#حرب_الموارد
28-06-2017, 09:04 PM
#حرب_الموارد


لم تعد الدول الإمبريالية تسعى وراء التوسع الإستعماري و إحتلال الأراضي و ضمها إليها عن طريق إستعمال القوى العسكرية و الصدام المباشر تحقيقا لتعريف الإمبرليالية القديم ، فالظروف الراهنة فرضت عليها أن تعدل في هذا المفهوم ليصبح كالتالي: التوسع الموردي عن طريق إستعمال قوة #العولمة و بالتحديد الشركات متعددة الجنسيات ،
و نجد الدول الإمبريالية المعاصرة اليوم تسعى لأن تنشر عولمتها الخاصة في الدول الموردية بنشر ثقافتها فيها رويدا رويدا موهمة اياها بأنها تواكب الركب الحضاري فيزداد تشبتها بتلك الثقافة و تسلمها في الأخيرعن محض إرادة كل الموارد و تخولها في كل الصلاحيات و الأعين مغمضة باحكام فهي تعتقد أن هذا يخدم مصالح البلد السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و حتى الثقافية في أكبر صورة للولاء و التأثر بالمشروع الغربي ، و مثال ذلك الشيوعية في بداية السبعينيات حتى الثمانينيات من القرن الماضي و بالتحديد عند سقوط الإتحاد السوفييتي ،في الجهة المقابلة نجد أمريكا التي أوهمت العالم بليبراليتها و أنها قادرة على نشرها في كل بلد يريد تبنيها ، فصورتها لهم على أنها الخلاص من الشيوعية الديكتاتورية المثبطة للتنافس الحر و الحرية في التحكم برأس المال الفردي بدل الجماعي و خلق سوق حرة تنافسية تُحافظ على عمر الدولة و المصالح الفردية على حد سواء إلى أبعد أمد ممكن ...

مع نهاية الحرب الباردة و ظهور الأحادية القطبية المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية ، حاولت هذه الأخيرة أن تخلق لنفسها حربا جديدة من أجل أن تحافظ على زعامتها الدولية ، و نجد بأن السياسة السامية اليوم تقوم على خلق خصوم لها لتمارس ألاعيبها مستغلة مكانتها و إمتيازاتها السياسية الدولية التي تحتكرها لنفسها من غير شريك و لا صاحب و لا حليف ، لكن هل طرحنا مرة الأسئلة التالية و بحثنا لها عن أجوبة منطقية تنطبق و واقع ما وراء حقوق الإنسان : لماذا تُسبب أمريكا لنفسها وجع الرأس هذا كله ؟؟؟ ، لماذا تتدخل في كل دولة بإسم حقوق الإنسان ؟؟ فما تركت مشارق الأرض و لا مغاربها إلا و أرست قواعدها العسكرية و مخابراتها هناك، الجواب يكمن في العنوان الذي وضعته للمقال،

إنها حرب الموارد ، فدولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية لا بد لها من موارد متجددة ، فهي تعتمد على سياسة ذكية جدا ، توفر لنفسها قدرا مضمونا من الموارد لخمس أو ست سنوات قادمة ، و في غضون هذا الوقت تخطط لحرب جديدة بحجج تغطي السبب الرئيسي و الحقيقي من وراء هذه الحرب و هي الموارد..
لكن هذه السياسة ستتسبب في نهشها لنفسها بنفسها خاصة مع ظهور قوة كونية ستنافسها في قريب السنوات ألا وهي العملاق الصيني نصف النائم ، كذلك حقيقة كون الموارد الإقتصادية محدودة و هي في تناقص و سيأتي عليها حينٌ من الدهر و تنفد و أنذر أمريكا بإنهيار عظيم ، فدوام الحال من المحال.
[/b][/b]يونس بلخام
التعديل الأخير تم بواسطة يونس بلخام ; 28-06-2017 الساعة 09:14 PM