قمة التعصب والتزمت والتشدد ضد الشيخ القرضاوي :
27-11-2007, 11:03 PM
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
قمة التعصب والتزمت والتشدد
1-عيبٌ وعارٌ وشنارٌ , ولا يجوز أبدا أن نقولَ " لو لم يبق في الدنيا إلا الشيخ يوسف القرضاوي فقط عالما لأهل السنة والجماعة ( إن سلمنا بأنه منهم ) ما تـبـعـتُه " أو بالضبط " لو لم يبق من علماء السنة - إن سلمنا أن القرضاوي منهم - إلا هو لما تبعته " ! . وإنما المطلوبُ شرعا وعقلا ومنطقا و... أن نقول ( إن لم نكن متأكدين بأن الشيخ يوسف القرضاوي عالمٌ وداعية وعلامة وأنه بالفعل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) : " يا ربنا نحن لسنا متأكدين من أن القرضاوي عالم أو داعية بالفعل , أو لسنا متأكدين من أن القرضاوي من أهل السنة والجماعة , أو لسنا متأكدين من أن القرضاوي مسلم أو كافر أو... ومنه فإننا نسألك يا الله أن تبين لنا وأن توضح لنا حقيقة هذا الرجل " . فإن فرضنا بأن الله بعد ذلك كشف لنا بطريقة أو بأخرى مقنعة جدا وقوية جدا وبينة جدا وواضحة جدا , بأن القرضاوي عالمٌ مسلم من علماء أهل السنة والجماعة , فإن الواجبَ علينا عندئذ كمسلمين مؤمنين أن نتبعه وأن نقتدي به وأن نحبه , وأن نسأل الله أن يحشرنا معه يوم القيامة في الجنة .
2-كما لا يجوز أبدا أن يقول الكفارُ " اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو إيـتـنا بعذاب أليم " , وإنما كان المطلوب منهم ( لو كانوا عقالا ومعتدلين ولم يكونوا متعصبين متزمتين متشددين ولم يكونوا أضل من الحيوانات والعياذ بالله تعالى ) أن يقولوا مثلا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه لنحبه ونتبع تعاليمه ونسير على هديه ونقف على نهجه و ... الخ ...
3- أنا لا يهمني في أي مسلم مهما كان إسمه : عبد الحميد كشك أو عمرو خالد أو عائض القرني أو ياسر عرفات أو سامي يوسف أو عبد العزيز بوتفليقة أو جمال عبد الناصر أو يوسف القرضاوي أو ... الله هو العالمُ ولستُ أنا , ومنه فإن علِمنا بأن واحدا منهم ( أي واحد , مهما كان من قبلُ عاصيا وآثما ومذنبا وضالا ومنحرفا و... ) أصبحَ من أهل السنة والجماعة أو أصبح عالمَ أهل السنة الوحيد في دنيا اليوم , وجبَ على كل مؤمن عندئذ وعلى كل مسلم عندئذ أن يحبه وأن يقتدي به وأن يتبعه وأن يسأل الله أن يحشره معه يوم القيامة في الجنة . أما أن أقول " يا رب يوسف القرضاوي فيه وفيه وفيه من الضلال والانحراف وعنده ما عنده من السيئات والذنوب والآثام , فإن كنت تريد يا الله أن تجعله عالما من علماء أهل السنة فإنني لن أتبعه " , فإن هذا حرامٌ علي ولا يجوز لي وهو مني – إن وقع - قمة الدكتاتورية والأنانية والتعصب والتزمت والعصبية والحمية الجاهلية . وأنا بهذا كأنني أتألى على الله , وكأنني أقول له " يا الله أنا أعلمُ منك ( أستغفرُ الله وأتوبُ إليه ) بمن يصلح لأن يكون عالما لأهل السنة والجماعة ومن لا يصلح , وبمن يجوز أن يُتبع ويُقلد ومن لا يجوز , وبمن يستحق الجنة ومن لا يستحقها "!!!.
4-كلمة من قال " لو لم يبق في الدنيا إلا الشيخ القرضاوي فقط عالما لأهل السنة ( إن سلمنا بأنه منهم ) ما تبعتُه " تُـذكرني بأخ من الإخوة في حزب من الأحزاب الإسلامية في الجزائر منذ سنوات . كان يتحدثُ إلي عن الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف الذي قال في يوم من الأيام " سأقضي على الإسلاميين في الجزائر خلال 3 أشهر فقط "! . قلتُ للأخ " نسأل اللهَ أن يهدي الرئيسَ ثم أن يغفر له وأن يرحمه وأن يجعله من أهل الجنة " , فانتفضَ الأخُ وقال بعصبية قلَّ نظيرُها " لا غفر الله له ولا رحمه الله ولا هداه الله . ومع ذلك إن سبق في علم الله أن محمد بوضياف من أهل الجنة , فأنا أسأل الله من الآن أن يجعلني من أهل النار حتى لا ألتقي به أبدا ولو في الجنة (!!!) . أستغفرُ اللهَ العظيم !.
ما أقبحَ هذا الموقف وما أسوأه !. هذه قمةُ التعصب والتزمت والتشدد , وهذا منهج لا يلتقي مع الدين أبدا , ولا يتفق مع الحق أبدا , ولا يتوافق مع العدل أبدا .
5- لو فرضنا بأن بوش ( عدو الله ورسوله ) هداه الله في يوم من الأيام إلى الإسلام وصلُـح أمره واستقام حالُـه وأصبح عالما من علماء المسلمين أو داعية من الدعاة إلى الله . نفرضُ أن ذلك وقعَ , ولا دليلَ أبدا على أنه لن يقعَ , لأن علمَ الغيبِ علمُـه عند الله وحدهُ . هل يجوزُ لنا عندئذ أن نقول " لا يا الله أنا لن أتبع بوش حتى ولو كان هو عالم أهل السنة والجماعة الوحيد في الدنيا اليوم " !!!. هل يجوزُ هذا , وهل يُباحُ هذا ؟! . والجوابُ هو " لا وألف لا . إن هذا لا يجوز أبدا وهو حرامٌ بكل المقاييس وأولها المقياس الشرعي ". إن المطلوبَ مني إن هدى اللهُ بوش وأصبح عالما أو داعية , أن أُحوِّلَ كراهيتي له إلى حب وأن أُحوِّلَ حرصي على مخالفته إلى حرص على اتباعه والاقتداء به وأن أُحوِّلَ دعائي عليه بالشر إلى دعاء له بالخير , ... ثم أتمنى في النهاية أن يحشرني الله معه – يوم القيامة - ومع غيره من العلماء والدعاة في كل وقت , ومع الأنبياء والأولياء والشهداء والصالحين . هذا مع ملاحظة أنه لا وجه للمقارنة أبدا بين القرضاوي وبوش . الفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض .
الأول – إن شاء الله - ولي من أولياء الله الصالحين , وأما الثاني فعدو من أكبر أعداء الله والرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
6- التنبيه على فسق الفاسق أو على ضلال الضال أو على كفر الكافر أو ... ليس واجبا عينيا وإنما هو فرض كفاية إن قام به البعض سقط الإثمُ عن الباقين . وحتى لو أراد الواحدُ منا أن يُـحذِّر من كل منحرف فإنه لن يستطيع مهما حاول لأن الضالين كثيرون ولأن العمرَ ومدة الحياة محدودةٌ . ولذلك فإنني أقول بأن الشيخ يوسف القرضاوي حتى ولو كان ضالا ومنحرفا ( ! ) , فيمكن جدا أن لا يحاسبكَ اللهُ على سكوتك عن ضلاله لأن غيرك ممن سبه وشتمه وحذر منه كثيرون ولأن حياتَـك كلها لن تكفيك لتُحذر من كل ضال , و" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " .
7- من المسائل التي لا خلاف فيها في الدين , وهي من أصول الدين , وهي مما هو معلوم من الدين بالضرورة , وهي محل إجماع بين كل العلماء والفقهاء قديما وحديثا , الدليل عليها : الكتاب قطعي الدلالة والسنة قطعية الدلالة قطعية الثبوت , وكذا الإجماع والقياس و ... قلتُ : من هذه المسائل " لأن يخطئ أحكم في العفو خيرٌ له من أن يخطئ في العقوبة " أو " ادرءوا الحدود بالشبهات " . وأُوضحُ هذه المسألةَ حتى ولو كانت واضحة :
ا - إن فرضنا بأن الشيخ يوسف القرضاوي كافرٌ ومشرك ومنافق وعدو لله وللرسول صلى الله عليه وسلم , وأنه ضال ومنحرف , وأنه أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى و ... ثم لم يطعنْ فيه مع ذلك أيُّ واحد منا ولم يذكره بأي سوء ولم ينبه أيُّ واحد منا إلى ضلاله وانحرافه وكفره وشركه ونفاقه وعداوته للإسلام والمسلمين , لأي سبب كان :
· سواء لأنه اشتغل بمن هو أخطر منه .
·أو أنه لم يجد الوقت الكافي .
·أو لأنه لم يقدر على التحذير منه مع تقديم الأدلة القوية والمقنعة على ضلاله وانحرافه .
·أو لأنه تكاسل فقط وتهاون في ذلك .
·أو لأنه أصلا لم يعلم بأنه ضالٌّ ومنحرف .
أو...
ب - ثم نفرض الآن – وعلى العكس والضد مما سبق - بأن الشيخ يوسف القرضاوي عالم من أكبر علماء الإسلام وأهل السنة في القرنين 20 و 21 , وأنه علامةٌ بالفعل , وأنه داعيةٌ كبير , وأنه وليٌّ من أولياء الصالحين , وأنه ... ومع ذلك فإن الواحدَ منا عوَّد نفسه على سبه وشتمه في كل وقت بمناسبة وبدون مناسبة , وعلى التحذير منه ومن آرائه وكتاباته ودروسه ومحاضراته وندواته ومن موقعه على الانترنت ومن كل ما له صلة به , وعلى إلصاق كل ما هو سيء وقبيح به , وعلى الإخبار بأن فيه " العيوب السبعة " كما يقول الجزائريون , وعلى الإعلان في كل ملأ بأن يوسف القرضاوي ضال ومُضل ومنحرف وعدو للإسلام والمسلمين وخائن وظالم ومعتدي , وأنه أخطر من كل خطير وكذا أخطر من اليهود والنصارى ومن بوش وأولمرت و... نفرض أن الواحدَ منا يفعل كل ذلك مع الشيخ القرضاوي ( حفظه الله ) على اعتبار أن ذلك أمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر ودعوةٌ إلى الله تعالى , وكذا تنبيهٌ للناس على خطورة الشيخ القرضاوي ليحذرَ الناسُ من شرِّهِ .
ثم أنا الآن أسألُ سؤالا واضحا جدا ودقيقا جدا ومهما جدا . أيٌّ من الشخصين سيكون إثمهُ أكبر عند الله تعالى يوم القيامة ؟! . هل هو الأول , أي الذي سكت عن القرضاوي مع أنه ضال ومنحرف , أو الثاني , أي الذي سب القرضاوي مع أنه عالم مسلم وولي من أولياء الله تعالى جعل الله لحمه مسمومة ( لحوم العلماء مسمومة ) , وجعل علامة إسلام المسلم أن يَـسلمَ المسلمون – عامة ومن باب أولى الـعلماء - من لسانه ويده , وأنذر الله من ظلمه واعتدى عليه وأساء إليه بحرب منه " من آذى لي وليا فقد آذنته بحرب " . مَن مِن الشخصين إثمه أكبر : الأول الذي سكت عن القرضاوي مع أنه ضال ومنحرف , أو الثاني الذي سب القرضاوي مع أنه عالمٌ مسلمٌ ؟!.
أجب أخي بما شئتَ , ولكنني أنا أُقسمُ لك بالله مرة و 10 مرات و 100 مرة
و 1000 مرة ومليون مرة وما لا نهاية من المرات بأن إثم الأول ( إن أثمَ بالفعلِ ) أقل من إثم الثاني , بلا أي خلاف بين عالمين بدء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى علماء اليوم ( نوفمبر 2007 م , ذو القعدة 1428 هـ ) .
والله ثم والله ثم والله : أقسم مرة و 10 مرات و 100 مرة و 1000 مرة ومليون مرة وما لا نهاية من المرات بأن إثم الثاني أكبر وأعظم وأخطر وأشد وأكثر من إثم الأول , بلا أي خلاف بين عالمين بدء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى علماء اليوم ( نوفمبر2007 م , ذو القعدة 1428 هـ ) .
إن إثم من يبرئ متهما هو أقل بكثير من إثم من يتهم بريئا , أو إن إثم من يسب ويشتم الشيخ يوسف القرضاوي وهو عالم ثقة هو أعظم وأكبر بكثير من إثم من يدافع عن القرضاوي أو يسكت عنه وهو ضال ومنحرف . إن إثم من يبرئ متهما هو أقل بكثير من إثم من يتهم بريئا , لجملة أسباب منها أن الأصلَ في المسلم العادي ( ومن باب أولى العالم المسلم ) هو البراءة حتى تثبت تهمته , وليس العكس . أي أن الأصل ليس أن المسلم متهم حتى تثبت براءته , لا وألف لا .
والله إنني أعرف شبابا كثيرين هنا في الجزائر على سبيل المثال , بعضهم متخرجون من الجامعة الإسلامية للأسف الشديد , يسكتون عن شارب الخمر وعن الزاني وعن السارق وعن القاتل وعن ... حتى ولو كان غنيا أو مسؤولا أو له مركز كبير في المجتمع ( أي يجب التنبيه الشديد على فسقه ليحذره الناس ) , ويسكتون عن حكام المسلمين الذين لا يحكمون بما أنزل الله , ويسكتون عن أعداء الإسلام الحقيقيين من اليهود والنصارى والغرب وأمريكا وإسرائيل , ويسكتون عن بوش وأولمرت و ... ومع ذلك هم في المقابل يقضون أكثرَ من نصف وقتهم ( نعم أكثر من نصف وقتهم ) لا في تعلم الدين ولا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله , ولا في الاجتهاد في الدراسة , ولا في إتقان العمل الدنيوي , ولا في تربية النفس فكريا ونفسيا وروحيا وبدنيا , ولا في تعلم العلوم الكونية المختلفة , ولا في تعلم العلوم الإنسانية المفيدة , ولا في الترفيه والتسلية الحلال , ولا ..., ولا في أي شيء من ذلك أو مما يشبه ذلك , ولكنهم يقضون أكثرَ من نصف وقتهم في سب العلماء والدعاة أمثال الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد الغزالي والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي والإمام حسن البنا وسيد قطب وعبد الحميد كشك وغيرهم ...
واضيعة العمر الذي يولي عند هؤلاء الإخوة في سب العلماء وشتمهم عوض أن يُـقضى فيما هو نافع ومفيد من أمور الدين والدنيا مما هو واجب أو مستحب أو على الأقل مباح وجائز , ولكن ليس مكروها ولا حراما .
يتبع : ...
عبد الحميد رميته , الجزائر
قمة التعصب والتزمت والتشدد
1-عيبٌ وعارٌ وشنارٌ , ولا يجوز أبدا أن نقولَ " لو لم يبق في الدنيا إلا الشيخ يوسف القرضاوي فقط عالما لأهل السنة والجماعة ( إن سلمنا بأنه منهم ) ما تـبـعـتُه " أو بالضبط " لو لم يبق من علماء السنة - إن سلمنا أن القرضاوي منهم - إلا هو لما تبعته " ! . وإنما المطلوبُ شرعا وعقلا ومنطقا و... أن نقول ( إن لم نكن متأكدين بأن الشيخ يوسف القرضاوي عالمٌ وداعية وعلامة وأنه بالفعل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) : " يا ربنا نحن لسنا متأكدين من أن القرضاوي عالم أو داعية بالفعل , أو لسنا متأكدين من أن القرضاوي من أهل السنة والجماعة , أو لسنا متأكدين من أن القرضاوي مسلم أو كافر أو... ومنه فإننا نسألك يا الله أن تبين لنا وأن توضح لنا حقيقة هذا الرجل " . فإن فرضنا بأن الله بعد ذلك كشف لنا بطريقة أو بأخرى مقنعة جدا وقوية جدا وبينة جدا وواضحة جدا , بأن القرضاوي عالمٌ مسلم من علماء أهل السنة والجماعة , فإن الواجبَ علينا عندئذ كمسلمين مؤمنين أن نتبعه وأن نقتدي به وأن نحبه , وأن نسأل الله أن يحشرنا معه يوم القيامة في الجنة .
2-كما لا يجوز أبدا أن يقول الكفارُ " اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو إيـتـنا بعذاب أليم " , وإنما كان المطلوب منهم ( لو كانوا عقالا ومعتدلين ولم يكونوا متعصبين متزمتين متشددين ولم يكونوا أضل من الحيوانات والعياذ بالله تعالى ) أن يقولوا مثلا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه لنحبه ونتبع تعاليمه ونسير على هديه ونقف على نهجه و ... الخ ...
3- أنا لا يهمني في أي مسلم مهما كان إسمه : عبد الحميد كشك أو عمرو خالد أو عائض القرني أو ياسر عرفات أو سامي يوسف أو عبد العزيز بوتفليقة أو جمال عبد الناصر أو يوسف القرضاوي أو ... الله هو العالمُ ولستُ أنا , ومنه فإن علِمنا بأن واحدا منهم ( أي واحد , مهما كان من قبلُ عاصيا وآثما ومذنبا وضالا ومنحرفا و... ) أصبحَ من أهل السنة والجماعة أو أصبح عالمَ أهل السنة الوحيد في دنيا اليوم , وجبَ على كل مؤمن عندئذ وعلى كل مسلم عندئذ أن يحبه وأن يقتدي به وأن يتبعه وأن يسأل الله أن يحشره معه يوم القيامة في الجنة . أما أن أقول " يا رب يوسف القرضاوي فيه وفيه وفيه من الضلال والانحراف وعنده ما عنده من السيئات والذنوب والآثام , فإن كنت تريد يا الله أن تجعله عالما من علماء أهل السنة فإنني لن أتبعه " , فإن هذا حرامٌ علي ولا يجوز لي وهو مني – إن وقع - قمة الدكتاتورية والأنانية والتعصب والتزمت والعصبية والحمية الجاهلية . وأنا بهذا كأنني أتألى على الله , وكأنني أقول له " يا الله أنا أعلمُ منك ( أستغفرُ الله وأتوبُ إليه ) بمن يصلح لأن يكون عالما لأهل السنة والجماعة ومن لا يصلح , وبمن يجوز أن يُتبع ويُقلد ومن لا يجوز , وبمن يستحق الجنة ومن لا يستحقها "!!!.
4-كلمة من قال " لو لم يبق في الدنيا إلا الشيخ القرضاوي فقط عالما لأهل السنة ( إن سلمنا بأنه منهم ) ما تبعتُه " تُـذكرني بأخ من الإخوة في حزب من الأحزاب الإسلامية في الجزائر منذ سنوات . كان يتحدثُ إلي عن الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف الذي قال في يوم من الأيام " سأقضي على الإسلاميين في الجزائر خلال 3 أشهر فقط "! . قلتُ للأخ " نسأل اللهَ أن يهدي الرئيسَ ثم أن يغفر له وأن يرحمه وأن يجعله من أهل الجنة " , فانتفضَ الأخُ وقال بعصبية قلَّ نظيرُها " لا غفر الله له ولا رحمه الله ولا هداه الله . ومع ذلك إن سبق في علم الله أن محمد بوضياف من أهل الجنة , فأنا أسأل الله من الآن أن يجعلني من أهل النار حتى لا ألتقي به أبدا ولو في الجنة (!!!) . أستغفرُ اللهَ العظيم !.
ما أقبحَ هذا الموقف وما أسوأه !. هذه قمةُ التعصب والتزمت والتشدد , وهذا منهج لا يلتقي مع الدين أبدا , ولا يتفق مع الحق أبدا , ولا يتوافق مع العدل أبدا .
5- لو فرضنا بأن بوش ( عدو الله ورسوله ) هداه الله في يوم من الأيام إلى الإسلام وصلُـح أمره واستقام حالُـه وأصبح عالما من علماء المسلمين أو داعية من الدعاة إلى الله . نفرضُ أن ذلك وقعَ , ولا دليلَ أبدا على أنه لن يقعَ , لأن علمَ الغيبِ علمُـه عند الله وحدهُ . هل يجوزُ لنا عندئذ أن نقول " لا يا الله أنا لن أتبع بوش حتى ولو كان هو عالم أهل السنة والجماعة الوحيد في الدنيا اليوم " !!!. هل يجوزُ هذا , وهل يُباحُ هذا ؟! . والجوابُ هو " لا وألف لا . إن هذا لا يجوز أبدا وهو حرامٌ بكل المقاييس وأولها المقياس الشرعي ". إن المطلوبَ مني إن هدى اللهُ بوش وأصبح عالما أو داعية , أن أُحوِّلَ كراهيتي له إلى حب وأن أُحوِّلَ حرصي على مخالفته إلى حرص على اتباعه والاقتداء به وأن أُحوِّلَ دعائي عليه بالشر إلى دعاء له بالخير , ... ثم أتمنى في النهاية أن يحشرني الله معه – يوم القيامة - ومع غيره من العلماء والدعاة في كل وقت , ومع الأنبياء والأولياء والشهداء والصالحين . هذا مع ملاحظة أنه لا وجه للمقارنة أبدا بين القرضاوي وبوش . الفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض .
الأول – إن شاء الله - ولي من أولياء الله الصالحين , وأما الثاني فعدو من أكبر أعداء الله والرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
6- التنبيه على فسق الفاسق أو على ضلال الضال أو على كفر الكافر أو ... ليس واجبا عينيا وإنما هو فرض كفاية إن قام به البعض سقط الإثمُ عن الباقين . وحتى لو أراد الواحدُ منا أن يُـحذِّر من كل منحرف فإنه لن يستطيع مهما حاول لأن الضالين كثيرون ولأن العمرَ ومدة الحياة محدودةٌ . ولذلك فإنني أقول بأن الشيخ يوسف القرضاوي حتى ولو كان ضالا ومنحرفا ( ! ) , فيمكن جدا أن لا يحاسبكَ اللهُ على سكوتك عن ضلاله لأن غيرك ممن سبه وشتمه وحذر منه كثيرون ولأن حياتَـك كلها لن تكفيك لتُحذر من كل ضال , و" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " .
7- من المسائل التي لا خلاف فيها في الدين , وهي من أصول الدين , وهي مما هو معلوم من الدين بالضرورة , وهي محل إجماع بين كل العلماء والفقهاء قديما وحديثا , الدليل عليها : الكتاب قطعي الدلالة والسنة قطعية الدلالة قطعية الثبوت , وكذا الإجماع والقياس و ... قلتُ : من هذه المسائل " لأن يخطئ أحكم في العفو خيرٌ له من أن يخطئ في العقوبة " أو " ادرءوا الحدود بالشبهات " . وأُوضحُ هذه المسألةَ حتى ولو كانت واضحة :
ا - إن فرضنا بأن الشيخ يوسف القرضاوي كافرٌ ومشرك ومنافق وعدو لله وللرسول صلى الله عليه وسلم , وأنه ضال ومنحرف , وأنه أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى و ... ثم لم يطعنْ فيه مع ذلك أيُّ واحد منا ولم يذكره بأي سوء ولم ينبه أيُّ واحد منا إلى ضلاله وانحرافه وكفره وشركه ونفاقه وعداوته للإسلام والمسلمين , لأي سبب كان :
· سواء لأنه اشتغل بمن هو أخطر منه .
·أو أنه لم يجد الوقت الكافي .
·أو لأنه لم يقدر على التحذير منه مع تقديم الأدلة القوية والمقنعة على ضلاله وانحرافه .
·أو لأنه تكاسل فقط وتهاون في ذلك .
·أو لأنه أصلا لم يعلم بأنه ضالٌّ ومنحرف .
أو...
ب - ثم نفرض الآن – وعلى العكس والضد مما سبق - بأن الشيخ يوسف القرضاوي عالم من أكبر علماء الإسلام وأهل السنة في القرنين 20 و 21 , وأنه علامةٌ بالفعل , وأنه داعيةٌ كبير , وأنه وليٌّ من أولياء الصالحين , وأنه ... ومع ذلك فإن الواحدَ منا عوَّد نفسه على سبه وشتمه في كل وقت بمناسبة وبدون مناسبة , وعلى التحذير منه ومن آرائه وكتاباته ودروسه ومحاضراته وندواته ومن موقعه على الانترنت ومن كل ما له صلة به , وعلى إلصاق كل ما هو سيء وقبيح به , وعلى الإخبار بأن فيه " العيوب السبعة " كما يقول الجزائريون , وعلى الإعلان في كل ملأ بأن يوسف القرضاوي ضال ومُضل ومنحرف وعدو للإسلام والمسلمين وخائن وظالم ومعتدي , وأنه أخطر من كل خطير وكذا أخطر من اليهود والنصارى ومن بوش وأولمرت و... نفرض أن الواحدَ منا يفعل كل ذلك مع الشيخ القرضاوي ( حفظه الله ) على اعتبار أن ذلك أمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر ودعوةٌ إلى الله تعالى , وكذا تنبيهٌ للناس على خطورة الشيخ القرضاوي ليحذرَ الناسُ من شرِّهِ .
ثم أنا الآن أسألُ سؤالا واضحا جدا ودقيقا جدا ومهما جدا . أيٌّ من الشخصين سيكون إثمهُ أكبر عند الله تعالى يوم القيامة ؟! . هل هو الأول , أي الذي سكت عن القرضاوي مع أنه ضال ومنحرف , أو الثاني , أي الذي سب القرضاوي مع أنه عالم مسلم وولي من أولياء الله تعالى جعل الله لحمه مسمومة ( لحوم العلماء مسمومة ) , وجعل علامة إسلام المسلم أن يَـسلمَ المسلمون – عامة ومن باب أولى الـعلماء - من لسانه ويده , وأنذر الله من ظلمه واعتدى عليه وأساء إليه بحرب منه " من آذى لي وليا فقد آذنته بحرب " . مَن مِن الشخصين إثمه أكبر : الأول الذي سكت عن القرضاوي مع أنه ضال ومنحرف , أو الثاني الذي سب القرضاوي مع أنه عالمٌ مسلمٌ ؟!.
أجب أخي بما شئتَ , ولكنني أنا أُقسمُ لك بالله مرة و 10 مرات و 100 مرة
و 1000 مرة ومليون مرة وما لا نهاية من المرات بأن إثم الأول ( إن أثمَ بالفعلِ ) أقل من إثم الثاني , بلا أي خلاف بين عالمين بدء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى علماء اليوم ( نوفمبر 2007 م , ذو القعدة 1428 هـ ) .
والله ثم والله ثم والله : أقسم مرة و 10 مرات و 100 مرة و 1000 مرة ومليون مرة وما لا نهاية من المرات بأن إثم الثاني أكبر وأعظم وأخطر وأشد وأكثر من إثم الأول , بلا أي خلاف بين عالمين بدء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى علماء اليوم ( نوفمبر2007 م , ذو القعدة 1428 هـ ) .
إن إثم من يبرئ متهما هو أقل بكثير من إثم من يتهم بريئا , أو إن إثم من يسب ويشتم الشيخ يوسف القرضاوي وهو عالم ثقة هو أعظم وأكبر بكثير من إثم من يدافع عن القرضاوي أو يسكت عنه وهو ضال ومنحرف . إن إثم من يبرئ متهما هو أقل بكثير من إثم من يتهم بريئا , لجملة أسباب منها أن الأصلَ في المسلم العادي ( ومن باب أولى العالم المسلم ) هو البراءة حتى تثبت تهمته , وليس العكس . أي أن الأصل ليس أن المسلم متهم حتى تثبت براءته , لا وألف لا .
والله إنني أعرف شبابا كثيرين هنا في الجزائر على سبيل المثال , بعضهم متخرجون من الجامعة الإسلامية للأسف الشديد , يسكتون عن شارب الخمر وعن الزاني وعن السارق وعن القاتل وعن ... حتى ولو كان غنيا أو مسؤولا أو له مركز كبير في المجتمع ( أي يجب التنبيه الشديد على فسقه ليحذره الناس ) , ويسكتون عن حكام المسلمين الذين لا يحكمون بما أنزل الله , ويسكتون عن أعداء الإسلام الحقيقيين من اليهود والنصارى والغرب وأمريكا وإسرائيل , ويسكتون عن بوش وأولمرت و ... ومع ذلك هم في المقابل يقضون أكثرَ من نصف وقتهم ( نعم أكثر من نصف وقتهم ) لا في تعلم الدين ولا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله , ولا في الاجتهاد في الدراسة , ولا في إتقان العمل الدنيوي , ولا في تربية النفس فكريا ونفسيا وروحيا وبدنيا , ولا في تعلم العلوم الكونية المختلفة , ولا في تعلم العلوم الإنسانية المفيدة , ولا في الترفيه والتسلية الحلال , ولا ..., ولا في أي شيء من ذلك أو مما يشبه ذلك , ولكنهم يقضون أكثرَ من نصف وقتهم في سب العلماء والدعاة أمثال الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد الغزالي والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي والإمام حسن البنا وسيد قطب وعبد الحميد كشك وغيرهم ...
واضيعة العمر الذي يولي عند هؤلاء الإخوة في سب العلماء وشتمهم عوض أن يُـقضى فيما هو نافع ومفيد من أمور الدين والدنيا مما هو واجب أو مستحب أو على الأقل مباح وجائز , ولكن ليس مكروها ولا حراما .
يتبع : ...
اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
من مواضيعي
0 الطمع في خدمة تقدمونها إلي ...
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 27-11-2007 الساعة 11:18 PM