العيد الذي نحرت فيه كرامة العرب
04-10-2014, 11:11 PM
كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا ...كنا قد فرغنا لتونا من ذبح الاضحية وجلسنا جميعا في الصالة المخصصة لضيوف...فجئت جاءت الوالدة و على وجهه اثر الدهشة بادية وهي تقول لنا شغلوا قناة الجزيرة شغلوه هناك خبر عن اعدام زدام هكذا كانت تناديه امي زدام بحرف الزين ... طلب مني الوالد الكريم تشغيل القناة ففعلت ... كانت امي صادقة ، فقد سمعت الخبر على الراديو المحلي اثناء انشغالنا بنحر الاضحية ...
الفيديو الذي نشرته الجزيرة كان مصور بواسطة الهاتف المحمول ...
رجلان ملثمان يسوقان الرئيس و القائد العام للجيش العراقي المهزوم ... نحو خشبة علق فيها حبل المشنقة ...
صدام كان صامدا و ثابتا و متسلحا بالهدوء الحذر ,,,و لم تظهر على وجهه علامات الخوف او الذعر ، رغم ديكور الموت الذي وضع خصيصا له في غرفة الاعدام و رغم النهاية المحتومة التي رسمة له ... لم يتعثر او يتردد ... كان يستجيب لقدره المحتوم لكانه عايشه مرتين ... او استعد له من اول يوم .
صعد صدام رغم تقيده .. هل يا ترى كانوا يخشون من ثورته ، اما كانوا يخافون وثبته و هو الوحيد الاعزل بين الكلاب و الضباع ، صعد درحات الخشبة و وقف كالجبل الشامخ امام وحوه ذليل تحرسه الاف الدبابات و الطائرات الامريكية,, كان الحضور كلهم اعدائه فرس ،روافض، عملاء، خونة ،، صيحات التشفي انطلقت من كل جهة( ,,, الى جهنم الى جهنم ,,,) محاولة ان تكسر من عزيمة صدام... كانوا ينتظرون ان يهديهم اغلى ما عنده دموعه وكبريائه ، اما هو فقد قابل نباحهم و عويلهم ذاك برباطة الجاش وحلم القوي لا الضعيف
ابتسم بسمة القسيم وقال (... هاي مرجلة ...) هل الرجولة ان تاتي على دبابة الاجنبي لتعرض عضلاتك ، هل الرجولة ان تنحول الى خائن عميل و تقبض ثمن خيانتك القذرة من اعداء الملة والدين ، هل الرجولة ان تتشفى في رجل حارب لاجل بلده
ارادو ان يضعوا على راسه طاقية سوداء امعانا في المذلة ، لكنه رفض بشدة ، اراد هو ان يبقي نظرته الحدة حدة السيف ، على تلك الوجوه المصفرة حتى اخر لحظة من حياته الملحمية ، فهم لن يتحملوا تلك النظرة المفعمة بالكبرياء و العزة الشامخة
نطق بالشهادة وقد ختمه بالصلاة على الهادي البشير صاحب الحوض الذي قال وقوله الحق: من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة ، اما هم ما اتعسهم و اشقاهم فقد ختموه بلعق حداء رافضي قد نفق يدعى مقتدى ,,, نطقه مرتين وفي الثانية رحل عنا رحل وترك حطام الدنيا وبلائه ، رحل بعزة و شموخ ، لم يسترحم و لم يترجى تركه بعد ان اخد نصيبه منها
تفاصيل صغيرة فقط بين شهادته وشهادة اسد الصحراء عمر المختار وكلاهما ثبت وكلاهما صمد ، وكلاهم لم يسترحم عدوه
ذهب صدام الى ربه ، والتاريخ انصفه ، وذهبوا هم الى مزبلة التاريخ و مجاري صرف العملاء و الخونة
هناك استدرة الى الخلف كان الحزن قد خيم في و جوه الجميع سريعا قلت في نبرة حزينة
هنيئا للعرب عيدهم .. عيدهم الذي نحرت فيه كرامتهم .
النهاية
لحد كتابة هذه الاسطر لا زال العالم العربي و الاسلامي يدفع ثمن تنازله عن كرامته ولا زال العراق محتل
تاريخ سقوط بغداد كان في 16 من افريل 2003 و تاريخ سقوط الكرامة العربية كان في الثلاثون من شهر ديسمبر 2006
للمتابعة عبر حسابي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01
قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .
https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01
قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .