لكم انتم وحدكم الذين تعانون...؟؟
07-08-2008, 01:14 PM
لم يشهد التاريخ زمناً أصبح فيه النشر والقراءة متاحة لعموم البشر مثل عصر ما أسماه نائب الرئيس الأمريكي الأسبق (آل غور) بـعصر "السوبر هاي واي"، أي عصر الانترنت التي حولت الجميع إلى ناشرين، وذلك بمجرد الحصول على جهاز كومبيوتر، واشتراك الكتروني، بعدما كان نشر سطرين في صحيفة، بالنسبة للإنسان العادي، أقرب إلى المستحيل. وبما أن هناك تناسباً طردياً بين حرية النشر والقراءة، فقد ارتفعت وتيرة الأخيرة بشكل كبير الكترونياً.
لا شك أن النشر الالكتروني والإبحار على أمواج الشبكة العنكبوتية يشكل سابقة أطارت صواب المتحكمين بانسياب المعلومات في العالم، حتى الديموقراطيين منهم، وفتحت أفقاً لم يكن ليخطر ببالنا حتى في الأحلام.
لكن هذا الفتح الإعلامي العملاق يجب أن لا ينفلت من عقاله، وأن لا يـُترك له الحبل على الغارب كي لا يتحول إلى وبال على البشرية. ولو كان الفيلسوف الإغريقي سقراط حياً لربما طالب بمنع الغوغاء والرعاع والبسطاء من النشر الالكتروني, تماماً كما دعا إلى منعهم من الانخراط في العملية الديموقراطية، كونهم، برأيه، أناساً غير جديرين بالديموقراطية لانحدار مستواهم الثقافي والفكري، وكون الديموقراطية، حسب فهمه، من مهام علية القوم من مثقفين ومفكرين وفلاسفة. وكذلك فعل من بعده سبينوزا.
لا شك أن نظرة سقراط وسبينوزا إلى العوام فيها الكثير من الارستقراطية المقيتة التي يرفضها الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، ويجب أن يرفضها الديموقراطيون الحقيقيون. لكن في الآن ذاته، لا بد من ضبط وسائل التعبير، وخاصة المفتوح منه، كالانترنت، وعدم تركه لمن هبَّ ودبَّ ليعبث به كيفما يشاء، ناهيك عن أن الإعلام والتنوير هما أصلاً من مهام المثقفين والعالمين،"فلا يمكن للأعمى أن يقود الأعمى، ولا للساقط أن يوجه الناس"، كما تقول آنا بطلة إحدى روايات دانيال ديفو. ما العمل إذن لترشيد هذا البحر الالكتروني المتلاطم الأمواج؟ الجواب بسيط، فعلى الديموقراطية أن تكشـّر عن أنيابها لضبط هذا العالم الإعلامي الرهيب، كما فعلت دائماً مع وسائل الإعلام المكتوبة. فمن أجمل ما أنتجته الديموقراطية هو القانون الصارم وتطبيقه بإحكام. فالديموقراطية صنو النظام، وليس الانفلات، كما يظن بعض أتباع نظرية الفوضوية((Anarchism والحرية المنفلتة. فكلنا يعرف أن
هناك في ربوع الديموقراطية الغربية الغراء قوانين صارمة ورائعة لمكافحة القذف والتشهير وتشويه السمعة والاعتداء على كرامات الناس والشعوب وضبط الإعلام قانونياً. وكم اضطرت بعض الصحف أن تدفع مبالغ خيالية للذين شهّرت بهم، وأساءت إلى سمعتهم. وأعتقد أنه آن الأوان لأن يتفتق ذهن الديموقراطية، وحتى الديكتاتورية عن ضوابط وقوانين جديدة للتحكم بالنشر الالكتروني وترشيده كي لا تتحول الانترنت إلى مزبلة كبيرة مترامية الأطراف يرمي فيها الرعاع والغوغاء والجهلة والمتطرفون
والمتعصبون والإرهابيون والساقطون وقراصنة الكلام غثاءهم وزبالتهم وقاذوراتهم وأفكارهم المسرطنة والمريضة دون حسيب أو رقيب.
من مواضيعي
0 لولاد اليوم ما بقاوش كيما بكري...!!
0 هل يمكن للمثقف ان يستريح من جدليته والسلطة؟؟
0 لكم انتم وحدكم الذين تعانون...؟؟
0 للاعضاء والمشرفين ..تعالوا الى كلمة سواء بيننا!!
0 متابعة النيابة العامة للمحامي ...هل هي كلمة حق اريد بها باطل؟؟
0 على وجه ربي طلعو النيفو ...؟؟؟
0 هل يمكن للمثقف ان يستريح من جدليته والسلطة؟؟
0 لكم انتم وحدكم الذين تعانون...؟؟
0 للاعضاء والمشرفين ..تعالوا الى كلمة سواء بيننا!!
0 متابعة النيابة العامة للمحامي ...هل هي كلمة حق اريد بها باطل؟؟
0 على وجه ربي طلعو النيفو ...؟؟؟











