تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية علي قوادري
علي قوادري
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 30-07-2008
  • المشاركات : 4,559
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • علي قوادري is on a distinguished road
الصورة الرمزية علي قوادري
علي قوادري
مشرف شرفي
ما وراء الجبال الزرقاء
01-10-2012, 07:21 PM
ما وراء الجبال الزرقاء
-----------------------

قرأت هذه القصة منذ سنوات في مجلة Self-Realization، ومع أنني لا أذكر كل تفاصيلها لكنني احتفظت بالفكرة الرئيسية في ذهني وها أنا أرويها ربما ببعض تصرف، آمل أن تستمتعوا بها.

عندما بلغ أحد زعماء الهنود الحمر مرحلة متقدمة من العمر وشعر بدنو الأجل، اختار ثلاثة من رجاله ووضعهم قيد الاختبار لاختيار أحدهم لخلافته في زعامة القبيلة. إذ طلب منهم البحث عن سلسلة الجبال الزرقاء والعودة إليه ليصفوا له كل ما رأوه في طريقهم وما اعترض سبيلهم من الصحاري والصخور والوديان الضيقة والأنهار والمرتفعات والخوانق أي الأودية العميقة التي في أسفلها أنهار.

ثم ودّعهم وطلب من الروح الأعظم كي يرافقهم ويعيدهم إليه سالمين على أمل لقائهم بعد عودتهم الميمونة.

انطلقوا كل في اتجاه.. انقضت أيام وأسابيع على رحيلهم.. عبروا خلالها مساحات شاسعة ورأوا سلاسلَ عديدة من الجبال ظنوا بعضها أنها سلسلة الجبال الزرقاء التي يبحثون عنها، لكن كانوا كلما اقتربوا منها برزت أمامهم سلاسل تلوها سلاسل إلى ما لا انتهاء.

أخيراً عندما وصل أحدهم إلى نقطة معينة من تجواله يكثر فيها نبات الشيح والقيصوم قال بينه وبين نفسه سآخذ معي غُمراً (ربطة) من هذا النبات وأعود إلى الزعيم مؤكدا له أنني أتيت بها من وراء القمم الزرقاء. فيمم وجهه شطر القبيلة وعاد برأسه ريشة يحدوه التفاؤل والأمل في أن يصبح الزعيم الجديد لقبيلته.

وعندما أصبح على مقربة من القرية راح يحدي ويهزج على طريقة الهنود الحمر ويرقص رقصة النصر إلى أن وصل بيت الزعيم فسلـّم عليه أمام الحاضرين الذين كانوا في انتظار عودته، ووضع كومة النبات التي جففتها حرارة الشمس أمام الزعيم، وشرع بالوصف بحماس، لكن الزعيم قال له لا حاجة لك بأن تخبرني شيئاً، فأنا أعرف إلى أين وصلت بالضبط من كومة الشيح والقيصوم هذه التي وضعتها أمامي.

أقول لكَ أنك بلغت المستنقعات المالحة وقطعتها بعدة فراسخ، وجُزتَ بمحاذاة التلال الأرجوانية، بل وقطعت وادي الكهوف بمسافة قصيرة ولم تتقدم بعدها ميلا واحداً، ولذلك لم تبلغ الجبال الزرقاء.

ولم يكن أمام صاحبنا الطامح إلى الزعامة الروحية والدنيوية إلا الصمت لأن كل ما قاله الزعيم كان عين الصواب.

بعد عدة أيام رجع ثاني الثلاثة ومعه قطع من صخور زرقاء فريدة التكوين ذات بريق خاص لم يكن قد رأى مثيلا لها في حياته. فوضعها أمام الزعيم على أساس أنها من وراء الجبال الزرقاء. ولكن ما أن نظر إليها الزعيم ببصره الثاقب وتحسسها بيده حتى قال:

المسافة التي قطعتها كانت أطول بخمسين فرسخاً من التي قطعها صاحبك الذي أتانا بالشيح والقيصوم. لقد اجتزت الوادي الكبير وقطعت الصحراء الغبراء، بل أنك اجتزت سبع سلاسل من الجبال الضارب لونها إلى الأزرق، وعبرت النهر العريض وتسلقت صخور الغرانيت والصوان، ووصلت إلى المنفسح الكبير ذي الشلالات الهادرة، ولم تتقدم بعدها فرسخاً واحداً. لقد اقتربتَ من الجبال الزرقاء ولكنك لم تصلها ولم تجتزها لتبلغ ما وراءها.

وكصاحبه الأول لم يحر ِ جواباً لأن كلمات الزعيم جاءت مفحمة ودامغة لا يمكن الرد عليها أو تفنيدها إطلاقا. فالتزم الهدوء وأدرك أنه لم يفلح في مهمته.

بعد أسبوع رجع الرجل الثالث لا يحمل شيئا، ولأنه لم يجلب معه شيئا فلم يضع أي شيء أمام الزعيم، بل ولسبب ما عجز عن النطق ولو بكلمة واحدة.

وما أن تفرس الزعيم في عينيه حتى قال له أمام الحاضرين:

لا حاجة لك أن تأتي لي بعلامة ولا حاجة لأن تخبرني عما رأيته لأنني أرى كل شيء مرسوما بجلاء ووضوح في عينيك. وأؤكد لكَ ولكل الحاضرين هنا بأنك بلغت سلسلة الجبال الزرقاء بل اجتزتها وبلغت ما وراءها وأبصرت المحيط القابع خلفها.

أجل، أرى المحيط بأمواجه ومده وجزره وقواه وعظمته وامتداده اللامحدود في عينيك، وأحس به ينبض في كيانك كأنك أصبحت واحداً معه. أنت الذي اجتزت الإمتحان وحققت أملي وأحلامي بخلافتك لي. والآن أستطيع أن أمضي قرير العين إلى الأرض السعيدة حيث الآباء والأجداد وأقابل الروح الأعظم، عالماً في أعماق نفسي بأنني سأترك القبيلة في رعاية رجل أمين ومؤتمن وصل إلى المحيط الكبير ولامس مياهه فتبارك بالرؤية وأصبح كفؤاً للزعامة.

وما أن نطق بهذه الكلمات حتى أسلم الروح وحل مكانه الزعيم الجديد الذي ارتاد القمم الزرقاء وأبصر بأم عينه المحيط الأعظم.
والسلام عليكم

محمود عباس مسعود
الديمقراطيه الأمريكيه أشبه بحصان طرواده الحريه من الخارج ومليشيات الموت في الداخل... ولا يثق بأمريكا إلا مغفل ولا تمدح أمريكا إلا خادم لها !
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2007
  • الدولة : بسكرة -الجزائر-
  • المشاركات : 44,562
  • معدل تقييم المستوى :

    64

  • أبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the rough
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
رد: ما وراء الجبال الزرقاء
01-10-2012, 07:51 PM
السلام عليكم
لكنني وجدت في النسخة العربية، أن رئاسة القبيلة قد كانت من نصيب صاحب الشيح والقيصوم .
أما صاحبك فقد صاح فيه الزعيم ( تروح للبحر تلقاه ناشف) .
ويقال أنه إشترط على خليفته أن يأمر بإعدامه في أول قرار يتخذه.

شكرا لك أستاذي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية علي قوادري
علي قوادري
مشرف شرفي
  • تاريخ التسجيل : 30-07-2008
  • المشاركات : 4,559
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • علي قوادري is on a distinguished road
الصورة الرمزية علي قوادري
علي قوادري
مشرف شرفي
رد: ما وراء الجبال الزرقاء
03-10-2012, 07:34 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو اسامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
لكنني وجدت في النسخة العربية، أن رئاسة القبيلة قد كانت من نصيب صاحب الشيح والقيصوم .
أما صاحبك فقد صاح فيه الزعيم ( تروح للبحر تلقاه ناشف) .
ويقال أنه إشترط على خليفته أن يأمر بإعدامه في أول قرار يتخذه.

شكرا لك أستاذي
يعجبك ذكاؤك في صيد الاسقاط
شكرا جزيلا أبا أسامة.
الديمقراطيه الأمريكيه أشبه بحصان طرواده الحريه من الخارج ومليشيات الموت في الداخل... ولا يثق بأمريكا إلا مغفل ولا تمدح أمريكا إلا خادم لها !
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:57 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى