الجبرية في صدر الإسلام .
29-07-2012, 12:16 AM
الجبرية في صدر الإسلام
ظهر فكر الجبريّة في صدر الإسلام ، و زعم منظّروه و أساطينه أن: الإنسان "مسيّر" ، و لا يملك "الاختيار" في تغيير ما هو "كائن" و لا ما سيكون .. و في هذا الفكر خلط و تدليس ، فالسارق يسرق لأنه "مقدّر له" أن يسرق ، و الزاني يزني لأنه مقدر له ، و قس على ذلك ..!!
و الرد على هؤلاء يسير ، فالله سبحانه و تعالى عدلٌ رحيم ، فكيف يقدّر للإنسان أن يقترف جرماً ، و الله خير ، و الإنسان خير؟ ثم لمَ يحاسب الله عباده ، إن كان قدّر لهم فعل الخير و الشر ، و إن كانوا لا يملكون "القدرة" على تغيير "قَدَرهم"؟!.. لم يثاب الإنسان على فعله الحسن ، و لم يعاقب الإنسان على ذنبه ، إن كان ذلك قدره!!..
و كانت الدولة الأموية أول من تبنى فكر الجبريّة سياسياً ، ثم تبعتهم في ذلك الدولة العباسية ، و من بعدها معظم الدول الإسلامية في التاريخ الإسلامي القديم. و كانت هذه أول مره ، يتبيّن فيها أن الإسلام ان استُعمل في السياسة ، عُطلت مفاهيمه و حُوّرت ، لتخدم السياسي "المسلم" بالدرجة الأولى ، حتى و إن كان في ذلك فساد الدين و الدنيا !..
ما أثار ذلك ، هو ما كتب الدكتور/ الحبيب الجنحاني في مجلة العربي (العدد 550 - رجب 1425) ، تحت عنوان "قيمة الحريّة في الفكر العربي" .. قال :
"لما تحولت الخلافة الراشدة القائمة على الشورى إلى مُلك كسروي عضوض مع الأمويين ، دشن معاوية بن أبي سفيان مقولة الأيديولوجيا الجبرية الأموية ، و نظّر لها أصحاب السلطة الجديدة ، و من أصبح يدور في فلكهم من العلماء ، فقد زعم معاوية أن الماضي خير من الحاضر ، و الحاضر خير من المستقبل....."
ثم استرسل في تعرية هذا الفكر و معتنقيه ، قائلاً:
"و حاولت الأيديولوجيا الجبرية الأموية توظيف النص الديني توظيفاً سياسياً مكشوفا لتجريد الإنسان من قدرته على الاختيار ، و على التمييز بين القبيح و الحسن العقليين ، و فرض الطاعة لأصحاب السلطان ، [فالله عز وجل علم أنه لا قوام لشيء و لا إصلاح له إلا بالطاعة التي يحفظ الله بها حقه ، و يمضي بها أمره ، و ينكل بها عن معاصيه]و لم يقتصر التنظير للأيديولوجيا الجبرية على أصحاب السلطة ، بل جُند له خطباء المساجد ، و الشعراء و القصاص ، و بلغ الأمر إلى وضع أحاديث و نسبتها إلى أساطين رواة الحديث أمثال أبي هريرة ، و عائشة ، و ابن عمر لفرض الطاعة ، و إعفاء الخلفاء من العقاب يوم القيامة....."
الخليفة الأموي و العباسي، يظلم ، و يشرب الخمر ، و يرتكب أشنع الكبائر ، ثم يأمر الناس بمبايعته ، لأن الناس و بكل بساطة لا يملكون الحرية في عصيانه ، أو إزاحته عن سدّة الحكم ، و هو على ما هو عليه بأمر إلهي ... و هو "ولي الأمر" الذي ذُكر في القرآن، كما روّج لذلك منظرو "الجبريّة"!!
قلّة من علماء الإسلام الأُول ، كذبوا هذا الفكر ، و فنّدوا حججه التي هي أشبه بأوهام .. و أثبتوا أن الإسلام دين حريّة الإرادة ، و دين عدالة .. والله سبحانه و تعالى القائل: (إنها لإحدى الكبر ،، نذيراً للبشر ،، لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ،، كل نفس بما كسبت رهينة) (سورة المدثر 35-38)
و يبقى السؤال الأهم ، ما الفرق بين ما ورد في كلام الدكتور الجنحاني ، و بين المشهد السياسي العربي الإسلامي في وقتنا الحاضر ؟!!..
و الرد على هؤلاء يسير ، فالله سبحانه و تعالى عدلٌ رحيم ، فكيف يقدّر للإنسان أن يقترف جرماً ، و الله خير ، و الإنسان خير؟ ثم لمَ يحاسب الله عباده ، إن كان قدّر لهم فعل الخير و الشر ، و إن كانوا لا يملكون "القدرة" على تغيير "قَدَرهم"؟!.. لم يثاب الإنسان على فعله الحسن ، و لم يعاقب الإنسان على ذنبه ، إن كان ذلك قدره!!..
و كانت الدولة الأموية أول من تبنى فكر الجبريّة سياسياً ، ثم تبعتهم في ذلك الدولة العباسية ، و من بعدها معظم الدول الإسلامية في التاريخ الإسلامي القديم. و كانت هذه أول مره ، يتبيّن فيها أن الإسلام ان استُعمل في السياسة ، عُطلت مفاهيمه و حُوّرت ، لتخدم السياسي "المسلم" بالدرجة الأولى ، حتى و إن كان في ذلك فساد الدين و الدنيا !..
ما أثار ذلك ، هو ما كتب الدكتور/ الحبيب الجنحاني في مجلة العربي (العدد 550 - رجب 1425) ، تحت عنوان "قيمة الحريّة في الفكر العربي" .. قال :
"لما تحولت الخلافة الراشدة القائمة على الشورى إلى مُلك كسروي عضوض مع الأمويين ، دشن معاوية بن أبي سفيان مقولة الأيديولوجيا الجبرية الأموية ، و نظّر لها أصحاب السلطة الجديدة ، و من أصبح يدور في فلكهم من العلماء ، فقد زعم معاوية أن الماضي خير من الحاضر ، و الحاضر خير من المستقبل....."
ثم استرسل في تعرية هذا الفكر و معتنقيه ، قائلاً:
"و حاولت الأيديولوجيا الجبرية الأموية توظيف النص الديني توظيفاً سياسياً مكشوفا لتجريد الإنسان من قدرته على الاختيار ، و على التمييز بين القبيح و الحسن العقليين ، و فرض الطاعة لأصحاب السلطان ، [فالله عز وجل علم أنه لا قوام لشيء و لا إصلاح له إلا بالطاعة التي يحفظ الله بها حقه ، و يمضي بها أمره ، و ينكل بها عن معاصيه]و لم يقتصر التنظير للأيديولوجيا الجبرية على أصحاب السلطة ، بل جُند له خطباء المساجد ، و الشعراء و القصاص ، و بلغ الأمر إلى وضع أحاديث و نسبتها إلى أساطين رواة الحديث أمثال أبي هريرة ، و عائشة ، و ابن عمر لفرض الطاعة ، و إعفاء الخلفاء من العقاب يوم القيامة....."
الخليفة الأموي و العباسي، يظلم ، و يشرب الخمر ، و يرتكب أشنع الكبائر ، ثم يأمر الناس بمبايعته ، لأن الناس و بكل بساطة لا يملكون الحرية في عصيانه ، أو إزاحته عن سدّة الحكم ، و هو على ما هو عليه بأمر إلهي ... و هو "ولي الأمر" الذي ذُكر في القرآن، كما روّج لذلك منظرو "الجبريّة"!!
قلّة من علماء الإسلام الأُول ، كذبوا هذا الفكر ، و فنّدوا حججه التي هي أشبه بأوهام .. و أثبتوا أن الإسلام دين حريّة الإرادة ، و دين عدالة .. والله سبحانه و تعالى القائل: (إنها لإحدى الكبر ،، نذيراً للبشر ،، لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ،، كل نفس بما كسبت رهينة) (سورة المدثر 35-38)
و يبقى السؤال الأهم ، ما الفرق بين ما ورد في كلام الدكتور الجنحاني ، و بين المشهد السياسي العربي الإسلامي في وقتنا الحاضر ؟!!..
من مواضيعي
0 دواعش كرة القدم ؟!
0 الصراع اللغوي في الجزائر ... قَاطع تُقاطع .
0 إغتيال (جمال غاشقجي) أهو ترهيب للفكر الحر ؟
0 ثورة التحرير وقيم الحرية والتنوع .
0 الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
0 كرة قدم مستفزة !
0 الصراع اللغوي في الجزائر ... قَاطع تُقاطع .
0 إغتيال (جمال غاشقجي) أهو ترهيب للفكر الحر ؟
0 ثورة التحرير وقيم الحرية والتنوع .
0 الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
0 كرة قدم مستفزة !
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 29-07-2012 الساعة 12:18 AM