قِسمة الدجاج
12-02-2015, 09:22 PM
قِسمة الدجاج
حدّث الجاحظ في كتابه العُجاب وبحره العُباب : الحيوان قال
حدّث رجلٌ قال : قدِم أعرابيٌ من البادية فأنزلتُه في بيتي , وكان عندي دجاج كثير , وكان لى امرأةٌ وابنان وابنتان , فقلت لامرأتى : بادرِي واشْوِي لنا دجاجةً وقدِّميها إلينا نتغدَّاها , فلما حضر الغَداء جلسنا جمِيعاً أنا وامرأتى وابناىُ وابنتاىَ والأعرابي
قال : فدَفعنَا إليه الدجاجة وقلنا له : اقسمها بيننا – نريد بذلك أن نضحكَ مِنه – فقال : أنا لا أُحسن القِسمه ؛ فإن رضيتُم بقسمتِي قسمتُها بينَكم ، قلنا : قد رضينا .. فأخذ الأعرابي رأس الدجاجة فقطعه فناولنيه وقال : الرأس للِرأس ، وقطَع الجناحين وقال : الجناحان للابنين ، ثم قطَع الساقين فقال : الساقان للابنتين ثُم قطَع الزَّمِكّى (أي المؤخرة) وقال : العجُز للعجوز ، ثم قطَع الزَوْر (وهو الصدر وبقية الدجاجة) وقال: الزور للزائِر .
فأخذَ الدجَّاجة بأسرِها وسخِر بنا !
فلمَا كان من الغد قلتُ لامرأتى : اشوُي لنا خمسَ دجاجات ، فلمّا حضر الغداء قلتُ له : اقسم بيننا ، قال : إنى أظنُّ أنكم وجَدتم في انفُسِكم (أي غضبتم عليّ)
قلنَا : لا , لم نجِد في انفُسِنا فاقسَم بيننا ، قال : أقسِم شفعاً أو وُتراً ؟ قلنا : اقُسِم وتراً ، قال : أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة ، ثم رمَى إلينا بدجاجة . ثُم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة ثُمَ رمَى إليِهما بدجاجة , ثُم قال : وأنا ودجاجتين ثلاثة !
وأخذَ دجاجتين وسَخِر بنَا
قال : فرآنا ونحنُ ننظرُ إلى دجاجتِيه فقال : ماذا تنظروُن لعلكُم كرهِتُم قِسمتي ؟ الوتر لا يجيء إلا هكذا ، فهَل لكُم في قسمة الشَفع ؟
قلنَا : نعَم .. فَضمّهن اليه ثمَ قال : أنتَ وابناك ودجاجة أربعة . ورمَى إليِنا بدجاجة , ثم قال : والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة , ورمَى إليهن بدجاجة ،
ثم قال : أنا وثلاثُ دجاجات أربعة . وضمّ إليه الثلاث
ثم رفَع يديه إلى السمَاء وقال : اللهُم لكَ الحمّد أنت فهّمتَنيها !!
حدّث الجاحظ في كتابه العُجاب وبحره العُباب : الحيوان قال
حدّث رجلٌ قال : قدِم أعرابيٌ من البادية فأنزلتُه في بيتي , وكان عندي دجاج كثير , وكان لى امرأةٌ وابنان وابنتان , فقلت لامرأتى : بادرِي واشْوِي لنا دجاجةً وقدِّميها إلينا نتغدَّاها , فلما حضر الغَداء جلسنا جمِيعاً أنا وامرأتى وابناىُ وابنتاىَ والأعرابي
قال : فدَفعنَا إليه الدجاجة وقلنا له : اقسمها بيننا – نريد بذلك أن نضحكَ مِنه – فقال : أنا لا أُحسن القِسمه ؛ فإن رضيتُم بقسمتِي قسمتُها بينَكم ، قلنا : قد رضينا .. فأخذ الأعرابي رأس الدجاجة فقطعه فناولنيه وقال : الرأس للِرأس ، وقطَع الجناحين وقال : الجناحان للابنين ، ثم قطَع الساقين فقال : الساقان للابنتين ثُم قطَع الزَّمِكّى (أي المؤخرة) وقال : العجُز للعجوز ، ثم قطَع الزَوْر (وهو الصدر وبقية الدجاجة) وقال: الزور للزائِر .
فأخذَ الدجَّاجة بأسرِها وسخِر بنا !
فلمَا كان من الغد قلتُ لامرأتى : اشوُي لنا خمسَ دجاجات ، فلمّا حضر الغداء قلتُ له : اقسم بيننا ، قال : إنى أظنُّ أنكم وجَدتم في انفُسِكم (أي غضبتم عليّ)
قلنَا : لا , لم نجِد في انفُسِنا فاقسَم بيننا ، قال : أقسِم شفعاً أو وُتراً ؟ قلنا : اقُسِم وتراً ، قال : أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة ، ثم رمَى إلينا بدجاجة . ثُم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة ثُمَ رمَى إليِهما بدجاجة , ثُم قال : وأنا ودجاجتين ثلاثة !
وأخذَ دجاجتين وسَخِر بنَا
قال : فرآنا ونحنُ ننظرُ إلى دجاجتِيه فقال : ماذا تنظروُن لعلكُم كرهِتُم قِسمتي ؟ الوتر لا يجيء إلا هكذا ، فهَل لكُم في قسمة الشَفع ؟
قلنَا : نعَم .. فَضمّهن اليه ثمَ قال : أنتَ وابناك ودجاجة أربعة . ورمَى إليِنا بدجاجة , ثم قال : والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة , ورمَى إليهن بدجاجة ،
ثم قال : أنا وثلاثُ دجاجات أربعة . وضمّ إليه الثلاث
ثم رفَع يديه إلى السمَاء وقال : اللهُم لكَ الحمّد أنت فهّمتَنيها !!