تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الحديث وعلومه

> الهدي النبوي في النهي عن النفخ في الإناءوعالم الكائنات الدقيقة

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية لينا_1
لينا_1
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 10-10-2008
  • الدولة : الجــــزائر
  • المشاركات : 115
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • لينا_1 is on a distinguished road
الصورة الرمزية لينا_1
لينا_1
عضو فعال
الهدي النبوي في النهي عن النفخ في الإناءوعالم الكائنات الدقيقة
05-05-2009, 02:33 PM
عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: (نَهَى رَسُولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنْ يُتَنَفَّسَ فِي الإِنَاءِ أوْ أنْ يُنْفَخَ فِيهِ). رواه الترمذي.

هذا الحديث الشريف هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق،

فالنفخ في الطعام والشراب خروج عن الآداب العامة ومجلبة للاحتقار والازدراء، والنبي صلى الله عليه وسلم سيد المؤدِّبين وإمام المربِّين .



قال بعض العلماء: "إن النهي عن التنفس في الشراب كالنهي عن النفخ في الطعام والشراب، من أجل أنه قد يقع فيه شيء من الريق فيعافه الشارب ويستقذره، ومحل هذا إذا أكل وشرب مع غيره، وأما إذا أكل وحده أو مع أهله أو من يعلم أنه لا يتقذَّر شيئاً مما يتناوله فلا بأس".

وقال القرطبي: "معنى النهي عن التنفس في الإناء لئلا يتقذر به من بصاق أو رائحة كريهة تتعلق بالماء، فالتنفس يُخرِجُ من الرئتين الهواء المفعم بغاز الفحم وبعض فضلات الجسم الطيَّارة، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النفخ في الطعام والشراب".

لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالرسول صلى الله عليه وسلم كما قال فيه الرحمٰن الرحيم: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) النجم: ٣ - ٥. فإمكانية المرض وعدوى الآخرين ممكنة مع وجود عالَم من الكائنات الدقيقة الملازمة لنا والضرورية لحياة الإنسان والتي تتركز في الجهاز التنفسي والهضمي والجلد مثلا. وهذه الكائنات الدقيقة يمكن لها أن تحدث ضررا لمن يأكل مع غيره في نفس الإناء أو من يأكل وحده إذا تغيرت ظروف تواجدها. وهكذا كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وقاية وحماية للإنسانية من الأمراض المتنقلة قبل قرون من معرفة الكائنات الدقيقة وخصائصها ودورها في الإصابة بالأمراض الجرثومية.

تفاعل الإنسان مع الكائنات الدقيقة:

اكتشفت الكائنات الدقيقة المجهرية في القرن السابع عشر من طرف التاجر الهولندي Leeuwenhoek وذلك بعد تطوير المجهر الضوئي، ولكن لم يعرف دور هذه الكائنات الدقيقة أو خصائصها إلا في القرن التاسع عشر مع تجارب العالمين Pasteur و Koch ومعاصريهما. وبعدها حدثت ثورة كبيرة في مجال الكائنات الدقيقة لمعرفتها عن قرب.

تستوطن المليارات من الكائنات الدقيقة جسم الإنسان بصفة طبيعية وعادية وهي تتكون من البكتيريا والفطريات. وهي في أغلبها غير مضرة ولها فوائد عديدة لصحتنا. كما أنها تستعمل غذائنا من أجل تكاثرها دون إلحاق الضرر بالإنسان. وقد قال الحق في كتابه الكريم: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) الذاريات: ٢١، لكن جزءً من هذه الكائنات الدقيقة انتهازي، فيمكن له أن يتسبب في أمراض جرثومية في حال ضعفت القوى المناعية للجسم أو تعرضت لعدوان خارجي.

