وبعد السلام، مع التحيّة يا كرام.
رجعتُ لمتصفحنا هذا، لأكمل وإيّاكم ما بدأناه، لوضع أساس ما بنيناهُ
وأقول:
هناك ما يُعرف بـ ( تمييزُ كذا ) مثال:
حلبت القرويّة كذا وكذا بقرةً .
أشعل صاحب الدار كذا وكذا قنديلاً
وكما قال أهل العلم أن ( كذا ) هي كلمة مركّبة من ( كاف ) التشبيه و (ذا ) الإشارة
فصارت ( كذا )، ويكنى بها عن العددِ والحديث، وعن المعرفة والنكرة.
وأنّ ( كذا ) تتفق مع ( كم ) الخبرية في أمورٍ أربعةٍ وهي:
أنّ كِلتيهما مبنيّتان، مبهمتان، مفتقرتان إلى مميّزٍ، دالّتان على التكثير.
كما أن ( كذا ) تخالف ( كم ) الخيرية في إمورٍ ثلاثةٍ وهي:
التركيب، وعدم لزوم التصدير، واستعمالها غالبًا مكررة متعاطفة أي معطوفة واحدة على الأخرى.
ففي المثالين السابقين نجد أنّ كلمة ( بقرةً ) و كلمة ( قنديلاً ) أتت كل واحدة منهما كمفردٍ منصوبٍ.
وعليه فهي تمييزٌ.
ثم أنتقل وإياكم إلى التمييز الذي قال عنه أهل العلم
ا) التمييز المحوّل عن صيغةٍ.
وهو ينصب على التمييز كلّ اسمٍ كان مخوّلاً إمّا عن المبتدأ، وإمّا عن الفاعل، وإمّا عن المفعول به
كقولنا:
1) أنا جزائريٌّ أصلاً
فـ ( أصلاً ) تمييزٌ محوّلٌ عن المبتدأ وتقديره: أصلى جزائري
2) طاب الرجل نفسًا.
فـ (نفسًا ) تمييزٌ محوّلٌ عن الفاعل، وتقدير ذلك..طابت نفسُ الرجلِ.
3) فجرنا الأرض عيونًا
فـ (عيونًا ) تمييزٌ محوّل عن المفعول به وتقدير ذلك .. فجرنا عيون الأرض.
ب) التمييز غير المحوّل عن صيغة.
ينصب على التمييز كلّ اسمٍ وقع بعد ما دلّ على تعجّبٍ مثل:
ــــ يا لها فرحةً والشعب الجزائري يحتفل بعيد الثورة.
ــــ لله دره فارسًا.
كما أن أهل العلم قالوا:
يُنصب على التمييز كلّ اسمٍ وقع بعد ما أُضيف إليه أفعل التفضيل، كقولنا:
ـــ أنت أذكى الطلبة عقلاً.
ـــ هو أفضل الرجالِ أخلاقًا.
أكتفي بهذا.
وإن شاء الله لي وإياكم مداخلات أخرى.
تحياتي