س: لماذا خلقنا الله ؟
28-11-2016, 05:36 PM
س: لماذا خلقنا الله ؟
ج: لماذا يهمك أن تعرف؟
س: لا بد من جواب، لا بد أن أعرف.
ج: لعبادته.
س: لست مقتنعاً بهذا الجواب أليس الرب غني عنا وعن عبادتنا؟!
ج: بلى، ولكنك لست غنياً عنه بأي حال من الأحوال.
س: ما علاقة هذا بذاك ؟!
ج: نعم، هو خلقك ورزقك، وحياتك بيده، فهو غني عنك، وأنت فقير إليه، والعبادة هي الترجمة الواقعية الطبيعية لهذه العلاقة، فإذا استنكفت عن عبادته، فقد تنكّرت لإحسانه، وكفرت وكابرت.
هو لم يأمرك بما يحتاج، وإنما أمرك بما توجبه طبيعة العلاقة بينك وبينه في واقع الأمر، وهذا معنى إخباره تعالى عن نفسه بأنه غني عن العالمين وإخباره في ذات الوقت عن نفسه بأنه لا يرضى لعباده الكفر.
فالأول إخبار عن كماله بإزاء نقصك، والثاني إخبار عما يلزم من حقيقة كماله ونقصك، إذ أن وجودك يتكمّل بوجوده، فإن أبيت ألا تتكمّل إلا بنفسك، فقد خالفت منطق العقل وضرورة الواقع، ولا بد لهذه المخالفة البالغة في اللجاجة والفجاجة أقصى مداها من عقاب يليق بها، ولو لم يكن لهذا من عقاب لكان في هذا إذن بأقبح قلب لأعظم حقائق الوجود، وبالتالي إذن بأعظم ظلم؛ ولكن عدل الحق يأبى ذلك، فتأمل الآن معنى قوله تعالى (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن) مع معنى قوله تعالى (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى) مع معنى قوله تعالى (ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) = يلوح لك الحق إن كنت ممن ألقى السمع وهو شهيد.
الشيخ عبد الله الشهري
ج: لماذا يهمك أن تعرف؟
س: لا بد من جواب، لا بد أن أعرف.
ج: لعبادته.
س: لست مقتنعاً بهذا الجواب أليس الرب غني عنا وعن عبادتنا؟!
ج: بلى، ولكنك لست غنياً عنه بأي حال من الأحوال.
س: ما علاقة هذا بذاك ؟!
ج: نعم، هو خلقك ورزقك، وحياتك بيده، فهو غني عنك، وأنت فقير إليه، والعبادة هي الترجمة الواقعية الطبيعية لهذه العلاقة، فإذا استنكفت عن عبادته، فقد تنكّرت لإحسانه، وكفرت وكابرت.
هو لم يأمرك بما يحتاج، وإنما أمرك بما توجبه طبيعة العلاقة بينك وبينه في واقع الأمر، وهذا معنى إخباره تعالى عن نفسه بأنه غني عن العالمين وإخباره في ذات الوقت عن نفسه بأنه لا يرضى لعباده الكفر.
فالأول إخبار عن كماله بإزاء نقصك، والثاني إخبار عما يلزم من حقيقة كماله ونقصك، إذ أن وجودك يتكمّل بوجوده، فإن أبيت ألا تتكمّل إلا بنفسك، فقد خالفت منطق العقل وضرورة الواقع، ولا بد لهذه المخالفة البالغة في اللجاجة والفجاجة أقصى مداها من عقاب يليق بها، ولو لم يكن لهذا من عقاب لكان في هذا إذن بأقبح قلب لأعظم حقائق الوجود، وبالتالي إذن بأعظم ظلم؛ ولكن عدل الحق يأبى ذلك، فتأمل الآن معنى قوله تعالى (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن) مع معنى قوله تعالى (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى) مع معنى قوله تعالى (ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) = يلوح لك الحق إن كنت ممن ألقى السمع وهو شهيد.
الشيخ عبد الله الشهري