قبل الولادة يعتبر الجنين "معقما"، وعند ولادته يتعرض إلى "استعمار مفيد" من طرف البكتيريا التي تأتي من المحيط الخارجي، ثم تستقر تدريجيا في مناطق الجسم التي لها تماس وتُكَوِّنُ حدودا مع المحيط الخارجي كالجلد، تجويف الفم والأنف، الجهاز التنفسي، الهضمي، البولي والتناسلي. لكنها لا تتواجد في الأعضاء الداخلية والأنسجة والدم والجهاز اللمفاوي. كما أنّ الإنسان والحيوانات والنباتات تتميز بإمكانية العيش والتأقلم في ظروف معينة، فإن الكائنات الدقيقة لها مميزاتها الخاصة والمستقرة من درجات الحرارة والرطوبة والحموضة والضغط. ولهذا نجد أنواعا خاصة من الكائنات الدقيقة تتركز في مناطق معينة من الجسم البشري دون غيرها، وأنواع أخرى تتواجد في مناطق أخرى، فالظروف الملائمة لعيشها وتكاثرها تختلف من كائن لآخر.

تواجد الكائنات الدقيقة بالجهاز التنفسي:

يتكون الجهاز التنفسي من الفم، تجويف الأنف، الحلق، الرغامي، القصبات والرئتين. وكل هذه الأماكن الرطبة تعتبر مقرات مفضلة للمستعمرات الميكروبية. فالفم غني ببقايا الأغذية وحرارته وحموضته مستقرة، مما يجعله الأفضل للعديد من البكتيريا، ويحتوي اللعاب حوالي 108 من البكتيريا في الميليلتر الواحد. وأغلب هذه البكتيريا تُكَوِّنُ مستعمرات تلتصق بسطح اللسان، اللثة والأسنان. وحتى لا يزيد الشيء عن حده ولا ينقلب إلى ضده، جعل لنا الله الرحمٰن الرحيم عدة أنزيمات في اللعاب تقوم بتثبيط التكاثر البكتيري وهي lysozyme وlactoperoxydase. من بين البكتيريا المتواجدة بالفم نجد: Streptococcus salivarius والذي يتكاثر ويلتصق على سطح اللسان؛ Streptococcus mutans وStreptococcus sanguis وبعض الأجناس من النوع Actinomyces تتواجد على سطح ميناء الأسنان وهي التي تتسبب في إنتاج بعض الأحماض العضوية التي تعمل على تسوس الأسنان.

بسبب نسبة رطوبته المعتبرة، يحتوي الأنف وتجويفه بصفة دائمة على البكتيريا التي تأتي مع التنفس. وأنواعها عادة مشابهة للبكتيريا المتواجدة على الوجه، مع سيطرة Staphylococcus وبكتيريا أخرى غير مُمْرِضَة من الأجناس: Streptococcus pneumoniae وNeisseria meningitidis، ومن الأنواع: Branhamella وHaemophillus. أما في تجويف الحنجرة فتتواجد نفس البكتيريا المذكورة أعلاه والمتواجدة بالأنف، مع زيادة في أنواع أخرى تستطيع تحمل نقص الهواء، وهي: Prevotella و Porphyromonas. إن الجهاز التنفسي الأسفل الذي يتكون من الرغامي والقصبات والرئتين يكون معقما عند الأشخاص الأصحاء. وأغلب ذرات الغبار والجزيئات الصغيرة المستنشقة تتثبت على الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي العلوي دون الوصول إلى الأماكن السفلى. وهكذا عرفنا بعض أنواع وأجناس البكتيريا المتواجدة بطريقة طبيعية في الجهاز التنفسي لإنسان سليم، والتي تلعب دورا أوليا في عملية الدفاع والحماية من استعمار البكتيريا المُمْرضة، فالتصاق البكتيريا العادية بالأغشية والجدران الداخلية يمنع تَثَبُّت البكتيريا المُمْرضة على سطح الخلايا وبذلك تُكَوِّن حاجزا منيعا. كما يعتبر الشخص السليم "مخزنا" لبعض الأجناس البكتيرية الخطيرة ولكنها ليست حتما مُمْرضة بسبب التنافس بين مختلف أنواع البكتيريا العديدة على الغذاء، وهذا ما يحد من تكاثر البكتيريا المُمْرضة، ويبقى التوازن في النسب بين أنواع الكائنات الدقيقة المتواجدة.

البيئة البكتيرية والعدوى:

وهكذا تَبَيَّن أن الجسم البشري عبارة عن مستعمرة متنقلة من الكائنات الحية الدقيقة التي تكون في الحالات العادية "مُسالِمة"، فإذا تغيرت الظروف المحيطة بها تغيرت طبيعتها وأصبحت "عِدَائية".

كما رأينا سابقا أن كل الأنواع البكتيرية لها بيئتها المفضلة لمعيشتها وتكاثرها، وهي عوامل فيزيائية تتدخل مباشرة في عملية النمو فتمنعه أو تثبطه أو تحفزه: درجة الحرارة، الضغط، الرطوبة، درجة الحموضة(pH)، الأكسجين؛ بالإضافة إلى الغذاء المناسب كالسكريات مثلا. فإذا كانت حرارة الإنسان العادي ثابتة في 37°م، فإن الرطوبة والحموضة تختلفان مثلا من شخص لآخر. وهكذا فإنّ الشخص السليم إذا أكل مع غيره في نفس الإناء وحدث أن نفخ أو تنفس فيه، فإن جزيئات الزفير والبصاق المحملة ببعض البكتيريا تقع في الأكل وتنتقل إلى الشخص الآخر عندما يغرف بملعقته. هنا تجد البكتيريا بيئة مغايرة عن بيئتها الأولى، فتنتقل إلى عملية "الدفاع عن النفس" وبدلا من كونها مسالمة تصبح عدائية، فتتكاثر وتنتج بعض الأحماض العضوية والمواد السامة للإبقاء على حياتها في هذه الظروف الجديدة، ومن هنا يكون المرض. وإذا كان الشخص مريضا أو حاملا فقط للمرض فإنّه قد يتسبب في عدوى غيره. وقد قال صلى الله عليه وسلم في هذا الأخير:(لاَ يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ).

إنّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخصّ من يأكل مع غيره، بل جاء بلفظ العموم. فإذا أكل الشخص السليم في إنائه الخاص ونفخ فيه، فهل هذا يتسبب له في المرض؟ طبعا يمكن له أن يمرض، فقد ذكرنا أنّ البكتيريا تغير طبعها بتغير بيئتها. فإذا سقطت جزيئات بصاق أو زفير محملة ببكتيريا نفس الشخص فوق الأكل وعاد مرة أخرى لجوف ذلك الشخص فإن نسبة الإصابة بالمرض تكون كبيرة، خصوصا إذا لم يتم التخلص منها بتأثير حموضة المعدة، فهذه البكتيريا كانت تعيش في درجة حموضة قليلة وبوصولها من الفم مثلا إلى المعدة يتغير سلوكها آليا، وهنا تتسبب في المرض.

خاتمة:

إنّ عالم الكائنات الدقيقة كان غيبياً في زمن النبوة وبعده، حتى القرن الماضي، لكن التوجيهات الإسلامية في الطهارة والوضوء والغسل، والنظافة في المسكن والملبس وأماكن التجمعات، والتوجيهات في المأكل والمشرب، والسلوك الخلقي العام والخاص، تشير كلها بطريق أو بآخر إلى هذه العوالم الخفية وإلى مسببات الأمراض التي قد تودي إلى الهلاك .وهكذا أثبت العلم سبق القرآن الكريم والسنة النبوية في الإشارة إلى الكائنات الدقيقة، وقدّم التشريع الإسلامي أنجح السبل في القضاء عليها، وحماية الإنسان ووقايته من أخطارها، ورأى العلماء بأعينهم صدق وحي الله لرسوله، وتحقق قوله تعالى: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) سبأ: ٦ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية لينا_1
لينا_1
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 10-10-2008
  • الدولة : الجــــزائر
  • المشاركات : 115
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • لينا_1 is on a distinguished road
الصورة الرمزية لينا_1
لينا_1
عضو فعال
رد: الهدي النبوي في النهي عن النفخ في الإناءوعالم الكائنات الدقيقة
06-05-2009, 12:51 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ركن الدين بيبرس مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
شكرا جزيلا أختي لينا على الافادة القيمة
بارك الله فيك
تقبلي مروري
تحياتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العفو اخي بيبرس ،وفيك بارك الله
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 05:18 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى