تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> وقفات مع ذكريات ( ال 100 الثانية ) :

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
وقفات مع ذكريات ( ال 100 الثانية ) :
06-10-2007, 05:27 AM
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
وقفات مع ذكريات : ال 100 الثانية
101- الجنُّ حق : لو تتاح الفرصة لمنكري السحر أو العين أو الجن أن يحضروا مع الراقي وهو يعالج الناس لاقتنعوا في أقل من يوم وليلة بأن السحر حق والعين حق والجن حق , ولكن الذي يمنع من إمكانية ذلك هو أن المريض وأهله لا يحبون عادة أن يحضر أثناء الرقية إلا الراقي وذلك من أجل المساعدة على كتمان المرض والتستر على المريض .
ومن الأمثلة الكثيرة جدا على أعاجيب الإصابة بالجن شابتان رقيتهما ( مع بعض الإخوة الرقاة ) منذ حوالي عشر سنوات لأكثر من مرة قبل أن تشفى كل واحدة منهما من مرضها ( الذي هو عبارة عن إصابة من الجن ) . لقد كانت الشابتان تعطيان أثناء الرقية معلومات لا يمكن معرفتها إلا عن طريق الجن كما كانت تتصرفان معنا تصرفا خشنا جدا لا يليق بهما خاصة وأنهما شابتان متدينتان ثم ترجعان فجأة وبدون مقدمات إلى حالتهما الطبيعية بمجرد خروج الجن من كل منها . هذا وكانت الشابتان تتحدثان وتغنيان أثناء الرقية ولأيام طويلة باللغة الهندية التي لم تكن تعرف البنتان شيئا منها قبل ذلك . والجواب عن الإشكال بطبيعة الحال هو أن الجن هم الذين يتكلمون على لسان المريضتين !. وقصة هاتين الفتاتين طالت للأسف الشديد وطال معها المرض ولم يأت الشفاء إلا بعد شهور , وذلك بعد إعادة الرقية لمرات ومن طرف أكثر من راق ثم بعد رقية قمنا بها للفتاتين في جماعة من الرقاة . شفيت الفتاتان في النهاية وكانت فرحة الشابتين ومجموعة الرقاة وأهلي الفتاتين عارمة والحمد لله أولا وأخيرا .
102-أنا أعشق التوسط والاعتدال حتى النخاع : لقد عشتُ من سنوات وسنوات - ولا زلت - بين فريقين متعصبين ( الأول في اتجاه والآخر في اتجاه معاكس , والخير كل الخير في الوسط ) :
الأول : يعتبرني منحلا ومائعا لا لشيء إلا لأنه رآني ابتسمتُ في وقت من الأوقات مع تلميذة تدرس عندي أو مع مريضة جاءتني لأرقيها أو لأنني سمعتُ أنشودة لسامي يوسف مثلا فيها موسيقى هادئة مصاحبة لكلام نظيف أو لأنني نظرت إلى نصف وجه امرأة أجنبية أثناء الرقية لأساعد نفسي على تشخيص حالتها أو ...
والثاني : يعتبرني متعصبا ومتزمتا ومتشددا التشدد الممقوت لأنني لا أصافح أجنبية عني أو لأنني لا أخالط النساء أو لأنني أغض بصري عن النظر إلى النساء بشكل عام وأنصحهن كأنهن بنات أو أخوات أو أمهات أو ... أو لأنني حريص على الدعوة إلى الإسلام في كل مكان أو لأن البنات في الثانوية التي أدرس فيها ( المختلطة للأسف الشديد) يسمعن مني أكثر مما يسمعن من غيري أو لأنني دخلتُ السجن مرتين بسبب توجهاتي الدينية أو لأنني أستاذ علوم فيزيائية ومع ذلك قد أدعو إلى الإسلام أكثر مما يفعل الأستاذ " الفلاني " الذي يُدرِّس العلومَ الإسلامية أو لأن زوجتي تلبس النقاب أو لأنني أربي أولادي من الصغر على الدين والتعاليم الإسلامية أو...
وأنا والحمد لله برئء من التهمتين .
103- " إن تسخر مني مرة واحدة فإنني أسخر منك مرتين " : في يوم من الأيام ذهبتُ أنا ومجموعةٌ كبيرة من الزملاء في الثانوية : أساتذة وعمال ومراقبون وإداريون , ذهبنا في رحلة جماعية من ميلة إلى مدينة " قالمة " ( وهي الرحلة التي تعودنا على القيام بها كل 3 أشهر تقريبا ) . وكنا في كل مرة نزور مدينة فيها حـمَّامٌ , نذهبُ إلى تلك المدينة في الصباح ونرجعُ إلى مِـيلة في المساء . وفي تلك الرحلة وقبل أن ندخلَ إلى الحمام بمدينة قالمة , تفرقنا وانقسمنا إلى مجموعات صغيرة وذهبنا نتجول عبر شوارع المدينة . وعندما وصلنا إلى بائع أشرطة "غناء" ينشرُ هو وشخصٌ آخر معه , ينشران مئات الأشرطة – وربما آلاف - أمامهما ويعرضانها للبيع . تذكرتُ عندئذ ( وكنتُ مصحوبا بأستاذ آخر من أساتذة الثانوية التي أُدرسُ بها ) شريطا كنتُ أبحث عنه من زمان لأشتريه وما وجدتهُ , وهو شريط فيه أغنية طويلة لمطرب جزائري يحكي من خلال أغنية جميلة جدا قصة سيدنا إبراهيم عندما أراد ذبحَ ابنه سيدنا إسماعيل عليهما وعلى رسولنا محمد الصلاة والسلام . سألتُ أحدَ الشخصين " هل عندك شريط ...؟ " , قال " شريط مـن ؟ " , قلتُ " لمطرب جزائري يـغني عن قصة سيدنا إبراهيم عندما أراد ذبحَ ابنه ". وبينما كنتُ أنتظـرُ الجوابَ همزني زميلي الأستاذُ , وقال لي بصوت منخفض " أنظر إليه وهو يهمزُ زميلَـه ويضحكُ عليكَ , لأنك عوض أن تبحثَ عن غناء ساقط ومائع وخليع مثل الكثير من الناس , أنتَ تبحثُ عن أغنية دينية !" , فقلتُ له مبتسما " أنا سألـتُـهُ وأنا أتوقـعُ منه أن يستهزأ بي أو يسخر مني " . سألتُ التاجرَ مرة أخرى
" هل يوجد عندك الشريط الذي طلـبْـتُـهُ أم لا ؟ " قال " لا , هو غير موجود ".غادرتُ أنا وزميلي المكانَ ثم قلتُ لزميلي " أنا كنتُ أتوقعُ ردَّ فعله , ولكن الإعراضَ عن الجاهلِ أحسنُ جواب لهُ , وإن يسخرْ هوَ مني مرة فأنا أسخرُ منه مرتين . ما أبعدَ الفرقَ بين من يسمعُ طيبا ومن يسمع خبيثا . ما أبعد الفرق بين الثرى والثريا !".
نسأل الله أن يحفظنا آمين .
يتبع :...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: وقفات مع ذكريات ( ال 100 الثانية ) :
10-10-2007, 09:07 PM

104- الجهلُ يفعل بصاحبه ما لا يفعل العدوُّ بعدوه : ومن أمثلة ذلك تلك المرأة المثقفة الأديبة والأستاذة في مادة الأدب العربي في مؤسسة تعليمية والتي تزوج منها رجل بعد أن طلق زوجته الأولى.وبعد سنوات قضتها معه على أحسن حال اكتشف الرجل بأنها سحرته حتى يحبها أكثر وحتى توجهه كما تشاء مثلما تدير الخاتم في أصبعها , وأنها سحرت كذلك أولاده من المرأة الأولى لتفسد عليهم حياتهم . وكنت أنا الذي رقيته هو وأولاده حتى تخلص مما صنعته الزوجة من سحر . ولكن بعد مدة اكتشف عندها كيسا مملوء بالكراسات والأوراق والعقاقير والتمائم و ... التي صنعت زوجته له - من خلاله - سحرا جديدا . أرسل الرجل زوجته ( ومعها الكيس ) إلي في بيتي وحكَّمني في الأمر بينه وبين زوجته . فتحتُ الكيس فوجدت فيه عجبا من السحر أشكالا وألوانا . سألتها وسمعت منها فتأكدت من أنها هي الفاعلة ( وفي الكثير من الأحيان بخط يدها ) وأنها تقصد السحر بالفعل لزوجها وأولاده , فعنفتها كثيـرا وطلبت منها أن تعترف بالذنب وأن تتوب إلى الله ووعدتها بأن أشفع لها – عندئذ - عند زوجها حتى يغفر لها ذنبها معه ومع أولاده , ولكنها - للأسف الشديد - أنكرت إنكار المصر على المعصية فأخبرتها عندئذ بأنني سأخبر زوجها بما تم وأضفت قائلا لها : " لو فعلت لي زوجتي ما فعلتِ أنتِ لزوجك لطلقتها بدون أي تردد ". طلق الزوج بعد ذلك زوجته ثم أرجع زوجته الأولى وكنتُ أنا الذي عقد له عليها في المرة الثانية , والحمد لله رب العالمين أولا وأخيرا .
105-أنا شخصية كبيرة وأنا لا أعلم (!) : عندما كنتُ أدرسُ بثانوية من الثانويات في ولاية من الولايات اعتُقلتُ من طرف رجال الأمن العسكري ( لأنتقل عبر عدة معتقلات ولأبقى في المعتقل 3 أشهر ونصف قبل أن يطلق سراحي ويتم إجباري على الإمضاء على وثيقة أُعلن من خلالها بأنني عوملتُ طيلة اعتقالي معاملة طيبة , مع أنني في حقيقة الأمر ذُقت الويلات وسُلطت علي أشكالٌ وألوان من العذابِ البدني والنفسي و...) بتهمة أنني متدين وأتحدث في الدين وأنني " خوانجي " وأنني أتصل بالطلبة في الجامعة لأقدم لهم دروسا وندوات ومحاضرات إسلامية وأنني أنتقد سياسة الدولة , وأنني ضد أمن الدولة وأنني أهدد وحدة التراب الوطني وأنني ... الخ...
وأثناء اعتقالي استدعاني أكثر من مرة ضابطٌ كبير ليحققَ معي . وأثناء التحقيق في مرة من المرات , قال لي الضابطُ بلهجة الواثق من نفسه ومما يقول وبلهجة المُهدد والمُتوعد : [ أنت لك صلة وثيقة :
1- بـ"الخميني" زعيم الثورة في إيران ( ربما بسبب بعض المجلات والكتب الدينية التي كانت تُرسل إلي من إيران مجانا بعد 1979 م , عندما كنتُ غافلا عن انحرافات الشيعة الإمامية الإثناعشرية في العقيدة وعن حقدهم الكبير على أهل السنة والجماعة ) .
2- وبالملك السعودي "خالد" رحمه الله ( ربما بسبب الكتيبات والمطويات الإسلامية التي كانت تصلني مجانا بين الحين والآخر من طرف بعض الجهات الخيرية في السعودية ) .
3- وبالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ( ربما بسبب مجلة
" الدعوة " التي كنتُ مشتركا فيها والتي كانت تصلني شهريا لسنوات ) ].
ولو أن هذه التهمة وُجهت إلي اليوم لكان جوابي وردي عليها أكثر حكمة وأقل تهورا , ولكنني في ذلك الوقت كنتُ شابا مملوء حيوية ونشاطا وحماسا للدين و...وكذلك تهورا واندفاعا . ولذلك أجبتُ الضابطَ ساخرا ومستهزءا به وبسخافة تفكيره " والله إذن ( ما دامت لي صلة بالخميني وبالملك خالد وبالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ) أنا شخصيةٌ كبيرةٌ , وأنا لا أدري !". وكان من نتيجة جوابي هذا أن أسمعني الضابطُ الكثير من السب والشتم لله وللدين ولي أنا , كما أشبعني ضربا .
نسأل الله الهداية للجميع حكاما ومحكومين , ثم أن يوفقنا جميعا لكل خير , وأن يصلح أحوالنا , وأن يغفر لكل من أساء إلي آمين .
106- قال لي " أعرفُ ولكنني مغلوبٌ على أمري " : عندما كنتُ في الخدمة العسكرية فيما بين 1979 م
و1981 م , كانت الجزائر في تلك الفترة ولسنوات طويلة استمرت لأكثر من 10 سنوات بدأت من حوالي 1975 م واستمرت لما بعد 1985 م , كانت الجزائرُ تعملُ بالحساب – لا بالهلال - في تحديدِ أول شهر رمضان من كل عام وكذا في تحديد مواعيد الأعياد الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى . فكرتُ في يوم من الأيام أن أكتبَ رسالة لوزير الشؤون الدينية في ذلك الحين ( وكان رجلا طيبا على ما يبدو , بالمقارنة مع رجال آخرين جاءوا من بعده وتقلدوا مسؤولية وزارة الشؤون الدينية ) . كتبتُ الرسالةَ التي قدمتُ من خلالها الأدلةَ والبراهين والحجج الشرعية ثم العقلية والواقعية على أن العملَ بالحسابِ باطلٌ وعلى أن الصوابَ كلَّ الصوابِ هو في العملِ برؤية الهلالِ سواء بالعين المجردة أو بالآلات والأجهزة والمراصد و... وأرسلتُ الرسالةَ للوزيرِ عن طريقِ شخص يعرفني جيدا ويعرفُ كذلك الوزيرَ شخصيا . ولقد جاءني ردُّ الوزيرِ بسرعة , وكان ملخصُـه " أنا يا أستاذ عبد الحميد معك فيما قلتَ ونقلتَ وفيما أكدتَ عليهِ , ولكنني في هذه المسألة بالذاتِ غُـلبتُ على أمري , لأن العملَ بالحسابِ في الجزائر فرضهُ " فلان " ( وذكر شخصية دينية رفيعة المستوى في الجزائر في ذلك الوقت ) ووافقت عليه الحكومةُ الجزائريةُ . وفلانٌ هذا ماتَ بعد ذلك بسنوات , وهو الآن بين يدي ربه نسأل الله أن يغفرَ له وللوزيرِ وأن يرحمهما رحمة واسعة , وأن يُصلحَ أحوالَ الجزائرِ والعالم العربي والإسلامي وأن يهدينا جميعا لخيري الدنيا والآخرة آمين .
يتبع :...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: وقفات مع ذكريات ( ال 100 الثانية ) :
14-10-2007, 07:32 PM
.
107-من عواقب اللعب مع الجن : تورطت طبيبة متزوجة في يوم من الأيام في لعبة مع الجن بالاشتراك مع البعض من زميلاتها فأصابها بعض الجن فكادت تفقد عقلها وكاد زوجها وأهله وأهلها أن ييأسوا من شفائها بسبب ما وصلت إليه حالتها من سوء لمدة ما يقرب من أسبوعين حيث توقفت عن العمل وأصبحت إما طريحة الفراش وإما هائمة على وجهها ولوحدها في الخلاء لا تعرف من أين أتت وإلى أين تذهب . زرتها في بيتها برفقة زوجها ووجدت صعوبة في الرقية لها بسبب أنها كانت متوترة جدا .كانت تسبني وتسب زوجها وتكفر بالله وتقول لي ولزوجها الكلام البذيء الفاحش والساقط و ... على خلاف ما هو معروف عنها في العادة ( قبل أن تصاب ) من أدب وحياء وخلق ودين ... رقيتها ونصحتها وتحملت السوء الذي سمعته منها , ثم تركتها وطلبت من زوجها أن يخبرني عن قريب بأحوالها . وخلال أيام معدودات تحسنت الطبيبة ثم شفيت تماما بإذن الله ففرح أهلها أيما فرح وفرحتُ معهم كذلك وكأن المرأة من أهلي كما أفعل عادة مع أي مريض شفي من مرضه بالرقية أو بغيرها .
