تسجيل الدخول

بسم الله الرحمن الرحيم .

هل يستيقظ العرب من التغني بالماضي التليد ، والتاريخ المجيد؟ .. أما آن الأوان لأن تنكسر هذه الاسطوانة المشروخة ؟.. فهل كُتب علينا أن نحيا في حظائر التاريخ؟.. فتاريخنا التليد ليس بأفضلٍ من حاضرنا التعيس وكأن الوقت لم يتغير قيد أنملة ... فالتخلف ذاته ، والعمالة نفسها، مع فارقٍ بسيطٍ الأسماء والأشخاص. تجدنا نصنع أسطورة لماضينا من لا شيء ، و لا نملّ من ترديد : ـ نحن من طور وعمر واخترع ... و كأن البشرية كانت عالة على أسلافنا .. فلتقبل الآن البشرية تطفلنا و كسلنا و خنوعنا ... أممٌ ، كنّا نظن ـ نحن العرب ـ أننا أحسن منها ، ها هي قد لحقت ركب الحضارة و التطور ، وأغرقت أسواقنا بمنتجاتها... ونحن ما زلنا نتخبط تخبط الذي به مسٌّ ، نتحرك و لكننا لا نتقدم .. نتحرك تحرك البندول ، و لو بقيَ البندول يتحرك إلى سرمد الدهر ما قطع أكثر من ذلك القوس المخصص له .
كيف تتقدم أو تتطور أمةٌ تجد مثقفيها قد انسلخوا عن المجتمع و أصبحوا ببغاوات لا هم لهم سوى تردد ما يقوله الآخر.. و رجال دينها إما علماء سلاطين ، أو جبناء يخشون الموت أكثر من خشيتهم لرب العباد . و هم يرددون : " ليس بالإمكان أكثر مما كان " أو " سلطان غشوم أحسن فتنة تدوم " فكانت المذلة و كان الخنوع و الخضوع . و لو تفطن هؤلاء لعلموا أن " السلطان الغشوم " لهو الفتنة بلحمها و شحمها .
سؤال يفرض نفسه : ـ أين مكانتنا بين الأمم الآن ؟.. المهم أن الأجيال القادمة سوف تقع في نفس الحيرة ، و ستعرف لا محالة ، من هم انصاف الرجال ومن هم الرجال. و يستحي الواحد منها من حاضره وتاريخه ، عندما لا يجد ما يفتخر به. فليرنو الواحد منّا إلى هذا التشرذم وهذا الانشقاق الشيعي ينظر للسني على أنه قاتل الحسين رضي الله عنه ، وينظر السني للشيعي على أنه يهودي يجوز قتله.
إنه لمن الخزي و العار في وقت ٍ تلد أسيرة فلسطينية مكبلة ً بالسرير و يسمى بغول أنفسهم " فرسان العرب " أو قادة العرب ، والآخر ون يرقصون مع بوش رقصة السيف . و صدق من قال :
ألا ترى أن السيف يزري بقدره*** ** إذا قيل أن السيف أمضى من العصا.
فسحقاً لأمةٍ لا يجمعها إلا ما يفرقها.
قال تعالى :"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون".
فهل عرب الآن بصالحين لكي يرثوا الأرض ؟.
ليتنا نفيق من هذا السبات ، فالسفينة على وشك الغرق والبحر عميق و مظلم ورهيب.

قال تعالى : " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "

يا أخا العرب .

و هل بعد قوله عز و جل قولٌ ؟..

لا يسعني إلاّ أن أقول : صدق الله العظيم .

دمت كما أنت .

شكراً لكِ يا " جميلة باب الواد".

و شرفٌ لي أن تقرأ لي فاضلة مثلكِ.

زادكِ الله بسطة في العلم و الرزق و الجمال .

و أعذريني على التأخر بالرد.

تحياتي.

السلام عليكم
أشكرك أخي قسورة على هذا الموضوع الجميل مع العلم اني لا أوافقك في بعض ما جاء فيه.
طيب أنت تقول بأن سبب ضعفنا هو تفرقنا...جميل...و قد أتيتنا بمثال و هو العداء الحاصل بين السنة و الشيعة، و قد قلت بأن الشيعة يعتبروننا قتلة الحسين، فهل تستطيع يا أخي تغيير اعتقادهم فينا، طبعا لا، هل تعلم يا أخي بأن هذا الإعتقاد هو سبب خيانتهم للأمة الإسلامية عبر التاريخ، إقرأ التاريخ ياخي، لقد كان الروافض دائما خنجرا مسموما في ظهر الأمة فكيف تريدنا أن نتوحد معهم، إن وحدتنا معهم هو الضعف بعينه.
هذه نقطة...النقطة الثانية لماذا لا نبحث معا عن الأسباب الحقيقية لهذا التخلف، أظن بأنك ستتفق معي لو قلت لك بأنه بعدنا عن ديننا الذي يأمرنا بكل فضيلة و ينهانا عن كل رذيلة هو السبب. سيقول قائل بأن الغرب كافر و لا يدين بالإسلام و مع ذلك هم خير منا أقول له نحن تركنا ديننا فتخلفنا و هم تركوا دينهم فتقدموا لأن دينهم المحرف لا يترك مجالا للعقل بل يعطله بعكس الإسلام فهو يقدس العقل، و لم تحرم الخمر إلا للحفاض على العقل لأنه جوهر الإنسان.
ثانيا الغرب يعيش في حرية فكرية، أما في دولنا فنعيش رعبا فكريا أو سمه اضطهادا فكريا فلا ترى إلا ما يراه الحاكم و لا تسمع إلا ما يريده الحاكم لك أن تسمعه و لا تكتب إلا بما يُسمح لك أن تكتبه و لا تنتج إلا ما يريدنونه، و هذا كله لن يسمح بأي نهضة و لا بأي تقدم و سنبقى دائما في مؤخرة الركب ما دام هؤلاء الحكام الذين لا يحكمون بشريعة محمد صلى الله عليه و سلم و زبانيتهم مسلطين على رقاب هذه الأمة.
ثالثا كلنا يعلم بأن العدل أساس الملك، فهل هناك عدالة قوية مستقلة تطبق القانون من أعلى منصب في هرم السلطة إلى أحقر مواطن أم أنها لا تطبق إلا على الضعيف؟ الإجابة واضحة. لكن في المقابل في الدول المتقدمة الكل سواسية كأسنان المشط أما العدالة و القانون يطبق بحذافيره على الكبير قبل الصغير، مما يكفل حرية الإبداع الخلاق عند علمائهم و مثقفيهم و يدفع بعجلة التنمية إلى الأمام دائما. هذا و الله أعلم.

تقبل تحياتي

مشتاق