تسجيل الدخول

-نحن في الجزائر ....ضحية انفسنا ...وحتى الثقافة والمثقفين بصفة عامة هي ضحية لدوامة الرداءة التي تنهش ذاتها دون أن تدرك ذلك ....فالمعرب يقصي المفرنس، والمفرنس لا يقصر في اقصاء المعرب .....والعلماني يقصي المتدين والمتدين يقصي العلماني ....،واليسار يدحض اليمين واليمين يسفه اليسار....والمثقف الموالي للسلطة يدمر المفكر الموالي للشعب ضد السلطة ،....والموالي للمعارضة يخون ويشكك في "ذمة" الموالي للسلطة ...وهكذا في حلقة مفرغة ، بدل ما تجتمع الجهود والارادات وكل المبادرات في خدمة هدف اسمى وأنبل ....راحت كل فرقة تذب عن "جماعتها" وتهاجم "جماعتهم".... فتحاول أن تداري عن شمعتها .....وتجعل قضيتها "المقدسة" هي إطفاء شمعة "جماعة الخصوم"....وهكذا انطفأت كل الشموع وبقينا في الظلام .
- وبقيت فقط ، الرداءة ، تعيد احياء وانتاج نفسها .....،

كتاب واحد لايكفيني ..لأن حياة واحدة لاتكفيني ..على رأي العقاد
فالكتاب يجدد الحياة يدفقها في الضمائر والعقول والقلوب
وفي كل كتاب حياة....
وحين نهجره فاننا نهجر الحياة ...نقنع بلون واحد من ألوانها المتعددة...
الكتاب موجودون .. الأدباء موجودون .. الشعراء موجودون .. المفكرون موجودون...العلماء موجودون..
فقط وحدها السلطة غائبة ...سادرة في غيها الثقافي ....
أعز مكان في الدنا سرج سابح ///// وخير جليس للأنام كتاب
رحم الله المتنبي

حين ذكرت الكتاب هنا..ذكرت معه عدة نقاط..
منها :

. السلطة المتحكمة فيه..

.القارئ الذي هجره..

.مؤسسات النشر غير الكفأة..

.الأسرة باعتبارها المحرك الأساسي لدعم القراء..

.الكاتب المهمش و الذي يمكنه تقديم الكثير إذا توفرت له الدعم المادي..

. الكتاب الرديئ الذي وجد تشجيعا ماديا دون الإهتمام بشكل ولا بمضمون ما به
مجرد مجاملة على حساب القيم..

هل في رأيك..هي فقط مجرد مشكلة تراشق بين خصام..
أم هي أكبر من ذلك؟
أقصد قضية ثقافة..
ثقافة ترسّخت فينا فما عادت ترى جدوى لهذه الصفحات المكتوبة إلا الربح المادي لا غير

تحياتي

سعاد

- المشكلة أكبر من ذلك ...صحيح ، لكن تبقى "العقدة"، والعصا التي تعيق عجلة الثقافة عن الدوران والتقدم الى الأمام هي هذه العقدة، التي أشرت اليها ......احيانا يصيبك السأم والقنوط مما ينتج ويسمى ثقافة ، ....وتفضل التسلل الى الأحياء والمقاهي الشعبية ،...والى مجتمع الليل ،...والنوادي والمقاهي الواقعة خارج مجال التغطية ...لتسمع لصوت وبوح جزائر أخرى ، ...جزائر العمق ، جزائر الحرية المنفلتة من كل القيود ،...حيث النكتة الشعبية المضحكة المبكية تعبر وتجمل أكبر من ان تعبر عنه "رواية" أو "ديوان" تقرأه وتعيد قراءته وتحس أنك تائه في محيط من المتاهات المشبعة الى حد التخمة بالرمزية المملة والمقرفة....والطلاسم الاستعجازية ...

-ليس صحيح أن الجزائري لا يقرأ .....فقط حجم السحب اليومي للجرائد اليومية الجزائرية باللغتين الفرنسية و"العربية" ن يقول غير ذلك ....وحجم مقرؤية "الكتاب الديني"، يقول غير ذلك ...،بينما السياسة الرسمية للوزارة والسلطة الوصية على الثقافة والكتاب ،...هي العائق الرئيسي ، امام رواج الكتاب "المفيد" والرواية الهادفة ، والقصيدة والقصة ..لان تلك السياسة تحكمها ...هذه العقلية الاقصائية ،....فمن الفوق يقصى كل شئ بحجة انه "اصولي" أو تحريضي أو...اي عذر آخر.....ومن جهة أخرى كل شئ يحرق ويسفه بحجة أنه "اباحي" أو علماني " أو لا "يجوز".....او مساس بالذوات المقدسة ...الخ الوضع اعقد مما نتصور ......أتعرفين أزمة المدرسة الجزائرية ؟ هي كون الغالبية العظمة من المدرسين هم من الملتزمين "ايديولوجيا" و يمارسون الانتقائية في القراءة والمطالعة وفق معادلة "الحلال" و"الحرام"... ، والأقلية من المدرسين على النقيض تماما من الأولى ولكن تعاني من نفس المشكلة الالتزام الايديولوجي ،
- الكثير من الجزائريين لا يعرفون "احلام مستغانمي"....وهناك الكثير من مثقفي الجيل الجديد يتأففون من أن يقرأوا لأحلام او كاتب ياسين أو واسيني الأعرج أو رشيد ميموني أو بوجدرة او حتى للطاهر وطار..... ....أتعرفين لماذا لأن هناك من أحرقهم مسبقا بشيطنتهم ...وحرم القراءة لهم..... وعلى الطرف الآخر نفس الحكاية تتكرر....

و على رأي العقاد أقول..

احتفلت مدرسة إبنتي الثانوية بتكريم القراء..
أحسن الطلبة قراءة..
و كان طالب في الصف الخامس ثانوي..
حيث حطم الرقم القياسي هذا الشهر بقراءة 500 كتاب في السنة..

هل و صلنا نحن لخمس هذا القدر من المطالعة؟
أو حتى العشر؟

أو حتى.......................؟

مجرّد سؤال..:)

سوف يثري النقاش حتما..:)

و نبقى مع الكتاب..الكاتب..و القارئ.. الأسرة..و السلطة دوما

تحياتي

سعاد

السلام عليكم
و الله حق ما قلت لكننا في زمن يأخذ غير ذي الحق حقه في زمن صاحب الحق تنازل فكيف لا يأخذ الحق سواه
لا حق لمن اختار التنازل و لا دور لمن جلس خلف الستار و أبى ألا يزاح الستار فيلعب دوره
و ليس فارسا من الخيل يهاب و حمل السيف يخشى
السلام عليكم

كيف ننتظر من شعب ان يقرا و همه الوحيد هو الجري وراء لقمة العيش التي اصبحت صعبة جدا
كيف ننتظر من شعب ان يقرا و هو لا يملك المال لشراء تلك الكتب

انا اخالف اخي عبد الكريم الذي استدل بضخامة سحب الجرائد على مردودية القارئ الجزائري رغم اننا نشاهد ان كل ما يهمهم في الصحف هو الابراج و جمع قصاصات المسابقات و اخبار الفضائح اما المتسبب في كل هذا فهو في راي المثقف نفسه لانه من المفروض ان يكون هو الوسيط بين قمة الهرم وقاعدته فاذا قيل ان السلطة له منابذة او ان الجماهير له هاجرة قلنا فانذاك نعلم المخلص من الطايوان فهو قائد التغيير وحامل لواء التطوير و نحن في الجزائر الامور واضحة كانت فئة معينة من يتامى الثقافة كما سماهم مولود قاسم تحكم ولازالت فقامت باقصاء ومحاربة مثقفي الاهالي وانظر الى ما فعله بوجدرة ايام الانقلاب الدموي في 92

لم أفهم أخي ما تقصد بالتنازل هنا..
هلاّ شرحت أكثر..

تحياتي

سعاد