منتدى اللغة والأدب يحاور الشاعر هو ياسين مية مفتاح من وهران
26-10-2007, 10:50 PM
الشاعر ياسين بأحد مقاهي وهران يتوسط الطفلة عائشة زهرة منتدى الربيع الشعري لسنة 2001 والناقد بوشمة معاشو
بعد أن اقتصرت حوارتنا السابقة على قصاصين ها نحن اليوم نستدرك ما قد يحسب علينا من طرف الزملاء ها نحن في هذا العدد نطرق باب شعراءنا ونعرج على وهران لنحاور الشاعر ياسين ميه مفتاح الذي لم يمر على انضمامه الينا ما يزيد عن الشهرين.
" فارس الكلمة " يتربع على إمارة الشعر بوهران.
لم يكن من الصدفة في شيء أن يتوج الشاعر ياسين مية مفتاح بالجائزة الأولى في المسابقة الشعرية المنظمة مؤخرا بدار الثقافة لمدينة وهران فلقد عرفناه منذ سنوات بطلا في حلبات النقد من خلال مقالاته المميزة و أسلوبه الممتع و أفكاره النيرة، ثم عرفناه أكثر عبر الأمسيات الشعرية و الندوات الأدبية و الملتقيات الفكرية و التي كان يترك فيها دائما بصماته الطيبة بتواضع ملفت و أخلاق عالية وطرافة لذيذة . إلتقيناه -فكان كما عهدناه – طلق الوجه..باسما دائما.. معتزا بمبادئه و قيمه.. يحدثك باستحياء يتقاطر عذوبة و حكمة فكان لنا معه هذا الحوار المقتضب.
بداية بالسؤال الروتيني: من هو ياسين مية مفتاح؟
كنت أتمنى أن لا نفتتح بهذا السؤال.. لأنه السؤال الوحيد الذي يحرجني دائما و يؤلمني فهو يشعرني بمدى تقصيري - كأديب - في حق هذه الأمة المذبوحة من الخليج إلى المحيط بسكين التخلف و الجهل و الأنانية و يضيف إلى جراحي جرحا آخرا وطعنة أخرى و قصيدة أخرى.. إنني أصلب على شجرة النسب الشريف الذي أنتمي إليه و يتمزق قلبي ألف مرة في اليوم مادامت فلسطين و العراق و كل شبر من أرض أمتنا المظلومة يذوق الويل تلو الويل و المكر تلو المكر و للأسف الشديد منا من لا يزال يتمايل ذات اليمين و ذات الشمال كالراقصات ويعربد صادحا بليلاه و عبلاه و لا يدرك أن سقوط الأندلس كان بسبب أناس أمثاله.
حصلتم على الجائزة الأولى في المسابقة الشعرية المنظمة مؤخرا بوهران،فهل يمكن القول أن ياسين مية مفتاح قد ترك النقد و تفرغ للشعر؟
إن كل عمل يحتاج إلى نقد و تمحيص حتى يصير أجمل - و الكمال لله وحده - و عليه فكل أديب هو ناقد بالفطرة و ليس على الناقد بالضرورة أن يكون ملما بجميع المدارس -و الجامعات -النقدية و لا أن يمتلك ترسانة من المصطلحات -و المتخاصمات- الحداثية ولكن يجب عليه أن يكون ذا فطرة سليمة و نظرة سديدة و منبع صاف.. فالشاعر هو أول من ينتقد قصيدته قبل عرضها على الآخرين و لست أذيع سرا حين أقول أن ميدان النقد الذي أخوضه أحيانا إنما أفعل ذاك مضطرا –لا بطلا - بعد أن غاب الكثير من النقاد عن الساحة و تركت للمفسدين و المتسللين و" البوكيمونات الأدبية" الذين يلهثون خلف السراب و الوهم و عيون عارضات الأزياء لهذا فأنا أنادي دائما بالنقاد لكي يشغلوا أماكنهم في الصفوف الأولى التي كادت أن تفرغ منهم و أن يحملوا أقلامهم لتطهير الأدب من " سوء الأدب ".
مشهور عنك حبك لمدينة وهران فأين قد بلغ بك هذا الحب؟
وهران مسقط رأسي و جذور آبائي وأحلام أجدادي ..هي أول هواء لامسته رئتاي. .هي المدينة الفاضلة التي أحلم بها و النخلة الباسقة التي أرتقبها من بين آلاف النخيل ..وهران ملهمتي و عبق شعري و ضفائر أمي الحنونة و آخر لؤلؤة في سلسلة السلالة
الطاهرة التي يتزين عقدها بأمنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها .
يلاحظ في كتاباتك الشعرية إمتزاج جميل بين الحزن و الإباء فما السر في ذلك؟
يا الله.. أتسأل عن السر يا سيدي .و قنابل بنو صهيون تحصدنا جماعات و فرادا..سرا و علانية..أمام الكاميرات و خلف السجون و المعتقلات؟؟ تسألني عن السر - و لم يعد سرا - ما يحدث بالعراق من تقتيل و تعذيب ودمار..و أبو غريب..السر يا سيدي أن قصائدي ترفض أن تدخل الملاهي الليلية و المراقص وتأبى أن تتدثر بعري " شاكيرا " أو أن تتدفأ بفضائح "مونيكا".
هل صحيح أن القارئ العربي لم يعد يهتم بالأدب عموما و بالشعر خصوصا؟
لا يمكن أن نحكم على المتلقي بعدم الاهتمام و إن حدث هذا فعلا فهو تقصير منا نحن معشر الأدباء - ففاقد الشيء لا يعطيه - لأن الحداثة "هانم" فعلت فعلتها في الشعر أما الغموض " باشا " فقد زاد الطين بله فكيف تريد من الجمهور أن يتفاعل من رجل لا يفهم ما يقول بدعوى الحداثة و العصرنة و علم التنجيم.. فالقارئ بريء مما يريد أن يتهمه به بعض المتخاذلين و الكسالى و لو كان المتنبي بين أظهرنا لتبرأ من الشعر إن كان ما يمارسه علينا هؤلاء المتغربين شعرا.
كلمة أخيرة؟
الكلمة الأخيرة لم تقل بعد بل سنقولها حين تتحرر جميع الأقطار و تعود الحقوق المهضومة إلى أصحابها و تتلألأ القدس كما كانت درة في سماء أمتنا الغالية و لهذا أنا أهيب بجميع الأدباء و الشعراء أن يشاركوا في هذا النصر الذي أراه قريبا و لا يكونوا مع المتخلفين و المثبطين و عشاق" الكليبات" الساقطة ثم لا أنسى أن أشكر موقع و جريدة الشروق اليومي التي منحتنا هذه الفرصة لنسمع صوتنا و نعرض إبداعاتنا فدامت لنا الشروق مشرقة شرقا و غربا.
من مواضيعي
0 للذكرى
0 بالدم والدموع
0 نساء الثورة.
0 العبور
0 فردوس مليندا المفقود
0 le quai de mes chagrins
0 بالدم والدموع
0 نساء الثورة.
0 العبور
0 فردوس مليندا المفقود
0 le quai de mes chagrins