رد: خواطر لها صلة بالمرأة ( مئات المواضيع ) :
03-05-2014, 12:04 AM
188- ليس كل من تزوج من الرجال بثانية , هو معذور شرعا :
تعدد الزوجات جائز في ديننا , هذا أمر لا خلاف فيه , ولكنه جائز بشروط وضوابط معينة منها العدل .
وهل الأصل هو التعدد والاستثناء هو الزوجة الواحدة , أم أن العكس هو الصحيح , أي أن الأصل هو الزوجة الواحدة والاستثناء هو التعدد ؟!. هذه مسألة خلافية بين الفقهاء والعلماء والمفسرين .
وفي كل الأحوال فإن التزوج بامرأة ثانية لا يليق أبدا أن يكون من الرجل عبثيا , أي كما أنه إذا أكل تفاحة ثم أعجبته تفاحة أخرى أكلها , فكذلك إن تزوج بامرأة أولى ثم أعجبته امرأة ثانية تزوجها !!!. الزواج الثاني لا يجوز أبدا أن يكون بهذه البساطة .
ومنه فإنني أقول بأنه ليس كل من تزوج بامرأة ثانية معذور شرعا , بل إن الكثيرين من الرجال يتزوج الواحد منهم بثانية وليس له أي عذرشرعي . يتزوج بالثانية إما من أجل مالها أو جمالها أو نسبها أو ... وكل من تزوج لهذهالغاية أو تلك , أي تزوج بثانية وبدون أي عذر شرعي مقبول ومعتبـر – ولم يعدل بين زوجتيه , ولم يراع الدين في الزوجة الثانية - لن يسعد غالبابزواجه الثاني . ومنه فهو يمكن جدا أن ينال جزاءه من الله - عقوبة - في الدنيا قبلالآخرة . إذن ليس كل من تزوج بثانية من الرجال هو مضطر لهذا الزواج أو هو معذور شرعا بهذا الزواج الثاني , بل الكثير من الرجال لا يتزوج الواحد منهم بثانية إلا وهو يطلب فقط الجمال والجنس والشباب واللذة والمتعة ... وفي هذه الحالة وما يشبهها لن يبارك الله للرجل في هذا الزواج , لأنه بني من أول يوم بنية غير طيبة .
ومع ذلك يبقى هذا خطأ في التطبيق , وهو خطأ لايجوز أن يكون لنا عذرا من أجل أن نطعن في مبدأ تعدد الزوجات في الإسلام أو أصل التعدد كما يـفعل البعض من الجاهلـيـن أو الجاهلات من الرجال ومن النساء .
ملاحظة هامة : إن التزوج بثانية من أجل الجنس والمتعة والشباب والجمال و ... الذي تكلمت عنه قبل قليل حكمه مرتبط بحكم الزواجبثانية هل هو جائز فقط أو هو خلاف الأولى أم ... وكذلك هو مرتبط بما هو الأصل فيالإسلام هل الاكتفاء بزوجة واحدة هو الأصل أم أن الأصل هو تعدد الزوجات ؟!. وكل هذه مسائلخلافية بين الفقهاء , وبناء عليها يمكن الحكم عندئذ على من تزوج بثانية من أجلالجنس هل هو معذور شرعا أم لا ؟ وكذلك هل لا يصح الزواج بثانية إلا للمضطر أم لا ؟ .!
ثم : كلامي الذي قلته قبل قليلأقصد به الذي يتزوج بثانية من أجل الجنس- وبدون أنيعدل بين زوجتيه -هو آثم ومذنب وعاص و ... بدون شك . وقد يقول قائل بأن الإثم هنا سيكون عندئذ مرتبطا بعدم العدل لابمجرد التزوج بثانية , وأنا أقول : نعم هذا صحيح , ولكنالإسلام طلب منا التزوج بناء على الدين " اظفر بذات الدين تربت يداك " , ومنه فإنالذي يتزوج بثانية من أجل الجنس ليس إلا من الصعب جدا جدا جدا ومستبعد جدا جدا جداأن يعدل بين زوجتيه .
