وجوه من ورق
03-09-2014, 11:01 AM
يقول المثل العامي عندنا :

" الرخيص وجهو صحيح "


منذ مدة غير ببعيد، كنت عضوا في إحدى المنتديات العربية، وكان لي في ربوعه صولات وجولات، وكان رفقتي فيه العديد من الاخوة والأخوات من هذا البلد الحبيب.. كنت أدرك وقتها أن العديد من المواضيع التي أكتبها هناك، تعاد في منتديات أخر، وكانت توسم في آخرها بكلمة منقول.. والحقيقة أن ذلكم الأمر لم يكن ليزعجني ولا ليجعلني جزوعا، إذ كنت أراها شبكة بلا حدود، وكنت أقصد بما أدون وجه الله لا غير.. إلى أن مرت بي ساعة من التيه الذي يسبق التأمل كما تسبق الريح العاصفة فدونت موضوعا أشبه ما يكون في طلاسمه إلى رواية الغثيان " la nausée " لجون بول سارتر، أو الأمير الصغير " le petit prince " لسانت إقزيبيري في بعد مضمونها، إلى درجة أنني استغربيت فيما بعد كيف استطعت تلين الحروف والكلمات بذلكم الشكل الذي أضفى على الموضوع صبغة من الغموض الذي يجعلك تتساءل دون ريب عن حقيقة المغزى والمضمون، وإن كنت أدرك أن صبغة الموضوع لم تكن ذات شكل أدبي رفيع وبديع.


المهم.. بعد ذلك بحوالي شهر أو ما يربو، كنت بصدد البحث عن موضوع معين على محرك البحث وكانت أول كلمة منه ضمن عنون الموضوع السالف الذكر فظهرت النتائج تحت قبل أن اكمل حتى ما أرغب بتدوينه وظهر العديد من النتائج الدالة على الموضوع ولاحظت أن واحدا منها فقط قد دل على المنتدى الذي دونتها فيه، فأدركت بالبديهة أن الموضوع قد تم تكريره بمنتديات أخر..



تركت ما كانت أرغب في البحث عنه، ورحت أتفقد الموضوع المنقول في تلكم المنتديات ولكنني توقفت مع أول صفحة صادفتها، إذ وجدت أن من قام بنقل الموضوع قد رمز لاسمه برموز لا معنى لها، وأنه حديث عهد بذلكم المنتدى، وأنه ختم الموضوع بقوله وكأنه هو الكاتب: " في ساعة من التأمل ".. فأيقنت أنني أمام واحد ممن رمزت لهم بعنوان هذا الموضوع، فرحت أتفقد تفاعله مع الردود فوجدته ينفي ويؤكد، ويقبل ويرفض ويحلل عبارات ما سرق وكأنه فعلا يدرك ما يقول.. والحقيقة أن بعضا مما طرح وحلل لم يكن ذا معنى بالأساس حتى أنني لم أعرف معناها أو ما أقصد من خلالها أنا كاتبها.




ساعتها شعرت بانسداد تام وتعفف عن كل ما هو أمامي وأصابتني بعدها نوبة من الضحك الشديد الذي كاد ينسيني سببه.. فلم مر كل ذلك، استغفرته عز وجل، اغلقت الجهاز وخرجت.

* * *



في الحقيقة ذكرت لكم فصول هذا الامر أعرف نظرتكم لمن يجرؤ على نقل إبداعات الآخرين بغض النظر عن مستواها فيعيدها وكأنها من صلب أفكاره.


مع خالص تحياتي