إلى من تكلني
03-10-2012, 07:40 PM
بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


  • كمسلمة فإن من أكثر الشخصيات التي شغلتني خلال الأيام التي عشتها من حياتي هي شخصية الرسول عليه الصلاة و السلام رحت بدون كلل ولا ملل أقرأ و أعيد قراءة كتب السيرة النبوية من كتاب السيرة لابن هشام إلى الرحيق المختوم وابن كثير
ولقد أدركت من هاته القراءة المتكررة معايشة مختلف محطات النبوة بأفراحها و أحزانها ولعل أقسى ما عايشت في السيرة النبوية هو عام خروج حبيبنا عليه الصلاة والسلام إلى الطائف داعيا أهلها للإسلام و ملتمسا من ملاذ من قريش وبطشها بالمسلمين أين رمي هناك بالحجارة من طرف نسائهم وولدانهم ... يضرب فيقع على الأرض فيحمل من ساعديه ثم يضرب فيحمل من ساعديه حتى سقط و الغلمان تجرى وراؤه و تنعته بالجنون
.فشج رأسه عليه الصلاة والسلام ودميت قدماه ومعه دمي قلبهولا تزال قلوبنا تدمع لما لاقاه من أجلنا مادامت سيرته تقرأ فينا تصوروا معي المشهد الرهيب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى وخلفه الصبية و السفهاء يضربونه بالحجارة!!!
و في أوج هذه المحنة و من جوانب هذه البلية ينطلق الدعاء منه صادقا من قلب امتلأ فقرا إلى رحمة الله
وقف رسول الله حزينا دامع العين دامي القدمين يجأر إلى الله بالشكوى من أروع ما قرأت في الذل و الانكسار بين يدي الله عز وجل
"
اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس انت رب المستضعفين و انت ربى الى من تكلنى؟ الى بعيد يتجهمنى ؟ ام الى عدو ملكته امرى؟! ان لم يكن بك على غضب فلا ابالى اعوذ بنور وجهك الذى اضاءت له الظلمات و صلح عليه امر الدنيا و الاخرة من ان تنزل بى غضبك او يحل على سخطك لك العتبى حتى ترضى و لا حول ولا قوة الا بك"

هل رأيتم هذا الدعاء و الله كلما قرأته يكاد قلبي ينفطر من قوة كلماته
,وما من مسلم يقرأه إلا وشعر بهذا الانفطار يسأله فى غير شكوى و يرجوه فى غير يأس
ولا حظوا معي قوله عليه الصلاة والسلام إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى
مع كل ما يلقاه فخوفه من غضب الله عليه هون عليه البلوى
اهتزت السموات لدعاء النبى و على الفور يجئ تأييد الله لحبيبه من البشر و من الملائكة ارسل الله تعالى اليه ملك الجبال يستأذنه ان يطبق عليهم الاخشبين و هما جبلان بمكة فماذا كان رد الرسول عليه الصلاة والسلام له؟ قال لا عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله!
ما أعظمك من نبي و ما أرحمك بأمتك
فهلا يا أحبة عرفنا لرسولنا الحبيب قدره؟

ويرسل الله له نفرا من الجن يستمعون القران ويتذوقون حلاوته ويدركون معناه ومغزاه ويستجيبون لأمره فيعلنون إسلامهم فورا وبدون تردد ثم يتولون إلى قومهم منذرين ومبشرين ودعاة مصلحين وكأن الحبيب يرد على حبيبه و يطمئنه بإيمان أهل السماء برسالته إن كفر بها أهل الأرض




الفقيرة إلى عفو ربها
Houria -igigili