108-" أنت ماكش مربي ( أي منعدم التربية) . أنت ما تحشمش ( أي لا تستحي) ": في يوم من الأيام منذ أكثر من 10 سنوات كنتُ أريدُ أن أنتقلَ من محطة المسافرين – عبر السيارة – إلى وسط مدينة من المدن الكبرى الجزائرية . وكانت في السيارة امرأةٌ ومعها ولدٌ في ضواحي السنة العاشرة من عمره . وأثناء انتظار سائق السيارة ( من خارج السيارة ) لشخص رابع وأخير , وضعتُ أنا شريطا للأناشيد لـ " عماد رامي " في مُسجلة السيارة بدون إذنِ السائقِ . وعندما دخلَ الراكبُ الرابع السيارةَ سمع السائقُ صوتَ المسجلةِ , وبدون أن يتأكد من أن الشريطَ الموجود داخلَ المسجلة ليس شريطا من أشرطته هو ( التي كانت خاصة بالأغاني الخليعة والماجنة ) , أوقفَ المسجلةَ عن العملِ واستدارَ إلي وهو يقولُ لي غاضبا " أنت ماكش مربي , أنت ما تحشمش !!!" ( وهي كلمة ثقيلة جدا ومؤلمة جدا عندنا نحن في لهجة الجزائريين ) . كظمتُ غيظي وحاولتُ أن أقابلَ السيئةَ بحسنة أو على الأقل أن أقابلها بلا شيء . قلت له " لماذا ؟! " فقال " تفعل ما فعلتَ ثم تتمادى في غيك وتسألني لماذا أغضبُ ؟!. أليست لك بقية من حياء تمنعك من عرض ما لا يليق من الغناء على العائلة – المرأة والولد - الراكبة في الخلف . ألا تستحي يا هذا !؟. إذا لم تحترم نفسَك فعلى الأقل قليلا من الاحترام للعائلة الراكبة معنا ! ". قلتُ له – وأنا مالكٌ تماما لأعصابي - وقد بدأتُ أفهمُ الحكايةَ " أنا يا هذا لا أسمعُ غناء لا يليق لا أمامَ عائلة ولا وحدي . أنا لا أسمعُ في حياتي إلا أناشيد دينية أو غناء طيبا ونظيفا , وأما الساقط والهابط من الغناء فلا أسمعه ولو كنتُ معزولا في غابة بعيدا عن كل البشر " . نظر إلي بتعجب وقال " ما أشد جرأتك . تُسمِع العائلةَ غناء فاسدا ثم تدعي بأنك لا تسمعُ إلا طيبا !". قلتُ له " أدخِلْ الشريطَ من جديد وستسمعُ ما كنتُ وضعتُه لي ولك وللعائلة ". أدخلَ السائقُ الشريطَ من جديد فسمِع – على خلاف ما توقع - عماد رامي يغني عن فلسطين وعن اليهود وعن المسلمين وعن ... فتعجبَ وزاد من حجم الصوتِ وقال لي " من أين جاء هذا الشريط ؟! " قلت له " هو لي . أنا دوما آخذُ في سفري أشرطة للأناشيد الدينية أستمعُ إليها في الطريق – إلى جانب سماع القرآن - من خلال السيارة أو الحافلة.. " . قال لي متعجبا" وأين أشرطتي أنا ؟! " , فقلت له " هي هنا " وأشرت إلى مكانها بجانب المسجلة . قال " إذن أنتَ وضعت شريطَك وليس شريطي أنا " , قلتُ له " نعم " . تغير لونُ وجهه ( لأنه ندم على ما قال لي ) , وزاد من حجم الصوت مرة أخرى ليسمع هو وأنا والعائلةُ الأناشيدَ الجميلة لعماد رامي ثم استدار إلي خجِلا وقال وهو مطأطئ الرأس" أعتذرُ إليك كثيرا يا شيخ على ما بدر مني من كلام لا يليق ومن تهم باطلة ومن ..." , فقاطعتُه " أنت معذورٌ ونصف معذورٌ . سامحنا الله جميعا دنيا وآخرة ". ومع ذلك فإن الرجلَ قطع كل ما تبقى من الطريق بين محطة المسافرين ووسط المدينة وهو يعتذرُ إلي ثم يعتذر لأنه ندم ندما شديد على ما قال لي وخاصة عن قوله " أنت ماكش مربي ...أنت ما تحشمش ".
ومن فوائد هذه الوقفة :
1- أن المنحرف قد يعرفُ أنه منحرفٌ ولكنه يعصي لا بسبب الجهل بالإسلام , بل بسبب ضعف الإيمان .
2-أن المؤمن إذا حرص على الوقوف عند حدود الله , فإن الناس يحترمونه ويحبونه وإن لم يكونوا على نفس الدرجة من الطاعة لله .
3- الكثيرُ من عامة الناس , ورغم انغماسهم في المعاصي فإن فطرتَـهم - التي ما زالت سليمة - تجعلهم يحترمون العائلاتِ ويحترمون النساءَ , ومنه فإنهم يحرصون على تنزيه آذانِ النساء عن سماع ما لا يليق من الغناء .
والله أعلم بالصواب .
109- حكايتي مع ديك !!! : عندما كنتُ صغيرا أدرسُ في الابتدائي كنتُ أربي دجاجا : أسهرُ على نظافته وأكله وشربه ومبيته ودخوله وخروجه و... وأحرصُ على انتظار البيض وجمعه من إناثه و ... وفي يوم من الأيام خطر ببالي أن أجري تجربة بسيطة ومُضحكة على ديك . قلتُ في نفسي " الدجاجُ عموما يخافُ من الإنسان لأن الإنسانَ أقوى , ولكن لمَ لا أجربْ فأُظهر للدجاجِ بأنني أخافُـه ثم أرى ردَّ الفعل بعد ذلك : هل يبقى الدجاجُ على خوفه من الإنسان أم أنه سيقتنعُ مع الوقتِ بأنني أنا الذي أخاف منه ؟!".
قضيتُ بعد ذلك حوالي أسبوعين وأنا كلما رأيتُ ديكا معينا ( من بين دجاجي ) كلما اقتربتُ منه ثم تظاهرتُ له بأنني أخافُ منه فأبتعد عنه بطريقة ذكية ومُضحكة في نفس الوقت . في الأيام الأولى من بعد بدء التجربة بدأ الديكُ كلما هربتُ منه كلما لحقني بضعَ مترات ثم توقف . وبعد حوالي أسبوع لحقني الديكُ وهو يتبعني وأنا أتظاهر بالهرب منه , لحقني لحوالي 15 م ثم توقف . وبعد حوالي أسبوع آخر اقتربتُ من الديكِ ثم تظاهرتُ بأنني خفتُ منه فهربتُ لمسافة تساوي حوالي 50 م وهو يجري ورائي بقوة وأنا أجري أمامه بأقصى سرعة أقدرُ عليها . وفي نهاية الـ 50 م توقفتُ فجأة ورجعتُ إلى الوراء , فرأيتُ أن الديكَ توقفَ ولكنه يخوفني وكأنه أسدٌ يريد أن يفترسَني . نظرتُ إلى الديك لحوالي 5 ثواني ثم ( وأنا الآن أستغفرُ اللهَ على ما فعلتُ لأن ذلكَ كان من طيشِ الشبابِ ) ركلتُ الديكَ بركلة رفعتهُ في الهواء لحوالي 10 أمتار ثم سقط على الأرض وهو يئن من ألم الركلة , ثم رجع إلى الوراء وهرب مبتعدا عني بسرعة أكبر بكثير من السرعة التي يتحرك بها الديكةُ عادة .
ومنذ ذلك اليوم أصبحتُ كلما اقتربتُ من الدجاجِ لأعطـيَـه أكلَـه العادي اليومي يقتربُ مني كلُّ الدجاجِ إلا ذلك الديك فإنه يبقى بعيدا حتى أبتعد أنا ثم ينضمُّ إلى سائرِ الدجاج ليأكلَ نصيبه . وإلا , فإنني إن بقيتُ قريبا من الدجاجِ فإن الديكَ يُـفضِّلُ البقاءَ جائعا على أن يقتربَ مني , لأنه كان يخافُ من ركلة أخرى تُشبه الركلةَ التي ذاق مرارتها في يوم ما (!) .
نسال الله أن يرزقنا الإيمانَ الصادق والعقلَ الكامل والأدبَ الجم والخلقَ الحسن آمين.
يتبع :...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: وقفات مع ذكريات ( ال 100 الثانية ) :
17-10-2007, 10:22 AM

110-من بركات الرقية الشرعية : اتصل بي تاجر في يوم ما من أجل رقية لزوجته التي تزوج بها من حوالي
7 سنوات , لأنه يشتكي من أنها أصيبت ببرود ... مفاجئ وغير عادي . سألته : " لماذا لم تتصل بطبيب اختصاصي ؟ " فقال لي : " أردتُ وأرادت معي زوجتي أن نبدأ بالرقية , فإذا لم تنفع لجأنا إلى الطبيب ", فقلت له : " أنا أميل إلى أن استشارة الطبيب هي الأصل , ومع ذلك سألبي لك رغبتك ". رقيتُ زوجتَـه ونصحتها بنصائح من شأنها أن ترغبها في زوجها . وبعد أيام وعلى خلاف ما توقعتُ اتصل بي زوجها وأخبرني – مع كثير من الفرح والسرور - أن زوجته شفيتْ تماما وذكر لي بعض الأمثلة على ذلك , وحمِد الله وحمدتُه معه على كل ما أنعم به علينا .
111- أتوضأ بكأس ماء فقط ! : من الذكريات المتعلقة بالسجن الأول "من نوفمبر 82 إلى ماي 84 م " , وعندما كنا في الزنزانة أنا و4 إخوة معي , قضينا حوالي شهرا ونصف الشهر مع بعضنا البعض . من هذه الذكريات أننا وبسبب قلة الماء الذي كان يُعطى لنا ( طبعا ليس لأن الماءَ غيرُ موجودٌ , وإنما كنا نُحرمُ من الماءِ كوسيلة من وسائل التعذيب النفسي خاصة ) , كان الواحدُ منا يتوضأُ أحيانا بكأس ماء فقط !. كأس ماء صغير وليس كبيرا ( حجمُه يساوي تقريبا حجمَ فنجان القهوة ) .
ا- وكان الواحدُ منا يحرصُ في الوضوءِ على أن يكتفيَ بفرائضِ الوضوءِ فقط , ما دمنا في ضيق من أمرنا ولسنا في سعة .
ب – وكنا نكتفي في الأعضاءِ التي يُطلبُ فيها الغسلُ لا المسحُ ( الوجه واليدين والرجلين ) بسيلانِ الماء على العضو لا من العضوِ , لأن هذا قولُ بعضِ الفقهاءِ في توضيحِ الغسلِ المطلوبِ في الوضوءِ خاصة . وكان في هذا من التخفيفِ علينا ما فيه ومن التيسيرِ علينا ما فيه , لأنه لو كان المطلوبُ سيلانَ الماءِ من العضو ( لا على العضوِ ) لاحتجنا إلى كمية أكبر من الماء للوضوء , ولكان كأسُ الماءِ غير كاف ولو من أجل نصف وضوء .
ومما تعلمتهُ من تلك التجربة :
1- أهميةُ الاقتصاد في الماءِ سواء ونحنُ نطلبُ الدنيا أو الآخرة .
2- نعمُ الله على الإنسانِ - أي إنسان - لا تُعد ولا تحصى.
3-تعلم الفقه الإسلامي مُهم من جهات عدة , ومنها أنه يُخففُ عليكَ من حدةِ أوقات الشدةِ .
4- الاختلافُ بين العلماء (إن لم يُصاحبهُ تعصبٌ وتزمتٌ وتشددٌ ) رحمةٌ عظيمةٌ .
يتبع :...
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ILYES
ILYES
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 16-05-2007
  • الدولة : قندهار
  • العمر : 46
  • المشاركات : 204
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ILYES is on a distinguished road
الصورة الرمزية ILYES
ILYES
عضو فعال
رد: وقفات مع ذكريات ( ال 100 الثانية ) :
17-10-2007, 10:50 AM
يا السي رميته من ميلة..مادا تريد بهده الحكايات؟؟؟ليس فيها عبرة و لا حكم بقدر ما فيها اشهار للرقية و لك بانك راق او لاسمك الغير معروف الدي تريد ان يصبح علما في عالم الرقية
دكرني بالحديث الشريف في الصحيحين----الرقية من ثلاث.....؟؟
و الحديث الشريف.-----سبعون الفا من امتي يدخلون الجنة دون حساب.....؟؟؟
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية l'algerino
l'algerino
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 20-09-2007
  • الدولة : المحمدية pèrrègaux فرنسا
  • المشاركات : 456
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • l'algerino is on a distinguished road
الصورة الرمزية l'algerino
l'algerino
عضو فعال
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ILYES
ILYES
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 16-05-2007
  • الدولة : قندهار
  • العمر : 46
  • المشاركات : 204
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ILYES is on a distinguished road
الصورة الرمزية ILYES
ILYES
عضو فعال
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: وقفات مع ذكريات ( ال 100 الثانية ) :
17-10-2007, 08:47 PM
إلياس : أخي الكريم جازاك الله خيرا وبارك الله فيك ونفع الله بك . مشكور جدا على ما كتبت وقلت .
أسأل الله لي ولك ولأهل المنتدى جميعا الصواب والإخلاص .
حفظك الله دنيا وآخرة آمين.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
العهدة الرئاسية الثانية في الميزان..
وقفات مع ذكريات حسنة أو سيئة :
قامووس لمصطلحات الكمبيوتر .. ومعانييها ..
الساعة الآن 07:21 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى