يوميات وسيط .. اصدار جديد للاستاذ / عبد القادر بكراوي ( وسيط جمهورية سابقا ) بادرار
21-03-2021, 07:43 PM
بسم الله الرحمان الرحيم


عبد القادر بكراوي يؤسس لمرحلة تايف جديدة بكتابه .. يوميات وسيط. ( ثمن واجهة و مواجهة محيط )


و نحن في زمن يشهد قمة التردي في القراءة و المقرؤية.. زمن قد يوصف فيه المثقف بالتافه و التافه لا يعرف.. زمن اخذ فيه كثير منا بكل فتاوى الحلال و الحرام من تعاليم الدين الاسلامي الحنيف الا ( اقرا باسم ربك الذي خلق ) مع ان الاية اقرت باول امر تلقاه صدر الرسول الكريم من بوابة الوحي و الاولوية في الترتيب لا يمكن ان تكون مجرد عبث ضمن كتاب لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه .. كتاب اشاد بالعلم و اوجب تلقيه اشاد بالمعرفة و امر بالتطلع اليها و امر بالقراءة اذ لا يمكن ان تكون هناك قراءة دون وجود شيء مكتوب و من هنا نجمع على ان التاليف و الابداع هما النطفة التي تولد من رحمهما القراءة و هنا تتجلى لنا اهمية الكتابة و التاليف من باب التفاضل على الاقل و من كل تلك المنطلقات لا يمكن ان نصف التاليف الا بالابداع و المؤلف الا بالبطل او الزعيم خاصة في غياب المقرؤية و ثقافة الكتاب.
في مثل تلك الظروف التي يتالم لوجودها المشهد الثقافي في بلادنا تظهر من حين لاخر بعض الاصدارات على المستوى الوطني و المحلي .. هنا في ولاية ادرار ظهر بعض الشيوخ قبل عشرين عاما او ما يزيد نفضوا الغبار من خلال مؤلفاتهم نذكر منهم السي عبد العزيز سيد اعمر.. الشيخ باي بلعالم .. امقدم مبروك .. و غيرهم و توجت هذه المرحلة بكتاب بسيمتهم العامة كمرحلة لمؤلفات الشيوخ ثم تلتها مرحلة المؤلفات الجامعية و اتسمت بظهور مؤلفين جدد على غرار احمد جعفري ابا الصافي و عبد الحميد بكراوي و عبد الكريم ينينة و الحاج الصديق و عبد الله كروم و عبد القادر عبيد و احمد بلمهدي و غيرهم للملاحظة ففي القائمة اشخاص غير جامعيين لكن محسوبون على مرحلة التاليف الجامعي لاسباب المجايلة في الغالب.. و هاهي مرحلة جديدة لمؤلفين جدد نؤرخ لها باصدار الاستاذ عبد القادر بكراوي و هي مرحلة نهوض المدرسة الكلاسيكية الرائدة .. لماذا رائدة ؟ ليس تقليلا من اهمية رواد التاليف في المراحل السالفة الذكر و انما ريادتها في الكتابات الكلاسيكية بحكم ان اصحاب هذه المرحلة استفادوا من تجارب مكونين و مربين من خارج الوطن كان لهم الفضل في جودة التعليم وقتها الي جانب سقل الموهبة و الذين كان من جملتهم الاستاذ عبورة متعاقد تربوي من اصول فلسطينية يشهد له الكبير و الصغير و هو واحد ممن تخرج على ايديهم الاستاذ عبد القادر بكراوي و هذا على سبيل المثال لا الحصر نذكر منهم الاستاذ حسان صبري و الاستاذ ابو العينين و الاستاذ ابو سرية و الاستاذ يوسف حجازي.. رحم الله الاموات منهم و كل اولائك كانو كتاب و مؤرخين و شعراء و اساتذة استفاد منهم الجيل الكلاسيكي و تربى على ايديهم .. ضف الي ذلك ان مؤلفي هذه المرحلة استفادو من مدرسة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية و بعض التكوينات الاخرى القاعدية مثل الكشافة الاسلامية ضف الي ذلك تجاربهم المهنية و الاجتماعية ضف الي ذلك انهم عاشوا مرحلة لم تكن فيها المقرؤية منعدمة كلية كايامنا هاته و عدة عوامل لا يتسع المقال لسردها بالتفصيل الممل .

