بُؤسٌ ساخرْ "*"
12-10-2017, 07:54 PM
(ثم ان الناس تعتبرك مجنونا اذا ما حدثتهم عن شيء لا تستطيع عقولهم استيعابه )
في اليوم التالي ،
حوالي الثامنة و النصف صباحا ضربت امي باب غرفتي بكفها منتشلة روحي من بين اضلعي من قوة تلك الضربة ، اعتقدتُ من فرط سذاجتي انها اتت اخيرا كي تطمئن على حال ابنتها الحبيسة و الجائعة ، تخيلت انها ستحضنني و تعتذر عما بدر منها .. ~حرمانك لي من الغوص بعالم حدوده كتفيك كان كفيلا بتحويل قلبي ببرود لكتلة قاسية كالموت ~ وسط شرودي المبهم سمعتها تطرقه مجددا ثم سمعت صوت المفتاح يدور بالقفل ،فتَحته ببطء و تقدمت و هي ترفع بانفها اشمئزازا من رائحة الغرفة المقيتة ، اخبرتني و هي تزيح بقدميها ما ارتمى امامها من ملابسي انّها ستخرج اليوم لامر ضروري في العمل و اخذت تشتم مديرها بنوع من التهكم ، لم تعبئ لانتفاخ عيني او شحوب وجهي او لاستلقائي على الارضية، لم تسألني كيف حالي ..
لم انظر اليها ابدا ، ان رايت انعكاس وجهي بنظارتيها قد انفجر بكاءا .. ~الشعور بالضعف امام عينيك اللتين لا تكلفان عناء الاشفاق على حالي امر مؤلم للغاية يا امي ~
شدت كتفي و اخذتني الى غرفتها حيث تنام اختي الرضيع و اشارت اليها بسبابتها و هي تلقي اليّ تعليمات رعاية الاطفال التي سمعتها سابقا مرارا و مرارا ، بتلك اللحظة لم اكن فعلا استمع لثرثرتها .. تلك الاصوات عادت لتعبث معي مجددا ، بدأت بالدوار و الاصوات تهمس تارة و تصرخ تارة اخرى ، صرخت "كفى"! و غطيت وجهي بكفي .. ازاحتهما و امسكت بوجهي و شدت بقوة على وجنتي : ان اصاب اختك مكروه ما .. حتى لو كان خدشا صغيرا فقط .. اعلمي انك ستدفعين الثمن غاليا " اومأت برأسي ان نعم ، و جسدي المرتعش يحاول التخلص من قبضتها .. ذَهبتْ خارجا و تركتني مع الشيطان المتلبس باختي و الارواح التي ستنتهز الفرصة لتقيم احتفالها الساخر بهذا ، ليست من نسج مخيلتي كما اخبرني الطبيب النفسي الابله ،انها حقيقية و موجودة تماما كوجود الشمس و لا اعتقد انها تنوي خيرا ...
( نحن نخاف الاشياء التي لا نفهمها)
~ امي ، ان اخبرتك اني لست الفاعلة .. هل ستصدقين ؟~
حوالي التاسعة و الربع ، كنت قد استحممت بماء ساخن يبعد عن رأسي اللعين ذلك الصداع و ينعمه ببعض من الاسترخاء .. ذلك الدواء الذي يشبه الحلوى لم يعد نافعا لالم رأسي كما اخبرني صديقي غريب الاطوار حين اعطاه لي اللعنه انه يزيد الامر سوءا فقط.. بدأتُ بتحضير القهوة التي تبقيني يقظة بعد صراعات حروبي الداخلية ب ليلة البارحة التي لم اذق فيها طعم النوم -ستمنحني طاقة ارعى بها "اختي" ..
كنت اتلذذ بطعم القهوة المر حتى سمعت ضحكة عالية تصدر من الغرفة التي تنام بها الرضيع ، ضحكة لطيفة و انثوية .. ضحكة بثت الرعب بجسدي ، ذهبت الى مهدها ، قلبت غطائها لكني لم اجد سوى دمية قديمة حملتُها و تأملتُ عيناها ~ العينان مرآة تعكس ما بداخل اصحابها~ ..|اي شر تعكسه هاتين العينين| .. توقفي يا فتاة عن التحدث للدمى ، ضغطت دون قصد على صدرها فخرجت تلك الضحكة مجددا .. رميتها فزعا و عدت خطوات الى الوراء و بدأت الافكار الغريبة تدور بخلدي ..
|لا تفكري كثيرا بالامور السلبية ، هي لا تحدث سوى بالافلام الرديئة| وسط تفكيري العميق سمعت صوت اختي و هي تلفظ اسمي بلغتها المعتادة صاَفْ استدرت لاجدها تنظر الي تلك النظرة نفس العينين نفس اللمعة نفس الابتسامة.. لم اعلم كيف استطاعت الخروج من المهد اللعين .. كيف تجاوزت تلك القضبان العالية التي يستحيل لها الخروج منها .. كان لا بد ان يرفعها احدهم و يحملها خارجه .. و لكن لم يكن هناك احد بالمنزل ليفعل ذلك ،
"نحن فعلنا" ..تلك الضحكات مجددا امسكت برأسي لوهلة احاول استيعاب الامر ..اردت دليلا واحدا يثبت ما اراه و اسمعه .. بدأت اصدق اني اهلوس فعلا .. بدأت اصدق ان ما قالوه عني صحيح .. (هل انا مريضة )؟
في اليوم التالي ،
حوالي الثامنة و النصف صباحا ضربت امي باب غرفتي بكفها منتشلة روحي من بين اضلعي من قوة تلك الضربة ، اعتقدتُ من فرط سذاجتي انها اتت اخيرا كي تطمئن على حال ابنتها الحبيسة و الجائعة ، تخيلت انها ستحضنني و تعتذر عما بدر منها .. ~حرمانك لي من الغوص بعالم حدوده كتفيك كان كفيلا بتحويل قلبي ببرود لكتلة قاسية كالموت ~ وسط شرودي المبهم سمعتها تطرقه مجددا ثم سمعت صوت المفتاح يدور بالقفل ،فتَحته ببطء و تقدمت و هي ترفع بانفها اشمئزازا من رائحة الغرفة المقيتة ، اخبرتني و هي تزيح بقدميها ما ارتمى امامها من ملابسي انّها ستخرج اليوم لامر ضروري في العمل و اخذت تشتم مديرها بنوع من التهكم ، لم تعبئ لانتفاخ عيني او شحوب وجهي او لاستلقائي على الارضية، لم تسألني كيف حالي ..
لم انظر اليها ابدا ، ان رايت انعكاس وجهي بنظارتيها قد انفجر بكاءا .. ~الشعور بالضعف امام عينيك اللتين لا تكلفان عناء الاشفاق على حالي امر مؤلم للغاية يا امي ~
شدت كتفي و اخذتني الى غرفتها حيث تنام اختي الرضيع و اشارت اليها بسبابتها و هي تلقي اليّ تعليمات رعاية الاطفال التي سمعتها سابقا مرارا و مرارا ، بتلك اللحظة لم اكن فعلا استمع لثرثرتها .. تلك الاصوات عادت لتعبث معي مجددا ، بدأت بالدوار و الاصوات تهمس تارة و تصرخ تارة اخرى ، صرخت "كفى"! و غطيت وجهي بكفي .. ازاحتهما و امسكت بوجهي و شدت بقوة على وجنتي : ان اصاب اختك مكروه ما .. حتى لو كان خدشا صغيرا فقط .. اعلمي انك ستدفعين الثمن غاليا " اومأت برأسي ان نعم ، و جسدي المرتعش يحاول التخلص من قبضتها .. ذَهبتْ خارجا و تركتني مع الشيطان المتلبس باختي و الارواح التي ستنتهز الفرصة لتقيم احتفالها الساخر بهذا ، ليست من نسج مخيلتي كما اخبرني الطبيب النفسي الابله ،انها حقيقية و موجودة تماما كوجود الشمس و لا اعتقد انها تنوي خيرا ...
( نحن نخاف الاشياء التي لا نفهمها)
~ امي ، ان اخبرتك اني لست الفاعلة .. هل ستصدقين ؟~
حوالي التاسعة و الربع ، كنت قد استحممت بماء ساخن يبعد عن رأسي اللعين ذلك الصداع و ينعمه ببعض من الاسترخاء .. ذلك الدواء الذي يشبه الحلوى لم يعد نافعا لالم رأسي كما اخبرني صديقي غريب الاطوار حين اعطاه لي اللعنه انه يزيد الامر سوءا فقط.. بدأتُ بتحضير القهوة التي تبقيني يقظة بعد صراعات حروبي الداخلية ب ليلة البارحة التي لم اذق فيها طعم النوم -ستمنحني طاقة ارعى بها "اختي" ..
كنت اتلذذ بطعم القهوة المر حتى سمعت ضحكة عالية تصدر من الغرفة التي تنام بها الرضيع ، ضحكة لطيفة و انثوية .. ضحكة بثت الرعب بجسدي ، ذهبت الى مهدها ، قلبت غطائها لكني لم اجد سوى دمية قديمة حملتُها و تأملتُ عيناها ~ العينان مرآة تعكس ما بداخل اصحابها~ ..|اي شر تعكسه هاتين العينين| .. توقفي يا فتاة عن التحدث للدمى ، ضغطت دون قصد على صدرها فخرجت تلك الضحكة مجددا .. رميتها فزعا و عدت خطوات الى الوراء و بدأت الافكار الغريبة تدور بخلدي ..
|لا تفكري كثيرا بالامور السلبية ، هي لا تحدث سوى بالافلام الرديئة| وسط تفكيري العميق سمعت صوت اختي و هي تلفظ اسمي بلغتها المعتادة صاَفْ استدرت لاجدها تنظر الي تلك النظرة نفس العينين نفس اللمعة نفس الابتسامة.. لم اعلم كيف استطاعت الخروج من المهد اللعين .. كيف تجاوزت تلك القضبان العالية التي يستحيل لها الخروج منها .. كان لا بد ان يرفعها احدهم و يحملها خارجه .. و لكن لم يكن هناك احد بالمنزل ليفعل ذلك ،
"نحن فعلنا" ..تلك الضحكات مجددا امسكت برأسي لوهلة احاول استيعاب الامر ..اردت دليلا واحدا يثبت ما اراه و اسمعه .. بدأت اصدق اني اهلوس فعلا .. بدأت اصدق ان ما قالوه عني صحيح .. (هل انا مريضة )؟
إني اذوب في الجحيم صديقي أو ما أطلقته عنك الوتين ..أراني أنحدر في الهاوية أتمنى يا صديقي أن تغفر لي الندوب الظاهرة واللاظاهرة لم أتعمد إحداث كل هذه الكوارث العابرة لديك .
كنت تظن بانك تستطيع إخفاء الوجع لكنك مخطئ، مثلما أخطأُتُ_أنا_كثيرا يوم هربت و مازلت أهرب ظنّا مني أن ما نهرب منه لا يظهر على أجسادنا ، و أنه يمكننا أن نُخفي كل الثقوب بثوب أو قطعة قماش أو حتى كريم من كريمات التجميل القذرة.
