الفرق بين القناعة بالشيءوالايمان به
14-04-2009, 10:05 AM
سألت يوما فتاة عن عدم ارتدائها للحجاب قالت انا لست مقتنعة به فقلت لها : وهل تؤمنين به ؟ قالت: نعم .
انها وقعت في مفارقة عجيبة تؤمن بالشيء ولا تقتنع به كنت على يقين جازم بأنها لا تعرف الفرق بين الاقتناع بالشيء والايمان به جاريتها في رأيها وطلبت مناظرتها لان القناعةأو بالاحلرى الاقتناع لا نصل اليه الابالحجة والحجة تقارع بنظيرتها ركزت في كلامها وفي دفاعها عن رأيها على الواقع وما يشهده من فساد اخلاقي لبعض المتحجبات-هداهن الله الا الطريق المستقيم- و صلاح بعض المتبرجات-هداهن الله الى الصراط المستقيم- كنت أصدق ماتقول ليس مجاراة ولا مداراة لها ولكن لان ذلك واقعاليم نعيشه ونراه بأم اعيننا واحقاقا للحق يجب ان نقف على الحقائق ونواجهها ولا نغطي الشمس بالغربال فمن يعترض على الواقع فقد انكر الحقيقةوليس الحق ولما اكملت سردها لحججها وادلتها سألتها الايوجد امراة متحجبة ومستقيمة في هذا الواقع الذي نعيشه؟ قالت : بلى يوجد. قلت لها فمالذي ميز هذه الفتاة عن غيرها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خيم الصمت وساد السكوت كنت اعلم انها تعرف الاجابة وان الامر في حقيقته ليس له علاقة بالحجاب كحجاب ولكن يتعلق اصلا بمن ترتديه كحديثنا عن الاسلام والمسلم فلو ان مسلما قصر في تأدية ما ألزمه الاسلام من فرائض وواجبات هل ذلك سينقص من كمال هذا الدين القويم شيئا؟
قلت لها سأبين لك اين يكمن الخطا في فكرك وفكر من يرى برأيك -عدم الاقتناع بالحجاب-

ان الله عز وجل كرمنا بنعمة العقل-واكرم بها من نعمة-و العقل الراجح لا يقبل الافكار الا مقترنة بالحجة والبرهان ليصل به الامر الى التصديق و الذي يقود حتما الى الاقتناع فالبرهان دليل على التصديق كما قال الحق تبارك وتعالى ....قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين .غير ان هذه الحجج تبقى قابلة للنقد والمقارعة بماهو اقوى منها حجة وبيانا وقد يتراجع العاقل على افكار كثيرة يحملها ويغيرها بافكار خرى اقوى منها حجة وبرهانا اما الايمان بالشيء فيخضع لتصديق القلب ويكون فيه الدليل نقلا وليس عقلا لايقبل الخطا تماما لانه من عند الحق تبارك وتعالى او عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم لذلك من ياخذ بعقله مايجب ان يؤخذ بالقلب لن يصيب الحق ابدا لانه لن يتوصل بقصرفهمه وضعف عقله الى الحكمة من ذلك التشريع لان الدين يفوق العقل بالحكمة فكما ان الله عز وجل جعل للبصر منتهى وللسمع منهى فقد جعل للعقل ايضا منتهى فالعجز عن الادراك هو ادراك لذلك قال: علي ابن ابي طالب -رضي الله عنه- لوكان الدين يؤخذ بالرأي لكان مسح الخف من اسفل
لان موضع النجاسة -اكرمكم الله -من اسفل ولكن لما كان الامر نقلا عن رسول الله وجب الايمان به كما اتى دون الخوض في اسبابه بالعقل حتى وان لم يتم التعرف على الحكمة منه وهذا هو معنى الطاعة والايمان بالله ورسوله فالحجاب فريضة من الحق تبارك وتعالى وقد بين فيها بعض الحكمة حيث قال في محكم تنزيله:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيم فيجب ان نستعمل العقل الذي رزقنا به الله في مجالاته وما اكثرها ونستعمل القلب في المسلمات التي اتى بها الشرع القويم كيف لا والله عز وجل هو احكم الحاكمين فمن منا لايؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والقضاء والقدر خيره وشره وكل هذه الامور لو اخضعناها للعقل لضللنا ضلالا مبينا وربما خرجنا من دائرة الاسلام نهائيا -والعياذ بالله -نسال الله العافية والله المستعان فالامتثال والطاعة هما سلاح المؤمن لان المرجعية التى ينهل منها معصومة من الخطا ولا ياتيها الباطل من خلفها ولا من بين ايديها لانها صراط الله المستقيم فالله اسال ان يهدينا صراطا مستقيما صراط الذين انعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
ان اصبت فمن الله وحده وان اخطات فمن نفسي والشيطان تقبلوا مشاركتي المتواضعة ومعذرة على الاطالة والاطناب


ان الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال تعرف بالحق اعرف الحق تعرف اهله
التعديل الأخير تم بواسطة said78 ; 24-02-2012 الساعة 10:35 PM