وريقات من مذكّرات رئيس متقاعد
22-12-2008, 11:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصّلاة و السّلام على اشرف المرسلين
.................
عبارة عن اول محاولات الخميائي في مجال القص
لست ادري لماذا حاولت و لكن راودتني رغبة ملّحة لكتابة هذه المذّكرات
اتمنّى ان اسمع آرائكم بصدق حولها
(المخاض)
و الصّلاة و السّلام على اشرف المرسلين
.................
عبارة عن اول محاولات الخميائي في مجال القص
لست ادري لماذا حاولت و لكن راودتني رغبة ملّحة لكتابة هذه المذّكرات
اتمنّى ان اسمع آرائكم بصدق حولها
(المخاض)
بعد ان اتقنت الكتابة بالعربية - في أواخر عمري- ...., تكوّن لدي شعور غريب لا زمني لسنواة طويلة و استحيت من ذكره امام الملئ لأنه فعلا غريب .. كنت اشعر أنّ شيئا ما ينموا في احشائي ..كان ينمو و ينمو و ينمو ...الى ان .........حان وقت المخاض .
في ذاك اليوم (يوم المخاض) شاهدت وثائقيا يتحدث عن حياة رئيس سابق (زميل في العمل ) انتابتني دهشة شديدة و هم يتحدثون عن صولاته و جولاته , عن زابوره و معجزاته , و لولا الحياء لقالوا نبي مرسل او ملك مظفّر ..مع انّه كان لا يعرف عدد سكان بلده , بل لا يعرف كل محافظات بلده , استطيع أن اجزم انّه امضى الخمسين سنة الأخيرة من حياته في حالة سكر ...و كلما ذكروا خرافتا من سيرته رجعوا لقرآن الرّئيس و كان هذا القرآن عبارة عن اجندة ضخمة كتبت له يسمّونها مذكرّات .
في ذاك اليوم (يوم المخاض) شاهدت وثائقيا يتحدث عن حياة رئيس سابق (زميل في العمل ) انتابتني دهشة شديدة و هم يتحدثون عن صولاته و جولاته , عن زابوره و معجزاته , و لولا الحياء لقالوا نبي مرسل او ملك مظفّر ..مع انّه كان لا يعرف عدد سكان بلده , بل لا يعرف كل محافظات بلده , استطيع أن اجزم انّه امضى الخمسين سنة الأخيرة من حياته في حالة سكر ...و كلما ذكروا خرافتا من سيرته رجعوا لقرآن الرّئيس و كان هذا القرآن عبارة عن اجندة ضخمة كتبت له يسمّونها مذكرّات .
اصابتني حالة هستيريا من شدّة الغضب و شعرت بألم شديد في بطني ..إنه المخاض ..لقد حان موعد الولادة ....... و في ظلمة الّليل الأدلم وضعت رضيعي الصّغير و سمّيته مذكّرات رئيس متقاعد
(بداية المشوار)
يومها كنت جالس بغرفتي ألعب بلايستايشن (لعبة فيديو) فدخل عليّ أبي و أمرني بلبس بدلة رسمية و اتجهّز حالا .
... سألته عن السبب ؟؟
فأجابني قائلا " عليك الاستعداد يا بني ستصبح رئيس للبلاد قريبا "
تسمّرت في مكاني و بحلقت فيه لدقائق و دقائق اجاهد نفسي قبل الانهيار ...كنت اعلم انّ هذه اللحظة آتية و اني سأخلف ابي يوما ما و لكن كلّما فكرت في ذلك اليوم يصيبني ضيق في التّنفس فالأمر ليس بالهيّن كما تظنّون ..انا مجرد شاب في مقتبل العمر امضي نصف وقتي في النّادي مع بعض الصّويحبات و النصف الآخر مع البلايستايشن و .. و .. و شوط اضافي لامور شخصية جدا لا تهمكم ..
كانت امّي تنصحني دائما بالتعقل و الاستعداد لتولي زمام الحكم بدل تمضية وقتي في اللّعب و الامور الشخصية جدا .. يجيبها ابي بصوة الحكيم المجرب " وقته كشاب و وقته كحاكم لا يختلفان كثيرا ".. نفس المعطيات , نفس الاحداث مع تغير في الشكل لا المضمون .
و سرعان ما اكتشفت هذا بعدما امضيت سنواة بلعبة الرّئاسة ..
...............
و نحن في الطريق الى قصر الرّئاسة (مكتب ابي) كشف لي ابي عن سبب هذا التغيير المفاجئ و قال لي انه اصيب بمرض الملوك (نسال الله السّلامة) و لا يدري كم بقى له من سويعات ليعيشها كرئيس للبلاد ..
و راح يحدّثني عن السّياسة و عن طرق الحكم السّليم و عن شخصيّة الرئيس , طريقة كلامه , طريقة تعامله , نظراته , علاقاته ..الخ
امور لم استوعبها جيدا (لا تنسوا قبل ساعة كنت مجرد لاعب بلايستايشن)
المهم ....
وصلنا لمكتب ابي و اتصل ببعض خدمه (الوزراء "تشبيه بليغ")
دخل علينا شخص وسيم (وسيم "محسّن بديعي" )
سالني عنه
- هل تعرف هذا الشّخص
فأجبته فورا و بكل ثقة ..
- نعم اعرفه .... انه ممثل مشهور ...
وكزني ابي الحنون وكزة الرّئيس لإبنه و قال
- هذا وزير الدّاخلية يا ابله .
انا كنت أراه كثيرا في التليفيزيون يتحدّث و النّاس محاطة به ..و لهذا ظننت انّه ممثل
و الصراحة الصّراحة اعتدقت انه مغنّي و لكن خوفي من ابي هو الذي جعلني اقول ممثل .
انفرد ابي بوزيره قليلا ثم دعاني للجلوس معهم
خاطبني ابي قائلا
- اسمع يا ولد هذا الوزير سيعتبر من اليوم فصاعدا مستشارك الشّخصي....لقد اوكلت اليه مسؤولية جعلك رئيس في اقل من شهر ..
*يقال انّ الصبّر عند الصّدمة الاولى *
شرد ذهني طويلا و انا احسب مقدار الصّبر الذي يلزمني للاحتمال وسامة ذاك الوسيم باسم المحيّى (محسّن بديعي آخر نظرا لحالة الاسنان المتدهورة)
للأمانة و انا في طريق الحساب استرجعت قول ابي لقد اوكلت اليه مسؤولية و تسائلت ..هل هي مسؤولية ام عقوبة
*و يقال ان الحب من اول نظرة *
فبالرغم من الحب الذي اكنه لذلك الوسيم إلاّ اني اشفقت عليه نظرا لصعوبة المسؤولية الملقات على عاتقه فانا كما اخبرتكم سابقا ...(لا داعي لجرح شعوري مرة اخرى)
المهم ..........
اخذني باسم المحيّى الى مكتبه ...جلس بالقرب منّي ثم تأحأح و قال :
- ما هو مستواك الدراسي
- و الله احفظ بعض الاناشيد الوطنية .. جدول الضّرب ...
و انا اسرد عليه معارفي و خبراتي في شتّى المجالات تحول وجهه الوسيم فجأتا الى وسامة حقيقية (دون محسنّات بديعية)
في الحقيقة اناس كباسم المحيّى يلزمهم ذر شيئ من مسحوق العبس على وجوههم ليتخلّصوا من تجاعيد المحسّنات البديعية لست ادري كيف احتمل الشّعب صورته كل هته الفترة (ظرف زماني طويل جدا)
اوقفني الوسيم بلباقة و قال لي
- اتعرف الكتابة و القراءة
بشيئ من الحرج اجبته
-مستواي متوسط في القراءة و تحت المتوسط في الكتابة (هذا لو علمنا اني استعملت المقياس الياباني للألبسة)
رماني الوزير بدلو بارد حرّك شجون احاسيسي
- جميل جدا ... ينقصك القليل من العمل فقط
ظننت انه يجاملني لاني ابن الرئيس او استحي منّي فاستعمل المحسّنات البديعية ......
""و مع مرور السّنون و بشيئ من الخيرة و الممارسة اكتشفت اني كنت النابغة الذبياني حسب المقاس الرئاسي للأدمغة""
- هل تملك شهادة جامعية ؟؟
سرعان ما استدرك الخطأ الجسيم الذي وقع فيه و قال
- يلزمك شهادة
- ادخل للجامعة يعني ؟؟
- ...يا ابني الجامعة نعمة للفقراء اتركهم يرتعون فيها ..... انت زعيم بالنّطفة لا تحتاج لجامعة و دراسة ... سادبّر لك شهادة عليا ......اسمع ما رايك بدكتورا في الادب المعاصر الجونخي
- دكتورا !!!
- نعم دكتورا انت رئيس و يلزمك شهادة عليا (برستيج يعني )
فرحت كثيرا حينها و شعرت أنّي دكتور بالفطرة و بدء شيئ ما بداخلي يقنعني اني دكتورا فعلا و ان الشهادة عبارة عن نعمة اكرمني بها الله و ساقتها الملائكة لتزفّها لي ....و لم يبرح ذلك الشيئ من اساليب الإقناع حتى آمنت اني دكتور فعلا ....
و يا لفرحتي كم تعاظمت (محسّن بديعي) يوم اكتشفت اصل اللغة الجونخيا فهذه اللغة يتكلمها سكان بهوتان و هي عبارة عن جمهوري صغيرة قرب الصّين
تخيلوا اصبحت دكتورا في الادب الجونخي ....
علمت بعدها ان مثل هذه الشّهادات العليا مطلوبة جدا من الأسر الحاكمة و المماليك لأنها تفيدهم بامرين اثنين
الاول هو الإحترام و التقدير الذي ينالونه من وراء هذه الشّهادات (مدح فاحش)
و الثاني انهم يخفون جهلهم المرّكب بشمّاعة الدكتورا و لا يستطيع احد كشفهم إلاّ بعض الفقراء ( الجامعيين "تشبيه بليغ" ) ...
مثلا لا يستطيع حاكم ان يشتري دكتورا في الطب او الإقتصاد لان العوام سيكتشفون امره بسهولة لدى عليه ان يبتعد قليلا خلف البحار و اسفل التلال ليصطاد شهادة دكتورا .
بعدما انتهينا من الترتيب للشهادات العليا "!!!!" أخذني باسم المحيّى بجولة داخل قصر الرّئاسة بحكم انّه سيصبح بيتي الثّاني ..
تمشّينا باروقته وزرنا اهم مكاتبه ... كلّما دخلنا مكتبا قابلني عمّاله ببسمة ساذجة بلهاء و انشدوا فيا شعرا ...كانوا عبارة عن غباء يمشي على الارض ...دائما ما اسمع ابي يسخر من عقولهم و يطلق لسانه الرّطب (كذبة) ليقطّع اوصالهم ..
نصحته مرّة ان يتخلّص منهم و يستريح ...فاهداني حكمة رئاسية لم اكن لأظفر بها في كتب و لا مصنّفات .
قال
- يا ابني كل حاكم يحتاج لدابة تعينه على سفره ..و الدّابة يلزمها مرعى ...و مرعى الدّابة عبارة عن جوع و غباء .......فاحرص ان توفّر لدابتك مرعا خصب.
ابي لم يكن عالما حكيما ...صحيح انه دكتور مزور (صنع صيني) كإبنه لكنّ هذا لم يمنعه من التّلفظ ببعض الحكم
وصدق ابي و هو الرّئيس فبعد الممارسة استنتجت ان الحاكم كدودة القز ... كلما احاط نفسه بانسجة غبية كلما دام حكمه و ملكه...
بعد تلك الزّيارة المفصّلة لقصر الرّئاسة علم كل الأغبياء الذّين تحتويهم حيطانه اني اتجهّز للاستخلاف ابي و بقي اهم امر لتكتمل المسيرة او بالأحرى لتبدئ المسيرة ....
يجب الدخول بمهل لعالم الجياع ( الرّعية " تشبيه درامي") ليعرفوا اسمي و يرو صورتي كإبن للرئيس ...
و هذه من شيطانيات الحكم....انا هنا اقوم بعمل سيرة ذاتية حتى ان سال احد النّبهاء (النّبهاء = منفي = هارب = مسجون = ينتظر حكم بالإعدام) عنّي ستجد صحف ابي ما تردّ به عليهم ....
... سألته عن السبب ؟؟
فأجابني قائلا " عليك الاستعداد يا بني ستصبح رئيس للبلاد قريبا "
تسمّرت في مكاني و بحلقت فيه لدقائق و دقائق اجاهد نفسي قبل الانهيار ...كنت اعلم انّ هذه اللحظة آتية و اني سأخلف ابي يوما ما و لكن كلّما فكرت في ذلك اليوم يصيبني ضيق في التّنفس فالأمر ليس بالهيّن كما تظنّون ..انا مجرد شاب في مقتبل العمر امضي نصف وقتي في النّادي مع بعض الصّويحبات و النصف الآخر مع البلايستايشن و .. و .. و شوط اضافي لامور شخصية جدا لا تهمكم ..
كانت امّي تنصحني دائما بالتعقل و الاستعداد لتولي زمام الحكم بدل تمضية وقتي في اللّعب و الامور الشخصية جدا .. يجيبها ابي بصوة الحكيم المجرب " وقته كشاب و وقته كحاكم لا يختلفان كثيرا ".. نفس المعطيات , نفس الاحداث مع تغير في الشكل لا المضمون .
و سرعان ما اكتشفت هذا بعدما امضيت سنواة بلعبة الرّئاسة ..
...............
و نحن في الطريق الى قصر الرّئاسة (مكتب ابي) كشف لي ابي عن سبب هذا التغيير المفاجئ و قال لي انه اصيب بمرض الملوك (نسال الله السّلامة) و لا يدري كم بقى له من سويعات ليعيشها كرئيس للبلاد ..
و راح يحدّثني عن السّياسة و عن طرق الحكم السّليم و عن شخصيّة الرئيس , طريقة كلامه , طريقة تعامله , نظراته , علاقاته ..الخ
امور لم استوعبها جيدا (لا تنسوا قبل ساعة كنت مجرد لاعب بلايستايشن)
المهم ....
وصلنا لمكتب ابي و اتصل ببعض خدمه (الوزراء "تشبيه بليغ")
دخل علينا شخص وسيم (وسيم "محسّن بديعي" )
سالني عنه
- هل تعرف هذا الشّخص
فأجبته فورا و بكل ثقة ..
- نعم اعرفه .... انه ممثل مشهور ...
وكزني ابي الحنون وكزة الرّئيس لإبنه و قال
- هذا وزير الدّاخلية يا ابله .
انا كنت أراه كثيرا في التليفيزيون يتحدّث و النّاس محاطة به ..و لهذا ظننت انّه ممثل
و الصراحة الصّراحة اعتدقت انه مغنّي و لكن خوفي من ابي هو الذي جعلني اقول ممثل .
انفرد ابي بوزيره قليلا ثم دعاني للجلوس معهم
خاطبني ابي قائلا
- اسمع يا ولد هذا الوزير سيعتبر من اليوم فصاعدا مستشارك الشّخصي....لقد اوكلت اليه مسؤولية جعلك رئيس في اقل من شهر ..
*يقال انّ الصبّر عند الصّدمة الاولى *
شرد ذهني طويلا و انا احسب مقدار الصّبر الذي يلزمني للاحتمال وسامة ذاك الوسيم باسم المحيّى (محسّن بديعي آخر نظرا لحالة الاسنان المتدهورة)
للأمانة و انا في طريق الحساب استرجعت قول ابي لقد اوكلت اليه مسؤولية و تسائلت ..هل هي مسؤولية ام عقوبة
*و يقال ان الحب من اول نظرة *
فبالرغم من الحب الذي اكنه لذلك الوسيم إلاّ اني اشفقت عليه نظرا لصعوبة المسؤولية الملقات على عاتقه فانا كما اخبرتكم سابقا ...(لا داعي لجرح شعوري مرة اخرى)
المهم ..........
اخذني باسم المحيّى الى مكتبه ...جلس بالقرب منّي ثم تأحأح و قال :
- ما هو مستواك الدراسي
- و الله احفظ بعض الاناشيد الوطنية .. جدول الضّرب ...
و انا اسرد عليه معارفي و خبراتي في شتّى المجالات تحول وجهه الوسيم فجأتا الى وسامة حقيقية (دون محسنّات بديعية)
في الحقيقة اناس كباسم المحيّى يلزمهم ذر شيئ من مسحوق العبس على وجوههم ليتخلّصوا من تجاعيد المحسّنات البديعية لست ادري كيف احتمل الشّعب صورته كل هته الفترة (ظرف زماني طويل جدا)
اوقفني الوسيم بلباقة و قال لي
- اتعرف الكتابة و القراءة
بشيئ من الحرج اجبته
-مستواي متوسط في القراءة و تحت المتوسط في الكتابة (هذا لو علمنا اني استعملت المقياس الياباني للألبسة)
رماني الوزير بدلو بارد حرّك شجون احاسيسي
- جميل جدا ... ينقصك القليل من العمل فقط
ظننت انه يجاملني لاني ابن الرئيس او استحي منّي فاستعمل المحسّنات البديعية ......
""و مع مرور السّنون و بشيئ من الخيرة و الممارسة اكتشفت اني كنت النابغة الذبياني حسب المقاس الرئاسي للأدمغة""
- هل تملك شهادة جامعية ؟؟
سرعان ما استدرك الخطأ الجسيم الذي وقع فيه و قال
- يلزمك شهادة
- ادخل للجامعة يعني ؟؟
- ...يا ابني الجامعة نعمة للفقراء اتركهم يرتعون فيها ..... انت زعيم بالنّطفة لا تحتاج لجامعة و دراسة ... سادبّر لك شهادة عليا ......اسمع ما رايك بدكتورا في الادب المعاصر الجونخي
- دكتورا !!!
- نعم دكتورا انت رئيس و يلزمك شهادة عليا (برستيج يعني )
فرحت كثيرا حينها و شعرت أنّي دكتور بالفطرة و بدء شيئ ما بداخلي يقنعني اني دكتورا فعلا و ان الشهادة عبارة عن نعمة اكرمني بها الله و ساقتها الملائكة لتزفّها لي ....و لم يبرح ذلك الشيئ من اساليب الإقناع حتى آمنت اني دكتور فعلا ....
و يا لفرحتي كم تعاظمت (محسّن بديعي) يوم اكتشفت اصل اللغة الجونخيا فهذه اللغة يتكلمها سكان بهوتان و هي عبارة عن جمهوري صغيرة قرب الصّين
تخيلوا اصبحت دكتورا في الادب الجونخي ....
علمت بعدها ان مثل هذه الشّهادات العليا مطلوبة جدا من الأسر الحاكمة و المماليك لأنها تفيدهم بامرين اثنين
الاول هو الإحترام و التقدير الذي ينالونه من وراء هذه الشّهادات (مدح فاحش)
و الثاني انهم يخفون جهلهم المرّكب بشمّاعة الدكتورا و لا يستطيع احد كشفهم إلاّ بعض الفقراء ( الجامعيين "تشبيه بليغ" ) ...
مثلا لا يستطيع حاكم ان يشتري دكتورا في الطب او الإقتصاد لان العوام سيكتشفون امره بسهولة لدى عليه ان يبتعد قليلا خلف البحار و اسفل التلال ليصطاد شهادة دكتورا .
بعدما انتهينا من الترتيب للشهادات العليا "!!!!" أخذني باسم المحيّى بجولة داخل قصر الرّئاسة بحكم انّه سيصبح بيتي الثّاني ..
تمشّينا باروقته وزرنا اهم مكاتبه ... كلّما دخلنا مكتبا قابلني عمّاله ببسمة ساذجة بلهاء و انشدوا فيا شعرا ...كانوا عبارة عن غباء يمشي على الارض ...دائما ما اسمع ابي يسخر من عقولهم و يطلق لسانه الرّطب (كذبة) ليقطّع اوصالهم ..
نصحته مرّة ان يتخلّص منهم و يستريح ...فاهداني حكمة رئاسية لم اكن لأظفر بها في كتب و لا مصنّفات .
قال
- يا ابني كل حاكم يحتاج لدابة تعينه على سفره ..و الدّابة يلزمها مرعى ...و مرعى الدّابة عبارة عن جوع و غباء .......فاحرص ان توفّر لدابتك مرعا خصب.
ابي لم يكن عالما حكيما ...صحيح انه دكتور مزور (صنع صيني) كإبنه لكنّ هذا لم يمنعه من التّلفظ ببعض الحكم
وصدق ابي و هو الرّئيس فبعد الممارسة استنتجت ان الحاكم كدودة القز ... كلما احاط نفسه بانسجة غبية كلما دام حكمه و ملكه...
بعد تلك الزّيارة المفصّلة لقصر الرّئاسة علم كل الأغبياء الذّين تحتويهم حيطانه اني اتجهّز للاستخلاف ابي و بقي اهم امر لتكتمل المسيرة او بالأحرى لتبدئ المسيرة ....
يجب الدخول بمهل لعالم الجياع ( الرّعية " تشبيه درامي") ليعرفوا اسمي و يرو صورتي كإبن للرئيس ...
و هذه من شيطانيات الحكم....انا هنا اقوم بعمل سيرة ذاتية حتى ان سال احد النّبهاء (النّبهاء = منفي = هارب = مسجون = ينتظر حكم بالإعدام) عنّي ستجد صحف ابي ما تردّ به عليهم ....
ـــــــــ(يتبع)ـــــــ
من مواضيعي
0 قاموس الخُرطي
0 مزرعة لتربية النّخبة (جميع الحقوق محفوظة)
0 دولة مافيا و شعب عصابات
0 أفكار بريئة قد لا تعنيكم
0 وكالة جازا لعلوم الفضاء
0 بؤساء الجزائر 2
0 مزرعة لتربية النّخبة (جميع الحقوق محفوظة)
0 دولة مافيا و شعب عصابات
0 أفكار بريئة قد لا تعنيكم
0 وكالة جازا لعلوم الفضاء
0 بؤساء الجزائر 2
