صعلوكيات: أفكار عن الصراع في الشرق الأوسط...
01-01-2009, 10:37 AM
الصراع على الأرض حتمية طبيعية، بين الحق الباطل، فهما متدافعان، لا يقبل أحدهما الآخر،و لا توجد منطقة وسط، (كما يسميها البعض السلام في الشرق الأوسط)، فهذه حقيقة يعرفها كل أحد من المسلمين أو غيرهم، و كل يدعي أن الحق عنده من دون العالمين. بل تزهق الأرواح و تشتت الشعوب و ترمل النساء و ييتم الأولاد و تمحى مدن من على وجه الأرض، بحجة أنه على حق!!!
و هذا ما يشهده العالم اليوم من صراع بين ما يسمى بالإرهاب و كل الدول و على رأسهم أمريكا .
فربما كانت حادثة 11 سبتمبر هي العصا التي فلقت بحر هذا العالم إلى شقين:
شق أمريكا و أوربا و حلفائها من دول آسيا كباكستان و الهند و غيرها، و حلفاء آخرون من الدول العربية مبطنين ومظهرين تحت عنوان الحرب على الإرهاب.
و شق لا نعرف له تحالفا، بداية من أسامة بن لادن و جماعته، ثم القاعدة الجديدة، و المقاومات الإسلامية في كل مكان و ربما يجمعهم شيء واحد و هو عداوة أمريكا و إسرائيل.
يقف الحلف الأول و على رأسهم أمريكا و إسرائيل، و يتكلمون على الحق التاريخي لليهود على أرض فلسطين، و الديمقراطية المثالية و العولمة، و تصدير الحرية!!!!
و من ثم فان كل من ينتقد هذا "الحق" فهو على باطل و جب محاربته!
يقف الحلف الثاني و على رأسهم حماس و الشعوب الإسلامية (أنا لا أتكلم عن الأنظمة)، و يتكلمون على الحق التاريخ و الإرث السماوي لفلسطين.و يبحثون عن العدل الإلاهي، و الحكومات الراشدة التي تسعى في خدمة الفرد و المجتمع المسلم. فهم يقفون كشوكة في حلق أمريكا واسرائيل.... فهم يدافعون بأي شيء!!!
و يقف الحلف الثالث!!! أجسادهم مع شعوبهم و قلوبهم مع أمريكا و إسرائيل، يعيشون بين خوف و رجاء، يرجون رحمة أمريكا و يخافون عذابها، فتراهم يلاحقون المسلمين بواد سوات و يضيقون الحصار على غزة و يلاحقون فلول طالبان و القاعدة بجبال هيرت، و يكيدون الكيد في الصومال و يعتقلون و يعذبون المساكين في بغداد و يعتقلون المناصرين في مصر و الأردن و تونس.... كل ذلك لأنهم أعداء الآلهة أمريكا. و لأن الآلهة لا ترضى إلا بقربان تأكله النار!!!
هؤلاء للأسف حكامنا في عصر الانحطاط. و قد كنت أحسبني لما أقرأ الآية: ((يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه. و صاحبته و أخيه. و فصيلته التي تؤويه و من في الأرض جميعا ثم ينجيه)). فكنت أحسب أن هذا الفعل الشنيع لا يكون إلا في الآخرة......فإذا أرى اليوم من يبيع شعبه من أجل إشباع شهواته و غرائزه, و لمن يبيع ؟أ لإسرائيل..... ولما لا يفعلونها.؟ و هناك من إخواننا من يوهمه أنه على الحق المبين، أليس هو ولي أمر المسلمين و يفعل ما شاء ومتى شاء و بمن شاء؟ حتى و ان ضربك و أخذ مالك و باعك في سوق النخاسة؟؟؟
((هاأنتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أمن يكون عليهم وكيلا)).
إن الصراع بين الحق و الباطل لا يحتاج إلى دليل، بقدر ما يحتاج الحق إلى رجال يقفون به و يصبرون على الأذى من أجل تحقيقه.
مادامت إسرائيل تضع أرجلها على فلسطين، فلن تهدأ قلوب المليار مسلم، حتى يرمى اليهود في البحر، أو يمحى المسلمين من على الأرض. و من أجل هذا فليتنافس أهل الصراع في الأرض و لتشتعل نيران الحروب حتى فناء أحد الطرفين.