هذا الوجه قدْ لا يوحي بأشياء كثيرة ....
وقدْ تكون غطّت عليه زغاريد الفرح و إستبشار الأمّهات والزوجات والأخوات
والتصاريح الصحفية و أضواء الكاميراهات هنا و هناك ...
هكذا إذن ضاع بين ثنايا الحدث و هو صانعه...
إنه الشهيد 'تيسير أبو سنمية' مخطّط و منفّذ عملية خطف الجندي شاليط...
إنه ببساطة محرّرُ الألف أسير ...قضى في قصف صهيوني منذ شهرين ...
رحمة الله عليك يا شهيد الأمّة
من عادة الأمة الاستبشار و الزغاريد للشهداء ... فيوم شهادتهم يوم زفافهم في زمرة الصديقين و الشهداء
قيل أن إماما خطيبا وقف على منبره منشدا
غادة ذات دلال ومرح .:. يجد الناعت فيها ماقترح
خلقت من كل شئ حسن .:. طيب فالليت فيها مطرح
زانها الله بوجه جمعت .:. فيه أوصاف غريبات الملاح
وبعين كحلها من غنجها .:. وبخد مسكه فيه رشح
ناعم تجري على صفحته .:. نظرة الملك ولألام الفرح
أترى خاطبها يسمعها .:. اذ تدير الكأس طورا والقدح
في رياض مورق نرجسه .:. كلما هب له الريح نفح
وهي تدعوه بود صادق .:. ملئ القلب به حتى طفح
يا حبيبا لست أهوى غيره .:. بالخواتيم يتم المفتتح
لا تكونن كمن جد إلى .:. منتهى حاجته ثم جمح
لا فما يخطب مثلي من سها .:. إنما يخطب مثلي من ألحّ
فأعجبت امرأة بأوصاف هذه الجارية و أرادت خطبتها لابنها وحيدها فقال لها الإمام إنما هي أوصاف حور العين و صداقها دم الشهادة، و استحث الجموع على أحد ثغور المسلمين فارسلت ابنها للجهاد و نال الشهادة فسعدت والدته و زغردت لزفة ابنها.
القصيدة أنشدها العراقي محمد العزاوي بعنوان غادة.
"ضياء القلب هو العلوم الدينية، ونور العقل هو العلوم الحديثة، فبامتزاجهما تتجلّى الحقيقة، فتتربّى همة الطالب وتعلو بكلا الجناحين، وبافتراقهما يتولد التعصب في الأولى والحيل والشبهات في الثانية"لبديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله.