تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدراسات الإسلامية

> الأندلس تسقط و الفقهاء يتجادلون-نموذج لا يزال يتكرّر-

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمين كرطالي
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2015
  • المشاركات : 12
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • أمين كرطالي is on a distinguished road
أمين كرطالي
عضو مبتدئ
الأندلس تسقط و الفقهاء يتجادلون-نموذج لا يزال يتكرّر-
07-05-2015, 04:37 PM
حين كانت دولة الإسلام في الأندلس في طريقها إلى السّقوط, تئنّ تحت تحت ضربات القوى النّصرانيّة الحاقدة, كان فقهاء المغرب والأندلس يسبحون في فلك آخر, لم تكن مواقفهم ولا ردود أفعالهم منسجمة مع ما يقتضيه الواقع, و لا مع ما تحتّمه الظّروف, بل إنّ هؤلاء الفقهاء كانوا لا يزالون يكثرون الجدال والنّقاش في قضايا فرعيّة, لا تستحقّ الحيّز الذي أخذته, ولا الصّخب الذي أثارته, فأثيرت مسألة الكتابة على الكاغد الرّومي, والتي طال حولها الجدال, وأطال النّفس في تقريرها ابن مرزوق, وكتب فتواه الموسومة ب "تقرير الدّليل الواضح المعلوم على جواز النّسخ في كاغد الرّوم" كما أثيرت في الأندلس مسألة حول طريق الصوفيّة هل يصحّ سلوكه بكتب الهداية الوافية كالإحياء والرّعاية, أم لا بدّ من شيخ عارف يبيّن دلائل الطّريق, ويحذر غوائله, وهي المناظرة التي قال ابن خلدون أنه :((طال فيها الجدال, وجلب للاحتجاج العلماء و الأبدال, وذهبت النّصفة بينهم والاعتدال)), وهو وصف يرسم صورة حقيقيّة عن ضيق الأفق, وقلّة الإلمام بفقه الأولويات . ومن المسائل التي أثيرت مسألة السلطان المريني أبي الحسن الذي سأل الفقهاء عن اتّخاذ الرّكاب من الذّهب, و بعث بسؤاله إلى فقهاء المغرب الأوسط والأقصى بتلمسان ومراكش وفاس . لم يقتصر الخلاف حول المسائل الدينيّة, بل كان هناك صراع آخر يحرّكه طلب الرياسة, حيث قال المقرّي واصفا حال قضاة الأندلس في هذه الفترة العصيبة:((...وكذلك من اختلاف رؤسائه وكبرائه, ومقدّميه وقضاته.))
و يوجد في طيّات كتب نوازل القرن التّاسع الهجري الكمّ الهائل من أمثال هذه المسائل التي شغلت أصحاب المحابر وفرسان المنابر عن قضيّة الجهاد ضدّ نصارى الأندلس. في الوقت الذي كان أساقفة طليطلة وصقليّة وبابوات روما يقودون أباطرتهم إلى تحقيق نصر ساحق على الأمّة الإسلاميّة في بلاد المغرب والأندلس.
ولا يجد الباحث ما يخفّف من حدّة هذا الحكم عدا مواقف فقهاء آخرين, طرحوا بعض القضايا المتوافقة مع متطلّبات عصرهم, كمسألة الصّلح مع النّصارى, و مسألة أيّ العبادتين أفضل بالنّسبة لأهالي الأندلس هل هو الحجّ أم الجهاد؛ حيث قال عدد من الفقهاء بسقوط الحجّ, وأفضليّة الجهاد .
ومن المواقف التي تُحسب لفقهاء تلك الفترة مساعي البعض منهم لرأب الصّدع بين ولاة الأندلس, وتوحيد الجهود لمواجهة النّصارى, يقول المقري:(( لما تقلَّص الإسلامُ بالجزيرة واستردّ الكفار أكثر أمصارها وقراها على وجه العنوة والصّلح والاستسلام لم يزل العلماء والكتاب والوزراء يحرّكون حميات ذوي البصائر والأبصار, ويستنهضون عزماﺗﻬم في كل الأمصار)) , ومن هؤلاء الفقهاء نجدُ أبا يحيى بن عاصم الذي قال عنه أبو عبد اله, الوادي آشي:(( على أنّ الدّولة النّصريّة في زمانه وهت منها المباني, ومع ذلك فكان - رحمه الله- يجبر صدع الواقع, ثمّ اتّسع بعده الخرق على الرّاقع)) , ومن ذلك؛ مساعيه في الصّلح بين السّلطان أبي الحجّاج والسّلطان الغالب باللّه, وهي المساعي التي جلبت له نقمة أرباب الدّولة الذين أغروا به العامّة, حتّى لحقه بسبب ذلك خوف كبير . وقد ترك ابن عاصم كتابا يحمل عنوان"جنّة الرّضا في التّسليم لما قدّر الله وقضى", يقول المقرّي عن سبب تأليفه:((عندما رأى اختلال أمر الجزيرة, وأخذ النّصارى لمعظمها, ولم يبق إذ ذاك بيد المسلمين إلّا غرناطة وما يقرب منها, مع وقوع فتن بين ملوك بني نصر حينئذ, ثمّ أفضى الملك إلى بعضهم بعد تمحيص وأمور يطول بيانها, ألّف كتابه جنّة الرّضا في التّسليم لما قدّر الله وقضى )) . ورغم جهود ابن عاصم فإنّها لم تشفع له أمام قساوة السّياسة, ليذهب ضحيّة المؤامرات والدّسائس, فيقتل ذبيحا سنة858هـ, ويلقى نفس مصير ابن الخطيب .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2015
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 345
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • بلحاج بن الشريف is on a distinguished road
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
رد: الأندلس تسقط و الفقهاء يتجادلون-نموذج لا يزال يتكرّر-
04-08-2015, 03:14 PM
للأسف ، أنه كلما تفرقنا و ضعفنا ، أعطينا الفرصة لعدونا أن ينال منا مُراده ، و المتتبع لتاريخ العرب و المسلمين ، يجد أن كل عوامل الاستعمار و الاحتلال ،التي تعرضت لها الأمة تعود إلى التفرق و التشتت ، و الانشغال بطلب الحكم و السلطان .. و كأن التاريخ يعيد نفسه .. و نقولها بكل صراحة ، معترفين بعجزنا ، أننا كنا دائما السبب في تسلط أعدائنا علينا .. و الأندلس التي كانت قوية بوحدتها في عهد عبدالرحمن الداخل ، لم يصبها الضعف و الوهن إلا بعد ما دبَّ في نفوس حكامها و أمرائها النزعة إلى الاستفراد بالحكم ، ثم النزاع عليه ، ثم الانقسام .. إلى خوض الحروب ضد بعضهم بعض ، و بتحالفات مع النصارى ضد الاخوة ، الذين صاروا أعداء . إن الذين عملوا على سقوط الأندلس ، الفردوس المفقود هم أهله من العرب و المسلمين ، حين تشتتوا إلى ملوك و طوائف متناحرة ، و قد امتدت آثارهم السيئة إلى بلدان شمال افريقيا ، بملاحقة الصليبيين للفارين من أهل الأندلس ، تاركين واجب الجهاد و الدفاع عن ثغرهم الاسلامي هناك .. و تعرضت كل المنطقة العربية في الشمال الافريقي إلى الغزو و الاحتلال و التنصير بسببهم ، خاصة و أنها وجدت التربة خصبة للاحتلال ، بسبب الوضع المتردي الذي صنعه ملوك و سلاطين المغرب الكبير ، بنفس الدواعي و الأسباب التي أدت إلى سقوط الأندلس .. و نرى ، بكل مرارة الحلقة تُعاد من جديد في هذا الوقت ، و الأمة تسير من وهن إلى وهن ، بسبب الخلافات البينية و حب الزعامة والانشغال عن مصير الأمة ، بل و وجودها بالأساس .
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 04-08-2015 الساعة 03:17 PM سبب آخر: تصحيح بعض الأخطاء المطبعية
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 11:43 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى