لعنة الغزولى
02-11-2008, 03:05 PM
لعنة الغزولى
ما ان سألتنى محاورة التلفزيون اللبقة هذا السؤال حتى إسود وجهى
..لاحظت تعثرى فارجأت الإجابة الى ما بعد الفاصل
بعد الفاصل كذبتُ كالمعتاد قائلا:
" انا ريفى أصيل لكننى نزحت الى العاصمة طلبا للانتشار..الشهرة... المال"
انا لا أجسر على قول الحقيقة إلا لنفسى
انا ابن قريتى أعشق الترعة و الساقيه ورائحة الروث
أحب أحاديث الفلاحين السازجة
حيث تفوح من أفواههم رائحة البصل والثوم
انا ملك متوج فى قريتى وأنا الوحيد الحاصل على شهادة عليا
فى الأدب الإنجليزى والترجمه
انا معلم ابتدائى ووكيل وناظر لعدم وجود مدرسين او مدارس إعدادية او ثانوية, فقريتنا نائيه...نائيه...نائيه.
هناك كلنا فقراء والمقام العلى للمشايخ و كبار السن والمتعلمين
.......
لكن حدث ما لم يكن فى الحسبان و انقلبت الموازين
وإاذا بى أهرب الى العاصمة لأكون
كاتبا يشار اليه بالبنان على غير رغبتى
انا ضحية " لعنة الغزولى "
وعبد الحميد الغزولى هو ابن شيخ البلد, ذهبنا الى الكتاب ثم المدرسة سويا وكان اغبى التلاميذ لكن لديه صلابة الحديد جسدا و قرارا.
ذات يوم قرر الغزولى ترك المدرسة بعد ان نهره المعلم..
ضربه ابوه ليعود للمدرسة فترك البيت وعاش فى المقابرلمدة خمس ليال
بلا خوف او كلل ومقابر قريتنا هى مصدر رعب للكبير قبل الصغير
فى النهاية توسل إليه الأب والمعلم فترك المقابر بشرط ألا يقرب المدرسة .
صارالغزولى فلاحا يلعب بالفأس كما لو كان عود ثقاب
لايتعب ولا يمل ,ان قاولته على ترعة لحفرها
قوة مفرطة منحه الله إياها بلا حدود
أما أنا فذهبت الى المدينة لاتم دراستى الثانوية
وعلمت ان الغزولى طلب من ابيه الزواج
ممن؟ ... اى انثى تفى بالغرض ذلك كان رده
فزوجه أبوه بكرا فى الخامسة عشر من عمرها
فى صباح اليوم التالى للزفاف حُملت العروس إلى مستشفى المدينة
تعانى من ثقب فى الرحم ، أقامت فى المستشفى لمدة شهر ظهرت فيه بوادر حمل فحملوها الى بيت أبيها حماية لها ومنعا لأى مضاعفات أثناء الحمل.
مرأسبوع طلب الغزولى بعده الزواج من ابيه
فقرر الأب الإنتقام ..
كانت هناك امرأة مشهورة بسوء الأدب وسلاطة اللسان
طُلقت ثلاث مرات من رجال مختلفين لضربها إياهم
عرض الأب انتقامه على الابن فسعد به جدا
وتزوج تلك الناشز ليجعل منها ملاكا
سألته ذات مره كيف قام بذلك الإنجاز
قال أنه يغمر المرأة فحولة فلا تقوى
إلا على الطاعة والإذعان.
حدث ذات مساء أن حضرت مجلس صلح فيه والد الغزولى والعمدة
كانت ابنة العمدة مصممة على الطلاق من زوجها
تصرخ "انا تعباته....تعبانه...تعبانه.. لا بديل عن الطلاق"
طُلقت وبعد انقضاء شهور العدة رأيتها ترمح فى دار الغزولى
فى سعادة إنها الزوجة الثالثة فى نفس الدار ما ذا حل بالنساء؟
........
بعد إستلام عملى بمدرسة القرية تزوجت من ابنة عمى البكر المتعلمة
التى لطالما باحت لى بحبها العذرى
وعشنا فى سلام و محبة، لكن كان هناك حلم يراودها دائما
أن نهجرالقرية ونعيش فى العاصمة مع خالها
الكاتب الثرى بصفتها وريثته الوحيدة
مرفوض... هذا الحلم فأعظم ما أكره المدن بكذبها وريائها
سأدفن هنا بجوار جدى و أبى.... دعها تحلم
مساءًا.. قررت حضور مجلس الصلح
فلقد أصبح شيوخنا يعتمدون على حكمتى فى اتخاذ القرار
هذه المرة كانت المرأة إحدى زوجات الغزولى..
زارها الاب فوجدها مهشمة الوجه والأسنان مربوطة الذراع
راقدة فى مضجعها منذ أسبوع بلا حراك
ضربها زوجها ويطلب الاب الطلاق للضرر باصرار
ما أذهلنى ان المرأة كادت تهاجم أباها قائلة انها
لن تخرج من بيت الغزولى إلا جثة هامده
بحكمة.. استأذنت المجلس فربما كان لدى المرأة
ما لا تستطيع البوح به أمام الرجال
لنتركها تتحدث مع زوجتى فى خصوصية ثم انقل الصورة
للمجلس المحترم فى اليوم التالى.
وقد كان.. لكن ما أفزعنى و أطار النوم من عينى
هوأن زوجتى لم تطلعنى على ما قالت المرأة
فقط قالت:"انا تعبانة...تعبانة....تعبانة"
لم أكرر سؤالى
لكن طلبت منها إعداد الحقائب لنلحق بقطار الفجر المتجه
الى العاصمة
Galal Fikry