رفقا بأنفسكم يا حملة الأقلام...
27-07-2009, 04:02 PM
إن الكلمة أسيرة ما لم تخرج،فإن خرجت كانت هي الآسرة،وارتدّ صاحبها مأسورا،وإنها لتهوي بصاحبها في مهاوي السخط الإلاهي،أو أنها تتألق به في مدارج الرضى الرباني،والإنسان المتحضر الناضج لا يلقي الكلام على عواهنه،بل إنه ليستشعر عظمة ما يتفوه به بغض النظر عن الثقافة التي ينتمي إليها،ولذلك كنا نسمع المثل الفرنسي يصدح أنه ينبغي أن تدير لسانك في فيك سبع مرات قبل أن ترسله للنطق،فإذا كان الأمر كذلك في الثقافة العلمانية،فإنه يكون أشدّ في الثقافة الدينية وعلى الأخص الإسلامية التي تضع العدل عنوانا ضخما لجميع التعاملات وعلى رأسها المعاملات الإسلامية.إن المنطق يحتم أن يتحرى الإنسان في نقل الأفكارلأنه حينئذ سيكون مشاركا في حالتي الإيجاب والسلب.إن الشيعة كالسنة مدرسة قديمة،وقد قطعا نفس المسافة الزمنية وبعد ذلك لم يسعى أحدهما مصادرة الآخر وقد يعتقد العاقل أن تراث المدرستين يفيد المسلمين فيغني رؤاهم وينوع نظراتهم.إنه من الجزم أن القول أنه فصيلا من المسلمين يسعون إلى شطب مدرسة الشيعة،فيلجؤون إلى إلصاق كل نقيصة بهم،وإلقاء كل تهمة عليهم ولو كان ذلك إخراجهم من الملة والتذبذب لديهم واضحا،والمطلوب أن الأقلام الباحثة عن وجه الحق،لا تكتفي بوجه واحد منه،دون بقية الأوجه،وإن الحوار الذي ينادي به كثير من الناس بين الحضارات والأديان جدير أن يكون قائما بين مدارس الإسلام،ولا ينبغي أن ننسى الحقيقة المرة التي كانت سائدة قبل نحو قرن من الزمان وهي صلاة المسلمين الجمعة في الأزهر بالقاهرة4مرات،مرة على الطريقة المالكية ومرة على الطريقة الشافعيةوأخرى على الطريقة الحنفية وطورا على الطريقة الحنبلية.إن هذه العقلية التجزيئية هي التي جنت قديما على الإسلام وهي التي مازالت تجني عليه لحد الساعة.فرفقا بأنفسكم يا حملة الأقلام،وانتبهوا إلى أن الكلمة إذا خرجت لن تعود،وقد تسبب مآسي وكوارث تكون نصيب المسؤولية فيها وافر لقائلها