عوت الكلاب و نهق الحمير أكرمكم الله
18-12-2015, 10:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله



كلمات تساقطت على الصفحات و رقصت ، و ألحنت شعرا ليس كشعر النثر أمطرت ، و سالت بغزارة حتّى فاضت ، فهيئت وحفرت جرف الوادي .
تصدعت تلك الصفحات !
و فاضت على من فيها بالخرابِ
وعاثت في أرضها آل تلمود من العرب .
فهوت على جرفه من غير معاني
و سمعنا بين طياتها صوت الكلاب تعالت في السماء و عوت
و اختلط صوتها بصوت الأذان حين ردّد الله أكبر ، الله أكبر
كل هذا حين بدأ الخيط الأبيض يظهر من الأسود و كان فجراً كفجر الليالي .
عوت الكلاب و نهق الحمير لرؤية لم و لن تراها أعين البشر
كلمات كسم الأفاعي تضرب القارئ و الفاهم للمعاني ، حين يسمعها سيعرف كومةً من الأشعار .
و هام يبحث عن حصى أو قشة كالمسمارِ، ليغلق الثغرة، فيسلم من شر طوفان السد على الأفكار
ألعوبة و فتنة كعلن قاهر الرجال ، تقال في الجبال ، و الناس من حولها يصفقون كالعميان ، لم و لن يعرفوا لها الأصل من البهتان ، لو سألوا ، لأجبناهم عن سبب كل هذه الأمطار ، التي سقطت ، و هامت فوق الصفحات ، فكانت فيضانات كالتي أودت بالخلق و العباد في بعض الأمصار
ِتلْكُمْ هي الكلمات السامة التي إن مست القارئ تألم منها و فطن من غفلة كالسكير حين يصحوا ، و اختلطت عليه عاقبة الأمس باليوم و يقول يا ليتني صحوت من السكر فرأيت الذي رآه الخلق من حولي فكان شبيهاً بالنائم الخسران
لكن فات الأوان لمضغها و معرفتها على حقيقتها فهي كانت بينكم و ذهبت الساعة و هذا ريحها تشتمون به بعض الأقوال

من دخل لأجل التيه بين لمعان المعاني فهو تيهاً كالأربعين و فيه من تهود و اسلم و مات و انقرض الناس فيه كالقرصانِ
و من دخل ليتعلم فن الكلم و المعاني و لغزاً ليس كالألغاز فسيشرحها عن فهم و تغلغل بين الأسطر كالبحث في الوديان.
فذاك اسلم قلمه من شرّ النقد أو الناقد الجبان الذي لا يبحث إلاّ عن سوء فهم في قصة أو خاطرة ليرفع من شأنه أمام سيده القلم الضرغام ، لكن مع هذا سيقول ما أصبحنا نشهده و نسمعه في دبر كل تمام .