تسجيل الدخول

حا..سين بيوت متواضعة منذ الأزل
تنام في حضن الجبل،
مع كل فجر جديد تترقب العائدين .
بوسلهام مرمن هنا
ومن هناك على هامش المنحدر بين قوسين
لا تزال صفصافتان واقفتان قبالة بيوت مدمرة
تناثرت أشلاؤها بين أخاديد تؤرخ للكارثة .

بوسلهام جاء الصيف حارا
خلافا لكل مواسم الحصاد
ولا زال الحفاة من أطفالنا
على حواف الطرقات
يعرضون التين الهندي
وخبز الأمهات بأبخس الأثمان.
المداشر لم تعد تصدر لنا اللبن
سكنتها الغربان.
لا زيتون ،لا ليمون
سوى الريح وبقايا حيطان.
بوسلهام الدنيا مقادير وأنت لست بدايتها.
من مقعدي على شرفات الطرق المتسلقة نحو الأسفل
أراك غيمة تتبعني
تلقي بظلالها على المدينة
يا ترى هل يراها سواي ؟؟
اليوم رأيت بأم عيني
أطفال بعمر المأساة
يسبحون في قذارة الوادي جنبا لجنب مع الموت
فارحين بما وفرته لهم اللامبالاة ،
يا لفظاعة المشهد!!
بوسلهام لا تزال الأمهات
تطلقن اسمك على كل مولود جديد
يولد بصرخة مدوية في وجه الظلام.
حا..سين قالت جدتي
لا يمكن لهذه الجبال العظيمة
الا تنجب العظماء من أمثال الرجل
الذي سكن الذاكرة على الدوام .

تقبل مروري