رسالة ماجيستيرلجزائري بعاصمة الأردن
09-11-2007, 09:31 PM
صلة قواعد الفقه السياسي بالمصالح الشرعية
رسالة ماجيستيرلجزائري بعاصمة الأردن
نالها بإمتياز وتوصية بالطبع



[

[



كان الحدث العلمي المميز بعاصمة صناعة العلم عمّان في الفاتح من هذا الشهر الأغر–نوفمبر-، وبالمركز الثقافي الإسلامي التابع للجامعة الأردنية هومناقشة الطالب صالح بن بشير بوشلاغم في بحثه الموسوم صلة قواعد الفقه السياسي بالمصالح الشرعية؛ لنيل شهادة الماجستير.
ففي جو علمي أخوي مفعم بمشاعر الصدق والأخوة والحبور،حيث حضر الأحبة من الوطن الجزائر ليشهدواحصاد احد أبناء وادي ميزاب وخريجي معهد عمي سعيد العامرفكان يومامباركا وجميلا حيث امتزجت فيه ذكرى الثورة الجزائرية التحريرية بميلاد عالم جديد من طلبة العلم الشرعي، لينظم إلى قافلة السكينة التي تسير على الدرب، درب العلم والإيمان.
فهو ممن ضمتهم بين جنباتها كلية الشريعة في الجامعة الأردنية ضمن رفاق جزائريين تميزوا جميعا - ولا نزكي على الله أحدا - بالعلم والخلق والتواضع، فهنيئا للجزائر بهذه النخبة الطيبة التي ستكون بإذن الله دعائم خير لوطنها وأمتها، وقد ضمت لجنة المناقشة السادة الأفاضل: - الدكتور عبد الله الصيفي مشرفا. (الجامعة الأردنية). - الأستاذ الدكتور عبد الكيلاني مناقشا. (الجامعة الأردنية). - الدكتور هايل عبد الحفيظ مناقشا. (الجامعة الأردنية). - الدكتور أنس أبو عطا مناقشا. (جامعة آل البيت).
شرع الباحث على الساعة العاشرة والربع بالتوقيت المحلي (الثامنة والربع بالتوقيت العالمي) في عرض موجز لرسالته لمدة عشر دقائق مبيِّنًا أهمية الدراسة، ومسوغاتها، وحدودها، وأهدافها، وبعض الدراسات السابقة، ومنهجيته في البحث، وخطة بحثه، ثم ختم عرضه بتلاوة أهم النتائج التي توصل إليها.
هذا وقد كانت المشكلة الرئيسة للبحث: ما هي المصالح الكلية والجزئية التي تحققها قواعد الفقه الإسلامي؟،دشن الأستاذ الدكتور عبد الله الكيلاني المناقشة على الساعة 10:25 وختم مداخلته على الساعة 10:55(نصف ساعة)، مبتدئا بذكر إيجابيات الدراسة وهذه أهمها: - أنيقة في إخراجها، - عاطفة صادقة،- توثيق منهجي سليم، - مُطَّلِعة على الحديثِ من الدراسات (المجلات العلمية، مواقع في الأنترنيت...)، ثم عرج على ذكر مآخذ الدراسة - حسب رأيه - على النحو التالي: - عدم تحرير العبارة أحيانا بدقة، ومنشأ الخلل -حسب قوله- قلة مراجعة الكتب الفقهية القديمة في المسألة،- بعض القواعد من صياغة الباحث دون ذكره للنص عليها، والأصل -حسب الكيلاني- تتبع القواعد وتطبيقاتها ثم مناقشتها،- حجم الرسالة ضخم، وذلك يتنافى مع تعليمات الجامعة،- ابتعاد الباحث أحيانا عن لب الموضوع؛ لخلل في المنهجية، ثم ناقش الطالب في جزئيات عديدة، وفي كل مرة يحاول الباحث الدفاع عن بحثه وأفكاره بأسلوب علمي هادئ رصين،وفي الختام شكر الأستاذ الدكتور عبد الله الكيلاني الباحث على جهده العلمي الواضح داعيا له بالخير والتفوق.
استرجع المشرف الخط شاكرا المناقش الأول، ثم رحب بالمناقش الثاني الدكتور هايل عبد الحفيظ، حيث انطلق في مداخلته على الساعة 11:00، وختمها على الساعة 11:35(خمس وثلاثون دقيقة).
فالرسالة العلمية التي تناولت موضوعا هاما من المواضيع التي ما زالت بحاجة إلى الكثير من الدراسة والتدقيق؛ حيث بسبب غياب الحكم الإسلامي والشرعية الإسلامية عن التطبيق تخلفت النظرية السياسية الإسلامية عن مواكبة تطورات الحياة والعصر؛ فأصبح الفقه السياسي الإسلامي في واد وواقع العصر في واد آخر، فاشتدت الحاجة إلى بحث هذه المسائل لنستطيع أن نضع الحلول والتصورات المنطلقة من القواعد والمبادئ الشرعية، والموائمة لروح العصر وتطور أصوله، خاصة في ظل الصحوة الإسلامية، وإقبال الأمة -والحمد لله- على دينها، ومطالبتها المستمرة والملحة على تقديم النموذج الإسلامي، وفي كل جوانب الحياة.
ثم أردف قائلا:
من يقرأ هذه الرسالة العلمية يخرج بقناعة راسخة بأن هناك مستقبلا علميا زاهرا -بإذن الله- ينتظر من قام بإعدادها، وأنه أمام طالب جاد، ومشروع لعالم حاز قوة اللغة والبيان، وقدرة على النقاش والحوار، وذخيرة علمية طيبة، وحرارة إيمانية دعوية متدفقة، وخلق جم، وكلها عناصر وعوامل لابد منها لمن أراد أن يتقدم اليوم في درب العلم والعلماء.
ثم سرد الإيجابيات التالية: - خلو الرسالة من الأخطاء المطبعية والإملائية والنحوية، وضبط الباحث للكلمات بعلامات الإعراب، - ظهور شخصية الباحث بشكل كبير، خاصة في ترجيحاته المستمرة،- عبارات الباحث القوية المتماسكة تدل على التمكن من الموضوع، والإمساك بناصية اللغة،- الترجيحات المتوازنة التي تُظهر الفهم الوسطي المتزن الذي يعالج الواقع معالجة فقهية مصلحية،-الفهرسة الشاملة التي قام بها للآيات، والأحاديث، والتراجم، والقواعد الفقهية، والمصطلحات،- كثرة المصادر التي رجع إليها وتنوعها،تخريج جميع الأحاديث الواردة، والحكم عليها، وبناء على أن لكل عمل بشري مثالب ونقائص، فهذه بعض المآخذ على الرسالة - حسب الدكتور هايل عبد الحفيظ: - الاستطراد وذكر ما لا ينبغي. (وقد ذكر أمثلة لذلك؛ كتعريف الباحث للقواعد الفقهية في 16 صفحة)، - العموميات والاستدلالات العامة في الرسالة؛ والذي أدى إلى هذا هو الأسلوب الأدبي الذي انتهجه، والأسلوب الخطابي الدعوي الذي لا يستقيم مع الكتابة العلمية، والرسائل الجامعية. (تغلب الخلفية الفكرية -أحيانا- على الجانب الفقهي الأصولي) ، - الإطالة في التعريفات، وإثقال الهوامش؛ لذلك تضخمت الرسالة،- كثرة العموميات عند الاستدلال دون بيان وجه الدلالة بشكل دقيق،وبعد أخذ ورد مع الباحث في بعض المسائل الفقهية والأصولية، ختم مداخلته بشكر جهد الباحث صالح، ودعا له بمزيد من النجاح والتميز.
شكر المشرف الدكتور هايل على ملاحظاته ونصائحه، ثم أحال المكروفون إلى الدكتور أنس أبو عطا (من جامعة آل البيت)، وذلك في تمام 11:40، وقد دامت مداخلته خمسا وعشرين دقيقة، حيث انتهت على الساعة 12:05.
قسم ملاحظته على ثلاثة أقسام: أولا: ملحوظات شكلية، ثانيا: ملحوظات منهجية،ثالثا: ملحوظات موضوعية.بعد البسملة والحمدلة وشكر الحضور قال: الرسالة ملأى بالفوائد وكنزى بالإيجابيات، واكتفى بذكر التالي (لكثرتها): - شخصية الباحث واضحة وقوية،- تقسيم جيد للفهارس،أما السلبيات التي رآها الدكتور أنس فهي: - الإطالة في الفصل التمهيدي فقد كان في أكثر من 50 صفحة (علما أن الرسالة في: 367صفحة)،- الخاتمة مختصرة، - عدم وجود توصيات؛ رغم أهمية الموضوع،- بعض التعريفات غير دقيقة؛ كتعريف البيئة،وبعد حوار علمي شيق بين الدكتور أنس والباحث صالح في بعض القضايا الشكلية والمسائل الفقهية مؤيدا للباحث أحيانا ومخالفا له حين أثنى مرة أخرى على جهد الطالب البين، وعلى علمه المتدفق.
استرجع المشرف عبد الله الصيفي الخط شاكرا المناقشين، وطالبا الحضور بمغادرة القاعة لدقائق،وبعد عشر دقائق وبالضبط على الساعة الثانية عشرة وعشرين دقيقة استدعى المشرف الحضور لتلاوة تقرير اللجنة وإعلان النتيجة، أوصت اللجنة الباحث صالح بن بشير بوشلاغم بتقوى الله عز وجل، ونصرة الإسلام، والمساهمة في توحيد صفوف المسلمين برسوخه في تخصصه، ثم أعلن المشرف أن الطالب صالح ناجح - ولله الحمد والشكر والمنة- كما أوصت اللجنة بطباعة الرسالة وتداولها بين الجامعات، ليعم النفع المسلمين.
وبذلك يلتحق صالح بالطلبة المتميزين الذين تحصلوا على شهادة الماجستير في الفقه وأصوله، متخرجا في كلية الشريعة (الجامعة الأردنية) بجدارة واستحقاق
التعديل الأخير تم بواسطة سليمان أبو الربيع ; 09-11-2007 الساعة 09:44 PM