يوميات وسيط.. هو كتاب للاستاذ عبد القادر بكرواي عكفت على قراءته عدة مرات قبل ان اكتب هذا المقال .. كتاب من الحجم المتوسط .. كتاب واجهته السيميائية ناحية الغلاف الايمن ( صورة سنبلة ) على يمينها و على يسارها مصدر اشعاعي او اتجاه نور يصدر من السنبلة بارضية غلافين يتماها عليهاما اللونين الازرق الباهت و الابيض المنكسر .. لم اجد لكل ذلك الا تفسيرا واحدا هو ان اجمل ضؤ هو ما يصدر من سنابل العلم القابلة حبوبها للزرع من جديد كلما استفدنا من بذرها و لا ضؤ يدوم الا ضؤ العلم من سنابل منحنية في خشوع العطاء و جلال المنتوج .. اما اللونان الابيض و الازرق فقد يكونان رمزا لصفاء السريرة الذي يجب ان يرافق الكتابة كامانة لا تقبل الرياء و لا النفاق من باب الدوم للاصلح.
يوميات وسيط .. يعترف الكاتب انها ثمن لواجهة لكن اي واجهة ؟؟ و هي ايضا مواجهة لكن اي مواجهة ؟؟ الاجابة هي ما يدفعك لقراءة الكتابة من الفه حتى يائه و الا فلن تجد اجابة في مجرد مدخل الكتاب او الاهداء او تبويبه على جناخ السرعة .. بالنسبة للغلاف الايصر فقد افرده الكاتب الى تعريف وجيز جدا عن شخصه عرج فيه فقط على تجربته المهنية و السياسية و هو تواضع من السيد عبد القادر بكراوي لاننا نعرف ان مساره المهني و تجاربه المتنوعة هي اكبر من ان يحتضنها الكتاب برمته و ليس ذلك من باب المجاملة بل من منظلق بعض معرفتنا بالرجل . اذ لم يشر انه قرض الشعر مثلا و نحن نعرف عنه ذلك و لم يشر الي نشاطاته الجمعوية مثلا و نحن نعرف عنه ذلك ايضا .. و لم يشر الي نضاله في الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية ..ناشطا و مسؤولا و نحن نعرف عنه كل ذلك و اكثر .اذن ما قام به الاستاذ عبد القادر بكراوي من تعريف له على الغلاف الايصر للكتاب هو ما يتفق من تجاربه مع مضمون الكتاب ليس الا..
في الكتاب نجد السيد عبد القادر استهل كتابه بتوطيئة خاصة سبقت الاهداء و هي طريقة كلاسيكية كان يقدم بها كتاب كبار بعض تلامذتهم في اول اصدار لهم نلاحظ ان الاهداء كان طويلا جدا تشم فيه ان الكاتب حاول قدر الامكان ان يختصر لكنه وقع فيما يتسع لملء صفحة كلها اهداء و هي ايضا من الاساليب الكلاسيكية .. تلج الكتاب فتجد ان الكاتب اعتمد الشاهد التوثيقي مدعما بالصور باسلوب راقي جذاب و ممتع و لغة سلسة تنبيء عن خبرة ادبية و اعلامية في نفس الوقت... اعدكم بموضوع قادم ان شاء الله تعالى ساحاول ان اجول فيه بين النصوص و التناص و الاسلوب و المنهجية التي اعتمدها الاستاذ عبد القادر بكراوي مؤسس مرحلة تاليف جديدة في ولاية ادرار..عموما كتاب الاستاذ جدير بالقراءة لعدة مرات ليقف القاريء على زبدة لن يندم على مذاقها..دمتم مع تحيات اخوكم احمد نيكلو.
كلما ادبني الدهر اراني نقص عقلي
و كلما ازددت علما زادني علما بجهلي


امضاء الامام الشافعي