إن العدل عادةيأتي ممن يخاف الله , والذي يتزوج من أجل الجنس ليس إلا ,هو في العادة وفي الغالبليس ممن يخاف الله, ولا هو ممن يحترم المرأة حق الاحترام , والله وحده أعلم بالصواب .
189- تعدد الزوجات تحكمه الأحكام الخمسةُ كلها :
تعدد الزوجات في الإسلام جائز بشكل عام , ولكن من حيث التفصيل قد يكون أحيانا حراما كأن يتزوج الرجل بثانية وهو لا يعدل في النفقة والكسوة والمبيت بينها وبين الأولى , وقد يكون التعدد واجبا كأن تكون امرأته مريضة مرضا لا تستطيع معه أن تؤدي واجبها الجنسي اتجاه زوجها وكان هو شديد التعلق بحقه الجنسي بحيث أصبح - يخاف مع مرض زوجته – على نفسه من الزنا .
وبين الوجوب والحرمة توجد حالات الكراهة والاستحباب والجواز .
والله وحده أعلم بالصواب .
190- تعدد الزوجات ونية الرجل :
ليس كل من تزوج بثانية مُصدقٌ في نيته المعلنة من وراء زواجه , ومنه فما أكثر ما يُـعلن الرجل أنه تزوج بثانية لله وأنه معذور شرعا وأنه يعدل بين زوجتيه وأنه ... ولكن كل الدلائل وقرائن الأحوال المحيطة بالرجل تدل كلها على أنه كاذب في دعواه , وأنه ما تزوج إلا للشيطان وأنه ليس معذور أبدا شرعا في زواجه وأنه ظالم كل الظلم لإحدى زوجتيه ( والمظلومة غالبا هي الأولى ) . ومن الصعب جدا أن نجد رجلا ظالما لزوجته الأولى ثم نجده بعد ذلك قائما بأمر الزوجة الثانية كما يحب الله ورسوله .
ملاحظة هامة : في أغلب الأحوال يكون الحب الأطيب والأكثر بركة والأدوم و ... هو حب الرجل لزوجته الأولى , ومنه قال الشاعر " إنما الحب للحبيب الأول " , وعليه فيجب على الرجل أن يفكر طويلا قبل أن يتزوج بثانية : يفكر , هل نيته لله والدين أم للشيطان والدنيا , وهل زواجه الثاني صحيح وصواب وطيب ومبارك أم أنه زواج خاطئ وخبيث ؟!.
191-من لم يعدل في علاقته بزوجته الأولى, يستبعد جدا أن يعدل بين أولى وثانية :
من لم يعدل مع زوجته الأولى ولم يحسن إليها ولم يكرمها ولم يؤد واجباته الشرعية اتجاهها لا يجوز له أن يطمع في العدل بينها وبين زوجة ثانية , وإلا كان متناقضا مع نفسه ومع المنطق كل التناقض .
إن العقل والمنطق يقول بأنك لن تعدل بين زوجتيك إلا إذا كنت قبل ذلك كما يحب الله تعالى , مع زوجتك الأولى . وأما إن كنتَ قبل ذلك ظالما للزوجة الأولى ثم تطمع أن تعدل بينها وبين زوجة ثانية فأنت واهم وأنت تكذب على نفسك أيها الرجل !.
192- لا بأس أن تكره المرأة تعدد الزوجات حتى وإن كان مشروعا :
غيرة المرأة على زوجها أمر فطري , وكراهية الإنسان للشيء وإن كان مشروعاً لا يضره أبدا ما دام لم يرفض ولم ينكر مشروعيته , ومنه فيمكن للمرأة أن ترفض زواج زوجها بثانية وهي مع ذلك تقر وتعترف وتؤمن بمشروعية تعدد الزوجات في الإسلام , بدون أي تناقض بين هذا وذاك . قال الله تعالى ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاًوهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم , والله يعلم وأنتم لا تعلمون) . قال بن عثيمين رحمه الله تعالى رحمة واسعة
" والمرأة التي عندها غيرة لا تكره أن الله أباح لزوجها أن يتزوجأكثر من واحدة , لكن تكره الزوجة الثانية معها ، وبين الأمرين فرق ظاهر ".
يتبع : ...
اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة