تعرف علي خنساء فلسطين /ام نضال فرحات
03-10-2008, 07:47 PM
تعرف علي خنساء فلسطين
الإسلام قادم.. رغم الظلم والقهر
- أم نضال فرحات
خاص لموقع كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلاميه حماس
أكدت أم نضال فرحات بأن الإسلام قادم.. رغم الظلم والقهر.. ما يظهر للعيان أنه شر يحمل في باطنه كل خير.. علينا أن ندرك أن النصر لا يأت على طبق من الورد.. بل يأتِ على طبق من الأشلاء والدماء والشهداء.. النصر قادم بإذن الله تعالى وهو قريب قريب بإذن الله .
جاء ذلك خلال مقابلة حصرية لمجلة قساميون وفيما يلي نص المقابلة ...........
•نود في البداية أن نطمئن -ونطمئن شعبنا- عن وضعكِِ الصحي الآن وخصوصاً بعد العملية الجراحية التي أجريت لك ؟
الحمد لله الذي أتمَّ عليَّ بالشفاء والعافية، وأطمْئِن جميع شعبي بأنني أتماثل للشفاء يوماً بعد يوم، وأسأل الله تعالى الشفاء العاجل لجميع المرضى من أبناء شعبي. وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر إلى المواطنين المصريين الذين تبرعوا بدمائهم من أجلي وأنا سعيدة أن يختلط دمي بدم إخواني المصريين.
•لقد سمعنا عن تألمك بسبب تمكنك من مغادرة قطاع غزة للعلاج في الوقت الذي لم يتمكن فيه العشرات من مغادرة القطاع للعلاج فما شعورك حيال ذلك ؟
كل إنسان مؤمن وصاحب ضمير حي يشعر بهذا الشعور.. هناك آلاف من الجرحى والمرضى وضعهم الصحي أشد تركتهم في غزة.. عندما أُخْرِجت من غزة لم أكن في وعْيي.. أتمنى لو متُّ في غزة على أن أخرج.. لست أفضل من أصغر طفل من أبناء شعبي يتألم..
•الحاجة أم نضال.. نود التعرف عليك وعلى أفراد عائلتك الكريمة ..
أنا مريم محمد فرحات، مواليد غزة- الشجاعية بتاريخ 22/12/1949م، أرملة توفي زوجي عام 2004، ولدي (10) من الأبناء، (6) أولاد استشهد نصفهم، و(4) بنات، ولدي الآن (33) حفيداً. أسماء الأبناء من الشهداء نضال ومحمد ورواد، ومن الأحياء حسام (جريح)، ووسام (أسير محرر)، ومؤمن (جريح).
•الحاجة أم نضال.. أنتِ عشتِ حياتك كأم (لديك عائلة وأسرة) ومجاهدة (قدمت ثلاثة شهداء) وسياسية (كنائب في المجلس التشريعي).. أين تجدي نفسك بين هذه الشخصيات الثلاث؟؟
أجد نفسي في الشخصيات الثلاث، وأقوم بواجبي كأم، وكمجاهدة، وكنائب.. ولكني أفضّل الأم المجاهدة.
•قبل الانتفاضة الأولى كيف كانت بداياتك الدعوية؟
عام 1981م كان بدء نشاطي الدعوي حيث كنت رئيسة مكتبة مسجد الإصلاح في حي الشجاعية، وكان أول اتصال لي مع الشيخ الشهيد أحمد ياسين – رحمه الله- في ذات العام من خلال الإشراف على بعض الأنشطة الدعوية النسوية في المجمع الإسلامي.
استمر نشاطي الدعوي حتى العام 1983م حيث سافرت بعدها مع زوجي وأطفالي إلى ليبيا ومكثنا (4) سنوات ثم عدنا إلى قطاع غزة عام 1987م قبل اندلاع الانتفاضة الأولى بثلاثة أشهر فقط وعدت للنشاط الدعوي من جديد.
اسمحي لنا أن نعود بذاكرتك للحديث عن الشهيد عماد عقل وما رافق إيواؤه ببيتكم من مواقف ترويها للأجيال عن ذلك القائد المجاهد الذي استشهد بتاريخ 24/11/1993م ؟
عماد عقل كان أول مطارد يتم إيواؤه في بيت آل فرحات، بعد أن عرضنا على الحركة استعدادنا لإيواء مطاردين. وكان وجوده بيننا مصدر سعادة، تم تجهيز مكان مناسب في بيت العائلة يسهِّل مهمة هذا المجاهد الكبير من حيث الدخول والخروج (من باب خلفي)، وكان بيتنا يمثِّل مركز انطلاق وانسحاب لمعظم العمليات التي نفَّذها الشهيد عماد عقل.
كنَّا نوفر لعماد عقل ولغيره من المطاردين ما نستطيع من الطعام والكساء، كانت الأكلة المفضلة للشهيد عماد عقل الـ "الاﭭوكادو" وهي آخر أكلة له كانت قبل استشهاده.
كان يغيظ عماد عقل تبني الغير لعملياته، لذا قرّر إلقاء بيان قسامي في مكان العملية، وفي إحدى العمليات كتبت أنا(والحديث لأم نضال) بيان العملية التي نفِّذت في الخط الشرقي.
كان عماد عقل صاحب حسٍّ أمني عال حتى أن مسدسه الشخصي لم يكن يفارقه حتى لو ذهب إلى قضاء الحاجة، وكان يعتمد التمويه عند تنقله من مكان لآخر وفي مرّة من المرات أعطيته (حطّة وعقال) يعودان لوالدي –رحمه الله- وجاكيت ليخرج من البيت على هيئة رجلٍ مسن، كان قليل التردد على بيت أهله لعلمه بشدة المراقبة، وكنا نرتّب لحضور أهله لزيارته في بيتنا بعد اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية اللازمة.
في آخر زيارة من طرف والديْه له في بيتنا قبل استشهاده بشهريْن قال عماد عقل لوالدته:"نحن في هذه الحياة عبارة عن رسائل، وكل واحد منا يقدم رسالته ويمضي..".
كان لديه إصرار على عدم مغادرة فلسطين بل ويعتبر هذا جزءاً من عقيدته وكان يقول: " سأبقى في فلسطين حتى أنال الشهادة وأدخل الجنة، هذا جهاد نصر أو استشهاد".
معظم أولادِك في الانتفاضة الأولى كانوا صغار السن.. كيف زرعتِ فيهم الروح الجهادية حتى أصبحوا في الصفوف الأولى لكتائب القسّام ؟
قمت بتربية أبنائي على حب الجهاد، وكانوا رغم صغر سنِّهم يلقون الحجارة على دوريات الاحتلال، وكان لوجود عماد عقل في بيتنا الأثر الكبير في تربية الأولاد التربية الجهادية، وباختصار وجدنا ضالتنا، بل إن بعض أبنائي شاركوا في رصْد دوريات الاحتلال كما فعل محمد في عملية الزيتون التي نفذها عماد عقل، وكما فعل نضال في عملية شارع المختار التي نفَّذها عماد عقل أيضاً.
•ولدك الشهيد الأول محمد فرحات استشهد عند اقتحامه لمغتصبة ”عتصمونا" بتاريخ 7/3/2002م وأسفرت العملية عن مقتل ( 9 ) جنود وجرح نحو(23) آخرين من جنود الاحتلال.. لو تحدثينا عن بعض التفاصيل التي تتذكرينها عن عمليته البطولية ؟
في البداية كان المخطَّط أن ينفِّذ العملية (4) مجاهدين بينهم ابني محمد، ثم تقلّص العدد إلى (2) هما ابني محمد وصديقه المجاهد (الشهيد) محمد حلس، ثم تقرَّر أن ينفِّذ العملية مجاهد واحدٌ فقط، فأرسلْت رسالةً (والحديث لأم نضال فرحات) للشيخ الشهيد صلاح شحادة قلت له فيها: "أرجوك رجاءً حاراً أن تختار ولدي محمد دون غيره لتنفيذ هذه العملية".. وفعلاً جاء القائد (الشهيد) وائل نصار بالخبر وأخبر محمد أن يعدَّ نفسه للعملية فقد وقع الاختيار عليه.
قبل تنفيذ محمد للعملية بخمسة أيام فقط وقعت يدي –بالخطأ- على إناء كان فيه صواعق وضعها ولدي نضال دون معرفتي بها فانفجر أحدها بيدي وأصيبت يدي اليمنى إصابة بالغة، ولطْف الله كان حليفنا إذ لو انفجرت بقية الصواعق لكانت الإصابة أكبر وأشد ولحق الضرر بولدي محمد الذي كان قريباً مني لحظة انفجار الصاعق.
ودّعت ولدي محمد ثلاث مرات لهذه العملية حيث عاد مرتين بعد تشديد العدو على بعض الحواجز على الطريق، يوم العملية وصلت الهوية المزورة لولدي محمد ولخللٍ ما لم تكن الهوية التي عليها صورته أو صورة شبيهة به، ولولا إصرار محمد على تنفيذ العملية لتأجلت حتى إحضار الهوية المطابقة، من حفظ الله له، أن صاحب الصورة في الهوية أسمر البشرة بخلاف بشرة محمد لكنه استطاع بهذه الهوية تجاوز حواجز العدو والوصول إلى موقع تنفيذ العملية.
تحرك للعملية ووصل لأطراف المستوطنة في الساعة 04:00 عصراً، وهو آخر مكان يمكنه فيه حمل الهاتف الجوال فهاتفته وكنت أسأله عن معنوياته فيقول: "حديد حديد".. ثم كمن داخل المستوطنة لمدة (8) ساعات –حتى الساعة 12:00 مساء ثم بدأ بتنفيذ عمليته.. وكانت هذه الساعات الثمانية من الساعات الصعبة علينا لأننا كنا نجهل مصيره خلالها ولم ترد أخبار خلالها عن تحركات غريبة داخل المستوطنة وكنَّا نظن أنه قد أعتقل أو أصيب.
•في الشريط المصور في وداع الشهيد محمد فرحات -منذ عام 2002- ذكْرتِ عدداً من العبارات نود أن نتوقف معك عندها؟
قلت حينها: "والله لو كان عندي مائة ولد لأقدمهم في سبيل الله.." .. هل أنت الآن على استعداد لتقديم المزيد من الأبناء ؟؟ نعم أنا على استعداد لتقديم نفسي وكل أبنائي لله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يكتب لنا الشهادة.
"أنا لا أدفع ولدي للموت بل أدفعه لحياة أفضل.. في جنة الله".. كيف ذلك؟؟ نعم نحن لا ندفع أبناءنا للموت بل للحياة الحقيقية، للسعادة الحقيقية في الآخرة، نحن يعز علينا أبناؤنا ونبكي فراقهم ولكننا نودعهم إلى جنّةٍ عرضها السموات والأرض.
•ولدك الشهيد الثاني نضال فرحات الذي استشهد في حادثة الاغتيال بتاريخ 16/2/2003م أحد مصنِّعي صاروخ القسام.. (أول صاروخ فلسطيني يصنَّع محلياً).. نود أن تحدثينا عن حياة الشهيد نضال فرحات.. اللحظات الأولى لصنع الصاروخ.. حجمه.. مداه.. موقف الناس من حوله.. العزيمة والإرادة ؟
كان الشهيد نضال بالنسبة لي أكثر من ابن.. كان صديقاً وفياً.
وهو في الصف الثالث الإعدادي تعرَّف على شابٍ متخصص في الكيمياء ولازمه حتى أخذ منه الكثير من علم الكيمياء بما يعينه على صناعة صاروخ، وبعد مرحلة من التجارب جاء للبيت وقال لي "عندي مفاجأة لك..اغمضي عينيك".. أحضر الصاروخ وأوقفه بجواري.. وقال: "افتحي عينيك".. مجسم لصاروخ صغير بطول المتر الواحد يقف بجواري.. فتناولته وحضنته وقرأت عليه آيات من القرآن ودعوت له بالبركة.
اقترح نضال تسمية هذا الصاروخ الوليد اسم "صاروخ الحق" و "صاروخ عز الدين"، ثم أشار عليه المجاهد القسامي (الشهيد) عادل هنية تسمية الصاروخ باسم "صاروخ القسام" فكان كما قال رحمه الله.
كان بيت نضال حقْل تجارب، وكلُّ أواني المطبخ استخدمها في تجاربه، كما أنه أجرى تجربة ذات مرة خلف البيت وكان لدينا ضيوف فأخذ كل واحد منا ساتراً وأحرجنا مع الضيوف ونضال يقفز هنا وهناك ينتظر نتيجة التجربة.
كان نضال (مشغِّل) أهل البيت كلهم معه.. أحضر مرَّة الآلاف من أعواد الكبريت وطلب من الجميع أن يقوموا بفصل الكبريت عن الأعواد.
أود الإشارة إلى أن بداية مشروع الصاروخ كان على يدِ أربعة مجاهدين ولكن لعدم تمكنهم -بعد التجارب الكثيرة- على توفير الحشوة الدافعة للصاروخ أُحْبِط الثلاثة وبقي نضال يواصل البحث والتجربة تلو الأخرى حتى وفَّقه الله وتمكَّن من إطلاق الصاروخ وبشَّر إخوانه في كتاب القسام لتكون هذه الخطوة محطة فاصلة في تاريخ النضال الفلسطيني.
•في هذا المقام لا يمكن أن ننسى دور الشيخ الشهيد أحمد ياسين في توفير الدعم الكامل لمشروع الصواريخ، بل كان يتابع بنفسه كلّ التفاصيل المتعلقة بتطوير الصاروخ أولاً بأول ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة، وخصوصاً عندما كان نضال مرافقاً له لفترة من الزمن.
•ولدك الشهيد الثالث رواد فرحات الذي استشهد في حادثة اغتيال في حي الزيتون بتاريخ 24/9/2005م.. كم كان عمره عند الاستشهاد.. وما هي أبرز المواقف البطولية له؟؟
رواد استشهد وهو ابن (17) عاماً، لكنه كان مجاهداً منذ كان في سن الـ (14)، شارك في الكثير من صد الاجتياحات، وكان يرابط على الحدود مع مجاهدي القسام.
ودّعته مرة -وهو ابن (14.5) عاماً- عندما أمتشق سلاحه "الكلشن" وقال: "أنا ذاهب لتنفيذ عملية" لكنه عاد منها بالسلامة بعد إصابته لجندي صهيوني إثر إلقائه لقنبلة يدوية عليه حيث كان الجندي بجوار دبابته على الخط الشرقي، واعترف العدو بإصابة ذلك الجندي.. عندها ذهب رواد وأحضر الحلوى وقام بتوزيعها فرحاً بذلك.
خرج مرَّة للرباط وكان مستعجلاً ولم يأخذ معه طعام – وكان يحب المعجنات وخاصة السبانخ- وقال: "هناك امرأة عجوز تحضر لنا الطعام في الساعة الثانية ليلاً ونحن نرابط، في تلك الليلة تأخرت المرأة عن موعدها وجُعْتُ كثيراً لكنها جاءت بعد ذلك ومعها الطعام الشهي وقالت للمرابطين: "سامحوني أخذتني نومة".. لكن رواد رغم جوعه قال للمرأة العجوز: "لا تغلبي حالك" فأحزنها هذا الكلام.. ثم ذهب إليها لاحقاً واعتذر لها.. بعد استشهاد رواد جاءت هذه المرأة في عرس شهادته وروت هذه القصة لي.
•الحاجة أم نضال يطلق الجميع عليك لقب "خنساء فلسطين" وعلى خطاكِ سارت الكثريات من حرائر الشعب الفلسطيني فكانت خنساوات فلسطين الواحدة تلو الأخرى تودع ولدها للشهادة نذكر منهنَّ على سبيل المثال:
ü أم نبيل حلس، والدة الشهيد محمد حلس بطل عملية اقتحام مستوطنة "نتساريم" بتاريخ 11/3/2002م.
ü نعيمة العابد، والدة الشهيد محمود العابد بطل عملية اقتحام مستوطنة " دوغيت " في 15/6/2002م.
• بتقديرِك هل انتشرت هذه الظاهرة بين نساء فلسطين.. وهل وصلن إلى مرتبة "الخنساء" بتقديم فلذة الأكباد إلى الشهادة؟؟ وماذا تقولين لنساء الأمة وهنَّ يشاهدْنَ مثل هذه التضحيات الفريدة ؟
لم تعد هذه مجرد ظاهرة، بل أصبحت جزء من ثقافة الجهاد والمقاومة لدى نساء فلسطين، الأم الفلسطينية اليوم تستقبل ولدها الشهيد بالزغاريد.. وتستقبل الناس كمهنئين لا كمعزين، الشهادة أصبحت مصْدر فخرٍ واعتزاز..
كل نساء فلسطين خنساوات.. كل نساء فلسطين مستعدات للتضحية وتقديم المزيد على طريق تحرير فلسطين.
ونقول لنساء الأمة عليكنَّ الاستعداد لمرحلة قادمة.. عليكن عدم الجري وراء (الموضة) والدنيا.. إن لم تكنَّ قادرات على المشاركة في الميدان اليوم فعليكن الاستعداد من اليوم للمشاركة في المعركة القادمة.
•قدّمت المرأة الفلسطينية التضحيات الجسام وكان لكتائب القسام منهنَّ نصيب، -وخصوصاً خلال انتفاضة الأقصى- فكان منهن الاستشهاديات كالاستشهادية الأم ريم الرياشي والاستشهادية الجدة فاطمة النجار.. وكان منهن المجاهدات الشهيدات أمثال سناء قديح.. كيف تقيِّمين هذه التضحيات من المرأة الحمساوية القسامية ؟؟ وهل هناك مهام جهادية أخرى يمكن أن تقدمها المرأة الفلسطينية غير ما ذكر؟؟
المرأة الفلسطينية على وجه العموم والمرأة الحمساوية على وجه الخصوص قدَّمت الكثير من التضحيات، فريم الرياشي قدَّمت نموذجاً غير عادي حيث تركتْ وراءها طفلاً رضيعاً وهو أغلى عند الأم من الولد الكبير، وفاطمة النجار فاجأت الجميع حيث اعتاد الشعب على العنصر الشبابي في تنفيذ العمليات الاستشهادية لكنها جدة قاربت الـ (70)، وسناء قديح الزوجة المخلصة قدَّمت نموذجاً عالياً من نماذج الوفاء والصدق فجمعت بفعلها الخنساء والاستشهادية والمجاهدة..
المرأة الفلسطينية اليوم تقوم بأدوار جهادية كثيرة، فهي تخدم المجاهدين، المرأة اليوم هي التي تجهز البدلة العسكرية لزوجها ولابنها المرابط المجاهد، هي التي تجهز سلاحه وذخيرته، وهي التي توفر الطعام للمرابطين.
طلب مني أولادي ذات يوم أن أزور إحدى النساء التي اعتادت على خدمة المرابطين وتقديم الشاي والقهوة والعصير والسحور لهم .. فلما زرْتها وجدتها إمراة فقيرة تعيش على الصدقة.. ولديها أولاد.. تسهر طيلة الليل على خدمة المجاهدين وفي الصباح تمر على البقالات لإحضار ما استطاعت للمجاهدين لليوم التالي.. قالت لي (والحديث لأم نضال):"المْرابْطِين أوْلى من أولادي".. وقالت لي في آخر الزيارة: "ما دام المجاهدون مرابطين فأنا مرابطة معهم..".
دور المرأة كبير.. لا أخفي لكم سراً.. عندما هدّد العدو الصهيوني باجتياح كبير لقطاع غزة تقدّمت المئات من النساء ليكنَّ قنابل موقوتة، وتم تجهيز مئات الاستشهاديات في إطار التصدي لقوات الاحتلال التي تهدد باجتياح القطاع.
•قامت كتائب القسام في 25/6/2006م بعملية الوهم المتبدد وأسر الجندي جلعاد شاليط وكان على رأس مطالب الفصائل الآسرة الإفراج عن الأسيرات.. كيف تنظرين لهذه الخطوة ؟
أنا أرى أن هذا المطلب بالإفراج عن الأسيرات هو أهم مطلب.. بل هو برأيي أهم من أصحاب المؤبدات.. أنا متعجبة من الأمة ومن صمتها على اعتقال نحو (79) أسيرة في سجون الاحتلال.. أين الغيرة؟ أين النخوة؟ أين شهامة المعتصم؟ أسأل الله تعالى أن يوفق المجاهدين في المقاومة الفلسطينية لإنجاح صفقة تبادل الأسرى وأن نرى الأسيرات بين أهلهن وبين أبنائهن.
كانت هناك توصية من أحد وزراء العدو الصهيوني في محاكمة الأسيرة القسامية أحلام التميمي بعدم إدراجها ضمن أية صفقة لتبادل الأسرى، ما هو التحدي أمام فصائل المقاومة تجاه مثل هذه التوصيات وما هي نصيحتك لكتائب القسام بهذا الخصوص؟
أولاً هذا يمثِّل وسام شرف لأحلام التميمي، وثانياً نحن نتمنى إدراجها ضمن صفقة تبادل الأسرى، وستخرج بإذن الله تعالى رغم أنف الصهاينة عاجلاً أم آجلاً.
•كما تعلمين الحاجة أم نضال.. تقوم الأجهزة الأمنية التابعة لمحمود عباس في رام الله هذه الأيام باستدعاء أخواتنا حرائر فلسطين.. زوجات الشهداء وأمهات وزوجات الأسرى.. وحدث ولا حرج.. في خطوة خطيرة.. ما هو تعليقك على هذه الظاهرة الغريبة على شعبنا الفلسطيني؟؟ وما نصيحتك للحرائر اللاتي يستدعين من طرف الأجهزة الأمنية الفلسطينية ؟
هذا الموضوع يؤرِّقني في الليل والنهار.. لا أدرى كيف يصبر العالم على هذه الفعلة الجبانة والغريبة على نضالنا الفلسطيني، هذا الأمر لا يمكن السكوت عليه.. بل وألوم كل فلسطيني وعربي ومسلم غيور في الداخل والخارج لا يتحرك لنصرة حرائر فلسطين.
وأوصي أخواتنا حرائر نابلس وكل فلسطينية بعدم الاستجابة لهذه الاستدعاءات من طرف الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة رام الله.. مهما كلَّف الأمر.. وفي رأيي حتى لو أدى هذا إلى الاعتقال لدى قوات الاحتلال.
•لقد طال الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني عامةً وعلى قطاع غزة خاصةً.. ونحن في ظلال شهر رمضان المبارك ماذا توجِّهين من رسائل بهذا الخصوص ؟
**رسالة للشعب الفلسطيني: الحمد لله.. أنا أثَمِّن صبْر الشعب الفلسطيني وصموده الأسْطوري، وإبداعاته للتغلب على هذا الحصار الظالم، وأدعوه للثبات وتحمُّل المعاناة، والفرج قريب بإذن الله تعالى.
**رسالة للأمتين العربية والإسلامية زعماء وحكومات وشعوب: الحصار قبل أن يكون إسرائيلياً فهو حصار عربي مائة بالمائة للأسف الشديد، أنا وكل أبناء شعبي نتساءل.. لماذا استمرار الحصار؟؟ لماذا الاستجابة للإملاءات الظالمة؟؟ أنا أقول للأمة.. إن الشعب الفلسطيني اليوم يدافع عن كرامة الأمة وهو يقدم التضحيات الكبيرة في سبيل ذلك.. ولا عذر لأحد.. الكل مشاركٌ في هذا الحصار إن لم يسعَ لفكه بكل الوسائل المتاحة.
•كيف ترى الحاجة أم نضال مستقبل القضية الفلسطينية.. وإلى أين تسير حركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري كتائب القسام؟
نحن مطمئنون اطمئناناً كاملاً بأن الإسلام قادم.. رغم الظلم والقهر.. ما يظهر للعيان أنه شر يحمل في باطنه كل خير.. علينا أن ندرك أن النصر لا يأت على طبق من الورد.. بل يأتِ على طبق من الأشلاء والدماء والشهداء.. النصر قادم بإذن الله تعالى وهو قريب قريب { ويقولون متى هو؟ قلْ عسى أن يكون قريباً}.
الإسلام قادم.. رغم الظلم والقهر
- أم نضال فرحات
خاص لموقع كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلاميه حماس
أكدت أم نضال فرحات بأن الإسلام قادم.. رغم الظلم والقهر.. ما يظهر للعيان أنه شر يحمل في باطنه كل خير.. علينا أن ندرك أن النصر لا يأت على طبق من الورد.. بل يأتِ على طبق من الأشلاء والدماء والشهداء.. النصر قادم بإذن الله تعالى وهو قريب قريب بإذن الله .
جاء ذلك خلال مقابلة حصرية لمجلة قساميون وفيما يلي نص المقابلة ...........
•نود في البداية أن نطمئن -ونطمئن شعبنا- عن وضعكِِ الصحي الآن وخصوصاً بعد العملية الجراحية التي أجريت لك ؟
الحمد لله الذي أتمَّ عليَّ بالشفاء والعافية، وأطمْئِن جميع شعبي بأنني أتماثل للشفاء يوماً بعد يوم، وأسأل الله تعالى الشفاء العاجل لجميع المرضى من أبناء شعبي. وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر إلى المواطنين المصريين الذين تبرعوا بدمائهم من أجلي وأنا سعيدة أن يختلط دمي بدم إخواني المصريين.
•لقد سمعنا عن تألمك بسبب تمكنك من مغادرة قطاع غزة للعلاج في الوقت الذي لم يتمكن فيه العشرات من مغادرة القطاع للعلاج فما شعورك حيال ذلك ؟
كل إنسان مؤمن وصاحب ضمير حي يشعر بهذا الشعور.. هناك آلاف من الجرحى والمرضى وضعهم الصحي أشد تركتهم في غزة.. عندما أُخْرِجت من غزة لم أكن في وعْيي.. أتمنى لو متُّ في غزة على أن أخرج.. لست أفضل من أصغر طفل من أبناء شعبي يتألم..
بطاقة تعريف...
أنا مريم محمد فرحات، مواليد غزة- الشجاعية بتاريخ 22/12/1949م، أرملة توفي زوجي عام 2004، ولدي (10) من الأبناء، (6) أولاد استشهد نصفهم، و(4) بنات، ولدي الآن (33) حفيداً. أسماء الأبناء من الشهداء نضال ومحمد ورواد، ومن الأحياء حسام (جريح)، ووسام (أسير محرر)، ومؤمن (جريح).
•الحاجة أم نضال.. أنتِ عشتِ حياتك كأم (لديك عائلة وأسرة) ومجاهدة (قدمت ثلاثة شهداء) وسياسية (كنائب في المجلس التشريعي).. أين تجدي نفسك بين هذه الشخصيات الثلاث؟؟
أجد نفسي في الشخصيات الثلاث، وأقوم بواجبي كأم، وكمجاهدة، وكنائب.. ولكني أفضّل الأم المجاهدة.
بداية النشاط الدعوي..
عام 1981م كان بدء نشاطي الدعوي حيث كنت رئيسة مكتبة مسجد الإصلاح في حي الشجاعية، وكان أول اتصال لي مع الشيخ الشهيد أحمد ياسين – رحمه الله- في ذات العام من خلال الإشراف على بعض الأنشطة الدعوية النسوية في المجمع الإسلامي.
استمر نشاطي الدعوي حتى العام 1983م حيث سافرت بعدها مع زوجي وأطفالي إلى ليبيا ومكثنا (4) سنوات ثم عدنا إلى قطاع غزة عام 1987م قبل اندلاع الانتفاضة الأولى بثلاثة أشهر فقط وعدت للنشاط الدعوي من جديد.
الانتفاضة الأولى..
عماد عقل كان أول مطارد يتم إيواؤه في بيت آل فرحات، بعد أن عرضنا على الحركة استعدادنا لإيواء مطاردين. وكان وجوده بيننا مصدر سعادة، تم تجهيز مكان مناسب في بيت العائلة يسهِّل مهمة هذا المجاهد الكبير من حيث الدخول والخروج (من باب خلفي)، وكان بيتنا يمثِّل مركز انطلاق وانسحاب لمعظم العمليات التي نفَّذها الشهيد عماد عقل.
كنَّا نوفر لعماد عقل ولغيره من المطاردين ما نستطيع من الطعام والكساء، كانت الأكلة المفضلة للشهيد عماد عقل الـ "الاﭭوكادو" وهي آخر أكلة له كانت قبل استشهاده.
كان يغيظ عماد عقل تبني الغير لعملياته، لذا قرّر إلقاء بيان قسامي في مكان العملية، وفي إحدى العمليات كتبت أنا(والحديث لأم نضال) بيان العملية التي نفِّذت في الخط الشرقي.
كان عماد عقل صاحب حسٍّ أمني عال حتى أن مسدسه الشخصي لم يكن يفارقه حتى لو ذهب إلى قضاء الحاجة، وكان يعتمد التمويه عند تنقله من مكان لآخر وفي مرّة من المرات أعطيته (حطّة وعقال) يعودان لوالدي –رحمه الله- وجاكيت ليخرج من البيت على هيئة رجلٍ مسن، كان قليل التردد على بيت أهله لعلمه بشدة المراقبة، وكنا نرتّب لحضور أهله لزيارته في بيتنا بعد اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية اللازمة.
في آخر زيارة من طرف والديْه له في بيتنا قبل استشهاده بشهريْن قال عماد عقل لوالدته:"نحن في هذه الحياة عبارة عن رسائل، وكل واحد منا يقدم رسالته ويمضي..".
كان لديه إصرار على عدم مغادرة فلسطين بل ويعتبر هذا جزءاً من عقيدته وكان يقول: " سأبقى في فلسطين حتى أنال الشهادة وأدخل الجنة، هذا جهاد نصر أو استشهاد".
معظم أولادِك في الانتفاضة الأولى كانوا صغار السن.. كيف زرعتِ فيهم الروح الجهادية حتى أصبحوا في الصفوف الأولى لكتائب القسّام ؟
قمت بتربية أبنائي على حب الجهاد، وكانوا رغم صغر سنِّهم يلقون الحجارة على دوريات الاحتلال، وكان لوجود عماد عقل في بيتنا الأثر الكبير في تربية الأولاد التربية الجهادية، وباختصار وجدنا ضالتنا، بل إن بعض أبنائي شاركوا في رصْد دوريات الاحتلال كما فعل محمد في عملية الزيتون التي نفذها عماد عقل، وكما فعل نضال في عملية شارع المختار التي نفَّذها عماد عقل أيضاً.
انتفاضة الأقصى..
في البداية كان المخطَّط أن ينفِّذ العملية (4) مجاهدين بينهم ابني محمد، ثم تقلّص العدد إلى (2) هما ابني محمد وصديقه المجاهد (الشهيد) محمد حلس، ثم تقرَّر أن ينفِّذ العملية مجاهد واحدٌ فقط، فأرسلْت رسالةً (والحديث لأم نضال فرحات) للشيخ الشهيد صلاح شحادة قلت له فيها: "أرجوك رجاءً حاراً أن تختار ولدي محمد دون غيره لتنفيذ هذه العملية".. وفعلاً جاء القائد (الشهيد) وائل نصار بالخبر وأخبر محمد أن يعدَّ نفسه للعملية فقد وقع الاختيار عليه.
قبل تنفيذ محمد للعملية بخمسة أيام فقط وقعت يدي –بالخطأ- على إناء كان فيه صواعق وضعها ولدي نضال دون معرفتي بها فانفجر أحدها بيدي وأصيبت يدي اليمنى إصابة بالغة، ولطْف الله كان حليفنا إذ لو انفجرت بقية الصواعق لكانت الإصابة أكبر وأشد ولحق الضرر بولدي محمد الذي كان قريباً مني لحظة انفجار الصاعق.
ودّعت ولدي محمد ثلاث مرات لهذه العملية حيث عاد مرتين بعد تشديد العدو على بعض الحواجز على الطريق، يوم العملية وصلت الهوية المزورة لولدي محمد ولخللٍ ما لم تكن الهوية التي عليها صورته أو صورة شبيهة به، ولولا إصرار محمد على تنفيذ العملية لتأجلت حتى إحضار الهوية المطابقة، من حفظ الله له، أن صاحب الصورة في الهوية أسمر البشرة بخلاف بشرة محمد لكنه استطاع بهذه الهوية تجاوز حواجز العدو والوصول إلى موقع تنفيذ العملية.
تحرك للعملية ووصل لأطراف المستوطنة في الساعة 04:00 عصراً، وهو آخر مكان يمكنه فيه حمل الهاتف الجوال فهاتفته وكنت أسأله عن معنوياته فيقول: "حديد حديد".. ثم كمن داخل المستوطنة لمدة (8) ساعات –حتى الساعة 12:00 مساء ثم بدأ بتنفيذ عمليته.. وكانت هذه الساعات الثمانية من الساعات الصعبة علينا لأننا كنا نجهل مصيره خلالها ولم ترد أخبار خلالها عن تحركات غريبة داخل المستوطنة وكنَّا نظن أنه قد أعتقل أو أصيب.
•في الشريط المصور في وداع الشهيد محمد فرحات -منذ عام 2002- ذكْرتِ عدداً من العبارات نود أن نتوقف معك عندها؟
قلت حينها: "والله لو كان عندي مائة ولد لأقدمهم في سبيل الله.." .. هل أنت الآن على استعداد لتقديم المزيد من الأبناء ؟؟ نعم أنا على استعداد لتقديم نفسي وكل أبنائي لله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يكتب لنا الشهادة.
"أنا لا أدفع ولدي للموت بل أدفعه لحياة أفضل.. في جنة الله".. كيف ذلك؟؟ نعم نحن لا ندفع أبناءنا للموت بل للحياة الحقيقية، للسعادة الحقيقية في الآخرة، نحن يعز علينا أبناؤنا ونبكي فراقهم ولكننا نودعهم إلى جنّةٍ عرضها السموات والأرض.
•ولدك الشهيد الثاني نضال فرحات الذي استشهد في حادثة الاغتيال بتاريخ 16/2/2003م أحد مصنِّعي صاروخ القسام.. (أول صاروخ فلسطيني يصنَّع محلياً).. نود أن تحدثينا عن حياة الشهيد نضال فرحات.. اللحظات الأولى لصنع الصاروخ.. حجمه.. مداه.. موقف الناس من حوله.. العزيمة والإرادة ؟
كان الشهيد نضال بالنسبة لي أكثر من ابن.. كان صديقاً وفياً.
وهو في الصف الثالث الإعدادي تعرَّف على شابٍ متخصص في الكيمياء ولازمه حتى أخذ منه الكثير من علم الكيمياء بما يعينه على صناعة صاروخ، وبعد مرحلة من التجارب جاء للبيت وقال لي "عندي مفاجأة لك..اغمضي عينيك".. أحضر الصاروخ وأوقفه بجواري.. وقال: "افتحي عينيك".. مجسم لصاروخ صغير بطول المتر الواحد يقف بجواري.. فتناولته وحضنته وقرأت عليه آيات من القرآن ودعوت له بالبركة.
اقترح نضال تسمية هذا الصاروخ الوليد اسم "صاروخ الحق" و "صاروخ عز الدين"، ثم أشار عليه المجاهد القسامي (الشهيد) عادل هنية تسمية الصاروخ باسم "صاروخ القسام" فكان كما قال رحمه الله.
كان بيت نضال حقْل تجارب، وكلُّ أواني المطبخ استخدمها في تجاربه، كما أنه أجرى تجربة ذات مرة خلف البيت وكان لدينا ضيوف فأخذ كل واحد منا ساتراً وأحرجنا مع الضيوف ونضال يقفز هنا وهناك ينتظر نتيجة التجربة.
كان نضال (مشغِّل) أهل البيت كلهم معه.. أحضر مرَّة الآلاف من أعواد الكبريت وطلب من الجميع أن يقوموا بفصل الكبريت عن الأعواد.
أود الإشارة إلى أن بداية مشروع الصاروخ كان على يدِ أربعة مجاهدين ولكن لعدم تمكنهم -بعد التجارب الكثيرة- على توفير الحشوة الدافعة للصاروخ أُحْبِط الثلاثة وبقي نضال يواصل البحث والتجربة تلو الأخرى حتى وفَّقه الله وتمكَّن من إطلاق الصاروخ وبشَّر إخوانه في كتاب القسام لتكون هذه الخطوة محطة فاصلة في تاريخ النضال الفلسطيني.
•في هذا المقام لا يمكن أن ننسى دور الشيخ الشهيد أحمد ياسين في توفير الدعم الكامل لمشروع الصواريخ، بل كان يتابع بنفسه كلّ التفاصيل المتعلقة بتطوير الصاروخ أولاً بأول ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة، وخصوصاً عندما كان نضال مرافقاً له لفترة من الزمن.
•ولدك الشهيد الثالث رواد فرحات الذي استشهد في حادثة اغتيال في حي الزيتون بتاريخ 24/9/2005م.. كم كان عمره عند الاستشهاد.. وما هي أبرز المواقف البطولية له؟؟
رواد استشهد وهو ابن (17) عاماً، لكنه كان مجاهداً منذ كان في سن الـ (14)، شارك في الكثير من صد الاجتياحات، وكان يرابط على الحدود مع مجاهدي القسام.
ودّعته مرة -وهو ابن (14.5) عاماً- عندما أمتشق سلاحه "الكلشن" وقال: "أنا ذاهب لتنفيذ عملية" لكنه عاد منها بالسلامة بعد إصابته لجندي صهيوني إثر إلقائه لقنبلة يدوية عليه حيث كان الجندي بجوار دبابته على الخط الشرقي، واعترف العدو بإصابة ذلك الجندي.. عندها ذهب رواد وأحضر الحلوى وقام بتوزيعها فرحاً بذلك.
خرج مرَّة للرباط وكان مستعجلاً ولم يأخذ معه طعام – وكان يحب المعجنات وخاصة السبانخ- وقال: "هناك امرأة عجوز تحضر لنا الطعام في الساعة الثانية ليلاً ونحن نرابط، في تلك الليلة تأخرت المرأة عن موعدها وجُعْتُ كثيراً لكنها جاءت بعد ذلك ومعها الطعام الشهي وقالت للمرابطين: "سامحوني أخذتني نومة".. لكن رواد رغم جوعه قال للمرأة العجوز: "لا تغلبي حالك" فأحزنها هذا الكلام.. ثم ذهب إليها لاحقاً واعتذر لها.. بعد استشهاد رواد جاءت هذه المرأة في عرس شهادته وروت هذه القصة لي.
ظاهرة خنساوات فلسطين..
ü أم نبيل حلس، والدة الشهيد محمد حلس بطل عملية اقتحام مستوطنة "نتساريم" بتاريخ 11/3/2002م.
ü نعيمة العابد، والدة الشهيد محمود العابد بطل عملية اقتحام مستوطنة " دوغيت " في 15/6/2002م.
• بتقديرِك هل انتشرت هذه الظاهرة بين نساء فلسطين.. وهل وصلن إلى مرتبة "الخنساء" بتقديم فلذة الأكباد إلى الشهادة؟؟ وماذا تقولين لنساء الأمة وهنَّ يشاهدْنَ مثل هذه التضحيات الفريدة ؟
لم تعد هذه مجرد ظاهرة، بل أصبحت جزء من ثقافة الجهاد والمقاومة لدى نساء فلسطين، الأم الفلسطينية اليوم تستقبل ولدها الشهيد بالزغاريد.. وتستقبل الناس كمهنئين لا كمعزين، الشهادة أصبحت مصْدر فخرٍ واعتزاز..
كل نساء فلسطين خنساوات.. كل نساء فلسطين مستعدات للتضحية وتقديم المزيد على طريق تحرير فلسطين.
ونقول لنساء الأمة عليكنَّ الاستعداد لمرحلة قادمة.. عليكن عدم الجري وراء (الموضة) والدنيا.. إن لم تكنَّ قادرات على المشاركة في الميدان اليوم فعليكن الاستعداد من اليوم للمشاركة في المعركة القادمة.
دور المرأة الفلسطينية والحمساوية..
المرأة الفلسطينية على وجه العموم والمرأة الحمساوية على وجه الخصوص قدَّمت الكثير من التضحيات، فريم الرياشي قدَّمت نموذجاً غير عادي حيث تركتْ وراءها طفلاً رضيعاً وهو أغلى عند الأم من الولد الكبير، وفاطمة النجار فاجأت الجميع حيث اعتاد الشعب على العنصر الشبابي في تنفيذ العمليات الاستشهادية لكنها جدة قاربت الـ (70)، وسناء قديح الزوجة المخلصة قدَّمت نموذجاً عالياً من نماذج الوفاء والصدق فجمعت بفعلها الخنساء والاستشهادية والمجاهدة..
المرأة الفلسطينية اليوم تقوم بأدوار جهادية كثيرة، فهي تخدم المجاهدين، المرأة اليوم هي التي تجهز البدلة العسكرية لزوجها ولابنها المرابط المجاهد، هي التي تجهز سلاحه وذخيرته، وهي التي توفر الطعام للمرابطين.
طلب مني أولادي ذات يوم أن أزور إحدى النساء التي اعتادت على خدمة المرابطين وتقديم الشاي والقهوة والعصير والسحور لهم .. فلما زرْتها وجدتها إمراة فقيرة تعيش على الصدقة.. ولديها أولاد.. تسهر طيلة الليل على خدمة المجاهدين وفي الصباح تمر على البقالات لإحضار ما استطاعت للمجاهدين لليوم التالي.. قالت لي (والحديث لأم نضال):"المْرابْطِين أوْلى من أولادي".. وقالت لي في آخر الزيارة: "ما دام المجاهدون مرابطين فأنا مرابطة معهم..".
دور المرأة كبير.. لا أخفي لكم سراً.. عندما هدّد العدو الصهيوني باجتياح كبير لقطاع غزة تقدّمت المئات من النساء ليكنَّ قنابل موقوتة، وتم تجهيز مئات الاستشهاديات في إطار التصدي لقوات الاحتلال التي تهدد باجتياح القطاع.
المطالبة بالإفراج عن الأسيرات في صفقة جلعاد شاليط..
أنا أرى أن هذا المطلب بالإفراج عن الأسيرات هو أهم مطلب.. بل هو برأيي أهم من أصحاب المؤبدات.. أنا متعجبة من الأمة ومن صمتها على اعتقال نحو (79) أسيرة في سجون الاحتلال.. أين الغيرة؟ أين النخوة؟ أين شهامة المعتصم؟ أسأل الله تعالى أن يوفق المجاهدين في المقاومة الفلسطينية لإنجاح صفقة تبادل الأسرى وأن نرى الأسيرات بين أهلهن وبين أبنائهن.
كانت هناك توصية من أحد وزراء العدو الصهيوني في محاكمة الأسيرة القسامية أحلام التميمي بعدم إدراجها ضمن أية صفقة لتبادل الأسرى، ما هو التحدي أمام فصائل المقاومة تجاه مثل هذه التوصيات وما هي نصيحتك لكتائب القسام بهذا الخصوص؟
أولاً هذا يمثِّل وسام شرف لأحلام التميمي، وثانياً نحن نتمنى إدراجها ضمن صفقة تبادل الأسرى، وستخرج بإذن الله تعالى رغم أنف الصهاينة عاجلاً أم آجلاً.
حرائر الضفة الغربية وقصة الاستدعاءات..
هذا الموضوع يؤرِّقني في الليل والنهار.. لا أدرى كيف يصبر العالم على هذه الفعلة الجبانة والغريبة على نضالنا الفلسطيني، هذا الأمر لا يمكن السكوت عليه.. بل وألوم كل فلسطيني وعربي ومسلم غيور في الداخل والخارج لا يتحرك لنصرة حرائر فلسطين.
وأوصي أخواتنا حرائر نابلس وكل فلسطينية بعدم الاستجابة لهذه الاستدعاءات من طرف الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة رام الله.. مهما كلَّف الأمر.. وفي رأيي حتى لو أدى هذا إلى الاعتقال لدى قوات الاحتلال.
حصار غزة ..
**رسالة للشعب الفلسطيني: الحمد لله.. أنا أثَمِّن صبْر الشعب الفلسطيني وصموده الأسْطوري، وإبداعاته للتغلب على هذا الحصار الظالم، وأدعوه للثبات وتحمُّل المعاناة، والفرج قريب بإذن الله تعالى.
**رسالة للأمتين العربية والإسلامية زعماء وحكومات وشعوب: الحصار قبل أن يكون إسرائيلياً فهو حصار عربي مائة بالمائة للأسف الشديد، أنا وكل أبناء شعبي نتساءل.. لماذا استمرار الحصار؟؟ لماذا الاستجابة للإملاءات الظالمة؟؟ أنا أقول للأمة.. إن الشعب الفلسطيني اليوم يدافع عن كرامة الأمة وهو يقدم التضحيات الكبيرة في سبيل ذلك.. ولا عذر لأحد.. الكل مشاركٌ في هذا الحصار إن لم يسعَ لفكه بكل الوسائل المتاحة.
مستقبل القضية الفلسطينية..
نحن مطمئنون اطمئناناً كاملاً بأن الإسلام قادم.. رغم الظلم والقهر.. ما يظهر للعيان أنه شر يحمل في باطنه كل خير.. علينا أن ندرك أن النصر لا يأت على طبق من الورد.. بل يأتِ على طبق من الأشلاء والدماء والشهداء.. النصر قادم بإذن الله تعالى وهو قريب قريب { ويقولون متى هو؟ قلْ عسى أن يكون قريباً}.
من مواضيعي
0 لجنة شعبية تفند إعلان إسرائيل رفع الطوق الأمني عن قطاع غزة
0 مقتل فلسطيني داخل نفق أرضي على حدود قطاع غزة مع مصر
0 بيان: 375 قتيلاً وأكثر من ألفي جريح رياضي فلسطيني منذ انتفاضة الأقصى
0 تعرف علي خنساء فلسطين /ام نضال فرحات
0 كتائب شهداء الاقصي:لن نلتزم بالتهدئة إذا استمرت "الاعتداءات" الإسرائيلية في الضف
0 إصابة ثلاثة متظاهرين بأعيرة معدنية في مسيرة بلعين الأسبوعية ضد الجدار
0 مقتل فلسطيني داخل نفق أرضي على حدود قطاع غزة مع مصر
0 بيان: 375 قتيلاً وأكثر من ألفي جريح رياضي فلسطيني منذ انتفاضة الأقصى
0 تعرف علي خنساء فلسطين /ام نضال فرحات
0 كتائب شهداء الاقصي:لن نلتزم بالتهدئة إذا استمرت "الاعتداءات" الإسرائيلية في الضف
0 إصابة ثلاثة متظاهرين بأعيرة معدنية في مسيرة بلعين الأسبوعية ضد الجدار