المقامة الأميرية
22-04-2009, 03:59 PM
أبو نوال
حدثني أمير بن عزوز قال : أحل بي العوز وامرأتي حامل اشتهت اللوز وأبنائي اشتاقوا شرب اللبن في الكوز فبحثت عن العمل فما وجدت وعن الإحسان فما لقيت فشق قلبي جوع أكباد فلذتي ومعاناة شريكة حياتي فأصغرهم الطفلة نور بل وابني الذي لم ير النور فقصدت المسجد فرددت والدير فطردت فاستغل الشيطان الوضع وما أصابني من الفزع فوسوس في قلبي المسكين الذي لم يتفقه في الدين فأحل السرقة والضرب بالمطرقة ففي أحد الليالي خرجت وقلبي مملوء بالظلال بعدما وضعت خطة محكمة تقيني من دخول المحكمة فدخلت أحد البيوت فوجدت الرجل يصلي صلاة القنوت وكان احد الأغنياء واشد البخلاء فجمعت ما استطعت من الزاد وهممت بالفرار والابتعاد لكني اصطدمت بجدار لا بل هو صاحب الدار فكان ضخم الجثة طويل القامة استوقفني بشدة وقال بحدة : من أنت يا هذا وماذا تفعل في غرفة ابنتي شذى قلت : أنا أبو نوال ولست بسارق ولا محتال وقد كنت أرتدي بذلة حمراء ولي لحية بيضاء قال : كأنني رأيتك وقد تذكرني حينما شكوت له قلة الفئران أمام الكشك فأسرعت وقلت له : نعم أنا من أقدم للأطفال الهدايا وسأقص عليك القصة من البداية فنفعتني قلة إيمانه وبساطة ذكائه وشدة طمعه وبخله فقال لا عليك ولكن ما هذان الكيسان اللذان بيديك فقلت بنبرة امتزج فيها الخوف والرعب وانعقاد اللسان والقلب : أما هذا فهو لابنتك والآخر لجيرانك ثم أضفت : علي الذهاب لأنه حان موعد الإياب فأوجس مني خيفة وأحس بمؤامرة خبيثة فقال: لكن هذا ليس موسم أعياد وهذا حي الأغنياء والقياد قلت : نعم وأنا معروف بالكرم عند الأغنياء والفقراء فسمح لي بالانصراف فتخفيت عن الأنظار بواسطة الأشجار حتى وصلت إلى عائلتي حيث أفرحت أبنائي وبناتي لكني بعد فوات الأوان حين تنعدم الحيلة بيد الإنسان أدركني الندم بسبب ما ارتكبته من جرم وعدم تضرعي لرب البشر فاستغفرته عله يمحي من الوزر .