّى إذا مرّ الترام ،


بين الزحام ،


لا يفزعون


لكنّني أخشى الترام


كلّ غريب ههنا يخشى الترام !


و أقبلت سيّارة مجنّحة


كأنّها صدر القدر


تقلّ ناسا يضحكون في صفاء


أسنانهم بيضاء في لون الضياء


رؤوسهم مرنّحة


وجوههم مجلوّة مثل الزهر


كانت بعيدا ، ثمّ مرّت ، واختفت


لعلّها الآن أمام السيّده


و لم أزل أجرّ ساقي المجهده !


***


و الناس حولي ساهمون


لا يعرفون بعضهم .. هذا الكئيب


لعلّه مثلي غريب


أليس مثلي غريب


أليس يعرف الكلام ؟


يقول لي .. حتّى .. سلام !


يا للصديق !


يكاد يلعن الطريق !


ما وجهته ؟


ما قصّته ؟


لو كان في جيبي نقود !


لا . لن أعود


لا لن أعود ثانيا بلا نقود


يا قاهره !


أيا قبابا متخمات قاعده


يا مئذنات ملحده


يا كافره


أنا هنا لا شيء ، كالموتى ، كرؤيا عابره


أجرّ ساقي المجهدة


للسيّده !


للسيّده !


--------


( نوفمبر 1955)




موقع أدب (adab.com)
أنٌــآ لَسًسًـــتُ بّـمِغّ ــروِر أنٌـآ مِجَ ـــردُ آنٌسًسًـآنٌ لَهِ سًسًـطٌـوِر لَيّسًسًـسًسًـ آلَكلَ يّتُقَنٌ قَـرآءتُهِـآ