نسير نحو انتخابات برئيس متوج مسبقا بمشاركة ارانب سباق "كومبارس"
19-11-2008, 08:40 AM
الجزائر تسير نحو انتخابات برئيس متوج سلفا و'أرانب سباق' تلعب دور 'الكومبارس'
منقول للنقاش
يرى مراقبون للشأن السياسي الجزائري أن تعديل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للدستور قد حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية القادمة لصالحه، وأنه بذلك يكون أيضا قد أغلق الباب مرة أخرى على أي مرشح حقيقي لمنافسته على كرسي الرئاسة.
ويعتقد هؤلاء أن الرئيس الفائز دائما هو مرشح السلطة، وأن الانتخابات هي مجرد مسرحية توزع فيها أدوار مختلفة على مرشحين ينزلون السباق الانتخابي للعب دور 'الكومبارس'، ومنح مصداقية للعملية الانتخابية، وهذا ما قاله أمس رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي.
وقد ظلت السلطة في الجزائر دائمة الحرص على الاحتفاظ بنوع من الواجهة الديمقراطية، والعمل على تنظيم انتخابات يبدو فيها هامش التنافس موجودا ولو في حده الأدنى، بدليل أن الجزائر شهدت انتخابات رئاسية في 2004 بدا أن هامش التنافس فيها موجودا ولو كان ظاهريا، وإن لم تنطل المسرحية على الجميع.
لكن أحزاب معارضة مثل جبهة القوى الاشتراكية ترى أن هناك تغيرا وتحولا هذه المرة، وأن أصحاب 'الحل والعقد' في النظام لم يعد يهمهم تجميل الانتخابات، أو البحث عن 'كومبارس' لتأدية أدوار ناطقة ومقنعة نسبيا، 'بل المهم هو فرض منطقهم وخيارهم مهما كانت الطريقة عنجهية وفظة'.
ذلك ما عبر عنه كريم طابو الأمين العام لجبهة القوى الاشتراكية عندما قال ان أصحاب القرار تجاوزوا منطق تجميل الانتخابات ووصلوا لمنطق 'دزو معاهم' (بمعنى اشربوا من البحر)!
ولعل تعديل الدستور عن طريق البرلمان بسرعة خاطفة ودون مرور على الاستفتاء الشعبي، بحيث فتح لبوتفليقة أبواب الترشح لولاية ثالثة، أضفى مصداقية على الرأي السابق، قبل أن يفاجئ الوزير الأول أحمد أويحيى الجميع بعبارة خلفت صدمة وهو يقول ان المعارضة لن تصل إلى السلطة أبدا، أو لعلها ستصل عندما 'ينّور الملح'، أي يزهر الملح وهو تعبير جزائري لوصف استحالة تحقيق شيء، لأن الملح لا يغرس ولا يمكن أن تظهر له أزهار أو أوراق! وأثار هذا التصريح ردود فعل غاضبة، كونها المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول بدرجة رئيس حكومة أن المعارضة لن تصل إلى السلطة أبدا، وهو ما اعتبر اعترافا ضمنيا بأن اللعبة الانتخابية متحكم فيها عن بعد، وأن الصندوق ليس هو الفيصل.
وإذا سارت الأمور على هذا المنوال، فإن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون مجرد موعد بروتوكولي بحت، ليس فيه أي تشويق ولا يثير الاهتمام، لأن نتيجتها معروفة.
كما أن كل الشخصيات ذات الوزن الثقيل وبينهم مرشحون سابقون للرئاسة أعلنوا مقدما أنهم غير معنيين بتلك الانتخابات، وأنهم يرفضون أن يكونوا أرانب سباق أو مجرد ديكور ديمقراطي.
ولعلهم جميعاً يذكرون ما قاله وزير الداخلية يزيد زرهوني قبيل أيام من انتخابات 2004، عندما صرح بأنه لن ينطق اسم فائز آخر بكرسي الرئاسة إلا اسم بوتفليقة، وهو ما حدث فعلا. وقد أعلن زرهوني ذلك وعلامات السعادة والفرح تغمر وجهه.
وقد بدأت فعلا بوادر عدم الاهتمام الجماهيري تظهر في الأفق، علما بأنه لم يعد يفصلنا عن انتخابات الرئاسة سوى خمسة أشهر، ولا يوجد ما يدل على اقتراب موعد انتخابي هو الأهم.
وهذا الواقع لا يبعث على التفاؤل بشأن نتائج هذه الانتخابات، خاصة وأن نسبة التغيب في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أيار/مايو 2007 فاقت 64 بالمئة حسب الأرقام الرسمية، وبلغت 80 بالمئة حسب أرقام حزبية.
ويرى فيصل مطاوي الصحافي بجريدة 'الوطن' (خاصة صادرة بالفرنسية) أن الانتخابات الرئاسية القادمة تعود بالجزائر إلى عهد الحزب الواحد وسياسة المرشح الأوحد إلى الرئاسة مدى الحياة، بعد أن كانت قد تميزت عن الدول العربية الأخرى بوضع مادة في دستور عام 1996 تمنع الترشح لأكثر من ولايتين، وهي المادة التي ألغاها بوتفليقة مؤخرا.
وأضاف مطاوي أن بوتفليقة سيكون مرشحا وحيدا في الانتخابات القادمة، وأن المرشحين الباقين سيكونون مجرد ديكور، واعتبر أن نتيجة ذلك أن الديكتاتورية التي طردها الجزائريون من الباب عادت من النافذة.
وأوضح أنه لا توجد أية سلطة مضادة، فالبرلمان مغيب، والمجتمع المدني غير موجود، والمعارضة ملجمة، والمظاهرات محظورة بسبب الإبقاء على قانون الطوارئ، فضلا عن أن وسائل الإعلام الثقيل (من تلفزيون وإذاعة) مغلقة على الرأي الآخر، وأن الصحافيين يتعرضون لمتابعات قضائية.
19/11/2008
منقول للنقاش
يرى مراقبون للشأن السياسي الجزائري أن تعديل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للدستور قد حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية القادمة لصالحه، وأنه بذلك يكون أيضا قد أغلق الباب مرة أخرى على أي مرشح حقيقي لمنافسته على كرسي الرئاسة.
ويعتقد هؤلاء أن الرئيس الفائز دائما هو مرشح السلطة، وأن الانتخابات هي مجرد مسرحية توزع فيها أدوار مختلفة على مرشحين ينزلون السباق الانتخابي للعب دور 'الكومبارس'، ومنح مصداقية للعملية الانتخابية، وهذا ما قاله أمس رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي.
وقد ظلت السلطة في الجزائر دائمة الحرص على الاحتفاظ بنوع من الواجهة الديمقراطية، والعمل على تنظيم انتخابات يبدو فيها هامش التنافس موجودا ولو في حده الأدنى، بدليل أن الجزائر شهدت انتخابات رئاسية في 2004 بدا أن هامش التنافس فيها موجودا ولو كان ظاهريا، وإن لم تنطل المسرحية على الجميع.
لكن أحزاب معارضة مثل جبهة القوى الاشتراكية ترى أن هناك تغيرا وتحولا هذه المرة، وأن أصحاب 'الحل والعقد' في النظام لم يعد يهمهم تجميل الانتخابات، أو البحث عن 'كومبارس' لتأدية أدوار ناطقة ومقنعة نسبيا، 'بل المهم هو فرض منطقهم وخيارهم مهما كانت الطريقة عنجهية وفظة'.
ذلك ما عبر عنه كريم طابو الأمين العام لجبهة القوى الاشتراكية عندما قال ان أصحاب القرار تجاوزوا منطق تجميل الانتخابات ووصلوا لمنطق 'دزو معاهم' (بمعنى اشربوا من البحر)!
ولعل تعديل الدستور عن طريق البرلمان بسرعة خاطفة ودون مرور على الاستفتاء الشعبي، بحيث فتح لبوتفليقة أبواب الترشح لولاية ثالثة، أضفى مصداقية على الرأي السابق، قبل أن يفاجئ الوزير الأول أحمد أويحيى الجميع بعبارة خلفت صدمة وهو يقول ان المعارضة لن تصل إلى السلطة أبدا، أو لعلها ستصل عندما 'ينّور الملح'، أي يزهر الملح وهو تعبير جزائري لوصف استحالة تحقيق شيء، لأن الملح لا يغرس ولا يمكن أن تظهر له أزهار أو أوراق! وأثار هذا التصريح ردود فعل غاضبة، كونها المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول بدرجة رئيس حكومة أن المعارضة لن تصل إلى السلطة أبدا، وهو ما اعتبر اعترافا ضمنيا بأن اللعبة الانتخابية متحكم فيها عن بعد، وأن الصندوق ليس هو الفيصل.
وإذا سارت الأمور على هذا المنوال، فإن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون مجرد موعد بروتوكولي بحت، ليس فيه أي تشويق ولا يثير الاهتمام، لأن نتيجتها معروفة.
كما أن كل الشخصيات ذات الوزن الثقيل وبينهم مرشحون سابقون للرئاسة أعلنوا مقدما أنهم غير معنيين بتلك الانتخابات، وأنهم يرفضون أن يكونوا أرانب سباق أو مجرد ديكور ديمقراطي.
ولعلهم جميعاً يذكرون ما قاله وزير الداخلية يزيد زرهوني قبيل أيام من انتخابات 2004، عندما صرح بأنه لن ينطق اسم فائز آخر بكرسي الرئاسة إلا اسم بوتفليقة، وهو ما حدث فعلا. وقد أعلن زرهوني ذلك وعلامات السعادة والفرح تغمر وجهه.
وقد بدأت فعلا بوادر عدم الاهتمام الجماهيري تظهر في الأفق، علما بأنه لم يعد يفصلنا عن انتخابات الرئاسة سوى خمسة أشهر، ولا يوجد ما يدل على اقتراب موعد انتخابي هو الأهم.
وهذا الواقع لا يبعث على التفاؤل بشأن نتائج هذه الانتخابات، خاصة وأن نسبة التغيب في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أيار/مايو 2007 فاقت 64 بالمئة حسب الأرقام الرسمية، وبلغت 80 بالمئة حسب أرقام حزبية.
ويرى فيصل مطاوي الصحافي بجريدة 'الوطن' (خاصة صادرة بالفرنسية) أن الانتخابات الرئاسية القادمة تعود بالجزائر إلى عهد الحزب الواحد وسياسة المرشح الأوحد إلى الرئاسة مدى الحياة، بعد أن كانت قد تميزت عن الدول العربية الأخرى بوضع مادة في دستور عام 1996 تمنع الترشح لأكثر من ولايتين، وهي المادة التي ألغاها بوتفليقة مؤخرا.
وأضاف مطاوي أن بوتفليقة سيكون مرشحا وحيدا في الانتخابات القادمة، وأن المرشحين الباقين سيكونون مجرد ديكور، واعتبر أن نتيجة ذلك أن الديكتاتورية التي طردها الجزائريون من الباب عادت من النافذة.
وأوضح أنه لا توجد أية سلطة مضادة، فالبرلمان مغيب، والمجتمع المدني غير موجود، والمعارضة ملجمة، والمظاهرات محظورة بسبب الإبقاء على قانون الطوارئ، فضلا عن أن وسائل الإعلام الثقيل (من تلفزيون وإذاعة) مغلقة على الرأي الآخر، وأن الصحافيين يتعرضون لمتابعات قضائية.
من مواضيعي
0 نقطة نظام حول تعمد العضوين الافريقي و ابن عربي نشر الاكاذيب بالنقاش الحر
0 مقتل الاب الروحي للشيعة حسن شحاتة 3 آخرين
0 ادخل .....و اختبر نسبة ذكائك ـ طريقة يابانية
0 جريمة بشعة في حق الطفل مهدي 7 سنوات بعد اختطافه بغرداية
0 حريق مهول بحي ثنية المخزن بغرداية يسفر عن مقتل 6 اشخاص
0 هجوم كاسح على سوناطراك و مقدرات البلاد لحساب الإطاليين
0 مقتل الاب الروحي للشيعة حسن شحاتة 3 آخرين
0 ادخل .....و اختبر نسبة ذكائك ـ طريقة يابانية
0 جريمة بشعة في حق الطفل مهدي 7 سنوات بعد اختطافه بغرداية
0 حريق مهول بحي ثنية المخزن بغرداية يسفر عن مقتل 6 اشخاص
0 هجوم كاسح على سوناطراك و مقدرات البلاد لحساب الإطاليين