نظرة .. ليؤدم بينكما
29-07-2020, 08:35 AM
حينما يتقدم شاب لخطبة فتاة، فإن من السنة النظر إليها، إذ الأرواح (جنود مجندة) قد تتعارف وتتآلف وقد تتنافر وتختلف، النظرة الشرعية هي مفتاح مشروع الزواج، كما لها أثر عظيم في التهيئة النفسية لقبول الطرف الآخر من عدمه و أنها سبيل التوافق الذي هو عمدة استمرار الحياة الزوجية.
* حكمها ؟
سنة .. أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وندب إليها .
* ما ورد فيها من أحاديث ؟
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ مِنْهَا إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ، فإن ذلك أحرى إلى أن يؤدم بينهما" صححه الحاكم
- حديث المغيرة بن شعبة حين خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "انْظُرْ إِلَيْهَا؛ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا" صححه الألباني
* لماذا شُرعت و ما الحكمة ؟
شرع الإسلام للرجل النظر إلى مخطوبته قبل الزواج من أجل أن (يؤدم بينهما) لتدوم المودة والعشرة والوفاق بين الزوجين ، وهنا إشارة إلى التآلف القلبي بين الطرفين، ولكي يرى الخاطب من مخطوبته ما يرغبه في نكاحها ، و حتى تستبين له هيئة المخطوبة وصفتها جيدًا ، فلا يندم بعد ذلك على نكاحها، وهنا تتبين الحكمة من النظر، قال الشيخ العلامة (ابن باز) رحمه الله: " لأن ذلك أقرب إلى التوفيق وحسن العاقبة وهذا من محاسن الشريعة التي جاءت بكل ما فيه صلاح للعباد وسعادة المجتمع في العاجل والآجل". (الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية ص 497 )
# وقد يؤدي عدم رؤية المخطوبة قبل الزواج في كثير من الأحيان إلى عدم الوفاق ومن ثم الطلاق، لأن النظرة الشرعية فيها فائدة عظيمة، فقد يرتاح الخاطب إلى مخطوبته وتقبلها نفسه زوجة له، وقد لا يكون ذلك، ومن هنا جاءت السنة تبيح تلك النظرة. قال سماحة الشيخ ( بن باز) رحمه الله : "لا شك أن عدم رؤية المرأة قبل النكاح قد يكون من أسباب الطلاق إذا وجدها خلاف ما وصفت له". (من فتاوى المرأة المسلمة)
* ما حكم الحديث مع المخطوبة ونوعيته ؟
لا بأس أن يتحدث الشاب إليها ويتبادل معها الرأي، يتحدث عن نفسه وتطلعاته وأعماله وخططه المستقبلية وموارده الشهرية، وله أن يقول الصفات التي يحبها في شريكة حياته، والحديث معها يكون في الحدود الشرعية المنضبطة ليس فيه ابتذال أو كلام يثير الشهوة.
- والفتاة أيضا تتحدث وتسأل عما تحتاج إلى معرفته في حدود الأدب والحياء الذي جبلت عليه.
- الحديث معها غير مقصود لذاته، وإنما ليكتشف كل منهما الآخر ، من طريقة حديثه وأفكاره ونحوها .
* ما هي مدة النظرة الشرعية؟ نصف ساعة، ساعة ؟ هل يمكن أن تكون النظرة الشرعية أكثر من مرة ؟ ماذا عن جدية الرجل في الزواج ؟
- مدة النظرة الشرعية في إطالة وقتها أو تقصيرها كما توجبه العادة فذلك يرجع للعرف.
- لا حرج في إعادة النظرة الشرعية لمسوغ وبقدر ما يحصل به المقصود، مثل أن يتأكد من شيء في المرأة لم ينتبه له في المرة الأولى.
- اشترط أهل العلم في ذلك أن يكون الرجل مسلما راغبا في النكاح فعلا، موثوقا به.
* ما يجوز في النظرة الشرعية وما لا يجوز ؟
- يجوز له أن يتكلم معها في كل ما أشكل عليه وما يُرغبه في نكاحها، وله أن ينظر إليها كما ينظر الرجل إلى محارمه من النساء.
- لا يجوز له كثرة الضحك ، والملاطفة ، ولا أن يخلو بالمخطوبة أو يمسها، ويجب أن يكون بوجود أحد محارمها.
# للفتاة : هل تكون بطبيعتها وبزينة خفيفة أو تضع إضافات جمالية ؟
- يجوز تزيُّن المخطوبة لخاطبها ، ومن الزينة المباحة أن تتزين له بالزينة الظاهرة من كحل وما شابهه من أدوات التجميل.
- لكن إباحة الزينة مشروطة بشرط ألا يصل تزينها بأدوات التجميل إلى حدِّ التغرير والتدليس ، بحيث تخفي عنه بعض العيوب التي لو رآها على حقيقتها لكان باعثاً على الإعراض عنها ، فيكون هذا من الغش المنهي عنه ، والله أعلم.
* ما نوع اللباس للمرأة ؟ و ماذا تكشف المرأة من جسدها ؟
- اللباس الذي تشترط فيه شروط اللباس الشرعي الذي لا يصف جسدها ولا يشف ليظهر ما تحته.
- تكشف المرأة ما يظهر منها غالبًا، في بيتها وسط محارمها، فينظر الى الوجه والشعر (الرأس) والرقبة والكفين والقدم.
## لابد أن يكون لدى الخاطب قبل النظرة الشرعية خلفية عن الفتاة المتقدم إليها، وألا يتقدم لخطبتها إلا بعد اقتناعه بوجود الكثير من الصفات الأخرى التي يرغبها، ولا يكون الشكل هو هدفه الوحيد ، حيث إن وراء الرؤية أحاسيس امرأة ومشاعر إنسان يجب أن تراعى، وليست مجرد صورة يدقق فيها أو تمثال يقرأ ملامحه ، والنظرة في النهاية ليست للبحث عن الجمال بقدر ما هي بحث عن الإحساس بالارتياح النفسي والقلبي لها .
## ماذا يسأل الشاب والفتاة أثناء النظرة الشرعية ؟ || أسئلة مقترحة ||
تختلف الأسئلة من كل فرد إلى غيره، وكلُ يسأل عما يشغل باله ويهتم به، ولذلك لا ضابط نصي في أنواع الكلام ، ومن الأسئلة المقترحة والتي يمكن أن يختار منها و يعيد صياغة السؤال الذي يرى أهميته حسب المناسب أثناء الحديث :
-1 التحية .. والسؤال عن الحال ؟
-2 عن الدراسة: في أي مستوى ؟ تخصص؟
-3 ما ترتيبك بين إخوانك؟ كم عدد أخوتك؟
-4 رأيك في طريقة : معاملة الوالدين / تربية الأولاد ؟
-5 ما هو تصورك لمفهوم الزواج ؟
-6 ما الصفات التي تحبينها في شريك حياتك ؟
-7 ماذا تعني لك الحياة؟ وما هي آمالك فيها ؟
-8 بم تقضين وقت فراغك؟ ما هواياتك ؟
-9 هل لكِ نشاط خيري؟ اجتماعي ؟ دعوي ؟
|| قرار ما بعد النظرة الشرعية ||
إذا وجدت الارتياح والاطمئنان والانشراح والميل النفسي بعد الاستشارة والاستخارة والنظرة الشرعية فامض على بركة الله، وأكمل هذا المشوار، واستعذ بالله من وساوس الشيطان ولا تلتفت إليها ، ولا تفكر في الجانب الآخر، فإن الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله.
النظرة الشرعية ( لـ مدة كافية / بـ وجود شخص من الأسرة / يـ تخللها بعض الحديث العابر ) يُمكن الطرفان من اتخاذ قرار واضح وسريع، وبكل قناعة وارتياح.
إعداد : ياسر بن محمد الفهيد
* حكمها ؟
سنة .. أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وندب إليها .
* ما ورد فيها من أحاديث ؟
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ مِنْهَا إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ، فإن ذلك أحرى إلى أن يؤدم بينهما" صححه الحاكم
- حديث المغيرة بن شعبة حين خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "انْظُرْ إِلَيْهَا؛ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا" صححه الألباني
* لماذا شُرعت و ما الحكمة ؟
شرع الإسلام للرجل النظر إلى مخطوبته قبل الزواج من أجل أن (يؤدم بينهما) لتدوم المودة والعشرة والوفاق بين الزوجين ، وهنا إشارة إلى التآلف القلبي بين الطرفين، ولكي يرى الخاطب من مخطوبته ما يرغبه في نكاحها ، و حتى تستبين له هيئة المخطوبة وصفتها جيدًا ، فلا يندم بعد ذلك على نكاحها، وهنا تتبين الحكمة من النظر، قال الشيخ العلامة (ابن باز) رحمه الله: " لأن ذلك أقرب إلى التوفيق وحسن العاقبة وهذا من محاسن الشريعة التي جاءت بكل ما فيه صلاح للعباد وسعادة المجتمع في العاجل والآجل". (الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية ص 497 )
# وقد يؤدي عدم رؤية المخطوبة قبل الزواج في كثير من الأحيان إلى عدم الوفاق ومن ثم الطلاق، لأن النظرة الشرعية فيها فائدة عظيمة، فقد يرتاح الخاطب إلى مخطوبته وتقبلها نفسه زوجة له، وقد لا يكون ذلك، ومن هنا جاءت السنة تبيح تلك النظرة. قال سماحة الشيخ ( بن باز) رحمه الله : "لا شك أن عدم رؤية المرأة قبل النكاح قد يكون من أسباب الطلاق إذا وجدها خلاف ما وصفت له". (من فتاوى المرأة المسلمة)
* ما حكم الحديث مع المخطوبة ونوعيته ؟
لا بأس أن يتحدث الشاب إليها ويتبادل معها الرأي، يتحدث عن نفسه وتطلعاته وأعماله وخططه المستقبلية وموارده الشهرية، وله أن يقول الصفات التي يحبها في شريكة حياته، والحديث معها يكون في الحدود الشرعية المنضبطة ليس فيه ابتذال أو كلام يثير الشهوة.
- والفتاة أيضا تتحدث وتسأل عما تحتاج إلى معرفته في حدود الأدب والحياء الذي جبلت عليه.
- الحديث معها غير مقصود لذاته، وإنما ليكتشف كل منهما الآخر ، من طريقة حديثه وأفكاره ونحوها .
* ما هي مدة النظرة الشرعية؟ نصف ساعة، ساعة ؟ هل يمكن أن تكون النظرة الشرعية أكثر من مرة ؟ ماذا عن جدية الرجل في الزواج ؟
- مدة النظرة الشرعية في إطالة وقتها أو تقصيرها كما توجبه العادة فذلك يرجع للعرف.
- لا حرج في إعادة النظرة الشرعية لمسوغ وبقدر ما يحصل به المقصود، مثل أن يتأكد من شيء في المرأة لم ينتبه له في المرة الأولى.
- اشترط أهل العلم في ذلك أن يكون الرجل مسلما راغبا في النكاح فعلا، موثوقا به.
* ما يجوز في النظرة الشرعية وما لا يجوز ؟
- يجوز له أن يتكلم معها في كل ما أشكل عليه وما يُرغبه في نكاحها، وله أن ينظر إليها كما ينظر الرجل إلى محارمه من النساء.
- لا يجوز له كثرة الضحك ، والملاطفة ، ولا أن يخلو بالمخطوبة أو يمسها، ويجب أن يكون بوجود أحد محارمها.
# للفتاة : هل تكون بطبيعتها وبزينة خفيفة أو تضع إضافات جمالية ؟
- يجوز تزيُّن المخطوبة لخاطبها ، ومن الزينة المباحة أن تتزين له بالزينة الظاهرة من كحل وما شابهه من أدوات التجميل.
- لكن إباحة الزينة مشروطة بشرط ألا يصل تزينها بأدوات التجميل إلى حدِّ التغرير والتدليس ، بحيث تخفي عنه بعض العيوب التي لو رآها على حقيقتها لكان باعثاً على الإعراض عنها ، فيكون هذا من الغش المنهي عنه ، والله أعلم.
* ما نوع اللباس للمرأة ؟ و ماذا تكشف المرأة من جسدها ؟
- اللباس الذي تشترط فيه شروط اللباس الشرعي الذي لا يصف جسدها ولا يشف ليظهر ما تحته.
- تكشف المرأة ما يظهر منها غالبًا، في بيتها وسط محارمها، فينظر الى الوجه والشعر (الرأس) والرقبة والكفين والقدم.
## لابد أن يكون لدى الخاطب قبل النظرة الشرعية خلفية عن الفتاة المتقدم إليها، وألا يتقدم لخطبتها إلا بعد اقتناعه بوجود الكثير من الصفات الأخرى التي يرغبها، ولا يكون الشكل هو هدفه الوحيد ، حيث إن وراء الرؤية أحاسيس امرأة ومشاعر إنسان يجب أن تراعى، وليست مجرد صورة يدقق فيها أو تمثال يقرأ ملامحه ، والنظرة في النهاية ليست للبحث عن الجمال بقدر ما هي بحث عن الإحساس بالارتياح النفسي والقلبي لها .
## ماذا يسأل الشاب والفتاة أثناء النظرة الشرعية ؟ || أسئلة مقترحة ||
تختلف الأسئلة من كل فرد إلى غيره، وكلُ يسأل عما يشغل باله ويهتم به، ولذلك لا ضابط نصي في أنواع الكلام ، ومن الأسئلة المقترحة والتي يمكن أن يختار منها و يعيد صياغة السؤال الذي يرى أهميته حسب المناسب أثناء الحديث :
-1 التحية .. والسؤال عن الحال ؟
-2 عن الدراسة: في أي مستوى ؟ تخصص؟
-3 ما ترتيبك بين إخوانك؟ كم عدد أخوتك؟
-4 رأيك في طريقة : معاملة الوالدين / تربية الأولاد ؟
-5 ما هو تصورك لمفهوم الزواج ؟
-6 ما الصفات التي تحبينها في شريك حياتك ؟
-7 ماذا تعني لك الحياة؟ وما هي آمالك فيها ؟
-8 بم تقضين وقت فراغك؟ ما هواياتك ؟
-9 هل لكِ نشاط خيري؟ اجتماعي ؟ دعوي ؟
|| قرار ما بعد النظرة الشرعية ||
إذا وجدت الارتياح والاطمئنان والانشراح والميل النفسي بعد الاستشارة والاستخارة والنظرة الشرعية فامض على بركة الله، وأكمل هذا المشوار، واستعذ بالله من وساوس الشيطان ولا تلتفت إليها ، ولا تفكر في الجانب الآخر، فإن الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله.
النظرة الشرعية ( لـ مدة كافية / بـ وجود شخص من الأسرة / يـ تخللها بعض الحديث العابر ) يُمكن الطرفان من اتخاذ قرار واضح وسريع، وبكل قناعة وارتياح.
إعداد : ياسر بن محمد الفهيد