د. عمار الطالبي: الغرب لا يفتأ يخطط للقضاء على ما يظهر ببلادنا من أفكار
19-10-2008, 07:38 PM
د. عمار الطالبي: الغرب لا يفتأ يخطط للقضاء على ما يظهر ببلادنا من أفكار
د. عمار الطالبي: الغرب لا يفتأ يخطط للقضاء على ما يظهر ببلادنا من أفكار
18 - 10 - 2008
كتب: أسامة الهتيمي
قال الدكتور عمار الطالبي ـ المفكر الإسلامي الجزائري المعروف، ونائب رئيس جمعية العلماء المسلمين ـ: إن الأمة الإسلامية تعيش في الوقت الراهن مشكلة حقيقية، فيما يتعلق بالمعرفة والعلم بسنن الله القرآنية والكونية، التي أهملناها لمدة طويلة، في حين أن قوة الأمم اليوم إنما هي قوة المعرفة والعلم، التي بها يقوى الاقتصاد، وتُبنى بها الجيوش، كما تقوى سياساتها، والتي بها أيضًا تسلط الغرب على الضعفاء كما نرى اليوم، فنجدهم مثلًا؛ يتكالبون على الأمة الإسلامية دون غيرها، فالناظر اليوم إلى الخريطة من أفغانستان إلى دارفور إلى العراق إلى الصومال؛ سيجد أنه ليس هناك غير المسلمين الذين يُسلط عليهم العذاب، والاستبداد، والقهر، والسلب، والنهب، والقتل، والتدمير، المسلمون هم المعذبون اليوم لضعفهم؛ فلو كانوا أقوياء كما كانوا لما تكالب عليهم هؤلاء، ولكن الأعداء امتلكوا قوة المعرفة والعلم، وهو سلاح هذا العصر.
وأضاف الدكتور الطالبي: إن الأمة في حاجة إلى أن تنهض من كبوتها، وتتخلص من ضعفها، وتخلفها كي تكون لها كلمة في أحداث العالم وما يجري فيه، فالعالم الإسلامي اليوم على هامش التاريخ، لا كلمة له تُسمع، رغم كثرة عدد سكانه، وكثرة ثروته وخيراته، واتساع أرضه، نعم الجغرافيا لها أهميتها، والكتل البشرية لها أهميتها، لكن على أن لا تكون غثاء كغثاء السيل؛ فتأتي عليه السيول، ولا يكون لها أثر في التاريخ.
لهذا فإننا في حاجة إلى أن ندخل التاريخ من جديد، ودخول التاريخ له شروط يجب اتباعها، ولذلك كتب "مالك بن نبي" ـ المفكر الإسلامي الكبير ـ رحمه الله كتابًا سماه: "شروط النهضة"، عقد فيه فصلًا مهمًّا، عن أثر الدين في الحضارة، وفي التاريخ في كل الحضارات، وليس في حضارة دون حضارة أخرى؛ ولذلك فنحن في حاجة إلى أن نتأمل شروط هذه النهضة، وأن نهيئ لأمتنا هذه الشروط؛ وهي: البحث العلمي، وتفعيل دور الجامعات التي تصنع مجد الأمم.
هو ما يجعلنا نتساءل: أين جامعاتنا وأبحاثنا؟ إننا وللأسف الشديد نقلد ما يحدث في الغرب، ونعلم أولادنا علومهم بألسنتهم؛ كي نبقى محبوسين في ألسنتهم وحضارتهم، ولا نبدع ولا نستقل، وهنا علينا أن نسأل مرة أخرى: هل اعتمد العرب من قبل على اللغة اليونانية في التعليم لما نقلوا إليها في مدارسهم ومساجدهم؟ بالطبع لم يحدث هذا، فهل يكون لنا ذلك درسًا؟!
وأشار الدكتور الطالبي إلى أن الاستعمار لا يفتأ يخطط من أجل القضاء على ما يظهر في البلاد الإسلامية من أفكار، من الممكن أن تحول المجتمع الإسلامي إلى طريق الحضارة، وتصرفه عن طريق التخلف، كما يهدف إلى الحيلولة بين الفكر والعمل السياسي؛ حتى يبقى الفكر أشل غير مثمر، ويبقى العمل السياسي أعمى غير مبصر، يسير بغير هدى؛ وذلك لأن الذي يهم الاستعمار بالدرجة الأولى هو فاعلية الفكر في المجال السياسي، وبطبيعة الحال فإن للأفكار الإسلامية فاعلية كبيرة في هذا المجال.
وقال الدكتور الطالبي: (إن الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله، راعي النهضة الإسلامية في الجزائر، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين، التفت إلى ذلك الأمر؛ لهذا فقد كان حريصًا على استمرار التمسك بالهوية الإسلامية، عقيدة ولغة، وفكرًا وسلوكًا، فقد كان مشغولًا بالنهضة، فاستقرأ القرآن، وقال: إني وجدت قانونًا مضطردًا في القرآن حينما تحدث عن سقوط الأمم القديمة، ألا وهو الظلم، ((وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً)) [الأنبياء:11]، والقرية هنا؛ المجتمع أو المدينة أو الأمة، وقوله تعالى: ((وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)) [القصص:59]، وقوله عز وجل: ((وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)) [الإسراء:16]، ولذلك فإن الظلم إذا تراكم انفجر، وفتت تلك الأمة الظالمة، وهذا ما حدث في الإمبراطوريتين: الرومانية والفارسية؛ نتيجة ظلمهما.
لهذا ولأننا نرى اليوم أن الأمريكيين قد أكثروا الظلم، وتراكم ظلمهم على القارات كلها؛ فإننا نتوقع أن تهلك الولايات المتحدة الأمريكية بظلمها وباستبدادها، وأن تحيا أمة جديدة، وهي أمتنا الإسلامية، التي تتعرض للقهر اليوم، وتُمتحن، ولعل هذه المحنة تكون سبيلًا لأن تتفطن، وأن تتحرك، وأن تنهض.
وأوضح الدكتور الطالبي أن السبيل للخروج من الأزمة التي تعيشها الأمة الإسلامية، إنما يكون باستعادة أصالتنا الفكرية، واستقلالنا في ميدان الأفكار؛ للمحافظة على استقلالنا السياسي والاقتصادي، فالمجتمع الذي لا يصنع أفكاره الرئيسة؛ لا يمكنه أن يصنع المنتجات الضرورية لاستهلاكه، ولا المنتجات الضرورية لتصنيعه، ولا يمكن لمجتمع يبني نهضة أن يبنيها بالأفكار المستوردة، أو المسلطة عليه من الخارج.
د. عمار الطالبي: الغرب لا يفتأ يخطط للقضاء على ما يظهر ببلادنا من أفكار
18 - 10 - 2008
كتب: أسامة الهتيمي
قال الدكتور عمار الطالبي ـ المفكر الإسلامي الجزائري المعروف، ونائب رئيس جمعية العلماء المسلمين ـ: إن الأمة الإسلامية تعيش في الوقت الراهن مشكلة حقيقية، فيما يتعلق بالمعرفة والعلم بسنن الله القرآنية والكونية، التي أهملناها لمدة طويلة، في حين أن قوة الأمم اليوم إنما هي قوة المعرفة والعلم، التي بها يقوى الاقتصاد، وتُبنى بها الجيوش، كما تقوى سياساتها، والتي بها أيضًا تسلط الغرب على الضعفاء كما نرى اليوم، فنجدهم مثلًا؛ يتكالبون على الأمة الإسلامية دون غيرها، فالناظر اليوم إلى الخريطة من أفغانستان إلى دارفور إلى العراق إلى الصومال؛ سيجد أنه ليس هناك غير المسلمين الذين يُسلط عليهم العذاب، والاستبداد، والقهر، والسلب، والنهب، والقتل، والتدمير، المسلمون هم المعذبون اليوم لضعفهم؛ فلو كانوا أقوياء كما كانوا لما تكالب عليهم هؤلاء، ولكن الأعداء امتلكوا قوة المعرفة والعلم، وهو سلاح هذا العصر.
وأضاف الدكتور الطالبي: إن الأمة في حاجة إلى أن تنهض من كبوتها، وتتخلص من ضعفها، وتخلفها كي تكون لها كلمة في أحداث العالم وما يجري فيه، فالعالم الإسلامي اليوم على هامش التاريخ، لا كلمة له تُسمع، رغم كثرة عدد سكانه، وكثرة ثروته وخيراته، واتساع أرضه، نعم الجغرافيا لها أهميتها، والكتل البشرية لها أهميتها، لكن على أن لا تكون غثاء كغثاء السيل؛ فتأتي عليه السيول، ولا يكون لها أثر في التاريخ.
لهذا فإننا في حاجة إلى أن ندخل التاريخ من جديد، ودخول التاريخ له شروط يجب اتباعها، ولذلك كتب "مالك بن نبي" ـ المفكر الإسلامي الكبير ـ رحمه الله كتابًا سماه: "شروط النهضة"، عقد فيه فصلًا مهمًّا، عن أثر الدين في الحضارة، وفي التاريخ في كل الحضارات، وليس في حضارة دون حضارة أخرى؛ ولذلك فنحن في حاجة إلى أن نتأمل شروط هذه النهضة، وأن نهيئ لأمتنا هذه الشروط؛ وهي: البحث العلمي، وتفعيل دور الجامعات التي تصنع مجد الأمم.
هو ما يجعلنا نتساءل: أين جامعاتنا وأبحاثنا؟ إننا وللأسف الشديد نقلد ما يحدث في الغرب، ونعلم أولادنا علومهم بألسنتهم؛ كي نبقى محبوسين في ألسنتهم وحضارتهم، ولا نبدع ولا نستقل، وهنا علينا أن نسأل مرة أخرى: هل اعتمد العرب من قبل على اللغة اليونانية في التعليم لما نقلوا إليها في مدارسهم ومساجدهم؟ بالطبع لم يحدث هذا، فهل يكون لنا ذلك درسًا؟!
وأشار الدكتور الطالبي إلى أن الاستعمار لا يفتأ يخطط من أجل القضاء على ما يظهر في البلاد الإسلامية من أفكار، من الممكن أن تحول المجتمع الإسلامي إلى طريق الحضارة، وتصرفه عن طريق التخلف، كما يهدف إلى الحيلولة بين الفكر والعمل السياسي؛ حتى يبقى الفكر أشل غير مثمر، ويبقى العمل السياسي أعمى غير مبصر، يسير بغير هدى؛ وذلك لأن الذي يهم الاستعمار بالدرجة الأولى هو فاعلية الفكر في المجال السياسي، وبطبيعة الحال فإن للأفكار الإسلامية فاعلية كبيرة في هذا المجال.
وقال الدكتور الطالبي: (إن الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله، راعي النهضة الإسلامية في الجزائر، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين، التفت إلى ذلك الأمر؛ لهذا فقد كان حريصًا على استمرار التمسك بالهوية الإسلامية، عقيدة ولغة، وفكرًا وسلوكًا، فقد كان مشغولًا بالنهضة، فاستقرأ القرآن، وقال: إني وجدت قانونًا مضطردًا في القرآن حينما تحدث عن سقوط الأمم القديمة، ألا وهو الظلم، ((وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً)) [الأنبياء:11]، والقرية هنا؛ المجتمع أو المدينة أو الأمة، وقوله تعالى: ((وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)) [القصص:59]، وقوله عز وجل: ((وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)) [الإسراء:16]، ولذلك فإن الظلم إذا تراكم انفجر، وفتت تلك الأمة الظالمة، وهذا ما حدث في الإمبراطوريتين: الرومانية والفارسية؛ نتيجة ظلمهما.
لهذا ولأننا نرى اليوم أن الأمريكيين قد أكثروا الظلم، وتراكم ظلمهم على القارات كلها؛ فإننا نتوقع أن تهلك الولايات المتحدة الأمريكية بظلمها وباستبدادها، وأن تحيا أمة جديدة، وهي أمتنا الإسلامية، التي تتعرض للقهر اليوم، وتُمتحن، ولعل هذه المحنة تكون سبيلًا لأن تتفطن، وأن تتحرك، وأن تنهض.
وأوضح الدكتور الطالبي أن السبيل للخروج من الأزمة التي تعيشها الأمة الإسلامية، إنما يكون باستعادة أصالتنا الفكرية، واستقلالنا في ميدان الأفكار؛ للمحافظة على استقلالنا السياسي والاقتصادي، فالمجتمع الذي لا يصنع أفكاره الرئيسة؛ لا يمكنه أن يصنع المنتجات الضرورية لاستهلاكه، ولا المنتجات الضرورية لتصنيعه، ولا يمكن لمجتمع يبني نهضة أن يبنيها بالأفكار المستوردة، أو المسلطة عليه من الخارج.
من مواضيعي
0 الصورة التي عرضها الامريكان بشأن مقتل بن لادن مُفبركه
0 كتب منوعة محاصيل فاكهة بساتين....انجليزية
0 ماهذا الشئ
0 صور نباتات غريبة ونادره متجدد
0 هل شاهدت قلبك من قبل وهو ينبض ؟ شاهده
0 مخطط يوضح مراحل يوم القيامة
0 كتب منوعة محاصيل فاكهة بساتين....انجليزية
0 ماهذا الشئ
0 صور نباتات غريبة ونادره متجدد
0 هل شاهدت قلبك من قبل وهو ينبض ؟ شاهده
0 مخطط يوضح مراحل يوم القيامة