محامية بقسنطينة "ترتد" .. تشكك في القرآن وتصدم الجزائريين
10-01-2016, 09:29 PM
ناصر بن عيسى
صحافي، ومدير المكتب الجهوي لجريدة الشروق بقسنطينة
أخذ الشريط الذي تم تداوله على مستوى واسع على "اليوتوب"، الذي تظهر فيه محامية جزائرية من قسنطينة، شابة في الحادية والثلاثين من العمر، وهي تعلن لشخص على أساس أنه صحفي، عن إلحادها واقتناعها بأن القرآن من كتابة البشر، ولم يعد صالحا في الزمن الحالي، أبعادا متشعبة، خاصة لدى أسرة أصحاب الجبة السوداء، الذين أجمعوا على أن الشريط فاجأهم لأن زميلتهم المحامية لم تكشف لهم أبدا عن مثل هذه التوجهات ولو بالتلميح، في الوقت الذي أصرّ فيه غالبيتهم على أن الطرد من منظمة المحامين لناحية قسنطينة التي تنتمي إليها هو الحل الأمثل، حتى لا يحدث للمحاماة ما يحدث في مصر، حيث في كل مرة يقوم محام بدعم داعش أو إعلان إلحاده باسم حرية المعتقد.
وقد اتصلت "الشروق اليومي" عصر أمس، بنقيب الح امين الأستاذ مصطفى الأنور الذي أكد أنه تابع الشريط كاملا على مدار ساعتين، من اليوتوب قبل أن تقوم صاحبته بحذفه، ونفى أن يكون قد اتخذ قرارا بتوقيفها كما أشيع. ووصف القضية بالخطيرة جدا والحساسة، ومال مع الرأي الذي يقول بأن منظمة خاصة تريد الخوض في الطائفية، وربما من أجل إدخال البلاد في جدل ديني عقيم تحت غطاء حرية المعتقد، وراء هذا الشريط، الذي صدم المحامين، كما أكد أنه لم يتصل بعد بالمحامية الشابة إلى حد الآن.
واعتبر ما صدر منها لا يمكن أن يصدر إلا من شخص غير سويّ، إما أنها تبحث عن الشهرة بسبّ الدين وعدم الاعتراف بالرسالة المحمدية، أو التخطيط لإثارة جدل من حولها، لأجل البحث عن اللجوء السياسي، كما قال السيد مصطفى الأنور إن عددا من الحّامين اتصلوا به وطلبوا منه معاقبتها، ولكنه ركّز على أن نقابة المحامين عليها أولا الحفاظ على مصلحة المهنة، ثم مصلحة البلاد، ولكن الإجراءات اللازمة في حق المحامية، ستتم في الساعات القريبة القادمة .
من هي المحامية "المرتدة"؟
اتصلت "الشروق اليومي"، نهار أمس، بعدد من المحامين والمحاميات، الذين أكدوا أن "زميلتهم" المسماة أحلام تنشط في قلب مدينة قسنطينة، أدت عملها بشكل عادي طوال نهار أمس الأحد، ولكن غالبية المحامين نفروا من حولها، وهي محامية تخرجت منذ أربع سنوات، عزباء، لها مكتب محاماة محترم وتشتغل بشكل عادي، وليست في حاجة إلى المال أو طلب اللجوء السياسي، حيث وصفوا حالتها المادية بالجيدة، وعلى لسانها تحدثت محامية- طلبت عدم ذكر اسمها- موضحة أن الشريط حقيقي ولكنها لم تقصد الإساءة إلى الدين، ونفت أن تكون تحدثت إلى قناة لبنانية وإنما إلى شخص من باب إفهامه بأنه لا إكراه في الدين في الجزائر.
واعتبرت نفسها ضحية العالم العنكبوتي، ولكن المحامية المعنية رفضت الحديث المباشر مع "الشروق اليومي"، خوفا من تأويل حديثها. وعلمنا من محام آخر بأن ما يشبه المقاطعة تعرضت له المحامية المتهمة بالردة، وأكثر من ذلك قام زبائن موكلون لديها باسترجاع ملفات قضاياهم، وحولوها إلى محامين آخرين.